لماذا أبلغت إيران دولا بالمنطقة قبل هجومها على إسرائيل؟ محللون إيرانيون يجيبون
تاريخ النشر: 15th, April 2024 GMT
قال محللون إيرانيون إن طهران أبلغت واشنطن بالهجوم على إسرائيل السبت الماضي حتى لا تشتعل حرب إقليمية في المنطقة، وأنه سيكون منحصرا في الرد على العدوان الإسرائيلي على السفارة الإيرانية في دمشق، ويتناسب معه.
وأضافوا -في مقابلات خاصة مع الجزيرة نت- أن الدعم القوي الذي يقدم لإسرائيل من الغرب ومن دول بالمنطقة يبقيها قوية ومستمرة، ويخدم أجندتها، وأن القانون الدولي يحتم على إيران أن تبلغ الدول التي ستمر منها المسيّرات نحو إسرائيل.
وكانت إيران شنت هجوما على إسرائيل السبت الماضي بإطلاق عشرات المسيرات والصواريخ باتجاه إسرائيل، وذلك ردا على قصف قنصليتها بالعاصمة السورية دمشق قبل نحو أسبوعين.
وقال القائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي إن إيران قامت بعملية محدودة ناجحة وضربت المواقع التي كانت منطلقا لاستهداف قنصليتها في سوريا. ووجه تحذيرا لإسرائيل بأنها إذا هاجمت المصالح الإيرانية في أي مكان فإن إيران سترد عليه بهجوم مضاد.
وعند سؤال الجزيرة نت عددا من المحللين والخبراء في إيران عن تحقق الأهداف الإيرانية من الهجوم على إسرائيل، لخصها أولا مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية محمد صالح صدقيان في النقاط التالية:
هذه الطريقة التي مارستها القيادة العسكرية الإيرانية حيال إسرائيل كانت مهمة جدا بالنسبة لتاريخ الصراع، وأوجدت قواعد جديدة له، وقضية التفوق العسكري الذي كانت تسوقه إسرائيل منذ أن نشأت حتى الآن سقطت، وإيران استطاعت أن تحقق الكثير من النصر على إسرائيل. ما حدث أعطى رسائل مهمة، سواء للولايات المتحدة أو إسرائيل أو الدول الإقليمية أيضا، مفادها أن إيران قوة لا يمكن أن يستهان بها، لأن ما حدث مساء السبت الماضي أن سماء المنطقة كانت تعج بالمسيرات والصواريخ، فما تم تحقيقه استطاعت به إيران أن تغير قواعد الاشتباك. ما تم تحقيقه كان مهما جدا بالنسبة لإيران داخليا، لأن هناك مطالبات جماهيرية بتحقيق مثل هذا الإنجاز، وهناك ارتياح كبير لدى كافة الأوساط الإيرانية الشعبية والرسمية والدينية، فكان من المهم بالنسبة لإيران أن تُظهر مثل هذه القوة.وأيد هذه الأهداف مسؤول اللجنة السياسية في جمعية الدفاع عن الشعب الفلسطيني حسين رويران، فقال إن هدف إيران كان واضحا، وهو "إعادة الاعتبار للردع الإيراني، والتعامل بالمثل مع الكيان الصهيوني، وإيجاد قواعد اشتباك جديدة قائمة على عدم المس بأي إيراني في المنطقة بأكملها، لأن ذلك سيدفع إيران للرد مرة أخرى على هذا الكيان".
واتفق مع الرأيين السابقين العميد المتقاعد في الحرس الثوري الإيراني منصور حقيقت بور، غير أنه قال "إن الرد الأخير لم يكن شديدا، وكان بالإمكان أن يكون أكثر حدة وأكثر إيلاما، لكنه كان فريدا من نوعه لأنه كسر هيبة إسرائيل على الصعيد العسكري".
كما أنه ذهب أبعد من ذلك عندما قال "إننا حققنا الهدف المرسوم للعملية، ولذلك لا ننوي التصعيد ومواصلة العمليات، لكن ردنا سيكون أكثر عنفا في حال ارتكابها (إسرائيل) خطأ آخر، وحينها لا يمكن لإسرائيل أو أميركا والأطراف الأخرى المتحالفة معهما والمسيطرين على مقدرات العالم أن يحصوا الخسائر الناجمة عن العمليات الإيرانية".
سياسة عدم التصعيد
وعن محدودية الرد الإيراني، يرى حقيقت بور أن "إيران لا تنوي اليوم زعزعة الأوضاع السياسية والأمنية بمنطقتنا، وكلما تمكنا من معاقبة العدو فإن ذلك سيقربنا من الهدف الأولي"، فقد أعلنا للعالم أننا لا نريد مواصلة العملية إلا في حال ارتكبت إسرائيل خطأ آخر.
وقال رويران إن إيران أرادت فقط الرد على اعتداء طال أرضها، وأنها لا ترغب في إشعال حرب بالمنطقة، و"ضمن هذه الرؤية أبلغت إيران الولايات المتحدة بأن ما ستقوم به هو رد يتناسب مع العدوان الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق".
أما صدقيان فذهب إلى تفاصيل أكثر عندما قال إن الإيرانيين قالوا منذ البداية بشكل واضح إن هذه العملية لم تكن واسعة، وإنها محدودة ولها أهداف محددة، وبالتالي هذا العدد الهائل من المسيرات كان يشغل -من الناحية العسكرية- المضادات الأرضية والطائرات الإسرائيلية والقبة الحديدية وباقي أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، "وبالتالي يبدو لي أن هناك إنجازا كبيرا قد تحقق، وأنا أعتقد أن آثاره ستظهر نتائجه مستقبلا".
الرد الإيراني أثار استغرابا عند المتابعين والمحللين في المنطقة، خاصة مع إعلان إسرائيل عدم وجود أي خسائر نتيجة هذا الهجوم، وأن هذا الكم الكبير من المسيّرات سقط قبل الوصول إليها، لكن المسؤول السابق في الحرس الثوري الإيراني تحدى أن "تسمح إسرائيل للصحفيين والمراسلين المستقلين بتفقد المراكز التي أعلنت إيران أنها استهدفتها، فإذا قبلوا بدخول الصحفيين المستقلين إلى تلك المراكز حينها يمكن القبول بأن مزاعمهم صحيحة، وأنا على ثقة من أنهم لن يسمحوا بذلك".
أما الباحث السياسي رويران فيرى أن السردية المعلنة هنا مهمة جدا، وإسرائيل تحاول القول إن هذا الهجوم الواسع لم يؤد إلى نتيجة، "في حين أن الهجوم عليها هو في حد ذاته غير مسبوق، وكل المحاولات الإسرائيلية من أجل ثني إيران عن الرد لم تنفع".
وأضاف "في تصوري، أن هذا الكلام يأتي ضمن التمويه الإعلامي الذي تمارسه إسرائيل، لأن إيران أولا أعلنت أنها لم تستهدف تجمعات إنسانية ولا مواقع اقتصادية، فقط استهدفت مواقع عسكرية، ونحن نعلم أن التصريح في إسرائيل عن إصابة هذه المواقع ممنوع أساسا. والكل يعرف أن مقص الرقيب العسكري يمنع نشر الكثير من المعلومات".
العدوان على غزة
السياق الذي جاء فيه الهجوم الإيراني على إسرائيل من الصعب إخراجه عن العدوان الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 6 أشهر، لذلك يرى مدير المركز العربي للدراسات الإيرانية أن الإيرانيين قالوا إن هذه العملية تنحصر في الرد على الهجوم الذي شنته طائرات إسرائيلية على البعثة الدبلوماسية الإيرانية في دمشق، "لكن بالتأكيد ستكون هناك تداعيات لهذه الضربة تخدم المقاومين وفصائل المقاومة في غزة، وتخدم أيضا الشعب الفلسطيني سواء كان في الضفة أو في القطاع"، حسب قول صدقيان.
أما حسين رويران فاختلف عن الرأي السابق، وقال إن "ظاهر الأمر يقول إن دخول إيران كان تحت مسمى الرد على العدوان على القنصلية الإيرانية في دمشق، لكن محور المقاومة واحد واستبشر خيرا، وقام بإطلاق الكثير من المقذوفات على الكيان الصهيوني، سواء من لبنان أو من العراق أو من اليمن".
ولكن في الوقت نفسه هذا الحدث "بما أنه كبير وغير مسبوق وواسع جدا، مما اضطر الغرب إلى التعهد بالدفاع الكامل عن إسرائيل، ولمواجهة النيران الإيرانية يجب أن تكون هناك تعبئة غربية؛ فيمكن القول إن إسرائيل وحدها غير قادرة على الدفاع عن نفسها أمام إيران"، ومن أجل ذلك "أعطى الهجوم جرعة أمل للفلسطينيين، واستبشارهم به يعكس ذلك".
أما عن سير المعركة في غزة فيري حقيقت بور أن الهجوم الإيراني "خفّف بالفعل من الوطأة العسكرية والأعمال القتالية في القطاع، وأظهرت العملية أن الفلسطينيين هناك ليسوا وحدهم".
وأضاف أنه على الرغم من أن سلوك العالم الإسلامي لم يرتق إلى المستوى المنشود خلال الأشهر الماضية فإن إيران أظهرت قدرتها على أن تؤدي دورا فاعلا في فلسطين، ففي بيت المقدس احتفل الناس بوصول الصواريخ الإيرانية واستقبلوها بسرور ورفعوا أيديهم بالدعاء لتسدد أهدافها بنجاح.
الموقف من دول الجوار
وعن موقف دول المنطقة من الهجوم الإيراني، خاصة أن المسيرات والصواريخ المتجهة نحو إسرائيل ستمر بالمجال الجوي لهذه الدول، قال حسين ريوران "إن إيران أخبرت هذه الدول بسبب الجانب القانوني الذي يفرض عليها ذلك، وهذه الدول أسهمت بشكل أو آخر في الدفاع عن إسرائيل، وهي في تصوري معروفة وتاريخها معروف للجميع، وليست بحاجة إلى ذكر أسماء".
وأضاف أن إسرائيل قوية ومستمرة بسبب وجود الكثير من الحكومات في المنطقة التي تخدم الأجندة الإسرائيلية، "وهذا يوضح الازدواجية القائمة بين الشعوب الذين يقفون مع فلسطين وكثير من الدول التي تحمي الكيان الصهيوني، ولكن هذه الحالة شاذة وغير مستقرة ولا يمكن أن تستمر إلى الأبد".
ويذهب العميد المتقاعد في الحرس الثوري حقيقت بور أبعد من الرأي السابق ويرى أن الدول التي تتحرك في الملعب الإسرائيلي، وتحولت إلى باحات خلفية لإسرائيل، وتعمل خادمة لديها في أوقات الشدة والأيام العسيرة؛ فلا شك أنها ستكون مضطرة لدفع الضريبة مستقبلا، ولن تُمحى أعمالها وأفعالها من ذاكرتنا وذاكرة شعوب العالم".
لكن صالح صدقيان لا يتفق مع الرأيين السابقين، ويرى أن إيران لم تتحدث عن ذلك، لكنها حذرت من استخدام أجواء الدول العربية أو الدول المجاورة -سواء كانت عربية أو غير عربية- من أجل الاعتداء على إيران.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الإیرانیة فی دمشق على إسرائیل فی المنطقة إسرائیل من الکثیر من الرد على إن إیران إیران أن
إقرأ أيضاً:
توقعات بشأن الرد الإيراني على إسرائيل
قال الرئيس الأميركي، دونالد ترامب: "تمّ إبلاغي بالهجمات مسبقًا، ولا توجد مفاجآت، لكن الولايات المتحدة غير متورطة عسكريًا، وتأمل أن تعود إيران إلى طاولة المفاوضات قريبًا".
هذا، وكانت إسرائيل قد أعلنت فجر الجمعة 13 يونيو/ حزيران الجاري، شنّ "ضربات وقائية" ضدّ إيران، وفقًا لما أفاد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس.
ومن جهته، أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بوقوع انفجارات قوية في طهران وفي مناطق متفرقة من البلاد.
وفي أعقاب هذه التطورات، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ، كما أفاد الجيش الإسرائيلي بتغيير إرشادات السلامة المدنية والعامة إلى "الأنشطة الأساسية"، ما يشمل حظر الأنشطة التعليمية والتجمعات والتواجد في أماكن العمل، كما قفزت أسعار النفط بنسبة 5% بعد الضربة الإسرائيلية لإيران.
بالعودة إلى ما قاله ترامب يبدو أنه تناول الشيء ونقيضه، معتبرًا أن الضربات نفذت بعلمه، ولكن جيشه غير متورط فيها.
فهذا السيناريو يهدف إلى الدفع بإيران لاستيعاب الضربة، لا سيما أنه أكد في أكثر من مناسبة أنّ بلاده لن تسمح لها بامتلاك قنبلة نووية.
وفي جانب آخر، وجه لها نصيحة العودة إلى المفاوضات، لأنّ ما تمّ إبلاغه به ليس توقيت الضربة فقط، بل على ما يبدو التأكد على أن الضربة حققت أهدافها وعملت على تعطيل البرنامج النووي.
إعلانولكن هناك من يطرح تساؤلات على الرئيس الأميركي: "ما دامت الغارات حققت أهدافها، فعلى أي أساس تدعو إيران إلى التفاوض بعد أن خسرت ملفها النووي والصاروخي؟".
"الضربة" كانت متوقعة، لا سيما أن تل أبيب بعثت برسائل واضحة إلى طهران من لبنان، بعدما شنّت طائراتها الحربية، في 5 يونيو/ حزيران الجاري، سلسلة من الهجمات العنيفة والواسعة والتي اعتبرت الأولى من حيث حجم المناطق التي طالتها، وفي عدد الضربات على مواقع تابعة لحزب الله بعد التوقيع على اتفاقية الهدنة في 27 يناير/ كانون الثاني الماضي.
أتى الهجوم بعد ساعات من الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى بيروت، حيث أكد فيها على تماسك المحور، موجهًا من خلالها رسائل تهديد إلى إسرائيل من ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله.
حملت زيارة عراقجي إلى بيروت بعدًا إستراتيجيًا تمثّل في التأكيد الإيراني على تماسك محوره، وأن الحرب التي خاضتها إسرائيل على مدى أكثر من عامٍ ونصفٍ لم تستطع قطع شرايين النفوذ الإيراني في المنطقة.
هذا ما أكده عراقجي في تلك الزيارة، لكن المشهدية التي استيقظ عليها العالم بعد الضربات الإسرائيلية على إيران، دفعت بردّ من كاتس يؤكد فيه أن جيشه تعامل في السابق مع أذرع إيران في المنطقة، وأما اليوم فهو يتعامل مع إيران مباشرة.
بين الرد والرد المعاكس، تتأرجح المنطقة على فرضية الحرب الواسعة، ولكن هل الإيراني قادر أو مستعد لها، أم ستُفهم رسالة القصف وترامب معًا، ويحولها إلى هجومات تكتيكية تضمن له الحفاظ على قوة نفوذه، هنا تكمن الإشكالية؟
نقل موقع "إكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي أنه تمّ استهداف العديد من كبار القادة العسكريين في الحرس الثوري على رأسهم اغتيال قائد الحرس وكبار العلماء النوويين.
كما أفاد موقع "واللا" الإسرائيلي باغتيال قائد الحرس الثوري حسين سلامي في العاصمة طهران في غارة إسرائيلية نفذت ضمن سلسلة من الضربات الجوية على مناطق مختلفة من البلاد.
إعلانواضحة أهداف تلك الضربات الإسرائيلية التي نفذت على إيران، من خلال اختيار المواقع والأشخاص. إذ لطالما هددت إسرائيل والولايات المتحدة بعدم السماح لإيران بامتلاك القنبلة النووية، ولطالما وجه الطرفان الاتّهامات إلى الحرس الثوري لوقف تكثيف تصنيع الصّواريخ الباليستية ذات القدرة التدميرية والمدى البعيد.
لهذا كانت الرسالة الإسرائيلية واضحة من خلال هذه الضربات وضرب جميع المنشآت النووية الإيرانية ومصانعها المصنعة لأنواع من هذه الصواريخ، وواضحة أنها طالت أذرع إيران الخارجية المتمثلة في نشاط الحرس الثوري وضباطه.
لا تريد إسرائيل حربًا شاملة مع إيران، لأنّ لا قدرة على الدخول فيها، ولكنّها تعتمد على اللاعب الأميركي لإعادة ضبط الوضع بعد تنفيذها الهجمات.
فالأميركي لا يسعى فقط إلى ضبط الردّ الإيراني الذي لن يؤتي أُكله، في ضوء تصريح مسؤول في القيادة الوسطى الأميركية، بأن جيشه قادر على ردع صواريخ إيران التي ستوجه إلى تل أبيب.
لا يريد الأميركي شلّ إيران عسكريًا ووجوديًا، بل تعطيل تطورها وتفوقها على دول المنطقة، فالمعادلة الأميركية ستبقى تعتمد على مبدأ "الركائز الأربع"، وهي: الإسرائيلية (مع امتياز)، والإيرانية، والخليجية، والتركية. إذ إن أي خلل في هذه الركائز سيعرض المصالح الأميركية في المنطقة للخطر، كما سيعرقل جهودها لتكريس حضورها ونفوذها.
لهذا السبب أتت دعوة ترامب، ووضع "الطابة" في الملعب الإيراني، الذي وضعته الضربة بين مسارين أحسنهما مرّ. فإما أن تنفذ إيران وعد مرشدها وتقوم بردّ مزلزل على تل أبيب، وهذا يحتاج إلى سند دولي وحليف ذي وزن على الساحة الدولية، وذلك ما تفتقده طهران في هذه المرحلة.
فالصيني غير آبه بالدفاع عن إيران ومصالحها رغم أن طهران شريك إستراتيجي له في المنطقة، وأما الروسي فقد كان أكثر وضوحًا من الجانب الصيني في عدم مساعدة طهران في أي حرب تقودها، وهذا ما أتى على لسان نائب وزير الخارجية الروسي، أندريه رودينكو، الذي أكد أن بلاده غير ملزمة بدعم إيران إن دخلت الحرب مع إسرائيل وأميركا في المنطقة.
إعلانوإما أن تذهب في خيار سياساتها التقليدية التي تتبنى مبدأ "الصبر والبصيرة" وتكتفي بتوجيه ضربات مدروسة بحسب الطلب الأميركي، فهي تدرك أن أي ردّ على إسرائيل أو على القواعد أو المصالح الأميركية في المنطقة هو ضرب من الانتحار.
لهذا بات من المؤكد أن الردّ الإيراني لن يكون عبر توجيه ضربات على منشآت إسرائيل النووية، رغم إعلانها سابقًا عن الكشف الاستخباراتي التي ذكرت فيه مدى خرقها منشآت تل أبيب النووية الحساسة ومحاولة كشف بعض الوثائق إعلاميًا.
كما أنّ أي حرب مباشرة سيكون لها ارتدادات في الداخل الإيراني، حيث لا يستطيع النظام التعامي عن التضامن الـ"هش" في الروابط بين الغالبية الكبرى من القاعدة الشعبية وبين الهرم والقيادة.
إن الضربات الإسرائيلية التي نفذت طالت الهرم المتمثل في مصدر القرار وهو الحرس الثوري، كما أنها اغتالت علماء نوويين، بدلالة أن الهدف ليس الشعب الإيراني ولا بنيته التحتية، بل برنامجه النووي.
ترى إيران اليوم أن عليها الابتعاد عن معادلة "الفعل وردة الفعل"، حتى لو اعتبر جيشها أنه تلقى الأوامر من مرشدها بالرد على إسرائيل، ولكن يبقى السؤال كيف سترد ومن ستستهدف صواريخها، لأن أي انجرار إيراني إلى حرب واسعة هو مطلب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline