ليبيا – قال وزير السياحة بحكومة تصريف الأعمال نصر الدين الفزاني، إن ليبيا باتجاهها للتعافي بعد وصمها بأنها بلد” صراعات سياسية وفوضى أمنية”،وذلك من خلال إخراجها من قائمة السفر الحمراء لبعض الدول.

الفزاني وفي تصريحات خاصة لصحيفة “الشرق الأوسط”، أشار إلى أن الأمن تَحسّن بصورة كبيرة منذ 3 سنوات، لافتًا إلى أن قطاع السياحة حساس جداً،وأي اضطراب أو اختراق أمني يقع يعود بالبلاد إلى نقطة البداية.

وأضاف:”أن الخسارة الحقيقية التي تكبدتها بلاده في فترة الصراعات التي شهدتها خلال السنوات الماضية،لا تتمثل فقط في تبدد الإيرادات السياحية التي كان يمكن أن تصل إلى مليارات الدولارات، إنما أيضاً في ترسيخ صورة ذهنية لدى كثير عنها ووصمها – حتى يومنا الراهن – بأنها بلد صراعات وفوضى أمنية”.

وقدّر الفزاني حجم ما كانت تستقبله ليبيا سنوياً قبل عام 2011 بنحو 120 ألف سائح، قبل تهاوي القطاع جراء تداعيات الصراعات السياسية والمسلحة، مضيفًا:” أن الحركة السياحية بدأت تعود لنشاطها من خلال تسخير الحكومة طاقاتها كلها خدمةً لتعافي القطاع في أسرع وقت”، معبّراً عن ثقته في إمكانية حصول ليبيا على حصة وازنة بحركة السياحة العالمية خلال السنوات القليلة المقبلة.

وأكد الفزاني أنه قبل عام 2011، كانت هناك مؤشرات، وطلب كبير من شركات سياحة دولية للعمل والاستثمار داخل ليبيا، ولكن بطبيعة الحال الصراعات والأزمات في أي مكان بالعالم تؤثر بشكل سلبي كبير في السياحة.

وتابع الفزاني حديثه:” خلال فترات الصراعات التي شهدتها ليبيا تضررت عوامل ضرورية لصناعة السياح، منها البنية التحتية من شبكات مياه وكهرباء، ووسائل نقل وإقامة وترفيه، وبعض المعالم الأثرية، والمناطق الطبيعية”.

ولم يتردد الفزاني خلال إجابته عن تساؤل حول أهم العوائق التي تواجه تطوير السياحة في ليبيا، بالتأكيد على أن العامل الأمني لا يزال يمثل التحدي الرئيسي رغم كل ما بُذل من جهود، مقارنة بالانقسام والتنازع الحكومي على السلطة التنفيذية بالبلاد.

وضرب الفزاني مثالاً بالاشتباكات التي تحدث بين بعض المجموعات المسلحة بالعاصمة أو بأي مدينة، وكيف يتم تسليط الضوء على عدد الضحايا الذين سقطوا فيها، الذي ربما يكون مقارباً، أو أقل، من عدد ضحايا أي حادث إرهابي في أي بلد آخر، ويتم التغافل عن مسارعة الجميع من حكومة ووسطاء لاحتواء هذه الخلافات،لافتا إلى أنه يتم التغافل أيضاً عن انخفاض معدل الجريمة في ليبيا مقارنة بدول أخرى بالمنطقة لم تعانِ مثلها من الانزلاق لدوامة الصراعات والانقسامات وانتشار السلاح.

ودلل الفزاني على تحسن الوضع الأمني بعودة سفارات دول عربية وغربية للعمل من العاصمة طرابلس، واستئناف رحلات شركات الطيران، بالإضافة لشهادات السياح أنفسهم بأن نظرتهم لليبيا تغيرت 180 درجة بعد تجولهم في مدنها سواء بطرابلس أو بالشرق والجنوب.

وعدّ الفزاني استقطاب أكبر نسبة من السياح العرب والأجانب في السنوات القليلة المقبلة أولوية لوزارته.

وأردف:”عدد السياح خلال العام الماضي بلغ 35 ألفاً، ولكننا نطمح لمضاعفة هذا الرقم لعشرة أضعاف خلال فترة زمنية قصيرة”، متابعاً: “خلال سنوات قليلة قد يمكننا الحديث عن استقطاب ملايين السياح”.

واستند إلى ما تتمتع به ليبيا من تنوع جغرافي واسع، ما بين شاطئ يمتد لأكثر من 1900 كيلومتر على البحر المتوسط، وصحراء واسعة، ومناطق طبيعة خلابة مثل مدن الجبل الأخضر بالشرق الليبي.

وبشأن سرقة وتبدد كثير من الآثار الليبية خلال فترة الصراعات الماضية، قال الفزاني: “كل بلد تندلع فيه صراعات كبرى، يُخترق من قبل عصابات كبرى منظمة تضطلع بجرائم تهريب بشر وسرقة آثار وأموال، وليبيا ليست استثناءً، وبالتالي تضررنا سواء بسرقة بعض الآثار، أو أيضاً بالانتقادات التي وُجهت للدولة جراء تهريب تلك العصابات للبشر عبر شواطئنا”.

وشدد الفزاني على مسارعة وزارته لحصر ما تمت سرقته، واسترداد جزء كبير منه فعلياً، مع التنسيق مع الأجهزة الأمنية لتأمين مختلف المواقع الأثرية.

المصدر: صحيفة المرصد الليبية

إقرأ أيضاً:

ليبيا.. إعلان هام من المصرف المركزي بشأن بيع النقد الأجنبي

أعلن المصرف المركزي الليبي  استئناف بيع النقد الأجنبي عبر منصة حجز العملة الأجنبية للأفراد وقبول طلبات فتح الاعتمادات المستندية بدءا من  الأحد القادم.

وأكدت وزارة الدفاع في حكومة الوحدة الوطنية استمرار جهودها المباشرة في تثبيت وقف إطلاق النار داخل طرابلس، مشيرة إلى أنها تشرف على المهمة بالتنسيق مع كافة الجهات العسكرية النظامية.

وشددت الوزارة على أن أولويتها القصوى هي حماية المدنيين وتأمين المناطق الحساسة، داعية وسائل الإعلام إلى التحلي بالمسؤولية المهنية وتجنّب نشر الشائعات أو تداول معلومات غير دقيقة من شأنها إثارة القلق داخل الشارع الليبي.

وجددت وزارة الدفاع التزامها باطلاع الرأي العام على أي مستجدات من خلال القنوات الرسمية، مؤكدةً أن القوات التابعة لها تعمل وفق تعليمات صارمة للحفاظ على النظام العام.


يأتي هذا البيان في ظل تطورات أمنية متسارعة شهدتها طرابلس مؤخرا، وسط دعوات داخلية وخارجية لضبط النفس ووقف التصعيد.

وشهدت العاصمة الليبية طرابلس، مساء الجمعة، تصعيدًا خطيرًا مع مقتل عنصر أمني خلال محاولة اقتحام مقر رئاسة الوزراء، في إطار مظاهرات حاشدة تطالب برحيل حكومة عبد الحميد الدبيبة.

وأعلنت حكومة الوحدة الوطنية، في بيان رسمي، أن الشرطي توفي متأثرًا بجروح أصيب بها جراء إطلاق نار من قبل مجهولين، خلال قيامه بتأمين المبنى.
وشكرت الحكومة وزارة الداخلية على ما وصفته بـ"الاحترافية الكبيرة" في حماية المتظاهرين وضمان سلامة المشاركين، ما يوحي بمحاولة لتبرئة المؤسسة الأمنية من مسؤولية قمع التظاهرات.

وحسب مراسلي وكالة "فرانس برس"، شهد ميدان الشهداء وسط العاصمة تجمع مئات المتظاهرين، معظمهم من الشباب، وسط وجود أمني مكثف تجاوز الأربعين آلية. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب برحيل حكومة الدبيبة، متهمين إياها بالفشل في حماية المدنيين والانحياز لجماعات مسلحة محددة.

جاءت هذه التظاهرات بعد أيام فقط من اشتباكات عنيفة بين فصائل مسلحة في طرابلس، خلفت ما لا يقل عن ثمانية قتلى، وفق بيانات الأمم المتحدة. ورغم عودة الحياة بشكل جزئي إلى طبيعتها، إلا أن التوتر ما زال مستمرًا، مع تصاعد الاحتجاجات السياسية.

ليبيا.. المجلس الرئاسي يشكل لجنة هدنة بدعم أمميأسامة حماد يهاجم خطاب الدبيبة: محاولة لتزييف الواقع في ليبياحسام البدري يروي تفاصيل خروجه من ليبيا بعد تصاعد الاضطرابات الأمنيةالدبيبة صلاحيته انتهت| أحمد موسى يكشف تطورات عاجلة في ليبيارئيس المخابرات يبحث مع كبير مستشاري ترامب وقف التصعيد في ليبيا طباعة شارك ليبيا المصرف المركزي النقد الأجنبي وزير الدفاع الليبي أحداث طرابلس عبد الحميد الديبية

مقالات مشابهة

  • البارود يعيد تشكيل خارطة النفوذ .. ماذا يحدث في ليبيا؟
  • «اضطراب الملاحة وارتفاع الحرارة».. الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال هذه الأيام
  • دور الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة في الصراعات العسكرية
  • تيته: تقرير اللجنة الاستشارية نقطة انطلاق لحوار واسع على مستوى ليبيا
  • ليبيا.. إعلان هام من المصرف المركزي بشأن بيع النقد الأجنبي
  • «هل كان زملكاويا في البداية؟».. إسعاد يونس تكشف انتماء الزعيم عادل إمام الكروي
  • تفاصيل جديدة في واقعة سرقة فيلا الدكتورة نوال الدجوي وتحرك أمني
  • تطبيع مبكر أم اختراق أمني؟ كيف دخل الموساد إلى سوريا واستعاد وثائق الجاسوس إيلي كوهين؟
  • إلغاء ضريبة القيمة المضافة على السياح.. خطوة لدعم تنافسية السياحة
  • الهندي عزالدين: هل سيعود الجيش إلى جدة ؟