لبنان ٢٤:
2025-06-06@18:07:57 GMT
الخطر الأمني جراء النزوح يتفاقم.. وثغرة فتحت مع قبرص
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
طرحت أسئلة كثيرة حول مآل الامور بعد مقتل منسق حزب "القوات اللبنانية"في جبيل باسكال سليمان على أيدى عصابة أفرادها سوريون بحسب التحقيقات الأمنية والعسكرية، وإن كان الترقب سيد الموقف لمعرفة الملابسات الحقيقية لعملية القتل بعد انتهاء التحقيق الذي تجريه الأجهزة الأمنية، علما أن حزب "القوات اللبنانية" اعتبر أن الجريمة "عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس".
علت أصوات في اليومين الماضيين تطالب بحل جذري لأزمة النزوح، مع الدعوة في الوقت الراهن إلى التدقيق في أعدادهم وترحيل المخالفين، في حين أكد وزير الداخلية بسام المولوي أن وزارته "ستكون أكثر حزمًا في منح الإقامات للسوريين"، معتبراً أن نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35 في المئة.
لا شك أن تبعات كثيرة ستنعكس على النازحين السوريين خاصة وأن الجريمة التي حصلت ليست الأولى التي يرتكبها سوريون دخلوا بطريقة غير شرعية إلى لبنان وثمة مخاطر حقيقية منها أمنية مثلما حصل مع باسكال وآخرين، مع الإشارة في هذا السياق إلى أهمية عدم التعميم فالسوريون ليسوا جميعاً مجرمين وسارقين والحل يفترض أن يكون وفق القانون بعيداً عن التجييش العنصرية والانتقام خاصة وان هناك عمالة سورية في لبنان منذ ما قبل العام 2011.
وكانت الحكومة وضعت خريطة طريق للتعامل مع أزمة اللاجئين السوريين، تضم تصنيفاً للسوريين المقيمين على أرضها بين نازحين وغير نازحين، وتقوم على تنظيم وجود النازحين والعمال الخاضعين لقوانين الإقامة والعمل اللبنانية، وترحيل النازحين الذين دخلوا بطريقة غير شرعية ويفترض أن يعقد اجتماع للمجلس العسكري لربط النقاط التي وضعت مع عامل الوقت الزمني لمعالجة الواقع القديم والجديد في ملف النازحين وغيره.
وتنص الخطة التي وضعها وزير الشؤون الاجتماعية هيكتور الحجار على ضرورة ان تطبق على السوريين غير النازحين كل القوانين اللبنانية المرعيّة الإجراء من دون ربطهم بالمفوضية ومن دون تمتعهم بأي من حقوق النازحين، إضافةً إلى ضرورة إزالة الخيم والتجمعات السكنية كافة للفئات التي لا تنطبق عليها صفة النزوح، وإطلاق التنفيذ لأحد المسارين؛ إما بإعادة التوطين في بلد ثالث، وأما بإعادتهم إلى وطنهم النهائي بعد التنسيق مع الحكومة السورية، كذلك طلب المساعدة من المجتمع الدولي لتثبيت الأمن ومنع التجاوزات على الحدود البحرية والبرية. وليس بعيداً فإن الرئيس ميقاتي ناشد خلال استقباله الرئيس القبرصي، وعبر قبرص الاتحاد الأوروبي والمجتمع الدولي من اجل توفير فرص عمل للسوريين في مناطقهم في سوريا لتحفيزهم على العودة. وقال ميقاتي: «نحن أمام واقع يجب على العالم تفهمه. النازحون يدخلون إلى لبنان خلسة، ولا أحد من الدول يساعدنا في ضبط الحدود. فإذا قررنا ترحيل السوري إلى بلاده نواجَه بمسألة حقوق الإنسان، وبالنسبة للحدود البحرية فنحن نعمل على ضبطها قدر استطاعتنا".
ويقول الباحث في السياسات العامة وشؤون اللجوء والهجرة زياد الصائغ"إن لم يتم اعتماد سياسة عامة متكاملة تركز على بدء مرحلة عودة اللاجئين السوريين إلى سوريا بالتعاون مع المفوضية العليا لشؤون اللاجئين على أن يتوازى ذلك مع تصنيف هؤلاء بين عمال وطلاب ونازحين وتوفير إقامات وإجازات عمل تفرض عليها ضريبة بكل معنى الكلمة، لن نكون أمام بدايات حل جدية. وفي هذا السياق، يجب الاعتراف أن توفير الداتا المتكاملة هي المرحلة الأولى لبدء عملية التصنيف، وتحديد من يمكن أن يعود وإلى أين ومتى ومن يحق له البقاء وبأي شروط، ومن تتعذر عليه العودة وما هي آفاق تنظيم إقامته".
ويعتبر الصائغ أن "الحكومات اللبنانية المتعاقبة لم تنجز أبدا سياسة عامة في هذا السياق، بهذا المعنى الاعتراف بأن هناك إجماعاً على أن هذا اللجوء السوري هو قنبلة موقوتة لايكفي إذا لم يتم أخذ إجراءات متكاملة، ليس فقط على المستوى الوطني لكن في تنسيق أيضا مع المجموعة العربية، وفتح أفق الحوار مع الإتحاد الأوروبي خصوصا في ظل تفاقم الهجرة غير الشرعية التي يبدو على أنها أيضا منظمة بهدف الضغط على الاتحاد الأوروبي لاستدراج أموال إضافية لمساعدة لبنان، في الوقت أننا أمام غياب للحوكمة السليمة، والديبلوماسية الفاعلة".
ويرى الصائغ أن "الإتحاد الأوروبي معني بمساعدة لبنان، وهو اعترف في قراره الأخير الذي صدر عن البرلمان الأوروبي بأن الأمن القومي للبنان هو جزء من الأمن القومي لأوروبا، ولكن في ظل تعثر الحل السياسي في سوريا، وهنا يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية ذلك، وفي ظل تعثر إيجاد سياسة حكومية لبنانية متكاملة، يبدو أن هناك ثغرة بدأت تفتح بين لبنان وقبرص التي سوف تتولى النقاش مع الاتحاد الأوروبي، لكن هذا لا يعفي لبنان أبداً وبأي شكل من الأشكال من مسؤوليته في إيجاد سياسة عامة، إذ أن أي عمل جدي يقتضي تعاونا من كل الأطراف وتحديدا من الطرف السوري الذي تتولى "قوى الأمر الواقع" فيه إنجاز مسار لا يسهل العودة".
ويبقى بحسب الصائغ "أن توفير القرار والغطاء السياسي للجيش والجمارك والمديرية العامة للأمن العام والذي يؤمن عناصرها عمليا إقفالا لكل المعابر غير الشرعية وضبط المعابر الشرعية أيضا، بهذا المعنى أيضا فإن تسيب الحدود مسألة جيو-سياسية بسبب وجود "قوى الأمر الواقع"، والتي عمليا تفتح الآفاق على كل الاحتمالات الخطرة، ليس فقط على المستوى السيادي إنما أيضا على المستوى الأمني كما جرى مع عملية خطف واغتيال منسق قضاء جبيل في حزب القوات اللبنانية باسكال سليمان والخوف من مشاهد أخرى، على أن الحكمة ضرورية إذ أن ما يجري من تفلت ليس موصولا حصرا بقضية اللاجئين السوريين إنما يتعلق بغياب سيادة الدولة على كامل أراضيها". المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على أن
إقرأ أيضاً:
رسالة عراقجي اللبنانية: السلاح شأن داخلي ولا علاقة لنا به
بقيت زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية عباس عراقجي إلى لبنان ومواقفه من القضايا المطروحة في دائرة الاهتمام.وفي سياق جولته على المقار الرئاسية والمسؤولين، التقى عراقجي الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بحضور السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني.وكتبت" الديار":جاءت زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى لبنان حاملة رسالة واضحة ومحددة. فقد شدد الوزير عباس عراقجي على أن العلاقة بين إيران ولبنان هي علاقة بين دولتين مستقلتين، مشيرًا بوضوح إلى أن مسألة سلاح حزب الله تُعد شأنًا لبنانيًا داخليًا.
ويُفهم من هذا التصريح أنه كموقف استباقي من طهران لأي صفقة محتملة مع واشنطن، تتضمن بندًا حول نزع سلاح الحزب أو تقليص نفوذه. فإيران، كما بات جليًا، لا ترغب بأن يُطلب منها الضغط على حزب الله في هذا السياق، إذ تعتبر أن الحفاظ على سلاح «المقاومة الإسلامية» في لبنان هو أحد ثوابت سياستها الإقليمية.
وقالت أوساط وزارية لـ «نداء الوطن» إن التكتيك الذي اتبعته إيران من خلال زيارة وزير خارجيتها لبيروت أرادت من خلاله القول للمجتمع الدولي إنها بدأت تبدل سلوكها فانتقلت من عنوان السيطرة على 4 دول عربية إلى التعامل مع الدولة اللبنانية كما يطالب المجتمعان الدولي والعربي لا سيما الولايات المتحدة والسعودية والجامعة العربية وهكذا أتى عراقجي إلى لبنان للإعلان عن علاقة دولة بدولة.
وأضافت الأوساط أن تكتيك «حزب الله» كان في التأكيد أن سلاح «الحزب» شأن داخلي وتتم معالجته داخل المؤسسات، أي مع رئيس الجمهورية والحكومة. وبدلاً من أن يكون هناك موقف رسمي في مواجهته كما صدر عن رئيس الحكومة يريد «الحزب» التبريد كما طرح سابقاً رئيس مجلس النواب نبيه بري. ولفتت إلى أن أعلى سلطتين تنفيذيتين، أي الرئيسين عون وسلام لم يعودا يأتيان على ذكر السلاح. ما يعني أن هدف «الحزب» هو شراء الوقت بشراء صمت الرئاستين. وقالت إن «حزب الله» وضع رئيس الحكومة أمام خيارين: «إذا أردت علاقة طيبة بنا فسنأتي إليك. واذا لم ترد هناك هتاف صهيوني صهيوني مثلما فعلنا في مدينة كميل شمعون الرياضية».
وخلصت الأوساط إلى القول إن «طرح القوى السيادية في لبنان التاريخي كان الحياد أي تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ومحاورها. لكن ما تقوم به الآن الممانعة هو تحييد لبنان عن التحولات والتغييرات في المنطقة وتجميد لبنان في الزمن الماضي».
وأشارت مصادر مطلعة على الزيارة لـ”البناء” إلى أن أهميّة حضور رأس الدبلوماسية الإيرانية في لبنان تكمن في التوقيت أولاً في ظل تصعيد الضغوط الأميركية على لبنان واستمرار الاحتلال الإسرائيلي والاعتداءات على حزب الله وعلى الجنوب، وفي وقت دخلت “المفاوضات الأميركية – الإيرانية حول النووي مرحلة حساسة ودقيقة”، هذا في التوقيت، أما في المضمون وفق المصادر فقد أكدت الزيارة أن “الحضور الإيراني لم ينتهِ في لبنان كما كان مخططاً كنتاجٍ لتغير موازين القوى بعد الحرب الأخيرة على لبنان، حيث تمّ وقف الملاحة الجوية الإيرانية إلى لبنان بقرار حكومي، للتأثير على الحضور الإيراني في لبنان والحؤول دون وصول الدعم الإيراني إلى المقاومة في لبنان، لكن الزيارة أكدت أن إيران حاضرة في لبنان والمنطقة ومستمرة بدعم المقاومة وحزب الله في ظل استمرار الحرب العسكرية الإسرائيلية عليه وحصاره مالياً وجغرافياً وسياسياً».
والأهم وفق المصادر هو “العروض الإيرانية للدولة اللبنانية بمساعدة لبنان على كافة الصعد لا سيما في ملف إعادة الإعمار سيلقي الحجة على الدولة اللبنانية ويمنع حصار لبنان بخيار واحد من الولايات المتحدة الأميركية التي تبتز لبنان عبر الربط بين إعادة الإعمار وسلاح حزب الله، ما يخفّف الضغوط على لبنان ويحرك ملف إعادة الإعمار ويكسر الاحتكار الخارجي لتوفير التمويل لإعادة الإعمار”.
ولا يقلّ أهمية بحسب المصادر تأكيد الوزير الإيراني أن مسألة سلاح حزب الله شأن داخلي لبناني وخاضعة للحوار الداخلي بين اللبنانيين ولا شأن لإيران بها، ولا تأثير لمصير المفاوضات النووية على سلاح المقاومة، ما يسقط كل الرهانات التي بُنيت على ضغوط إيرانية على الحزب لتسليم سلاحه للدولة مقابل تسهيل أميركي لتوقيع الاتفاق النووي الإيراني وتحقيق مكاسب مالية وسياسية.
وكان الأمين العام لـ «حزب الله» الشيخ نعيم قاسم قد استقبل وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي في ختام زيارة قام بها إلى لبنان. وبحسب بيان صادر عن «الحزب» جدد قاسم «الشكر لإيران على الدعم المستمر للشعب اللبناني ومقاومته». كما أكد «أهمية دور إيران الإيجابي في المنطقة ودعمها للمقاومة الفلسطينية وشعبها».
مواضيع ذات صلة "حزب الله" أمام استحقاق ترميم علاقاته اللبنانية والتسليم بحصرية السلاح Lebanon 24 "حزب الله" أمام استحقاق ترميم علاقاته اللبنانية والتسليم بحصرية السلاح