مستشار المفتي: مصر قدَّمت نموذجًا يعكس استراتيجية مُحكمة في التواصل العالمي
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
قال الدكتور إبراهيم نجم –مستشار مفتي الجمهورية، الأمين العام للأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم- إن مصر قدمت مع ميلاد جمهوريتها الجديدة نموذجًا يعكس استراتيجية مُحكمة في التواصل العالمي، معتمدة على العديد من المسارات وعلى مبدأ الشراكة، متجاوزة محيطها الإقليمي فأصبحنا نرى التأثير المصري نتيجة لهذا التواصل في العمق الأسيوي والأطراف الأوربية.
وأضاف د. نجم أن مصر أدت في حربها على الإرهاب والقضاء عليه أداءً مذهلًا وبرهنت على قوة رؤيتها وتعدد محاورها وأدواتها الفعَّالة، مؤكدًا أن القيادة السياسية وعلى رأسها القائد الرئيس عبد الفتاح السيسي واجه ويواجه التحديات المحيطة بالدولة المصرية بحكمة وبصيرة وعقلانية واقتدار.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها في مؤتمر "التجارب الوطنية في مكافحة التطرف والإرهاب"، الذي يُعقد في سنغافورة في الفترة من ١٣ إلى ١٨ أبريل بمشاركة ٤٠ دولة.
وأوضح مستشار مفتي الجمهورية أنه خلف كل عمل إرهابي هناك أفكار متطرفة تلعب دور السند الأيديولوجي المُبَرِّرِ للأعمال الإرهابية، فالإرهابيون يتعبدون بسفك الدماء المحرمة ويجاهدون بالقتل والإرهاب، مضيفًا أن الإسلام الصحيح قادر أن يسكت الأقلية المتطرفة.
وأشار د. نجم إلى أن إصدار الفتاوى من أهم الخطوات للفهم الصحيح للعلاقة بين الإسلام والعالم الحديث، وليس كما يفهم البعض في الغرب أنها مجرد أحكام سياسية من قِبل قادة الدول.
وتابع أنه من الخطأ في حق وطننا وديننا أن نترك للمتطرفين الساحة الدولية فارغة يشوهون فيها صورة الإسلام والوطن.
وأضاف أن صناعة الإفتاء التي تقوم على المنهج المؤسسي الوسطي المعتدل الذي تنتهجه دار الإفتاء المصرية ومؤسساتنا الدينية الوطنية، يختلف تمامًا في مضمونه ومعطياته ونتائجه عن الإفتاء العشوائي السطحي الذي يمارسه بعض الهواة والمتعالمين.
وقال مستشار فضيلة المفتي إن دار الإفتاء المصرية هي الصوت المرجعي لإصدار الفتاوى في مصر والعالم الإسلامي، وأن الدار تصدر قرابة المليون ونصف المليون فتوى كل عام بـ 12 لغة مختلفة.
وأكد أن إنشاء دار الإفتاء المصرية لمركز "سلام" لدراسات التطرف، يأتي ضمن مجهوداتها في مواجهة التطرف والإرهاب، وقدم شرحًا حول فكرة ودَور المركز الذي يعدُّ منصة بحثية وأكاديمية تعمل تحت إشراف الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم ودار الإفتاء المصرية، وتُعنى بدراسة وتحليل ومعالجة ظاهرة التطرف باسم الدين، ويرتكز مركز سلام على أُسس علمية في تعميق المناقشات العامة والأكاديمية والدينية المتعلقة بقضية التشدد والتطرف، ودعم عملية صنع السياسات الخاصة بعملية مكافحة التطرف وقايةً وعلاجًا.
وأشار إلى أنَّ الدار من خلال الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، تقوم بدَورها في تفعيل دَور الفتوى في التواصل الحضاري، وظهر ذلك الدَّور في العديد من الجهود والمبادرات، من بينها إيفاد القوافل الخارجية لتعزيز التواصل المستمر والمباشر مع كوادر الجاليات المسلمة في الغرب بهدف الوقوف على أهم التحديات التي تواجه تلك الجاليات دينيًّا، كما أنها تعمل على مد جسور التواصل بين الخارج والداخل من خلال تعبير تلك القوافل عن الخطاب الديني المصري المستنير.
وشدَّد مستشار مفتي الجمهورية على أننا نحتاج اليوم إلى التأسيس لاستراتيجية فعَّالة تتضمن تواصلًا كاملًا مع العالم الخارجي وإحداث قنواتٍ متعددةٍ لذلك التواصل يعتمد بالأساس على احترام الخصوصيات الدينية والثقافية.
وأوضح أنَّ غياب التواصل بين الأمم يفتح الطريق في كثير من الأحيان للخطاب المغلوط والتصورات المشوهة، مشددًا على أن تبادل المعرفة بين الشباب هو الطريق المضمون من أجل تحسين قيم التسامح بين الجيل القادم من القادة في كلا الجانبين.
وأكد د. نجم أننا أصبحنا اليوم لا نحتمل نشوب المزيد من الصراعات والتجارب المريرة التي اعتمدت فيها خيار القوة والبطش كحلٍّ لفض الاشتباكات وإنهاء الصراعات أثبت فشله، قائلًا: "على وسائل الإعلام وحكومات العالم أن تكون أكثر تدقيقًا عند تعاملها مع علماء الدين حتى يتغلب صوت الاعتدال على الأقلية المتطرفة، لأن الدين الصحيح قادر على توفير حلول لمواجهة التحديات التي تواجه العالم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الإفتاء المصریة
إقرأ أيضاً:
الإتحاد العالمي للسفلة
بقلم : هادي جلو مرعي ..
رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي قتل حتى اللحظة خمسين ألف فلسطيني في غزة، وهجر مئات الآلاف مصدوم لفظاعة الجريمة المروعة قرب متحف يهودي في واشنطن، والتي أدت الى قتل إثنين من موظفي السفارة الإسرائيلية في العاصمة الفدرالية.. القاتل لايبدو إنه مسلم بالرغم من هتافه (فلسطين حرة) عند إعتقاله، وإسمه رودريغز، وهو إسم إسباني، وقد يكون من اليسار..والطريف إن الرئيس الاسرائيلي يقول إن الإرهاب والتطرف لن يكسرانا.
القادة الأوربيون، وزعامات حول العالم صدمت لهول الجريمة، وفظاعتها، والسلطات الأمريكية بذلت جهودا جبارة لملاحقة القاتل، والرئيس دونالد ترامب أكد إن لامكان للتطرف في بلاده، وبينما لانستطيع نحن العرب سوى مراقبة المشهد، ومغازلة الإدارة الأمريكية، وربما مد اليد لمصافحة يد الصهيوني الملطخة بدم 18 ألف طفل فلسطيني، وأكثر من خمسين ألف مواطن بينهم نساء ورجال وشيوخ طاعنين ومرضى، ودمر أغلب المستشفيات العاملة في القطاع، ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ووضع شروطا لايستطيع تنفيذها أحد لدخول بعض الشاحنات، عدا عن تلك التي يتم نهبها في الطريق من قبل عصابات المتطرفين، وبينما وبينما يحدث كل ذلك يستمر الصهيوني في القتل، ويستمر الأمريكي في التأييد، ونستمر نحن العرب في المغازلة، ويستمر الغرب الأوربي في النفاق، وبيع الكلام دون أفعال حقيقية حتى مع إظهارهم بعض التعاطف، ومع محاولات بائسة لحمل نتنياهو على الموافقة على وقف الحرب الهوجاء والمدمرة.
قادة العالم في الغالب سفلة، ومع القادة رجال أعمال كبار، وشركات عابرة، ومنظمات سرية تدير شؤون الكوكب بطريقة قذرة، وتمارس التجويع الممنهج، وتنشر الأوبئة الجسدية والفكرية، والرذائل والإباحية، ومايهيئ لتفكيك المجتمعات، وتدمير بنية القيم الأخلاقية والتربوية، وتحويل العالم الى مكان موبوء يتسابق فيه الناس من أجل المال والمناصب، ويقتتلون ويحاربون بعضهم البعض، وتستقوي شعوب وأمم على أخرى، وكل يرى الحق معه، ويتشارك البشر في التفاهات والإنحطاط، وإذا ماتم تشكيل إتحاد عالمي للسفلة فإنه سيكون أكبر الإتحادات من حيث العدد، ويفوق في ذلك كل إتحادات الرياضة والأدب والعلوم والأعمال المهنية والنقابية، وهو المتحكم بشؤون الناس حول العالم..