صحيفة التغيير السودانية:
2024-06-02@21:04:47 GMT

الطب في زمن الحرب!!!

تاريخ النشر: 11th, April 2024 GMT

الطب في زمن الحرب!!!

الطب في زمن الحرب!!!

بقلم د. أمجد إبراهيم سلمان  

تدقيق د. عبد الرحمن حمد

“بعض المهن والحرف تفعل أثراً في أصحابها، الأطباء مثلاً على وجوههم شيء ما، كأنهم يعرفون سرّاً لا يعرفه بقية الناس، ربما لكثرة ما رأوا من تقلبات الحياة والموت”.

مقتطف من كتابات الأديب الراحل الطيب صالح

في سوداننا الحالي نعايش خلال السنوات الخمس الماضية مخاض ولادة سودان جديد في ألم ومعاناة استطالت بعد أن بدأت بثورة عارمة ضد الظلم في ديسمبر 2018 سقط فيها نظام الرئيس البشير بعد اعتصام ساحة القيادة العامة الشهير والذي استمر عدة أشهر انتهى بمجزرة مؤلمة في صباح يوم عيد الفطر خلّفت وراءها مئات من جثث الشباب الذي قُتلوا في جريمة نكراء استمرت لعدة ساعات من قبل جنود من الجيش والأمن والدعم السريع، قضى الكثير من الشباب نحبَهم فيها ليلة آخر يوم من رمضان وهم يتسربلون بأستار القيادة العامة متوسلين لجيشهم أن يذود عنهم، لكن قادته كانوا يتابعون المجزرة خلال بث مباشرة في كابينة قيادة الجيش الأمر الذي خلق فجوة نفسية عميقة بين جيش البلاد وشعبه الذي شاهد فلذات أكباده تُنحر بدم بارد تحت مرأى ومسمع من المنوط بهم حماية المواطنين والدولة والدستور، هذه القطيعة النفسية في تقديري هي الجدار النفسي الشاخص بين جزء كبير من الشعب لتأييد الجيش في المعركة الحالية ضد بربرية الجنجويد المعروفة بالضرورة، حيث تقول العرب في وصف الغدر “كيف أعاودك وهذا أثر فأسك!!!”.

الطب والحرب

رغم أن شعبنا لم يستسلم لهذه الجريمة وانتصر في الثلاثين من يونيو 2019 إلا أن ما تلى ذلك من كوارث لم يخطر على بال أكثرنا تشاؤماً، فلم يلبث العام الجديد أن بدأ حتى هاجمت جائحة الكورونا البلاد مخلّفة الآلاف من الضحايا وخسر القطاع الصحي فيها أعداداً كبيرة من الكوادر الصحية المختلفة، أطباء وممرضين والكثير من الكوادر الطبية المساعدة، ومن نافلة القول أن هذه الكوادر لم تطالب الجيش أو أي كتائب مستنفرة للقيام بهذا الواجب المقدّس بل تقدموا الصفوف بشجاعة ونكران ذات، وقضى الكثيرون نحبهم، رغماً عن شح الإمكانيات وتربص قوى الثورة المضادة بكل ما تقوم به الحكومة المدنية من مجهودات. تبعت ذلك مأساة السيول والأمطار فزادت الأمور ضِغثٌ على إبالة وتكالبت المصائب على بلادنا المكلومة وفي ظل كل ذلك كان العبء أكثره على المغتربين والقوى المدنية والمهنية، خاصة المغتربين الذين كانوا يضاعفون الدعم المادي المباشر من مدخراتهم الضئيلة أو عبر المهنيين حول العالم الذين لم يألوا جهداً في إرسال المعينات وفتح المستشفيات في بعض المدن أو إعادة تأهيلها في مدن أخرى. كما قامت بذلك مؤسسة سابا في أمريكا في مدينة مدني بافتتاح مستشفى خيري كامل أو ما قامت به رابطة المهندسين السودانيين في قطر من تأهيل مستشفى مروي بتبرع سخي بتكلفة بلغت 371 ألف دولار مؤخراً وذلك على سبيل المثال لا الحصر.

الطب وزمن الحرب

ولكن الكارثة الكبرى كانت حرب 15 إبريل 2023 والتي ستكمل عامها الأول بعد عدة أيام من الآن، ذلك أنها خلقت أكبر حالة نزوح داخلي وخارجي في العالم الحديث، بسبب الحرب حيث ارتحل حوالي ربع سكان البلاد (عشرة مليون شخص) نصفهم من العاصمة الخرطوم إلى مدن أخرى، وترك 19 مليون تلميذ مقاعد الدراسة، ويتعرض الآن ربع مليون شخص لخطر الموت جوعاً خلال أسابيع، خلّفت هذه المأساة ضغوطاً كبيرة على كل الخدمات خاصة الصحية منها، ففي أول أسابيع الحرب مات حوالي 60 شخصاً من مرضى الغسيل الكلوي في مدينة الجنينة وحدها، ولا نعلم عدد من فقدوا أرواحهم بسبب تلف مخزون الإنسولين في معظم مخازن العاصمة خاصة إنسولين الأطفال الذي فُقد معظمه في الأسابيع الأولى لهذه الحرب جراء دمار أنظمة التبريد، لقد تصدّى المهنيون وفي مقدمتهم الكوادر الصحية وعلى رأسها الأطباء بكل ما يملكون من طاقات وتبرعات وعلاقات لوجستية في رفع المعاناة عن كاهل أهلنا في البلاد، بمشاريع متعددة في المعابر الحدودية أو دعم الكوادر الصحية في المستشفيات الولائية.

الطب في زمن الحرب

وبالطبع فإننا هنا لسنا (مشحودين على أهلنا وبلادنا) وما قمنا به كأطباء ومهنيين سواء في قطر أو حول العالم مسؤولية لا نتهرّب منها لكن ينبغي إدراك الآثار العميقة للعمل لساعات طويلة تحت ضغوط عمل متعددة لحل مشاكل معقدة وأخرى غير قابلة للحل، لأنه ليس دور المهنيين أن يقوموا بأعمال الدولة، والروابط المهنية هي روابط دعم فني وليست منظمات خيرية في الأساس، كل تلك الضغوط تترك جراح غائرة على الأطباء السودانيين النفسي والمهني، ذلك أن مواصلة الطبيب للعمل لساعات طويلة حتى بعد انتهاء ساعات عمله الرسمية عبر العيادات الإلكترونية التي تصل إليها آلاف الاستشارات لهو أمر جلل ويكثّف الضغوط النفسية على الكوادر المتطوعة في هذا العمل وقد يؤدي إلى حالات إكتئاب حادة قد تصل إلى مرحلة الاحتراق المهني، في ظل كل ذلك يظل الطبيب السوداني في المهجر عنوان أسئلة دائمة من محيطه الاجتماعي والأسري، وقلّما يأتيك اتصال يسأل عن حالتك النفسية أو الصحيّة بل أن البعض قد يطلق العنان لابتسامة متهكمة أن أخبرته أنك كنت مريضاً قائلاً “حتى أنتو بتمرضوا!!!”، في واقع الأمر تفيد الإحصائيات العالمية أن عُمر الأطباء المتوقع أقل من متوسط عمر السكان بعدة سنوات حسب البلد المعين وقد يشكل نقصاً بحوالي 10 سنوات في الهند مثلاً، هذا ويختلف العمر المتوقع للطبيب إحصائياً حسب التخصص، فالتخصصات الأكثر توتراً والمرتبطة بمناوبات ليلية متواصلة لها آثار أكثر سلبية عن التخصصات التي لا تتطلب تدخلات طارئة.

طب في زمن الحرب

لقد تنبّهت المؤسسات المهنية المختلفة لطبيعة الضغوط النفسية المصاحبة لمهن معينة، ففي بعض الدول يسمح للإطفائيين بالتقاعد المُبكر بسبب طبيعة الإرهاق الجسدي والسهر المتواصل، كما تعتني الجيوش العالمية بمنسوبيها عبر برامج إعادة تأهيل نفسي متطورة خاصة لأولئك العائدين من المعارك العنيفة، حتى لا يتحولوا إلى مدمنين أو مجرمين، لذا بزغ إلى الوجود تخصص الصحة المهنية، كما ظهر مفهوم دعم من يقدمون الدعم، إذ بات واضحاً أن وجود المرء في الخطوط الأمامية في الكوارث والحروب قد يشكل عليه ضغوطاً قد تفقده حتى القدرة على التمييز والتحليل، من الأمور الصعبة على ممارسي المهن الصحية خاصة الأطباء طبيعة الالتزام المهني الذي يفرض على الأطباء التعامل مع سرّية معلومات المرضى بدقة شديدة لأن الجهات الرقابية للمهنة قد تفصل الطبيب من السجل المهني لو أفشى بالخطاء معلومة طبية خاصة بالمريض حتى ولو من باب التنفيس عن الضغوط المهنية، وقد عبّر لي أستاذي في طب الأسرة في هولندا د. فريتس فان أكستر في بدايات العام 2012 بقوله “نحن كأطباء أسرة نعيش حالة نفسية أشبه بالانفصام الشخصي أو الحياة بشخصيتين منفصلتين”، لذا نجد أن المستشفيات في العالم الأول تشكل لجان من الأخصائيين النفسيين لدعم هؤلاء الأطباء في حالات الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب الحاد، الاحتراق المهني، أو الخوف.

أختتم قائلاً إن المهنيين السودانيين ومن بينهم الأطباء هم المنوط بهم إعادة بناء بلادنا بعد محنتها هذه، لكننا نحتاج أن نتفهم الظروف المهنية والنفسية المعقّدة التي يمر بها الأطباء حالياً جراء تراكم الضغوط عليهم بوصفهم في الخطوط الأمامية لتخفيف تداعيات الحرب على أهلهم وبلدهم، لذا فرفقاً بمزاولي هذه المهن الحساسة، والرجاء تفهم الطلب المتزايد على خدماتهم ونصائحهم المهنية فمعظمهم يستقبل ما لا يقل عن عدة مكالمات يومياً تتعلق بقرارات صحية كبيرة ما يجعل توازنه المهني والأسري على المحك. لكنهم بالطبع شيالين تقيلة خاصة في وقت الحوبة.

* ملحوظة: قام الدكتور عبد الرحمن حمد استشاري الطب الباطني بتنقيح هذا المقال فله مني كل الشكر والامتنان.

amjadnl@yahoo.com

11 إبريل 2024

الوسومالأطباء الجيش الحرب الدعم السريع السودان الطيب صالح المهجر المهنيين ثورة ديسمبر د. أمجد إبراهيم سلمان فض الاعتصام قطر نظام البشير

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: الأطباء الجيش الحرب الدعم السريع السودان الطيب صالح المهجر المهنيين ثورة ديسمبر فض الاعتصام قطر نظام البشير فی زمن الحرب

إقرأ أيضاً:

متحدثة «الصحة العالمية» في حوار لـ«الوطن»: نتتبع الأمراض في غزة بسبب الحرب.. وكورونا ما زال مستمرا (حوار)

قالت الدكتورة مارجريت هاريس، المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، إن المنظمة تعمل على تتبع الأمراض فى غزة، مشيرة إلى أن العالم يشهد خلال هذه الفترة مستويات غير مسبوقة من الهجمات ضد العاملين فى المجال الطبى والرعاية الصحية، سواء فى القطاع والضفة الغربية أو أوكرانيا والسودان.

وأوضحت «هاريس»، فى حوار لـ«الوطن»، أن دور «الصحة العالمية» الرئيسى حاليًا فى غزة هو الحفاظ على استمرارية النظام الصحى، لا سيما لوجود ارتفاع حاد فى الأمراض المعدية بسبب الاكتظاظ وتعطل خدمات المياه والصرف الصحى، لافتة إلى مواصلة دعم وتحديث خطة المنظمة لدعم المستشفيات فى القطاع مع التركيز بقوة على دعم المرافق الصحية القائمة وتعزيز خدمات الرعاية الصحية والحفاظ عليها.

450 استهدافًا للقطاع الطبى بغزة أدى إلى وفاة 723 شخصًا وإصابة 924 آخرين

وفيما يلى نص الحوار:

* كيف ترى المنظمة استهداف إسرائيل للقطاع الطبى بشكل كبير فى غزة؟

نشهد مستويات غير مسبوقة من الهجمات ضد العاملين فى المجال الطبى والرعاية الصحية فى العديد من الصراعات فى السودان وأوكرانيا وقطاع غزة والضفة الغربية، فمنذ بدء الصراع فى غزة، تم التحقق من أكثر من 913 هجمة صحية، تنقسم إلى 450 استهدافًا للقطاع الطبى أدى إلى وفاة 723 شخصًا وإصابة 924 آخرين، وأثرت تلك الهجمات على 102 من مرافق الرعاية الصحية، بما فى ذلك 32 مستشفى تضررت من أصل 36، كما تأثرت 106 سيارات إسعاف، من بينها 54 سيارة أصيبت بأضرار بالغة، كما تم اعتقال 128 من العاملين فى المجال الصحى، بينما تعرضت الضفة الغربية إلى 463 هجومًا أسفر عن وفاة 15 شخصًا وإصابة 95 آخرين، كما تعرضت إسرائيل أيضًا لـ68 هجومًا أسفر عن مقتل 26 وإصابة 34، وذلك رغم أن القانون الإنسانى الدولى واضح، إذ يؤكد عدم مهاجمة العاملين فى مجال الرعاية الطبية والمرافق الصحية، ولا يجوز استخدامها لأغراض عسكرية، ويجب حماية العاملين بها فى جميع الأوقات، كما أن النقطة المهمة هنا هى حماية المدنيين، وكذلك الأنظمة الصحية والبنية التحتية التى تعتمد عليها المجتمعات فى الرعاية التى تمنح الحياة واستمرارية الخدمات، لأن الفشل فى حماية الرعاية الصحية يسبب أولاً الضرر، ثم أشهر أو سنوات تستغرقها إعادة بناء الأنظمة الصحية.

وتشمل حماية الرعاية الصحية أيضًا حظر استخدام العناصر المقاتلة أثناء الحروب للمرافق الصحية لأغراض عسكرية، ورغم ذلك، حتى لو تم استخدام مرافق الرعاية الصحية لأغراض عسكرية، هناك شروط صارمة تنطبق على اتخاذ إجراءات ضدها، بما فى ذلك واجب التحذير والانتظار بعد التحذير، وحتى ذلك الحين، يُحظر تمامًا شن هجمات ضدها.

العاملون في القطاع الطبي هم الأبطال الحقيقيون

* هناك أطباء قاموا بجهود غير عادية فى غزة.. هل تخططون لتكريمهم بعد انتهاء الحرب؟

جميع العاملين فى مجال الرعاية الصحية، سواء الأطباء أو الممرضون أو المتطوعون وسائقو سيارات الإسعاف والعاملون فى المختبرات والمعالجون والطلاب الذين يعملون بلا كلل لإنقاذ الأرواح واستعادة العافية والصحة لشعب غزة، يجب أن يكونوا فى أذهاننا وأن يتم تكريمهم يومًا، فإنهم يعملون فى ظل ظروف مستحيلة مع نقص الإمدادات باستمرار، وغالبًا ما يضطرون إلى الفرار من عياداتهم، تاركين جميع معداتهم خلفهم ويحاولون العمل مرة أخرى فى مكان آخر، وهؤلاء هم الأبطال الحقيقيون ويجب على العالم تكريمهم الآن وليس لاحقًا ببذل كل ما فى وسعهم لدعمهم وحمايتهم، وليس الوقوف مكتوفى الأيدى، بينما تتعرض حياتهم للخطر وتنتهى يوميًا.

814 ألف حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسى العلوى فى غزة

* ما الأمراض المنتشرة فى غزة نتيجة الحرب؟ وكيف يمكن القضاء عليها؟

نحن نتتبع جميع أنواع الأمراض فى غزة، سواء كانت غير معدية أو معدية، منذ بدء الحرب، وشهدنا ارتفاعاً حاداً فى الأمراض المعدية بسبب الاكتظاظ وتعطل خدمات المياه والصرف الصحى، فمنذ منتصف أكتوبر 2023، تم الإبلاغ عن 814000 حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسى العلوى فى ملاجئ النازحين، و451800 حالة إسهال، و92300 حالة قمل وجرب، و56000 حالة طفح جلدى، و8200 حالة جدرى الماء، و780 حالة الإسهال الدموى، إضافة إلى 70 ألف حالة يرقان، ويُفترض أنها التهاب الكبد الوبائى «أ» وتم اكتشافها بعد العينات إيجابية.

وبعد الحرب، ستكون هناك حاجة إلى عملية إعادة بناء واسعة النطاق، حيث أدت الحرب فى غزة إلى مستويات غير مسبوقة من الدمار، فقد تعرض ما بين 70 إلى 80% من البنية التحتية المدنية، بما فى ذلك المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه والصرف الصحى للتدمير أو لأضرار بالغة، وستواصل منظمة الصحة العالمية تنفيذ وتحديث خطتها التشغيلية لدعم المستشفيات فى غزة، مع التركيز بقوة على دعم المرافق الصحية القائمة وتعزيز خدمات الرعاية الصحية والحفاظ عليها.

100٪ هي نسبة ما توفره المنظمة من الوقود للمستشفيات والمرافق الصحية

* ما الدور الفعلى لمنظمة الصحة العالمية على الأرض فى أزمة غزة؟

لدينا فريق من خبراء الاستجابة الصحية الطارئة على الأرض فى غزة، إن دورنا الرئيسى حاليًا هو الحفاظ على استمرارية النظام الصحى بالعمل مع المرافق الصحية والشركاء الصحيين المحليين والدوليين لتوفير الخدمات الصحية للسكان، نحن نقدم الإمدادات الطبية للمستشفيات، بما فى ذلك الوقود، ولفرق الطوارئ الطبية الدولية، وتوفر منظمة الصحة العالمية 60% من كافة الإمدادات الطبية فى غزة، نحن نقدم 100% من الوقود للمستشفيات والمرافق الصحية، كما نساعد فى نقل المرضى داخل وخارج القطاع للحصول على رعاية متخصصة، ونساعد المستشفيات على البدء فى العمل مرة أخرى، بعد الضربات المدمرة التى تعرضت عليها، فعلى سبيل المثال، نحن نعمل حاليًا مع مجمع ناصر الطبى لمساعدته على استعادة الخدمات.

الصحة العالمية قدمت 92 مليون دولار من الإمدادات الطبية بغزة

* ما حجم المساعدات التى أدخلتها المنظمة إلى غزة منذ الحرب؟

منذ بداية الحرب وبدعم من 61 شريكًا فى مجموعات الصحة وبتنسيق من المنظمة، تم إجراء 5.3 مليون استشارة فى مجال الرعاية الصحية الأولية، و246.000 تدخل طبى متعلق بالصدمات النفسية والطوارئ، وتم تحصين 137.000 طفل من الأمراض، و95.000 استشارة ما قبل الولادة، و115.000 استشارة ما بعد الولادة، و599.000 استشارة تتعلق بالأمراض غير السارية، و30.000 استشارة إعادة تأهيل متعددة التخصصات، 586.000 استشارة متعلقة بالصحة العقلية والدعم النفسى الاجتماعى، وركزت بشكل أساسى على توفير الدعم النفسى والاجتماعى الأساسى والإسعافات الأولية النفسية، كما تم الشراء بـ92 مليون دولار من الإمدادات، كما تم تقديم معدات بقيمة 60 مليون دولار تقريبًا.

الصحة العالمية: لا يزال فيروس كورونا مستمرًا

* فيما يتعلق بكورونا.. هل هناك مخاوف من عودة انتشار الفيروس مرة أخرى؟

لا يزال فيروس كورونا مستمرًا، حيث أبلغت العديد من البلدان، خاصة تلك الموجودة فى نصف الكرة الجنوبى، عن ارتفاع فى أعداد الحالات، وما تغير فى الوباء هو أنه أصبح لدينا وسيلة للوقاية من الفيروس وحالات الوفاة، باستخدام اللقاحات والمراقبة الجيدة والرعاية الطبية.

* هل لدى الصحة العالمية لقاحات جديدة لأمراض معينة؟

التغيير الأهم هو تطوير لقاحات mRNA، وهى تقنية مبتكرة تقوم على حقن سلسلة من التعليمات الجينية فى الجسم كى تخبر خلايا متلقى اللقاح بما يجب فعله لمكافحة العدوى بالمرض، مما يسرع بالفعل عملية تطوير اللقاح، ويعنى أنه يمكننا الاستجابة بسرعة أكبر لأى تهديد أو وباء جديد.

* ما أبرز تطورات أزمة الدواء التى تعانى منها العديد من الدول؟

هناك عدم مساواة فى توزيع العلاجات والأدوية فى العالم، وقد ظهر ذلك خلال مرحلة الطوارئ الحادة لجائحة كورونا، ولمنع تكرار الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية الهائلة التى شهدها العالم مثل هذه الأزمة الصحية المدمرة، تعمل دول العالم على تطوير اتفاقية أو صك قانونى دولى، يُعرف أيضاً باسم اتفاق الجائحة، وإجراء التعديلات اللازمة على اللوائح الصحية الدولية، وتعمل الدول الأعضاء حاليًا على هذه الأمور فى المنظمة المنعقدة فى جنيف خلال هذه الفترة.

الصحة العالمية: 3.8% من السكان من الاكتئاب

* ما نسبة انتشار الاكتئاب والقلق فى العالم خلال السنوات الأخيرة؟ وهل هناك مخاوف من زيادتها؟

يعانى نحو 3.8% من السكان من الاكتئاب، بما فى ذلك 5% من البالغين «4% بين الرجال و6% بين النساء»، و5.7% من الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 60 عامًا، ويعانى حوالى 280 مليون شخص فى العالم من الاكتئاب، ويعد الاكتئاب أكثر شيوعًا بنسبة 50٪ بين النساء منه بين الرجال، وفى جميع أنحاء العالم، يعانى أكثر من 10% من النساء الحوامل اللاتى أنجبن حديثًا منه، وعلى الرغم من وجود علاجات معروفة وفعالة للاضطرابات النفسية، فإن أكثر من 75% من الأشخاص فى البلاد المنخفضة والمتوسطة الدخل لا يتلقون أى علاج للأمراض النفسية، وتشمل العوائق التى تحول دون الرعاية الفعالة نقص الاستثمار فى رعاية الصحة العقلية، ونقص مقدمى الرعاية الصحية المدربين، والوصم الاجتماعى المرتبط بالاضطرابات النفسية.

ونشعر بالقلق إزاء ارتفاع معدلات القلق والاكتئاب، وأيضًا نشعر بالقلق بسبب نقص العلاج والرعاية للأشخاص الذين يعانون من القلق والاكتئاب، وتحاول المنظمة تسليط الضوء على خطة عمل للصحة النفسية «2013- 2030»، وعلى الخطوات المطلوبة لتوفير التدخلات والتحركات المناسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية بما فيها الاكتئاب والقلق، كما يعد الاكتئاب والانتحار من بين الحالات ذات الأولوية التى يغطيها برنامج العمل الخاص بسد فجوة الصحة العقلية «mhGAP» التابع للمنظمة، ويهدف البرنامج إلى مساعدة البلاد على زيادة الخدمات المقدمة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية وعصبية واضطرابات ناتجة عن تعاطى المخدرات.

* ما هي أكثر الأمراض المنتشرة في العالم؟

بحسب إحصاءات المنظمة عن أسباب الوفاة والمرض حتى عام 2022، يعد فيروس كورونا سببًا رئيسيًا للوفاة، إذ احتل المرتبة الثالثة كسبب للوفاة على مستوى العالم فى عام 2020 والثانى فى عام 2021، فما يقرب من 13 مليون شخص توفوا بسبب الفيروس خلال هذه الفترة، ويختلف هذا وفقاً للجزء الذى يعيش فيه الناس من العالم، ولكن فى معظم أنحاء العالم، كان كورونا من بين الأسباب الخمسة الأولى للوفيات، لا سيما أنه أصبح السبب الرئيسى للوفاة فى أمريكا الشمالية والجنوبية فى كلا العامين، ومع ذلك، من المهم ملاحظة أن الأمراض غير المعدية مثل أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطانات والانسداد الرئوى المزمن وألزهايمر وأنواع الخرف والسكرى كانت الأكبر التى تؤدى إلى الوفاة قبل وباء كورونا، وكانت مسئولة عن 74% من جميع الوفيات، فحتى عام 2019 كانت الأمراض غير السارية مسئولة عن معظمها.

مقالات مشابهة

  • وزير الصحة: نسعى للإبقاء على الأطباء بكل الطرق للحفاظ على المنظومة
  • عن "أحوال" الصحة
  • إسرائيل.. أطباء يحذرون من "هجرة جماعية تهدد وجود الدولة"
  • الوخز بالإبر الصينية وعيادات الطب البديل أمل التونسيين في الشفاء.. والأطباء يحذرون من المخاطر الصحية
  • متحدث الصحة العالمية: الأوضاع الصحية في قطاع غزة تزداد سوءًا كل يوم
  • متحدثة «الصحة العالمية» في حوار لـ«الوطن»: نتتبع الأمراض في غزة بسبب الحرب.. وكورونا ما زال مستمرا (حوار)
  • تيار الاستقلال بـ«الأطباء» يرفض قانون إسناد المنشآت الصحية للمستثمرين
  • تكريم الكوادر الدينية المُجيدة بـأوقاف الداخلية
  • «صوت أمريكا»: الرعاية الصحية تتعرض للهجوم مع تصاعد الحرب فى غزة
  • تكريم فريق إدارة التدريب بهيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية