الجزيرة:
2025-12-13@06:04:00 GMT

سامية صولوحو.. أول امرأة تتولى رئاسة تنزانيا

تاريخ النشر: 9th, April 2024 GMT

سامية صولوحو.. أول امرأة تتولى رئاسة تنزانيا

أول امرأة مسلمة محجبة تتولى رئاسة جمهورية تنزانيا، وسادسة رئيس وزراء للبلاد، ولدت عام 1960، وشغلت مناصب سياسية عديدة إلى أن أصبحت نائبة رئيس الجمهورية عام 2015، ثم تولت مقاليد الحكم عام 2020، لتصبح أول سيدة تشغل هذا المنصب في أفريقيا وفي شرقها خصوصا. لقبت بـ"ماما سامية" وهو لقب يدل في الثقافة التنزانية على الاحترام الذي تحظى به هذه المرأة.

عرفت بشخصيتها القيادية القوية وتشجيعها المستمر للنساء على تحقيق أحلامهن، واجهت تحديات كبيرة منذ توليها الحكم وعملت على إصلاحها، بداية من اتخاذ حكومتها التدابير اللازمة للتصدي لوباء كورونا، الذي كان متفشيا في البلاد آنذاك، ثم مواجهتها للإجراءات القمعية التي كانت مفروضة على الحريات.

المولد والنشأة

ولدت سامية صولوحو حسن يوم الـ27 يناير/كانون الثاني 1960 في زنجبار (جزء من جمهورية تنزانيا الحالية) في المحيط الهندي، لأسرة مسلمة متواضعة، والدها كان يعمل مدرسا ووالدتها ربة منزل.

تزوجت عام 1978 من حافظ أمير، وهو مسؤول متقاعد في قطاع الزراعة، ولديهما 4 أبناء، من بينهم ابنتها موانو العضو بمجلس النواب في زنجبار.

سامية صولوحو تتحدث خلال بيان مشترك مع الرئيس الكيني أوهورو كينياتا في مقر الرئاسة في نيروبي (رويترز) الدراسة والتكوين العلمي

أنهت المرحلة الثانوية عام 1977، ثم التحقت بمعهد إدارة التنمية في جامعة مزومبي تخصص الدراسات المتقدمة في الإدارة العامة عام 1986. أكملت سامية دراسات مختلفة في تنزانيا، وبعدها التحقت بالمعهد الوطني للإدارة العامة في لاهور بباكستان، ثم بعد ذلك انضمت إلى معهد الإدارة للقادة في حيدر أباد بالهند عام 1991.

حصلت على دبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد من جامعة مانشستر بالولايات المتحدة الأميركية عام 1994، ودرجة الماجستير في التنمية الاقتصادية والمجتمعية من خلال برنامج مشترك بين جامعة تنزانيا المفتوحة وجامعة جنوب نيو هامبشاير بالولايات المتحدة عام 2005.

التجربة السياسية والعملية

بدأت مسيرتها السياسية عام 2000 عندما عينت عضوا بالبرلمان في زنجبار من قبل الحزب الحاكم "تشاما تشا مابيندوزي"، ثم انتخبت عضوا في الجمعية الوطنية التنزانية (البرلمان).

تقلدت سامية منصب وزيرة عدة مرات في الفترة ما بين 2000 و2010 عن وزارتي المرأة والشباب ثم السياحة والتجارة عام 2010 انتخبت لعضوية البرلمان التنزاني عن دائرة ماكوندوتشي الانتخابية.

وأثناء فترة عملها فيه عينت وزيرة لشؤون النقابات في عهد الرئيس آنذاك جاكايا كيكويتي عام 2014، وفي العام نفسه عينت نائبة لرئيس الجمعية الدستورية وهي المجموعة التي كانت مكلفة بكتابة الدستور الجديد للبلاد.

ذاع صيت سامية في الحياة السياسية واختيرت لمنصب نائب الرئيس جون ماغوفولي المرشح الرئاسي عن الحزب الحاكم في انتخابات 2015 وحققا انتصارا، فأصبحت أول امرأة تتولى منصب نائب رئيس الجمهورية في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني 2015.

الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو وسامية صولوحو خلال اجتماعهما في القصر الرئاسي بإندونيسيا بداية 2024 (رويترز)

ترشحت سامية بجانب جون ماغوفولي في انتخابات أكتوبر/تشرين الأول 2020 وفازا بفترة رئاسية ثانية. لكنهما واجها تحديا كبيرا مع بداية الولاية الثانية، حيث تزامنت مع تفشي وباء كورونا. زادت حدة الانتقادات ضد ماغوفولي لعدم اتخاذه التدابير اللازمة لمواجهة الفيروس وادعائه بأن تنزانيا خالية من الوباء.

في الـ17 من مارس/آذار 2021 توفي ماغوفولي وترددت الشائعات بأن سبب الوفاة إصابته بكورونا، لكن سامية أعلنت بأنه تعرض لأزمة قلبية. فتولت منصب رئيس الجمهورية لتستكمل فترة حكم ماغوفولي المتبقية إلى 2025.

في الـ19 من مارس/آذار 2021 أدت اليمين الدستورية في مجلس الدولة في العاصمة التجارية دار السلام مرتدية الحجاب وحاملة نسخة من القرآن الكريم.

قضايا عكفت رئيسة تنزانيا على معالجتها وباء كورونا

تفادت سامية صولوحو أخطاء جون ماغوفولي في التصدي لوباء كورونا، واتخذت التدابير اللازمة للسلامة العامة وفرضت بروتوكولات للصحة العامة للمواطنين. وأعلنت حكومتها عدة إجراءات احترازية كانت نفسها المتبعة في باقي الدول.

كما حددت نحو 2.2 مليون دولار من أجل البحوث التي تهدف إلى كيفية القضاء على وباء كورونا المتفشي. وخصصت نحو 2.4 مليون دولار لدعم حوالي 40 ألف أسرة فقيرة متضررة من فيروس كورونا.

سامية صولوحو خلال منتدى أوسلو للطاقة بالنرويج يوم 14 فبراير/شباط 2024 (رويترز) الحريات

عملت سامية على تغيير جميع سياسات الرئيس جون القمعية، فرفعت الحظر عن وسائل الإعلام المطبوعة والمسموعة والمرئية، وألغت القوانين التي تمنع الفتيات الحوامل من تلقي تعليمهمن، وحسنت العلاقات مع دول شرق أفريقيا.

المناخ السياسي

شكلت لجنة للعمل على الإصلاح السياسي في البلاد وتحقيق الديمقراطية من خلال جمع المقترحات والانتقادات من أعضاء المجتمع المدني ووسائل الإعلام والقادة. وأطلقت سامية على هذه الإستراتيجية "المصالحة والصمود والإصلاحات وإعادة البناء".

وتزامنا مع هذه الخطوات الإصلاحية، خففت من القيود المفروضة على أحزاب المعارضة من خلال رفع الحظر عن التجمعات السياسية المفروضة قبل 6 سنوات، والتي كانت تعطي الحق في الاعتقال التعسفي للمعارضين.

الاقتصاد

في الـ28 من أبريل/نيسان 2021 أعلنت حكومتها عن بناء خزان مياه بمساحة 268 مترا مكعبا لري 11700 هكتارا من الأراضي الزراعية، بهدف تحسين الإنتاج الزراعي خلال 5 سنوات منذ بنائه، وفي الوقت ذاته خططت لبناء السد المستقبلي على نهر نغونو في منطقة كاجيرا، لإنتاج الكهرباء والمياه وتنمية صيد الأسماك والتصدي للفيضانات وتحقيق الاكتفاء الذاتي من بعض الأطعمة الأساسية كالأرز والذرة والموز.

سامية تتفقد حرس الشرف الذي أقامته قوات الدفاع الشعبي التنزانية بعد أن أدت اليمين الدستورية عام 2021 (رويترز)

في مايو/أيار 2021 خفضت صولوحو الضرائب بنسبة 1% لتصل إلى 8% في العام المالي 2021-2022.

تزامنا مع توليها الحكم، انتعشت حركة الموانئ وزاد معدل الإيرادات، إذ وصلت نسبة البضائع التي تم تداولها في فبراير/شباط حتى يوليو/تموز 2022 إلى8.87 مليون طن.

كما استأنفت الحكومة التنزانية بأمر من سامية المفاوضات مع شركات أوروبية لإحياء مشروع الغاز الطبيعي المسال باستثمارات قدرها 30 مليار دولار، بعد أن كانت تلك الشراكة متوقفة لعامين قبل توليها الحكم.

المناخ

حرصت على الحد من آثار تغير المناخ ورصدت لذلك نحو 157 مليون دولار في السنة المالية 2021-2022. وعملت على مشاريع تخفف من التغيرات المناخية وتضم بناء جدران على طول المحيط الهندي للحد من التآكل الناجم من ارتفاع مستوى سطح البحر.

الأمن الداخلي

أطلقت حملة في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني 2021 في جميع أنحاء البلاد لاستعادة الأسلحة غير القانونية التي يملكها الأفراد غير المصرح لهم، واستمرت العملية شهرا واحدا.

ملك النرويج هارالد ورئيسة تنزانيا سامية حسن في أوسلو بالنرويج عام 2024 (رويترز) الوظائف والمسؤوليات

حصلت سامية على وظيفة كاتبة في مكتب حكومي وعمرها آنذاك 17 سنة، وتقلدت مناصب إدارية في حكومة زنجبار خلال عامي 1977-1978، ثم شغلت منصب مديرة التطوير في الحكومة.

في الفترة ما بين 1988 و1997 تولت منصب مديرة مشروع في برنامج الغذاء العالمي، ثم ترأست عدة منظمات غير حكومية لعامين.

الجوائز والتكريمات

حصدت الجائزة الذهبية الرئاسية لأهداف التنمية المستدامة لعام 2022 لدورها في تعزيز السلام والاستقرار السياسي في تنزانيا.

نالت الجائزة الكبرى للبناء الكبير "باباكار ندياي" في 25 مايو/آيار 2022 مقدمة من البنك الأفريقي للتنمية تقديرا لجهودها في تطوير خطوط النقل والسكك الحديدية والمطارات في تنزانيا.

فازت بجائزة القيادة التحويلية لجوائز مجلة "ميوزيك" الأفريقية لعام 2022 تقديرا لدورها في تطوير صناعة الفنون والثقافة في تنزانيا، لتصبح ثالثة رئيس أفريقي وأول امرأة حاكمة أفريقية تفوز بها.

حصلت على الدكتوراة الفخرية في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول 2023 من جامعة "جواهر لال نهرو" في الهند لتصبح أول رئيس لتنزانيا ينالها، لدورها الرئيسي في تعزيز العلاقات الهندية التنزانية والدبلوماسية الاقتصادية وتحقيق النجاح الإقليمي الكامل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: رمضان 1445 هـ ترجمات حريات فی تنزانیا أول امرأة

إقرأ أيضاً:

غارة على مستشفى في أراكان.. قتلى وجرحى وتصاعد الاتهامات لجيش ميانمار

شهدت ميانمار موجة جديدة من العنف بعد غارة جوية شنها الجيش على مستشفى في ولاية أراكان، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في وقت تتزايد فيه التحذيرات الحقوقية من تصعيد الانتهاكات ضد المسلمين والأقليات، وسط استمرار الحرب الأهلية التي تعصف بالبلاد منذ انقلاب 2021.

أفادت شبكة "إيراوادي" الإخبارية المحلية، الخميس، بأن قوات الجيش الميانماري نفذت غارة جوية على مستشفى في مدينة مروك-يو بولاية أراكان، القريبة من الحدود مع بنغلاديش.

وذكرت الشبكة أن الهجوم أسفر عن مقتل 33 شخصا على الأقل، بينهم عاملون في القطاع الصحي، إضافة إلى إصابة 76 آخرين على الأقل. ولم تصدر الحكومة العسكرية أي بيان حول الغارة أو ملابساتها، ما أثار موجة غضب وانتقادات جديدة ضد المجلس العسكري.

الانقلاب العسكري والحرب الأهلية
استولى جيش ميانمار على السلطة في 1 شباط/فبراير 2021 بعد مزاعم بتزوير الانتخابات العامة لعام 2020، واعتقل زعيمة البلاد الفعلية أونغ سان سو تشي ومسؤولين كبارا، معلنا حالة الطوارئ.

ومع القمع الدموي للاحتجاجات السلمية، اندلعت مقاومة مسلحة على نطاق واسع، أدت منذ 2021 إلى مقتل نحو 6 آلاف شخص وتشريد ثلاثة ملايين، وفق تقديرات منظمات دولية.

ويرفع المجلس العسكري وتيرة هجماته الجوية عاما بعد عام منذ اندلاع الحرب الأهلية. كما حدد موعدا للانتخابات في 28 كانون الأول/ديسمبر الجاري، معتبرا أنها "خيار الخروج من القتال"، لكن مجموعات متمردة تعهدت بمنع إجرائها في المناطق الخاضعة لسيطرتها، حيث تدور معارك شرسة لاستعادتها.

تتميز ميانمار بتعدد إثني واسع، مع وجود تاريخ طويل من الصراعات. وتشير تقارير حقوقية إلى أن التهميش السياسي والثقافي للأقليات من قبل الأغلبية البورمية أسهم في توتر البلاد وانفجار موجات العنف.

تصعيد في الانتهاكات ضد المسلمين
وفي سياق متصل، أفادت شبكة حقوق الإنسان في بورما، الأربعاء، بأن المسلمين في ميانمار يواجهون موجة متصاعدة من القمع والانتهاكات، ودعت المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات صارمة على النظام العسكري.

وقالت الشبكة، التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها، في بيان صدر تزامنا مع الذكرى الـ77 للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، إن المبادئ الأساسية للكرامة والأمن والمساواة "تنتهك بشكل ممنهج" في البلاد منذ عقود، عبر الاضطهاد والتشريد والعنف.

وذكر البيان أن الجيش يرتكب انتهاكات واسعة ضد المسلمين، ولا سيما الروهينغيا، تشمل التهجير القسري، الحرمان من الجنسية، القتل الجماعي، وتدمير القرى وأماكن العبادة، مؤكدة أن العنف ازداد بشكل ملحوظ منذ انقلاب 2021.

وأشار إلى استمرار الاعتقال التعسفي، والابتزاز، والتعذيب، والوفيات أثناء الاحتجاز، وسط حرمان المدنيين من الغذاء والمأوى والرعاية الصحية، في ظل غياب أي رقابة قانونية.

وحذر البيان من أن "القمع المتزايد ضد المسلمين يتم تجاهله دوليا إلى حد كبير"، رغم خطورته واتساع نطاقه.


دعوات لتحرك دولي شامل
وطالب البيان الحكومات بفرض عقوبات لمنع الجيش من الحصول على الأسلحة ووقود الطائرات والموارد المالية، مع التأكيد على عدم الاعتراف بالانتخابات المقررة بين ديسمبر/كانون الأول الجاري ويناير/كانون الثاني 2026.

ودعت الشبكة مجلس الأمن الدولي إلى إحالة الوضع في ميانمار إلى المحكمة الجنائية الدولية، وحثت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) على منع مشاركة ميانمار في اجتماعاتها ودعم فرض عقوبات عليها.

كما شددت على ضرورة وضع استجابة إقليمية شاملة لأزمة اللاجئين من قبل الدول المجاورة، خاصة الهند وتايلاند وإندونيسيا وبنغلاديش، وفتح ممرات إنسانية عاجلة للمساعدات عبر الحدود.

تطهير عرقي ضد مسلمي الروهنغيا
شهدت ولاية أراكان موجات عنف دامية خلال العقد الماضي. ففي عام 2012 اندلعت اشتباكات بين البوذيين والمسلمين، أسفرت عن مقتل آلاف الأشخاص، معظمهم من المسلمين، وحرق مئات المنازل والمتاجر.

وفي 25 آب/أغسطس 2017 شن جيش ميانمار والقوميون البوذيون هجمات واسعة بذريعة استهداف مراكز حدودية، ما أدى إلى نزوح أكثر من 900 ألف شخص إلى بنغلاديش هربا من القمع، وفق الأمم المتحدة.

وقدمت منظمات حقوق الإنسان صورا التقطتها الأقمار الصناعية تظهر تدمير مئات القرى، بينما وصفت الأمم المتحدة ما يحدث بأنه "تطهير عرقي"، وذهبت منظمات أخرى إلى اعتباره "إبادة جماعية" تستهدف مسلمي الروهينغيا.

مقالات مشابهة

  • رئيس اليمن الأسبق: لم أكن سعيدًا بتولّي رئاسة الجمهورية.. مسؤوليات بلا امتيازات
  • منتخب تنزانيا يكشف قائمة لاعبي نهائيات كأس أمم أفريقيا
  • العدّاد يقترب من المليون.. بطولة كأس العرب تحقّق حضورًا جماهيريًا غير مسبوق وتكسر الأرقام القياسية
  • غارة على مستشفى في أراكان.. قتلى وجرحى وتصاعد الاتهامات لجيش ميانمار
  • 30 قتيلا في غارة للجيش على مستشفى بميانمار
  • «الإمارات الصحية»: 53 ألف امرأة حصلت على استشارات ما قبل الحمل
  • استشهاد وجرح (54,219) مدنيا خلال 3,900 يوم من العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي
  • الاحتلال يفرج عن الأسيرة سامية الجواعدة من مدينة الخليل
  • جلالة السُّلطان ورئيسة تنزانيا يبحثان خلال اتصال هاتفي أوجه التعاون وفرص تنميتها
  • زعيمة المعارضة الفنزويلية ماتشادو تغيب عن حفل تسليم جائزة نوبل للسلام.. وابنتها تتولى تمثيلها