أوكرانيا تعترف بـ"تدهور الجبهة الشرقية" وسط هجوم روسي مكثف
تاريخ النشر: 14th, April 2024 GMT
كييف- رويترز
قال قائد الجيش الأوكراني أمس السبت إن الوضع على الجبهة الشرقية تدهور في الأيام القليلة الماضية مع تكثيف روسيا هجماتها بالمدرعات واحتدام المعارك للسيطرة على قرية تقع غربي مدينة باخموت المدمرة.
ويعكس بيان الكولونيل جنرال أولكسندر سيرسكي، الذي جاء بعد مرور أكثر من عامين على بدء الغزو الروسي، أجواء الغضب في أوكرانيا إذ لا يزال الكونجرس الأمريكي يعرقل قرارا بمساعدات عسكرية مهمة توقعت كييف تسلمها منذ أشهر.
ومنذ فوز الرئيس فلاديمير بوتين بولاية جديدة في الانتخابات التي أجريت في منتصف مارس آذار، كثفت روسيا هجماتها على أوكرانيا وشنت ثلاث ضربات جوية ضخمة على نظام الطاقة الأوكراني، مستهدفة محطات لتوليد الطاقة ومحطات فرعية. وبسبب تباطؤ الغرب في إرسال مساعدات عسكرية إلى كييف، صارت أوكرانيا أكثر عرضة للهجمات الجوية وتفوق روسيا عليها من حيث الأسلحة في ساحة المعركة. ووجهت كييف نداءات عاجلة للحصول على صواريخ دفاع جوي في الأسابيع القليلة الماضية.
وقال سيرسكي إن القوات الروسية تكبدت خسائر كبيرة خلال هجمات في شرق أوكرانيا، لكنها تحقق مكاسب تكتيكية. ووردت أنباء على قنوات التواصل الاجتماعي تفيد بسقوط قرية بوهدانيفكا بشرق أوكرانيا إلى الغرب من باخموت لكن وزارة الدفاع في كييف نفت ذلك.
وأقرت الوزارة باحتدام القتال في المنطقة، وقالت إن مجموعات هجومية روسية وصلت إلى المشارف الشمالية للقرية الليلة الماضية. وأضافت "بوهدانيفكا أصبحت الآن تحت سيطرة قوات الدفاع".
وتقع القرية إلى الشمال الشرقي من بلدة تشاسيف يار، وهي معقل تسيطر عليه كييف وتحاول روسيا الوصول إليه بعد أن استولت على بلدة أفدييفكا إلى الجنوب في فبراير شباط الماضي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن قواتها سيطرت على بيرفومايسكي وهي قرية تقع بمنطقة دونيتسك الأوكرانية حيث تركز موسكو هجماتها منذ أشهر. وذكرت موسكو أن قواتها عززت وضعها التكتيكي على خط المواجهة هناك بعد السيطرة على القرية الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات جنوب غربي أفدييفكا المحتلة. ولم تعلق كييف حتى الآن على الوضع في بيرفومايسكي.
وقال سيرسكي إن مجموعات هجومية مدرعة روسية تهاجم مواقع على جبهتي ليمان وباخموت بينما تستخدم عشرات الدبابات وناقلات الجنود المدرعة لمحاولة اختراق الخطوط على جبهة بوكروفسك. وتفقد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أسلحة مصنعة محليا خلال فعالية أقيمت بالقرب من كييف حيث قدم عددا من جوائز الدولة لمنتجي الأسلحة الأوكرانيين. وكان زيلينسكي قد حذر من أن روسيا قد تكون في حالة استعداد لشن هجوم كبير في أواخر مايو أو يونيو.
ونقلت وكالة إنترفاكس أوكرانيا للأنباء عن قائد وحدة الطائرات المسيرة في الجيش الأوكراني قوله القول خلال الفعالية إن المسيرات التي أرسلت إلى الخطوط الأمامية حتى الآن هذا العام زادت بمقدار ثلاثة أمثال مقارنة بالعام الماضي بأكمله. وأضاف أن أوكرانيا لديها طائرات مسيرة هجومية قادرة على التحليق لمسافة 1200 كيلومتر. وقال سيرسكي في بيانه إن التفوق التكنولوجي على روسيا في الأسلحة المتطورة هو وحده الذي سيسمح لكييف "باغتنام المبادرة الاستراتيجية" من عدو أكبر ومجهز بشكل أفضل.
ووافق البرلمان الأوكراني يوم الخميس على مشروع قانون لتعديل طريقة استدعاء المدنيين إلى الجيش. ووقع زيلينسكي أيضا على تشريع الأسبوع الماضي يخفض سن التجنيد إلى 25 عاما من 27 عاما.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مسيرات وصواريخ روسية تضرب كييف وتدمر مباني سكنية
استهدفت القوات الروسية العاصمة الأوكرانية كييف ومحيطها بهجمات مكثفة خلال ساعات الليل، باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ دقيقة التوجيه، ما أسفر عن مقتل خمسة مدنيين على الأقل وإصابة العشرات، إلى جانب اندلاع حرائق واسعة النطاق في مناطق سكنية وتدمير مدخل محطة مترو كانت تُستخدم كملجأ من الغارات الجوية.
وأكدت السلطات الأوكرانية، صباح الاثنين، أن الهجوم تركز على عدة أحياء داخل العاصمة، أبرزها حي شيفتشينكيفسكي، أحد أكثر الأحياء ازدحامًا وحيوية في كييف، حيث سُوِّي مدخل مبنى سكني شاهق بالأرض جراء الانفجار، وسط أنباء عن وجود مدنيين عالقين تحت الأنقاض، بحسب وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو.
وقال كليمينكو: "الضربة دمّرت جزءًا كبيرًا من البنية التحتية المدنية، وتسببت في إصابة عشرة أشخاص على الأقل، والعدد مرشح للارتفاع مع استمرار عمليات الإنقاذ"، مضيفًا أن ستة من أحياء كييف العشرة تعرضت لأضرار مباشرة.
وفي السياق ذاته، أعلن حاكم منطقة كييف، ميكولا كلاشنيك، مقتل امرأة تبلغ من العمر 68 عامًا في ضواحي العاصمة، إضافة إلى إصابة ثمانية آخرين على الأقل في الهجمات التي طالت العاصمة والمنطقة المحيطة بها.
وأظهرت الصور التي نشرتها خدمة الطوارئ الأوكرانية رجال الإنقاذ وهم يجلون السكان وسط الظلام، بين أنقاض المباني المحترقة، حيث أنقذت فرق الطوارئ عددًا من المدنيين بينهم امرأة حامل.
وقال رئيس الإدارة العسكرية في كييف، تيمور تكاتشينكو، عبر تيليغرام: "أسلوب الروس لم يتغير، يواصلون استهداف الأماكن التي يتجمع فيها المدنيون، سواء المباني السكنية أو الملاجئ، في محاولة لبث الرعب وكسر صمود السكان".
ورغم أن موسكو لم تعلّق رسميًا على الهجمات حتى لحظة إعداد الخبر، فإنها عادة ما تؤكد استهدافها لمنشآت عسكرية أو بنية تحتية "مرتبطة بالمجهود الحربي"، ومع ذلك، تشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن آلاف المدنيين قتلوا منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، غالبيتهم في مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة الأوكرانية.
وتأتي هذه الضربة في وقت تتزايد فيه الضغوط الميدانية على القوات الروسية في جبهات شرقية وجنوبية، ما قد يفسّر التصعيد الجوي كرسالة ردع أو محاولة لتقويض المعنويات المدنية والعسكرية الأوكرانية.