بوابة الوفد:
2025-07-05@13:53:37 GMT

رسالة إلى ضمير العالم!

تاريخ النشر: 13th, April 2024 GMT

يحتفل العالم فى الخامس من أبريل من كل عام باليوم الدولى للضمير، ويعود الاحتفال بهذا اليوم إلى عام ٢٠١٩ عندما أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى يوليو من العام نفسه، اختيار يوم ٥ أبريل «اليوم الدولى للضمير»، فى ضوء الطلب الذى تقدمت به مملكة البحرين بهدف تحفيز المجتمع الدولى على إنهاء الحروب وحل النزاعات الدولية بطريقة سلمية، وتحفيز الشعوب إلى تحقيق السلام الداخلى.

ومن هذا المنطلق وتحت شعار «تعزيز ثقافة السلام مع الحب والضمير»، تحتفل الأمم المتحدة والعالم فى الخامس من إبريل من كل عام بـ«اليوم العالمى للضمير».

وقد اختلف العلماء والمفكرون فيما بينهم فى التعبير عن «ماهية الضمير»، وفى أنه قابل للصواب أو الخطأ، وعرَّف بعضهم «الضمير» بأنه قدرة الإنسان على التمييز بين الخطأ والصواب، أو بين الحق والباطل، وقدمه الفلاسفة بأنه مركَّب من الخبرات العاطفية، مؤسَّس على فَهم الإنسان للمسئولية الواقعة على عاتقه إزاء مجتمعه، والضمير وفق معجم المعانى الجامع: استعداد نفسيّ لإدراك الخبيث والطيب من الأعمال والأَقوال والأَفكار، والتفرقة بينها، واستحسان الحَسن واستقباح القبيح منها، وبهذا المفهوم يتداخل الضمير الإنسانى فى كل مناحى الحياة، فعلى مستوى العمل، يظهر الضمير المهنى فيما يُبديه الإنسان من استقامة وعناية وحرص ودقة فى قيامه بواجبات مهنته. وعلى المستوى الدراسى، يظهر الضمير فى الاهتمام بتحصيل الدروس والبحث عن المعلومات الصحيحة وتوظيفها بالشكل السليم. وعلى مستوى الأسرة يظهر الضمير فى التخطيط الجيد لمستقبل الأسرة والأبناء والتفانى فى الوفاء بالتزاماتها، أما «تأنيب الضمير»، فيُقصد به شعور الفرد بالندم لقيامه بخطأ ما، أو تقصيره فى مهامه وواجباته، ويُطلق على الإنسان الصادق الأمين المتقن لعمله أنه «حيّ الضمير»، ونقيضه الشخص الذى يأتى بأعمال دون وازع سليم من ضميره ويُسمى «معدوم الضمير».

ويواكب اليوم الدولى للضمير هذا العام دعوات إلى تخفيف أوجاع العالم الناتجة عن الحروب والصراعات، مع استمرار التصعيد الاسرائيلى فى غزة والاعتداء على المواطنين، وارتكاب مجازر لاإنسانية فى حق مواطنين عزل، وانتهاك القوانين الدولية كلها، حيث أزهقت الأرواح وتمزقت الأسر، ولحقت آثار مُدمرة بالأطفال، ولحقت أضرار بالمدارس والمرافق الصحية، وسويت المنازل والمكاتب بالأرض، وهجّرت أسر بأكملها، فضلا عن استهداف المستشفيات والعاملين فيها وسيارات الإسعاف، واستهداف منظمات الإغاثة الطبية مثل «أطباء بلا حدود» ومنظمات إنقاذ الطفولة، دون أى احترام للاتفاقيات الدولية مثل اتفاقية جنيف.

ووصل الأمر إلى قتل ما يزيد على ١٦٠ طفلاً رضيعاً فى يوم واحد، ناهيك عن قتل نحو ١٠ آلاف طفل فى شهرين، لتوصف بذلك حرب إسرائيل على عزة بأنها الأكثر فتكا بالأطفال، كما أنها الحرب الأكثر دموية للصحفيين منذ ٣٠ عاما.

وفى النهاية وفى «اليوم الدولى للضمير»، هل يستفيق ضمير العالم؟!

 أستاذ الإعلام المساعد بكلية الآداب

جامعة المنصورة

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د أحمد عثمان جامعة المنصورة العالم الجمعية العامة للأمم المتحدة اختلف العلماء

إقرأ أيضاً:

المجلس الإسلامي السوري.. صوت ضمير الثورة وأحد أعمدتها الراسخة

ما زالت الثورة السورية، بعد أكثر من عقد من الدم والعذاب، تثمر في قلوب أبنائها ووجدانهم معاني العزة والكرامة، وتسطّر صفحات خالدة من الصبر والثبات والإيمان بعدالة القضية. ومن بين مؤسسات الثورة التي بقيت شامخة كالمنارة وسط الكلام، المجلس الإسلامي السوري، الذي كان ولا يزال واحد من أبرز المعالم العلمية والروحيّة والفكرية للثورة السورية..

المجلس الإسلامي السوري: حضور مشرف ودور ريادي

حمل المجلس الإسلامي السوري منذ تأسيسه أمانة الكلمة والموقف، وكان المرجعيّة الشرعيّة والدعويّة التي اجتمعت حولها أطياف من العلماء والدعاة والمربيّن والمصلحين من داخل سوريا وخارجها. فلم يكن المجلس مجرد هيئة دعوية، بل كان ضميرا حيّا للأمّة السورية، وصوتا حرا للثورة، وحارسا أمينا لهويتها الإسلاميّة والوطنيّة..

فقد ساهم المجلس في:

- الفتوى والتوجيه في أدقّ المنعطفات، مثبتّا الناس في وجه الخوف والخذلان.

- التصدي لمحاولات التمييع والانحراف العقدي والاختراقات الطائفيّة والمذهبيّة.

- إغاثة المنكوبين ودعم مؤسسات التعليم الشرعي، وتأهيل العلماء والقرّاء والدعاة.

- مواجهة الظلم والاستبداد، وخاصة في فضح جرائم نظام المجرم بشار الأسد، والدعوة الصريحة لإسقاطه وجميع رموزه الخونة.

- تثبيت الخطاب الوسطي المعتدل، في وقت كانت الفوضى الفكريّة تكتسح الساحة السورية.

كما أصدر وثائق جامعة كـ"وثيقة المبادئ الخمسة" و"رؤية التوافق الوطني"، فكان صوته يجمع لا يفرّق، ويرشد لا يضلل.

قرار حلّه خسارة وطنية..

إنّ قرار حلّ المجلس الإسلامي السوري، وإن جاء في سياق بناء مؤسسات الدولة الجديدة، إلا أنّه يشكّل خسارة رمزية ومعنوية كبيرة لسورية ما بعد التحرير. فالمجلس لم يكن يوما ما عبئا على البلاد والعباد، ولم يعّطل مؤسسات الدولة، ولم يشكّل بؤرة صراع أو فرقة، بل كان ولا يزال عامل وحدة واستقرار وتوازن.

بل إنّ وجوده لا يزاحم أحدا، ولا يضادّ جهة رسميّة، بل يسدّ ثغرة بقيت لسنوات طويلة بدون مؤسسات رسميّة فاعلة، لا سيما في الشأن الشرعي والديني، وهو مجال لا يحتمل الفراغ، لأنه يمسّ عقيدة الناس، وتدينهم، وتعاملهم اليومي.

كما كان المجلس الإسلامي السوري وقف سدّا منيعا في وجه التمدد الطائفي، ففضح مخططات التغيير الديموغرافي، وواجه محاولات اختراق المجتمع السوري عقائديا. فأدى دورا حاسما في حماية الهوية السنيّة، وتعزيز الوعي بمخاطر المشروع الطائفي المدعوم خارجيا. وقدّم خطابا شرعيا وطنيا حازما حافظ به على وحدة الصف والمعتقد.

لماذا يُفكّك ما ثبت ويُهدم ما بُني؟

إننا اليوم أمام مشهد محيّر: مؤسسة شريفة، خدمت الدين والثورة والوطن، يُطلب منها أن تغيب، من غير أن يكون لبقائها ضرر، ولا لحلّها فائدة عمليّة واضحة. فهل من العقل والمنطق، بل من الحكمة الشرعيّة والوطنيّة، أن يُقصى من بَنى وثبت، ويُقال لمن نصر الحق في أحلك الظروف: "قد انتهى دورك، شكرا ووداعا"؟ أليس من الوفاء للدماء والدموع، أن نبقي على المؤسسات التي وقفت في وجه الطغيان، وحملت عبء المرحلة بكلّ صدق وإخلاص؟

رسالة إلى القيادة والدولة

نحن نُجلّ الدولة السورية الفتيّة، ونحترم مؤسسة الرئاسة والحكومة، ونقدّر جهود الجميع في بناء الدولة بعد التحرير، ولكننا في الوقت ذاته، نرفع نداء صادقا، ومطلبا عقلانيا محقّا: "أعيدوا النظر في قرار حلّ المجلس الإسلامي السوري".

فالدولة التي تتسع لعودة النازحين، وتفتح ذراعيها لكلّ مخلص، قادرة أن تتسع لصوتٍ دعويٍّ معتدل، وقف مع الحق يوم عزّ الناصر، وكان سندا للدولة والشعب معا.

إنّ المجلس الإسلامي السوري ليس مجرد مؤسسة، بل شاهد حيّ على مرحلة عظيمة من تاريخ سورا، وبصمة في مسار الثورة والهوية، وإن بقاءه لا يضرّ أحدا، بل ينفع الأمة ويغني الساحة ويُطمئن المجتمع. فليكن في الحكمة متّسعٌ، وفي الدولة أفقٌ، وفي القرار إعادة نظر.. "ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب".

والله من وراء القصد، أسأل الله أن يحفظ سوريا وأهلها وقيادتها وعلمائها الصادقين ورموزها المخلصين..

مقالات مشابهة

  • العثور على جثتي رجل وسيدة غرقى في نيل الدقهلية
  • المجلس الإسلامي السوري.. صوت ضمير الثورة وأحد أعمدتها الراسخة
  • مطالب للفيفا بالضغط على ترامب لتعديل سياسات الهجرة قبل كأس العالم 2026
  • عشرات المنظمات تدعو الفيفا لدفع إدارة ترامب لتغيير سياسات الهجرة
  • مفتي عُمان: صمت العالم عن جرائم غزة خزيٌ يلاحق المتحضّرين
  • مفتي عُمان يُهيب بجميع المسلمين للوقوف بحزم تجاه الجرائم الصهيونية في غزة
  • مفتي عُمان يُهيب بالوقوف بحزم تجاه الجرائم الصهيونية في غزة
  • الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الإرادة الدولية لمحاسبة إسرائيل ما تزال غائبة
  • الأورومتوسطي لحقوق الإنسان: الحرب على غزة تحولت إلى سوق ربح للشركات الدولية
  • رابطة العالم الإسلامي تشيد بالثقة الدولية المستحقة للمملكة