علماء فضاء يمنيون يساهمون بأحدث نظرية علمية لحل لغز اختلاف وجهَيّ القمر
تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT
نشر فريق من خبراء مركز الفضاء اليمني لأبحاث الكواكب ووكالة الفضاء اليمنية دراسة علمية جديدة تميط اللثام عن حقيقة أحد أسرار القمر الذي ظل لغزاً غامضاً مُحيِّراً للعلماء على مدى عقود طويلة، وقدَّم حوله علماء الفضاء الأمريكيون والروس والأوروبيون واليابانيون والصينيون وغيرهم العديد من النظريات والتفسيرات التي ظلَّت جميعها من دون دليل حاسم.
>> استشاري طب الأسرة والطفل يفوز بالرئاسة، ويتعهَّد بتنفيذ أضخم برنامج رعاية صحية عرفته البلاد
الدراسة العملية نُشرت مطلع هذا الأسبوع في عدد خاص من "مجلة مركز الفضاء اليمني لأبحاث الكواكب" احتفاءً بمناسبتين مهمتين في تاريخ علوم الفضاء؛ الأولى هي انتقال المركز والوكالة إلى مقرهما الجديد الذي يحتوي مراصد ومختبرات ومعامل وصالات عرض كلها حديثة وعملاقة، وأكاديمية لإعداد وتدريب رواد الفضاء، ومتحفاً للعلوم، إضافة إلى مكاتب إدارية وفنية، وهو المقر الذي تم الانتهاء من بنائه وتجهيزه مؤخراً على قمة جبل النبي شعيب الذي يُعرَف أيضاً بجبل حضور الواقع في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء على الطريق المؤدي إلى الحديدة، ويَرتفع بـ3666 متراً عن سطح البحر. ومن المتوقع أن يُحدِث هذا الانتقال إلى المقر الجديد نقلة نوعية في علوم الفضاء وأبحاث ودراسات الكواكب في اليمن والمنطقة والعالم.
أما المناسبة الثانية فهي مرور أربعين يوماً على عودة بعثة الفضاء اليمنية إلى أرض الوطن بعد أن أنجزت بنجاح مهمتها بالهبوط على الوجه البعيد للقمر ودراسته وتفحُّصه، وجمع كمّ هائل من البيانات والعينات من على سطحه مباشرة لإخضاعها للمزيد من الدراسة والبحث على الأرض. ويُعَد هذا ثاني هبوط لمركبة فضاء يمنية مأهولة على سطح القمر، وتُدعَى (سِيْدِي حسن 2)، إذ أن أول هبوط لمركبة فضاء يمنية مأهولة وهي (سِيْدِي حسن 1) كان في 21 سبتمبر 2014 ولكن على الوجه القريب للقمر.
أما مركبات الفضاء اليمنية غير المأهولة التي حطت على سطح القمر فعددها 7 حتى الآن، ويعود أولها إلى خمسينيات القرن الماضي وتحديداً قبل خمس سنوات من تمَكُّن المسبار السوفيتي "لونا 2" من الوصول إلى سطح القمر في 1959.
وفي البحث الموسوم "مفارقة وجهيّ القمر: أخيراً تم حلّ اللغز"، قدَّم خبراء مركز الفضاء اليمني لأبحاث الكواكب ووكالة الفضاء اليمنية التفسير العلمي أو النظرية العلمية الأكثر إقناعاً حول لماذا تنتشر في الجانب القريب من القمر سهول بازلتيّة كبيرة ومظلمة تُعرَف بـ"البحار القمرية" عبارة عن بقايا شاسعة ذات لون داكن لتدفقات الحمم البركانية القديمة، بينما الجانب البعيد منه مليء بالفُوَّهات التي تبدو ناتجة عن تصادُم، ويخلو فعلياً من ذلك النوع من "البحار القمرية".
وقالت الدراسة إن "القمر كان عبارة عن كتلة ملتهبة حارقة كالشمس، وكانت الأرض بسببه غير صالحة للسكن"، مضيفةً إنه "ولكي تتهيأ الأرض ليسكن عليها أعلام الهدى ومصابيح الدجى بعد مليارات السنين، فقد سلَّطَت الأرض مياه بحارها ومحيطاتها باتجاه القمر بسرعة خارقة، وعند اصطدام هذه المياه بسطحه القريب حفرت فيه فوهات عميقة بلغت غوره ونفذت إلى الجهة الثانية منه، ما أدَّى إلى تسرُّب كامل للمياه من هذا الجانب باتجاه الجانب الآخر (البعيد) حينها، وتحت وطأة ثقل المياه والرواسب اقتلب القمر رأساً على عقب، وتبادَل الجانبان البعيد والقريب للقمر مكانيهما منذ ذلك الحين".
وحفلت الدراسة التي شارك في صياغة نظريتها النهائية أبرز خمسة علماء كبار في مركز الفضاء اليمني لأبحاث الكواكب ووكالة الفضاء اليمنية، بقيادة البروفيسور نجم الدين سابر، بمروحة واسعة من الاستدلالات العلمية على صحة النظرية، بما في ذلك خلاصات من نتائج ما جمعته بعثة الفضاء اليمنية من بيانات وعينات قالت البعثة إنها سوف تضعها قريباً أمام تصرف العلماء والباحثين من مختلف مراكز ووكالات الفضاء النظيرة عبر العالم.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
يمنيون يردون على طارق صالح: إعادة التموضع تواطؤ يستهدف الوحدة يوازي التآمر لاسقاط صنعاء
أثارت تصريحات لعضو مجلس القيادة طارق صالح في تعليقه على تمرد المجلس الانتقالي المسلح في المحافظات الشرقية لليمن تفاعلا واسعا لدى اليمنيين في وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصف طارق صالح الذي يتمركز في الساحل الغربي لليمن بدعم من دولة الإمارات العربية المتحدة تمدد الانتقالي العسكري في حضرموت والمهرة، وسيطرته على المنطقة العسكرية الأولى، وإعلان تحضيراته للانفصال بأنها إعادة ترتيب لمسرح العمليات.
وجاءت تصريحات طارق صالح متجاهلة لتصعيد الانتقالي، وأعلن أن المواجهة موجهة نحو صنعاء، وليست ضد المجلس الانتقالي، كما جاءت مخالفة لحديث رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الذي أعلن عقب مغادرته عدن ووصوله إلى الرياض عن إجراءات أحادية اتخذها المجلس الانتقالي، وقوضت الدولة اليمنية، ودعا للتراجع عنها.
هذه التصريحات كشفت عن تماهي في موقف طارق صالح مع أجندة الأنتقالي، وأبرزت موقف مغاير لتصور مجلس القيادة للوضع الراهن في شرق اليمن، سواء مع اجتياح الانتقالي لحضرموت، أو مواجهته لرئيس حلف القبائل في المحافظة عمرو بن حبريش، وهو ما جعلها محل تفاعل واسع لدى اليمنيين، وأعاد التذكير بالدور الوظيفي الذي يؤديه طارق صالح في الساحل الغربي لليمن، لصالح دولة الإمارات.
وقال الدكتور عبدالقادر الجنيد إن طارق صالح هو رجل الإمارات على شواطئ تعز في شمال اليمن، وكان يطمح للاستيلاء على الحجرية ومدينة تعز، ولديه ماكينة إعلامية نشطة سخرها خلال غزوة حضرموت لصالح عيدروس والإمارات وحتى وصل لدرجة الموافقة على انفصال الجنوب.
الجنيد قال إن إطلاق طارق مصطلح إعادة ترتيب مسرح العمليات للتعليق على استيلاء عيدروس على العاصمة وطرد رئيس الجمهورية وغزوة حضرموت، يأتي على أمل أن تنهار الحجرية وتعز تحت أقدامه بنفس المصطلح، ما يعني سقوط المرجعيات الثلاث، مما سيسقط حلم تحرير صنعاء الذي يلوح به طارق كل يوم.
وأضاف معلقا: " سوف يدخل طارق ثلاجة صغيرة لأنه مكتفي ذاتيا بالأموال من التهريب واستيراد النفط من الميناء والاستفادة من حصة من إيرادات الدولة في جمرك ميناء المخاء".
أما الكاتب والإعلامي أحمد الشلفي فقال إن طارق صالح أضاف بتلك التصريحات جريمة إلى جرائمه الكثيرة جدا، ابتداء من جمعة الكرامة، إلى دعم انقلاب الحوثي، ورعايته للقناصين إبان تحالفه مع الحوثيين، وصولا لموقفه المتماهي مع الدعوات الانفصالية.
الشلفي علق بالقول: "الآن يقول طارق ببجاحته المعهودة إن ما حصل في المناطق الشرقية حضرموت والمهرة ترتيب لمسرح العمليات وهذا رجل يتكلم باسم الدولة وعضو مجلس رئاسي فيها بينما يخالف مايقوله رئيس المجلس الذي يطالب بخروج القوات من حضرموت والمهرة".
ويشير الشلفي إلى حديث طارق صالح بأنه سيرتب مسرح العمليات في تعز، واعتبر ذلك إنذار لتعز، خاصة مع إشارة طارق لما وصفها بقوى معينة، وقال الشلفي إن تلك إشارة للإخوان المسلمين، الذين وصفهم طارق بهذا المسمى من قبل، في إشارة لحزب التجمع اليمني للإصلاح.
وذكر الشلفي بسلوك ومواقف طارق صالح خلال منذ أكثر من خمسة عشرا عاما، وقال إن طارق وقف ضد الشعب بقتل فرسان جمعة الكرامة، ووقف ضد الجمهورية بمشاركته الانقلاب الحوثي، ووقف ضد اليمن الواحد عندما وصف الإنقلاب على الدولة بإعادة ترتيب مسرح العمليات، ثم خان شرف القسم عندما أقسم كعضو في مجلس القيادة الرئاسي على عدم مخالفة القسم.
البرلماني والسفير والوزير السابق علي أحمد العمراني كتب مقالا مطولا وجهه لطارق صالح، انتقد فيه مواقف طارق صالح الأخيرة من الدعوات الانفصالية، وتواطؤه مع المجلس الانتقالي المطالب بالانفصال.
وقال العمراني معلقا على أداء قناة الجمهورية التابعة لطارق صالح بأنه كان أولى أن يتجه التمويل إلى قناة باسم الوحدة، قبل قناة الجمهورية، التي لم تكن جمهورية حقيقية تماماً، وأضاف بالقول:"وفي الحقيقة، كان يجب أن تكون جمهورية اليمن جمهورية حقيقية، لأنها بُنيت على جماجم آلاف الرجال ودمائهم، وسُقيت بدموع الثكالى والأرامل".
العمراني قال إن مناسبة حديثه أن موقف قناة الجمهورية ليس كما يجب تجاه وحدة البلاد، لا عند الاحتفاءات بعيد الوحدة، ولا في وجه مخططات التجزئة، وآخرها ما حدث في غزوة حضرموت الأخيرة، وخاطب طارق بالقول إن موقفه محا أثار جهود عمه الوحدوية، في إشارة لتمسك الرئيس السابق صالح بالوحدة اليمنية.
وأعتبر العمراني تصريح طارق صالح بأن ما حدث في المنطقة الشرقية مجرد إعادة تموضع وترتيب لمسرح العمليات أحدث صدمة عند كل من يعوِّل على موقفه في الحفاظ على وحدة البلاد، وذكرهم بموقفه من الحـ ـوثي وهو يجتاح عمران ويحتل صنعاء، بما في ذلك التحالف معه والقتال في صفّه لاحقاً.
وأردف العمراني في تصريحه بالقول مخاطبا طارق صالح: "وهل تعتقد أن السعوديين، أو البريطانيين، أو الإماراتيين يقبلون بالتنازل عن جزء من بلدهم، أو تقسيم بلد أيٍّ منهم، مقابل قيام جمهوريتين أو ثلاث، أو أكثر، في أي من بلدانهم؟ أم أنهم سيرون أن وحدة بلدانهم أولى وأهم؟