جوهر العدالة الإنسانية في قرار المحكمة الاتحادية العليا المتعلّق برواتب الإقليم ..
تاريخ النشر: 10th, April 2024 GMT
بقلم: أياد السماوي ..
إنّ الغاية الأساسية من تشريع القوانين هي لتنظيم الحياة في المجتمع بما يؤدي إلى ضبط حركته والحفاظ على أرواح المواطنين وأموالهم وحرياتهم اتجاه السلطات والأفراد من أيّ تجاوز .. إذ أنّ حقوق الناس لا تتوّقف على انتمائهم القومي أو الديني أو المذهبي أو العرقي أو الفكري ، لأنّ مبدأ المساواة من المبادئ الدستورية الأساسية لدى أغلب دساتير دول العالم ، لذلك فأنّ الغرض من تشريع الدستور هو ليكون بمستوى أعم وأعلى من تشريع القوانين ، فالدستور هو الذي يضع الأطر الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية للغايات التي من أجلها تشرّع القوانين ، والتي يجب أن لا تكون مخالفة له ، بما يضمن إشاعة العدل ورفع الظلم بالشكل الذي يطمئن فيه الفرد على حقوقه وحريته ، لهذا يكون دور القضاء الدستوري من خلال القرارات التي يصدرها هو الحفاظ على إنسانية الإنسان وصيانة كرامته .
لذلك فإنّ قرار المحكمة الإتحادية العليا المتعلّق برواتب الإقليم قد حقق الأهداف التالية ..
١- ساهم وبشكل كبير في زيادة ثقة جميع أفراد المجتمع بالقضاء الدستوري وبما يؤدي إلى الحفاظ على الجوانب الإنسانية للمجتمع من خلال إلزام الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم بدفع الرواتب بغض النظر عن الخلافات في تنفيذ قانون الموازنة ، وهذا مما ساهم في رفع المعاناة عن المواطنين في الإقليم بسبب عدم استلامهم لرواتبهم شهريا وبشكل منتظم ..
٢- إنّ القرار قد أعطى لجميع المواطنين اطمئنان كامل بأنّ كرامة المواطن العراقي هي الهدف الأسمى الذي يسعى القضاء الدستوري للحفاظ عليه ..
٣- القرار قد رسّخ وبشكل لا يقبل الشّك مطلقا مبدأ المساواة وفقا لما جاء في المادة ( ١٤ ) من الدستور ، وأنّ هذا الترسيخ قد خلق شعورا وطنيا لدى جميع العراقيين عربا وأكرادا بضرورة الحفاظ على وحدة العراق مع وجوب الحفاظ على النظام الاتحادي في العراق ، باعتباره يتكوّن من عاصمة وأقاليم ومحافظات لا مركزية وإدارات محلية استنادا لأحكام المادة ( ١١٦ ) من الدستور ، رإنّ ذلك يوجب الحفاظ على خصوصية إقليم كردستان وفقا لما جاء في المادة ( ١١٧ ) من الدستور ، وعلى خصوصية الحكومات المحلية بالنسبة للمحافظات غير المنتظمة في إقليم وفقا لما جاء في المادة ( ١٢٢ ) من الدستور والذي منحها صلاحيات إدارية ومالية واسعة بما يمكنها من إدارة شؤونها وفقا لمبدأ اللا مركزية الإدارية ..
٤- إنّ استلام الموظفين والمتقاعدين ومستفيدي شبكة الحماية الاجتماعية في الإقليم لرواتبهم خلال شهر رمضان المبارك رغم أنّ عملية التوطين لم تتم بعد لأنّها تحتاج إلى وقت ، فإنّ ذلك حقق كلّ المعاني الإنسانية التي جاءت بها الشريعة الإسلامية ، وهذه خطوة تسّجل لصالح حكومة الأخ السوداني ، ولكن ندعو حكومة الإقليم إلى تطبيق قرار المحكمة الاتحادية العليا ، وضرورة لجم كل الأصوات الخالية من القيم الإنسانية والتي تتهم الحكومة الاتحادية ، وحكومة الإقليم هي التي لم تطبق القرار ..
لذا فإنّ الحكومةُ والمواطنين في الإقليم يجب أن يلمسوا الدور الكبير للمحكمة الاتحادية العليا وكذلك دور الحكومة الاتحادية في ترسيخ المبادئ الإنسانية والأخلاقية والدستورية ..
أياد السماوي
في ١٠ / ٤ / ٢٠٢٤ اياد السماوي
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات الحفاظ على من الدستور
إقرأ أيضاً:
الحكومة الإسرائيلية تمول آلية المساعدات التي تفرضها على غزة
قالت هيئة البث الإسرائيلية ، مساء اليوم الاربعاء 4 يونيو 2025 ، إن الحكومة الإسرائيلية حولت نحو 700 مليون شيكل إلى ما سُمّي في القرارات الرسمية بـ"المنظومة الأمنية"، خيث خصصت هذه الأموال لتمويل آلية توزيع الطرود الغذائية في قطاع غزة .
يأتي ذلك في إطار مساعي الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة على ملف المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وتوظيفه ضمن استراتيجيته العسكرية ومساوماته السياسية في ظل حرب الإبادة التي يشنّها على القطاع منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وتُفضح هذه المعلومات الجديدة المزاعم التي تروّج لها "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF)، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، والتي تدّعي أنها توزّع المساعدات بشكل "محايد ومستقل"، بينما تكشف التسريبات عن تمويل مباشر من خزينة الدولة الإسرائيلية.
وبحسب التقرير، أُدرجت التحويلات المالية تحت بند عام ومبهم بعنوان "منظومة الأمن"، دون توضيح الجهة المستفيدة فعليًا من الأموال، خلافًا لما هو متّبع عادةً في قرارات الميزانية، علما بأن شركاء بنيامين نتنياهو في الحكومة يرفضون تحويل أي مساعدات إلى قطاع غزة.
ونقلت القناة عن مصادر مطلعة أن هذه الصيغة المتعمّدة تهدف إلى التستّر على طبيعة الإنفاق الحقيقي وتمريره من "تحت الرادار"، وتجنّب "إثارة الجدل السياسي والإعلامي حول تمويل توزيع المساعدات في غزة من أموال دافعي الضرائب الإسرائيليين".
وأوضح التقرير أن مصدر التمويل جاء من خلال "اقتطاعات" من ميزانيات الوزارات، بما فيها التعليم، والصحة، والرفاه، والمواصلات. وقد تم تعديل قرار حكومي سابق بهذا الخصوص، لإتاحة تحويل الأموال من هذه الميزانيات إلى منظومة توزيع المساعدات.
ورغم هذه المعلومات، نفى مكتب رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، ووزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، أن تكون إسرائيل ضالعة في تمويل آلية المساعدات التي فرضتها في قطاع غزة، وجاء في الرد: "حتى هذا المساء، دولة إسرائيل لا تموّل المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وفي سياق متصل، أعاد زعيم المعارضة، يائير لبيد، نشر التقرير عبر حسابه على منصة "إكس"، وذكّر بتصريحات كان قد أدلى بها قبل أسبوع في الكنيست ، حين قال إن إسرائيل تموّل فعليًا المساعدات لغزة عبر شركات وهمية مثل "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF).
وتساءل لبيد حينها: "هل تقوم إسرائيل بتمويل المساعدات لغزة من أموال دافعي الضرائب عبر شركات قش في الخارج؟ وهل أُرسل جهاز الأمن الإسرائيلي بأمر من نتنياهو وسموتريتش لتحويل أموال من الدولة إلى الخارج لتعود على شكل مساعدات؟".
وبدأت "مؤسسة غزة الانسانية" عملياتها قبل أكثر من أسبوع بقليل، بعدما رفعت إسرائيل جزئيا الحصار المطبق الذي حرم السكان من مساعدات حيوية. إلا ان توزيع المساعدات شهد فوضى عارمة واستشهاد العشرات بنيران إسرائيلية قرب مراكز توزيع المساعدات.
وتسببت هذه الآلية بحالة من الفوضى منذ اليوم الأول لإطلاقها في رفح جنوبي القطاع، حيث فقدت الشركة الأمنية السيطرة على حشود الفلسطينيين الذين توجهوا لاستلام المساعدات، في حين يستمر الجيش الإسرائيلي باستهداف الفلسطينيين في محيط مراكز التوزيع.
وترفض الأمم المتحدة ومعظم المنظمات غير الحكومية العمل مع "مؤسسة غزة الإنسانية" بسب مخاوف بشأن طريقة عملها وحيادها، وقوبلت هذه الآلية برفض فلسطيني واسع وتشكيك في أهدافها وجدواها.
وتؤكد المؤسسات الأممية رفضها التعاون مع هذه الآلية باعتبار أنها لا تلبي المعايير الإنسانية لتوزيع المساعدات، وسط مطالب بالعودة للآلية السابقة عبر مؤسسات الأمم المتحدة والجهات الشريكة.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية استطلاع إسرائيلي : أغلبية تؤيد الذهاب إلى انتخابات مبكرة زامير : نعمل على تقصير حرب غزة إسرائيل تقرر عدم السماح للسفينة مادلين بالاقتراب من غزة الأكثر قراءة أوتشا: قطاع غزة أكثر الأماكن جوعا على وجه الأرض ساعات عمل معبر الكرامة الأحد المقبل الرئاسة الفلسطينية تعقب على قرار الرئيس التشيلي الأغذية العالمي : توزيع الطحين على العائلات في قطاع غزة قريبا عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025