عبد الفتاح القصري.. فقد بصره على المسرح وعروسته هربت منه
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
يحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان عبد الفتاح القصري، أحد أهم علامات الكوميديا في الزمن الجميل، والذي اشتهر بأدواره الشعبية وابن البلد، ومن أبرز أعماله "ابن حميدو"، كما تعرض للعديد من العقبات في حياته والتي لاحقته بنهاية مأساوية.
عرف الفنان الراحل عبد الفتاح القصري بتعلقه بالفن، حيث تخلى عن ورثه من والده الذي هدده به حتى لا يدخل هذا المجال، إلا أنه واجه تلك التحديات،فكان في سن الـ 12 يتردد على شارع عماد الدين ويلتقي بالفنانين على القهوة إلى أن عمل معهم وكان يقدم مونلوج محمد عبد القدوس "اللي بحبه ده دلعه يجنن يضرب بيانه وضربه يجنن".
الفنان الراحل عبد الفتاح القصري
وفي نفس الوقت، قام جورج ابيض بالإعلان عن حاجته لفنانين، ليتقدم عبد الفتاح القصري وحصل علي دور، إلا أن فرحته لم تكتمل، فعندما طلب جورج أبيض أن يبكي رفض وقال أنه يريد أن يضحك الناس لكن جورج تعصب عليه وقام بصفعه بالقلم، وهي القصة التي نشرتها مجلة المسرح.
وقرأ نجيب الريحاني القصة في المجلة وطلب البحث عن هذا الممثل المغمور واسند له دور في فرقته حيث قدم دور معلم سماك في مسرحية الجنيه المصري المأخوذة عن مسرحية توباز والتي قدمها فؤاد المهندس في الستينات بعنوان السكرتير الفني.
عبد الفتاح القصري يفقد بصره على خشبة المسرح
وفقد عبد الفتاح القصرى أعز ما يملك أثناء وقوفه على خشبة المسرح أمام الفنان الراحل إسماعيل يس، حيث فقد بصره، وظل يصرخ ويردد أنه فقد بصره واعتقد جمهور المسرح أن المشهد جزء من المسرحية فزاد ضحكهم وتصفيقهم، لكن إسماعيل يس أدرك المأساة التي حلت بصاحبه وأوقف المسرحية، وقام بنقل القصري للمستشفى، حيث تبين أن ارتفاع نسبة السكر وراء فقدانه البصر.
الفنان الراحل عبد الفتاح القصريأزمات في حياة عبد الفتاح القصري
وتعرض الفنان الراحل عبد الفتاح القصري لأزمات عديدة في حياته، فتحدث في أحد اللقائات التليفزيونية السابقة أن عروسته التي خطبها هربت منه بسبب قصر قامته وبدانته.
كما تعرض للجحود والنكران ممن حوله، فقال في اللقاء: "أكثر مايضايقنى الجحود والنكران ممن حول الإنسان فى مجده ثم التنكر له فى مأساته، أيضا يضايقنى الخيانة وعدم الاعتراف بالجميل فقد ربيت أحد الأشخاص ليعيننى على الحياة فكان أول من خاننى".
وفي آخر أيامه انتشرت الأقاويل أن زوجته قامت بحبسه في بدروم منزله وأخذت كل أمواله وممتلكاته وجعلته وحيدًا بعدما أفقد بصره وذاكرته أيضًا.
أبرز أعمال عبد الفتاح القصري
قدم"القصري" عبر شاشة السينما ما يقرب من 100فيلما منها: "المعلم بحبح، وانتصار الشبابن، وسي عمر، ويوم في العالي، وليلة الجمعة، ولعبة الست"،وكان يتقاسم النجاح مع الفنان الراحل نجيب الريحانى وإسماعيل يسن.
من أشهر أدواره دور "المعلم حنفي" في فيلم "ا بن حميدو " مع الفنان إسماعيل يس، الذي ارتبط معه في الكثير من الأفلام، كما ارتبط بأفلام نجيب الريحاني وكان فيلم "سكر هانم" عام 1960 هو آخر أفلامه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عبد الفتاح القصري فقد بصره
إقرأ أيضاً:
زكي طليمات.. رائد المسرح العربي الذي أضاء الخشبة بعقله وفنه
تمر اليوم ذكرى ميلاد واحد من أعمدة المسرح العربي، الفنان والمخرج الكبير زكي طليمات، الذي لا يمكن الحديث عن نهضة المسرح المصري دون ذكر اسمه، ترك بصمة لا تمحى على خشبة المسرح، وأسهم في وضع أسس التعليم المسرحي الحديث بمصر، حتى استحق عن جدارة أن يُلقب بـ "أب المسرح المدرسي" و"رائد المسرح العربي".
نشأة فنية مبكرة في قلب القاهرة
وُلد زكي عبد الله طليمات في 29 أبريل عام 1894 بحي عابدين في القاهرة، لأسرة تجمع بين الأصول السورية من جهة الأب والأصول المصرية الشركسية من جهة الأم.
نشأ في بيئة ميسورة ومثقفة، وكان منذ صغره محبًا للفن والأدب، ما ساعده لاحقًا على خوض تجربة مسرحية استثنائية.
و بدأ تعليمه في المدارس المصرية، وتخرج من المدرسة الخديوية الثانوية، ثم التحق بمعهد التربية، حيث ظهرت ميوله الفنية بشكل واضح، ومن هناك بدأت رحلته الحقيقية مع المسرح، التي قادته إلى العالمية.
دراسة المسرح في فرنسا وصقل الموهبة
في إطار اهتمام الدولة المصرية بالمسرح كأداة تعليمية وتنويرية، أُوفد زكي طليمات في بعثة علمية إلى فرنسا لدراسة فنون المسرح.
التحق هناك بأشهر المسارح والمؤسسات الفنية، منها مسرح "الكوميدي فرانسيز" ومسرح "الأوديون"، حيث تلقى تدريبًا أكاديميًا على يد أساتذة كبار.
وخلال هذه الفترة، حصل على دبلوم في الإلقاء والأداء المسرحي، كما نال شهادة تخصص في الإخراج المسرحي، وهو ما أضاف إلى موهبته أساسًا علميًا متينًا عاد به إلى مصر ليحدث فارقًا حقيقيًا في المشهد الثقافي والفني.
تأسيس المسرح المدرسي ووضع قواعد التعليم المسرحي
عند عودته إلى مصر، بدأ زكي طليمات رحلته في نشر المسرح وتطويره، فكان من أوائل من نادوا بأهمية المسرح في التعليم. وفي عام 1937، تولّى مسؤولية مراقبة المسرح المدرسي، وهو المنصب الذي استمر فيه حتى عام 1952، حيث أشرف على تأسيس فرق مسرحية مدرسية واكتشاف المواهب الصغيرة.
كما ساهم في ترسيخ فكرة المسرح كوسيلة تربوية، تربط بين الترفيه والتثقيف، وهو ما جعله يحظى باحترام كبير من المؤسسات التعليمية والثقافية على حد سواء.
ريادة المسرح القومي والمعهد العالي للفنون المسرحية
من أهم محطات حياة زكي طليمات المهنية توليه إدارة المسرح القومي عام 1942، وهو المنصب الذي شغله لعقد كامل، حتى عام 1952 خلال هذه الفترة، أخرج عددًا من العروض التي اعتُبرت علامات فارقة في تاريخ المسرح المصري.
وفي عام 1944، تحققت رؤيته الطموحة بتأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية، حيث أصبح أول مدير له، عمل على وضع مناهج علمية لتدريس المسرح، واهتم بتأهيل أجيال جديدة من المخرجين والممثلين، العديد منهم صاروا لاحقًا نجومًا ومخرجين كبار في تاريخ الفن المصري.
أعماله وإسهاماته الفنية
زكي طليمات لم يكن إداريًا فقط، بل كان مخرجًا وممثلًا ومترجمًا بارعًا. قدم نحو 12 عملًا مسرحيًا من إخراجه، وتنوعت أعماله بين الكوميديا والتراجيديا والمسرحيات الاجتماعية ذات الرسالة. كما قام بترجمة وإعداد نصوص مسرحية عالمية لتناسب الذوق العربي، ما ساعد في انفتاح المسرح المصري على ثقافات أخرى.
جوائز وتكريمات تليق بمكانته
لم تمر جهود زكي طليمات دون تقدير رسمي، فقد حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الفنون عام 1961، ثم جائزة الدولة التقديرية عام 1975، تقديرًا لعطائه الفني والتربوي.
كما نال العديد من الأوسمة من مؤسسات ثقافية عربية، وشارك في فعاليات مسرحية إقليمية كخبير ومستشار.
وفاته وإرثه الخالد
رحل زكي طليمات عن عالمنا في 22 ديسمبر عام 1982 عن عمر ناهز 88 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا مسرحيًا غنيًا لا يزال يُدرّس ويُحتذى به حتى اليوم، لم يكن مجرد فنان، بل كان مؤسسًا لحركة مسرحية متكاملة، مَنَحَ للمسرح احترامًا وهيبة، وفتح آفاقًا جديدة لجيل بعد جيل.