قتل سلاح الجو الإسرائيلي في 8 أبريل عام 1970 34 طفلا إثر غارات طالت مدرسة "بحر البقر" الابتدائية الواقعة بمحافظة الشرقية بمصر، وكالعادة ألقت إسرائيل بالمسؤولية على الضحية.    

هذه المذبحة جرت خلال حرب الاستنزاف بين عامي 1967 – 1970، وقد نفذتها أربع طائرات "إف-4" فانتوم من سرب القوات الجوية الإسرائيلية 201.

الطائرات الإسرائيلية المغيرة استهدفت في الساعة 09:20 صباحا مدرسة "بحر البقر" بخمس قنابل وصاروخين. كان بمبنى المدرسة المكونة من طابق واحد 130 تلميذا. دمر مبنى المدرسة بالكامل وتحولت أجساد 34 من تلاميذها إلى أشلاء، وأصيب أكثر من خمسين آخرين.

قبل أن تجف دماء التلاميذ المصريين، زعم متحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن المصريين أحضروا الأطفال إلى المنطقة وجعلوا منهم درعا بشريا!

الأمر ذاته كرره وزير الدفاع الإسرائيلي في ذلك الوقت موشيه ديان، حين سئل عن المذبحة. دايان قال: "ربما وضع المصريون تلاميذ المدارس في قاعدة عسكرية".

ذكرى هذه المذبحة تتزامن مع الحرب الإسرائيلي المدمرة والمتواصلة منذ 7 أكتوبر 2023 والتي أودت بما يزيد عن 33 ألف شخص معظمهم من الأطفال والنساء.

في هذه الحرب أيضا لم تسلم المدارس والمؤسسات التعليمية في غزة من الاستهداف. تقرير لهيئة إنقاذ الطفولة التابعة للأمم المتحدة كان ذكر أن 212 مدرسة في القطاع تعرضت للقصف، بينها 52 دمرت بشكل كامل.

هذه المذبحة المروعة التي زهقت بها أرواح تلاميذ مصريين صغار، بقيت في الذاكرة المصرية على مر الزمن.

ظهر ذلك حين عبّر أوفير جندلمان، المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في 7 يناير عام 2013 عن إعجابه بأغنية وطنية مصرية باسم "يا بلادي يا بلادي أنا بحبك يا بلادي".

 بوابة الأهرام قالت حينها في معرض رصدها للموقف، أن جندلمان كتب قائلا إن ""بعض الإسرائيليين، وأنا منهم، يستمعون إلى الأغاني المصرية، التي يستمتعون بها، بينما يمكن للمصريين أيضًا الاستماع إلى الموسيقى الإسرائيلية ردًا على ذلك... الموسيقى ليس لها حدود ولا توجد مشكلة في ذلك".

المتحدث باسم نتنياهو في ذلك الوقت وضع نفسه في موقف محرج، وعبر عن تقديره لأغنية وطنية مصرية كتبت خصيصا لنعي التلاميذ المصريين الصغار الذين قتلوا في الغارات الإسرائيلية التي دمرت مدرسة بحر البقر في عام 1970.

بوابة الأهرام لفتت إلى أن الأغنية الأصلية كانت لحنت خصيصا لفيلم رسوم متحركة بعد مجزرة بحر البقر في 8 أبريل عام 1970.

المصريون ردوا على المتحدث الإسرائيلي بانتقادات شديدة مذكرين إياه بأن تلك الأغنية كرست لمذبحة مدرسة بحر البقر التي "ارتكبها أسلافكم"، كما كتب أحد المعلقين.

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف الحرب على غزة قطاع غزة بحر البقر

إقرأ أيضاً:

بين التجويع المنهجي والعقوبات الأوروبية.. كيف غيرت مأساة غزة الخريطة السياسية؟

تشهد الساحة الدولية تحولات جذرية في التعامل مع الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، حيث تسببت صور المجاعة والتجويع المنهجي في إحداث صدمة للضمير العالمي أجبرت الحكومات على إعادة النظر في مواقفها من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

ويمثل هذا التطور الذي وصفه رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة أمجد الشوا بأنه "إنذار حقيقي للمجتمع الدولي"، تحركا لم يقتصر تأثيره على الشارع الشعبي، بل امتد ليطال أروقة صنع القرار في العواصم الأوروبية والأميركية.

وفي تحذير جديد من عواقب كارثية للمجاعة في القطاع، قال مرصد عالمي للجوع إن السيناريو الأسوأ لحدوث مجاعة يلوح في الأفق حاليا في القطاع.

وأكد التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي في العالم، أن الأدلة المتزايدة تشير إلى أن انتشار الجوع وسوء التغذية والأمراض تسهم في ارتفاع الوفيات المرتبطة بالجوع.

ويضيف التحذير أن أحدث البيانات تشير إلى أن استهلاك الغذاء بلغ حد المجاعة لدى المواطنين في أنحاء قطاع غزة، وأن سوء التغذية الحاد يتركز في مدينة غزة.

ويكشف الوضع الراهن عن إستراتيجية تجويع ممنهجة بدأت منذ اللحظات الأولى للعدوان، كما يوضح الشوا الذي يشير إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قام بحساب السعرات الحرارية والكميات التي تدخل إلى القطاع، ونفذ تدميرا ممنهجا للبنى الاقتصادية والاجتماعية لزيادة اعتمادية السكان على المساعدات.

ووصف هذه السياسة خبراء إسرائيليون أنفسهم بأنها الأكثر منهجية وتنظيما منذ الحرب العالمية الثانية، وقد تركت آثارا عميقة على النخب الإسرائيلية ذاتها.

حراك ضد نتنياهو

وفي هذا السياق، يشهد المجتمع الإسرائيلي حراكا متزايدا ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، حيث يؤكد الخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى أن أكاديميين وفنانين وأدباء إسرائيليين بدؤوا يشاهدون كيف تغرق إسرائيل في وحل أخلاقي سيرافقها لعشرات السنوات.

إعلان

وتجسد هذا الحراك في بيانات من 5 جامعات إسرائيلية ومطالبات بحل مشكلة قطاع غزة، مما يعكس قلقا متزايدا من انهيار الصورة الدولية لإسرائيل التي كانت تعتبر نفسها ضحية وممثلة للهولوكوست اليهودي.

وبينما يتصاعد الضغط الداخلي الإسرائيلي، تشهد الساحة الأوروبية تحركات جدية نحو فرض عقوبات على إسرائيل، كما يوضح أستاذ العلاقات الدولية بجامعة جنيف الدكتور حسني عبيدي أن أوروبا بدأت تقود حملة داخل الاتحاد الأوروبي لتعليق الاتفاقيات التجارية والتعاون العلمي مع إسرائيل.

ويحمل هذا التهديد بالعقوبات الأوروبية تأثيرا مضاعفا على إسرائيل، نظرا لأن البحث العلمي والتطوير الإسرائيلي مبني بالكامل على العلاقة العلمية مع الاتحاد الأوروبي، كما يشرح مصطفى، حيث إن التلويح بقطع هذا التعاون يعني انهيار عملية البحث العلمي والتطوير في إسرائيل نهائيا، مما يفسر الحراك الأكاديمي الإسرائيلي المتزايد ضد سياسات الحكومة.

وفي وقت سابق، قررت هولندا منع وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش من دخول أراضيها.

وكان وزير الخارجية الهولندي كاسبر فيلدكامب قد أعلن أمس، في رسالة وجهها إلى البرلمان أن الوزيرين لن يتمكنا من دخول هولندا بسبب تحريضهما على العنف ضد الفلسطينيين ودعوتهما إلى توسيع المستوطنات غير الشرعية، ودعواتهما كذلك إلى التطهير العرقي في قطاع غزة.

وعلى الصعيد السياسي، يشهد ملف الاعتراف بالدولة الفلسطينية تطورات مهمة، بدءا من الموقف الفرنسي وصولا إلى التصريحات البريطانية الأخيرة.

حيث أعلن رئيس الوزراء الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن بلاده ستعترف رسميا بالدولة الفلسطينية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وهو نفس القرار الذي أعلن عنه رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي ربطه بشرط عدم اتخاذ الحكومة الإسرائيلية خطوات جوهرية لإنهاء الوضع "المروع" في غزة.

بَيد أن النائبة السابقة في البرلمان البريطاني كلوديا ويب تنتقد بشدة ربط الاعتراف بشروط، معتبرة أن الدولة الفلسطينية حق لا يمكن إنكاره وليس وسيلة للمقايضة والمساومة مع إسرائيل.

تنامي الضغوط الشعبية

وتأتي هذه التطورات في ظل تنامي الضغوط الشعبية في الدول الأوروبية، حيث تشير ويب إلى أن الشعب البريطاني يخرج في مظاهرات كل يوم وفي كل عطلة نهاية أسبوع دفاعا عن فلسطين، لأن الناس لم يعودوا يتحملون رؤية هذه الفظائع تحدث أمام أعينهم يوميا.

وهو نفس الضغط الشعبي الذي يلاحظه عبيدي في جميع أنحاء أوروبا، لافتا إلى أنه بدأ يؤثر على قرارات المفوضية الأوروبية وحكومات القارة.

ورغم هذه التطورات الإيجابية، يبقى التحدي الأكبر في تحويل هذه المواقف إلى إجراءات فعلية على الأرض، حيث يؤكد الشوا أن الشعب الفلسطيني لن يفقد الأمل مهما حدث.

ولكنه يشدد على ضرورة أن تتحول هذه المواقف إلى إجراءات وتدابير حقيقية وليس فقط ربطها ببعض الأمور الإنسانية، مطالبا بمسار سياسي حقيقي لوقف العدوان وإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • مقارنة بين لحم البقر والدجاج تظهر نتائج مثيرة.. اعرف أيهما أفضل لصحتك
  • السيد القائد يوجه اقوى تحذير لادوات اسرائيل في الداخل
  • طناجر فارغة وانتظار طويل.. كيف يرى المغردون مأساة التجويع في غزة؟
  • تقرير صادم.. اسرائيل تخطط لتفكيك غزة وفرض حصار تام
  • المتحدث باسم وزارة الداخلية نور الدين البابا: مزاعم الحصار دعاية أطلقتها المجموعات الخارجة عن القانون لتسويق فتح معابرغير نظامية مع محيط السويداء داخل الجمهورية، وخارجها، لإنعاش تجارة السلاح والكبتاغون التي تشكل مصدر تمويل أساسي لهذه المجموعات
  • تقرير أمني ايراني يكشف عن خسائر اسرائيل في الحرب
  • بين التجويع المنهجي والعقوبات الأوروبية.. كيف غيرت مأساة غزة الخريطة السياسية؟
  • واشنطن تضغط على لبنان بشأن نزع سلاح الحزب.. وهذا ما طلبه بري ورفضته اسرائيل
  • أحمد موسى يعرض صورا للقاءات بين قيادات الإخوان ومسؤولين بارزين في اسرائيل
  • فتاوى تشغل الأذهان| هل يعتبر الدم الموجود بعد الإجهاض نفاسا؟.. حكم إلقاء بقايا الطعام في القمامة.. هل يجوز إخراج الزكاة للمدين المسرف إذا عجز عن سداد دينه؟