قال الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن الشيخ هو بوابة الصوفي إلى الله تبارك وتعالى، يلازمه فيقتدي بأفعاله ويأتمر بأمره، بشرط أن يكون حافظا للقرآن الكريم والسنة، مؤكدا أن الرؤيا التي تُحكى في المجالس تؤدي للضلال.

الرؤيا من الله أو من العقل الباطن

وأكمل عياد خلال لقائه ببرنامج مملكة الدراويش تقديم الإعلامية قصواء الخلالي المذاع على قناة الحياة، أن الرؤيا إما أن تكون من الله أو الشيطان، أو من العقل الباطن والنفس.

وأكد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، أن الرؤيا التي تُحكى وتُذاع في المجالس والمنتديات العامة تؤدي إلى نوع من الضلال وفتنة في النفس أو الآخرين.

برنامج مملكة الدراويش

تعرض شركة «المتحدة» للخدمات الإعلامية في رمضان حلقات برنامج «مملكة الدراويش» ويستهدف تسليط الضوء على الفكر الإسلامي الوسطي، والصوفي الروحاني، في مصر وتطوره على مدار الفترات الماضية، وطبيعة الاعتدال الديني المصري التاريخي، ومواجهة التطرف الديني، والهجوم على الوسطية من تيارات الإرهاب الفكري.

وتستضيف الإعلامية قصواء الخلالي مقدمة البرنامج، كبار رموز وعلماء وقادة الفكر الإسلامي من مختلف محافظات جمهورية مصر العربية، وذلك على مدار الحلقات التي ستعرض يوميا وحتى نهاية شهر رمضان الكريم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحياة مملكة الدراويش

إقرأ أيضاً:

الدكتور يوسف عامر يكتب: ثواب الحج

يقول سيدُنا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَن حجَّ للهِ فلم يَرفُثْ، ولم يَفسقْ، رَجَع كيَوْمَ ولدتْهُ أمُّه» [متفق عليه]. إنها منزلةٌ عظيمةٌ حقاً أن يتطهرَ العبدُ من ذنوبِه ويصبحَ كيوم ولدتْه أُمّه!

إنَّ النفسَ البشريةَ خُلقتْ طاهرةً نقيةً، ولكنها تتلوثُ بمرورِ الأيامِ، تتلوثُ بشىءٍ مِن تقصيرِ الآباءِ، وبشىءٍ من آثارِ البيئةِ المحيطةِ، ثم تجنى عليها يدُ صاحبِها حينَ يَقترفُ الآثامَ غيرَ مبالٍ بها، وهذا مؤثّرٌ فيه لا شكَّ.

وفى هذا الحديثِ الشريفِ يبينُ لنا سيدُنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كيفَ يفوزُ العبدُ بالمغفرةِ التى تمحُو ذنوبَه، فيعودُ طاهراً كما ولدتْه أُمُّه، إنه يتجنبُ (الرفثَ) والرفثُ: الكلامُ الفاحشُ.

ويطلق أيضاً على المعاشرةِ الزوجيةِ، فالحاجّ منهىٌ عن الجماعِ مدةَ إحرامِه، والحجُّ يجعلُ النفسَ مسيطرةً على شهواتِها لا منقادةً لها، وإذا استطاع الحاجُّ أن يتحكمَ فى شهوتِهِ، ولم ينقدْ لها، وأمسكَ عليه لسانَه، فإنه بذلك يكونُ قد قطعَ الخُطوةَ الأُولى فى سبيلِ المغفرةِ.

ثم تأتى الخطوةُ الثانية وهى فى قولِهِ صلى الله عليه وسلم: «ولم يفسقْ»، أى لم يقترف المعاصى، ويَحسنُ بنا هنا أن نقفَ على أصلِ معنَى كملةِ (فسق)، تقولُ العربُ: فسَقَتِ الرطبَة عن قشرِها؛ أى: خرجتْ عنه، فالفاسقُ خارجٌ عن حدودِ الشرعِ الشريفِ، سواءٌ أكان مُخلاً بجميعِ أحكامِ الشرعِ أو ببعضِها.

والحديثُ الشريفُ هنا اشترطَ لحصولِ المغفرةِ عدمَ وجودِ الفسق، فكما أنَّ الحاجَّ حفِظَ لسانَهُ من الكلامِ الفاحشِ (الرفث)، وكما أنه تحكمَ فى نفسِه ولم يرتكبِ الشهوةَ التى أحلَّها الله تعالى له فى غيرِ وقتِ الإحرامِ، فكذلك عليه أن يتحكمَ فى نفسِهِ ويسيطرَ عليها فلا يدعَها ترتكبُ إثماً كبيراً أو صغيراً حتى يفوزَ بمغفرةِ الذنوبِ.

ثم تأتى البشارةُ فى قولِه صلى الله عليه وسلم: «رَجَع كيَوْم ولدتْهُ أمُّه»، وكلمةُ (رجع) تبينُ أنه يعودُ من حَجِّهِ نقىَّ اللسانِ، طاهرَ الأركان، مشابهاً يومُه يومَ ولادتِه فى خلوه من الذنوب، ومثلُ هذه النفسِ تتأثرُ بالقرآنِ الكريمِ إذا تَلَتْ، وبالذكرِ إذا ذكرَتْ، وبالصلاةِ إذا صَلَّتْ، وبالزكاةِ والصدقةِ إذا زكَّتْ وتصدقَتْ، وبالصيامِ إذا صامَتْ.

كيف لا وهى نفس نقية تقية التزمت الخير وتزودت التقوى؟ وكانت كما أمر الله تعالى فى كتابه: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِى الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِى الْأَلْبَابِ}، فاجتنبتِ الرفثَ والفسوقَ والتنازعَ، وعمِلَتِ الخير، وتزودتْ مِن التقوى!

والمسلمُ بالحجِّ قد أكملَ أركانَ دينِهِ، ولا يصحُّ أن يكملَ أركانَ دينِهِ فى الصورةِ الظاهرةِ ثُم يخلُّ بها فى الباطنِ، والبعضُ قد يعودُ بعودتِهِ مِن الحجِّ إلى ما كان قد هجره من سيِّئ الأخلاقِ والأفعالِ والأقوالِ، وهذا انتكاسٌ لا يليقُ بمسلمٍ عاقلٍ أن يرتكبَه، خصوصاً بعد أن غُفرَتْ له ذنوبُه وأعطىَ فرصةً عظيمةً فى أن يبدأَ الحياةَ بدايةً جديدةً يجمعُ فيها بينَ طهارةِ الولادةِ وخبرةِ النضجِ الذى اكتسَبَهُ فى أيامِ عُمرِةِ، إنه مكسبٌ عظيمٌ لا يليقُ بعاقلٍ ناضجٍ أن يَفقده.

مقالات مشابهة

  • البحوث الإسلامية يعلن عن المسابقة الثقافية للحج والعمرة لعام 1445هـ
  • على خطى الأجداد... الرحالة المغربي عياد المفتحي يخوض رحلة الحج الكبرى على متن دراجة هوائية
  • الرحالة المغربي عياد المفتحي يخوض رحلة الحج الكبرى على متن دراجة هوائية
  • ما فضل صوم يوم عرفة؟.. البحوث الإسلامية توضح
  • آراء الأئمة الأربعة حول وقت رمي الجمرات.. و«البحوث الإسلامية» يحسم الجدل
  • «البحوث الإسلامية» يوضح أفضل كلمات دعاء فجر يوم عرفة: احرص عليها
  • آية ومعنى ،،،( فلما أسلما وتله للجبين ) ،،
  • أمين عام مساعد الجامعة العربية: عملي سفير لمصر في البرازيل انعكست على حياتي
  • الدكتور يوسف عامر يكتب: ثواب الحج
  • محمد سعيد المرتجي: هذه أسباب وفرة البحوث الفرنسية عن الفن الإسلامي