بوابة الوفد:
2025-10-14@16:16:57 GMT

شايف نفسك فين؟

تاريخ النشر: 8th, April 2024 GMT

لا تزال إشكالية «البحث عن السفر والهجرة»، تشكِّل هاجسًا مُخِيفًا، لهؤلاء الذين ضاقت عليهم أرض الوطن بما رحبت، بحثًا عن «حياة كريمة»، أو فرصة عمل تنتشلهم من شبح البطالة والفقر، وتحقيق طموحاتٍ تبدَّدت.
كنت أتوقعها «إشكالية» خاصة بالشباب وحدهم، لكن اللافت أنها باتت فكرة متجذرة في نفوس الصغار، الذين سيطرت عليهم مبكرًا نوازع الرغبة والإلحاح في السفر، حتى أصبح يقينًا لديهم أنه لا أمل أو طوق نجاة إلا بالرحيل.


قبل أيام، دار حديثٌ عابرٌ بيني وبين أطفال صغار، لا يتجاوزون الثانية عشرة من العمر، بزيهم المدرسي، داخل إحدى عربات المترو، حيث وجهتُ لهم سؤالًا واحدًا، لكن المفاجأة أن الإجابات كانت متطابقة تمامًا!
ورغم الإزعاج الشديد الذي يحيط بنا، بسبب مضايقات وسخافات المتسولين والباعة الجائلين، إلا أنني تمكنتُ أخيرًا من توجيه سؤالي للصغار: «شايف نفسك فين بعد 10 سنوات»؟
«عاوز أسافر برا».. إجابة مختصرة وصادمة، تلخص حال كثير من شبابنا ـ صغارًا وكبارًا ـ الذين يبحثون عن «الهروب»، و«السفر»، بأيِّ ثمنٍ، وبأيِّ وسيلةٍ كانت، رافعين شعار «لا صوت يعلو فوق صوت الهجرة»!
ما يمكن أن نُسميه «الهروب الكبير» من الوطن، بات هاجسًا يؤرق الشباب، ويطغى على كل ما سواه من تفكير، حتى صار بالنسبة لهم حلمًا لا يرغبون في الاستيقاظ منه، رغم كونه «مغامرة» غير محسوبة العواقب!
ويبقى السؤال مشروعًا، حول رفض بعض الشباب، العمل داخل وطنهم، ببعض المهن المتاحة، رغم أنهم قد يعملون خارج البلاد في مهن صعبة أو «منبوذة اجتماعيًا»، لنجد المفارقة في هذا الإلحاح والإصرار على السفر والهجرة!
إذن، علينا أن نواجه مسببات ظاهرة «النزوح» و«الفرار» الشبابي، والحدِّ من تداعياتها السلبية، لأنها أزمة حقيقية تواجه المجتمع ككل، وتؤثر بشكل كبير على أهم عناصره؛ لأن الشباب هم عماد الوطن ومستقبله وركيزة البناء وخُطط التنمية.
وبمناسبة الحديث عن «الهروب من واقع صعب، أملًا في الحصول على حياة أفضل»، تحضرني قصة حقيقية، حدثت بالفعل في العام 2004، عندما تم تنظيم مباراة في كرة اليد بين منتخب سريلانكا، مع فريق ألماني.
لقد اختفى الفريق السيريلانكي بكامل أعضائه الـ23، حيث اعتقد منظمو الحدث الرياضي أن الفريق ضَلَّ طريقه، بينما كان أعضاؤه يهرولون في إحدى الغابات، ثم عُثر لاحقًا على ملابسهم، ورسالة تفيد برحيلهم إلى فرنسا، وبعدها أُعلن وصولهم إلى روما!
أخيرًا.. توقف البحث عنهم في إيطاليا، حيث لم يتم تحديد مكان أعضاء الفريق حتى يومنا هذا، لكن أغرب ما في القصة، أنه عندما تم إبلاغ الحكومة السريلانكية باختفاء فريقها القومي، تفاجأ الألمان بِرَدٍّ رسميّ بأنه لا يوجد في سريلانكا فريق قومي لكرة اليد من الأصل!
فصل الخطاب:
تقول الحكمة: «السفر يجعلك تُدرك كم هو ضئيل المكان الذي تشغله من العالم».

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الهجرة غير الشرعية محمود زاهر أحلام الشباب حياة كريمة فرصة عمل

إقرأ أيضاً:

الجعفراوي قبل استشهاده: أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني

شارك على عامر الجعفراوى، شقيق صالح الجعفراوى، الذي استشهد أمس في غزة، وصية مؤثرة كتبها أخوه قبل مفارقته الحياة عبر منشور على مواقع التواصل الاجتماعى، عبّر فيها صالح عن ثباته وإيمانه بطريق المقاومة حتى اللحظة الأخيرة من حياته.

تفاصيل صادمة حول استهداف الصحفي صالح الجعفراوي ومحاولة طمس صوته بعد استشهادهبدكم مليون سنة لحتى تكسروا هذا الشعب.. آخر ما نشره الصحفي صالح الجعفراوي قبل استشهادهبالزي الصحفي.. تشييع جثمان الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراويمن عدسة الحقيقة للرحيل رميا بالرصاص.. حكاية استشهاد الصحفي الفلسطيني صالح الجعفراوي | صور

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، القائل: “وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا، بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ.” أنا صالح. أترك وصيتي هذه، لا وداعًا، بل استمرارًا لطريقٍ اخترته عن يقين.

يعلم الله أنني بذلت كل ما أملك من جهدٍ وقوة، لأكون سندًا وصوتًا لأبناء شعبي، عشتُ الألم والقهر بكل تفاصيله، وذُقت الوجع وفقد الأحبة مرارًا، ورغم ذلك لم أتوانَ يومًا عن نقل الحقيقة كما هي، الحقيقة التي ستبقى حجة على كل من تخاذل وصمت وأيضا شرف لكل من نصر ودعم ووقف مع أشرف الرجال وأعز الناس وأكرمهم أهل غزة.
إن استشهدت، فاعلموا أنني لم أغب…
أنا الآن في الجنة، مع رفاقي الذين سبقوني؛
مع أنس، وإسماعيل، وكل الأحبة الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.

أوصيكم أن تذكروني في دعائكم، وأن تُكملوا المسير من بعدي.
تذكروني بصدقاتٍ جارية، واذكروني كلما سمعتم الأذان أو رأيتم النور يشقّ ليل غزة.
أوصيكم بالمقاومة…
بالطريق الذي سرنا عليه، وبالنهج الذي آمنا به.
فما عرفنا لأنفسنا طريقًا غيره، ولا وجدنا معنى للحياة إلا في الثبات عليه.
أوصيكم بأبي.. حبيب قلبي وقدوتي، من كنت أرى نفسي فيه ويرى نفسه في.. يا من رافقتني وقت الحرب بكل ما فيها .. أسأل الله أن نلتقي في الجنان وأنت راض عني يا تاج رأسي
أوصيكم بأخي ومعلمي ورفيق دربي ناجي،
يا ناجي… قد سبقتُك إلى الله قبل أن تخرج من السجن،
فاعلم أن هذا قَدَرٌ كتبه الله،
وأن الشوق إليك يسكنني،
كنت أتمنى أن أراك، أن أضمّك، أن نلتقي،
لكن وعد الله حق، ولقاؤنا في الجنة أقرب مما تظن.
أوصيكم بأمي…
يا أمي، الحياة بدونك لا شيء.
كنتِ الدعاء الذي لا ينقطع، والأمنية التي لا تموت.
دعوتُ الله أن يشفيك ويعافيك،
وكم حلمت أن أراكِ تسافرين للعلاج، وتعودين مبتسمة.
أوصيكم بإخوتي وأخواتي،
رضا الله ثم رضاكم غايتي،
أسأل الله أن يسعدكم، وأن يجعل حياتكم طيبة كقلوبكم الرقيقة التي طالما حاولت أن أكون مصدر سعادةٍ لها.
كنتُ أقول دومًا:
لا تسقط الكلمة، ولا تسقط الصورة.
الكلمة أمانة، والصورة رسالة،
احملوها للعالم كما حملناها نحن.
لا تظنوا أن استشهادي نهاية،
بل هو بداية لطريقٍ طويلٍ نحو الحرية.
أنا رسول رسالةٍ أردت أن تصل إلى العالم - إلى العالم المغمض عينيه، وإلى الصامتين عن الحق.
وإن سمعتم بخبري، فلا تبكوا عليّ.
لقد تمنّيتُ هذه اللحظة طويلًا، وسألت الله أن يرزقني إياها
فالحمد لله الذي اختارني لما أحب.
ولكل من أساء إلي في حياتي شتماً أو قذفاً كذباً وبهتاناً أقول لكم ها أنا أرحل إلى الله شهيدا بإذن الله وعند الله تجتمع الخصوم
أوصيكم بفلسطين…
بالمسجد الأقصى…
كانت أمنيتي أن أصل فناءه، أن أُصلّي فيه، أن ألمس ترابه.
فإن لم أصل إليه في الدنيا،
فأسأل الله أن يجمعنا جميعًا عنده في جنات الخلد.
اللهم تقبّلني في الشهداء، واغفر لي ما تقدّم من ذنبي وما تأخّر، واجعل دمي نورًا يُضيء درب الحرية لشعبي وأهلي.
سامحوني إن قصّرت، وادعوا لي بالرحمة والمغفرة، فإني مضيتُ على العهد، ولم أُغيّر ولم أُبدّل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. أخوكم الشهيد بإذن الله، صالح عامر فؤاد الجعفراوي.

طباعة شارك عامر الجعفراوى صالح الجعفراوى غزة بفلسطين حرب غزة الصحفي صالح الجعفراوي

مقالات مشابهة

  • يوم الحلويات العالمي: دلّل نفسك بأطيب الحلويات
  • الغارديان: قادة الغرب الذين دعموا المذبحة لا يمكنهم صنع سلام لفلسطين
  • أردوغان ينصح رئيسة وزراء إيطاليا: لا تقتلي نفسك.. شاهد
  • من القادة الذين سيحضرون قمة شرم الشيخ في مصر ومن سيغيب؟
  • الهروب من الحرب إلى المجهول.. آلاف اليمنيين يفرّون من جحيم الحوثي.. المليشيا تُشعل أكبر مأساة إنسانية في اليمن
  • من هم الرهائن الذين ستفرج عنهم حماس؟
  • الجعفراوي قبل استشهاده: أنا الآن في الجنة مع رفاقي الذين سبقوني
  • راقب نفسك .. أعراض الزائدة الملتهبة قبل انفجارها
  • بعد الأربعين.. كيف تهيئين نفسك لمرحلة انقطاع الطمث
  • ادفن نفسك يا محمد يا ناصر.. أحمد موسى يهاجم عناصر إخوانية تشوه دور مصر تجاه فلسطين