اعترفت شبكة CNN الأمريكية، في تقرير لها، أن الولايات المتحدة الأمريكية، وحلفائها في منطقة غرب إفريقيا تعرضوا لهزيمة كبرى على يد روسيا وميلشياتها العسكرية، وقد رصد تقريرها التحركات الروسية داخل الدول الثلاث، والتي انقلبت في 2023، على المستعمر القديم لها، والتخلص من فرنسا، وقواتها، وتحولت من دول فرنكوفونية، لتصبح جيب خاص للدب الروسي.

ويكشف تقرير الشبكة الأمريكية، أن التحركات الروسية بالدعم العسكري لجيوش الدول الثلاثة، جاء رغم تحركات واتفاقات أمريكية، نشرت بموجبها واشنطن عددا من المراقبين داخل تلك الدول، وهي الإجراءات التي أوقفت التحركات الدولية ضد الانقلابات العسكرية التي حدثت خلال العام الماضي، وكان بمثابة إعلان نجاح كبير للانقلابات التي أطاحت بالرؤساء الموالين لفرنسا.

 

معدات عسكرية إلى النيجر

 

 

وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد سلمت روسيا معدات عسكرية إلى النيجر، إذ ستزود الدولة الإفريقية بأحدث جيل من أنظمة الدفاع المضادة للطائرات، وذلك حسبما ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون النيجيرية الرسمية "آر تي إن" في بيان رسمي صادر عنها، وأضافت شبكة RTN أن المعدات وصلت إلى نيامي يوم الأربعاء الماضي، مع 100 مدرب عسكري روسي سيقومون بتثبيت النظام وتدريب الجنود النيجيريين على استخدامه.

 

وذكرت وكالة أنباء نوفوستي الروسية الرسمية في وقت مبكر من يوم الجمعة أن مدربين عسكريين روس وصلوا إلى النيجر لتدريب القوات المحلية على الحرب ضد الإرهاب، وأفاد مراسل وكالة ريا نوفوستي من مكان الحادث أن "هذا يعني أن روسيا تعود إلى أفريقيا"، مضيفًا أن قوات الناتو وصلت أيضًا إلى نيامي للحاق برحلة نقل إلى أغاديز حيث "يتواجد الآن حوالي 1100 جندي أمريكي".

 

 

وجاء وصول المدربين الروس في أعقاب محادثة هاتفية جرت مؤخراً بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والجنرال النيجيري عبد الرحمن تياني في 26 مارس، حيث ناقش الزعيمان "ضمان الأمن ومكافحة الإرهاب"، ومنذ الاستيلاء على السلطة في انقلاب العام الماضي، عزز المجلس العسكري في النيجر علاقاته العسكرية مع روسيا بينما ابتعد عن الولايات المتحدة وفرنسا.

 

 

التحرك الروسي بعد الاتفاق مع واشنطن 

 

 

وبحسب الشبكة الأمريكية، فقد جاء التحرك الروسي بعد اتفاق مع واشنطن، ففي الشهر الماضي، قال المجلس العسكري إنه أنهى اتفاقا مع الولايات المتحدة يسمح لأفراد عسكريين ومدنيين من وزارة الدفاع الأمريكية بالعمل في النيجر، وسحبت فرنسا، الحاكم الاستعماري السابق للنيجر، قواتها من الدولة الإفريقية في نهاية عام 2023.

 

كما لجأت مالي وبوركينا فاسو المجاورتان لسيطرة المجلس العسكري في النيجر إلى روسيا للحصول على الدعم العسكري، مما يعمق المخاوف الغربية بشأن نفوذ روسيا المتزايد في منطقة الساحل المضطربة في أفريقيا والتي شهدت موجة من الانقلابات والمتمردين الإسلاميين لسنوات.

 

"التفوق على الولايات المتحدة"

 

وتعليقا على تلك الأحداث، يقول المحلل السياسي مامادو ثيور إن المستعمرات الفرنسية السابقة في منطقة الساحل تعيد النظر في استراتيجياتها العسكرية، وأضاف لشبكة CNN: "ما نشهده مع مالي وبوركينا فاسو والآن النيجر هو تجديد في استراتيجيتهم العسكرية لأنهم لم يعودوا يريدون وجود جيوش غربية على أراضيهم".

 

ويضيف المحلل السياسي: "تحاول روسيا إظهار قدرتها على التفوق على الولايات المتحدة في أفريقيا، ويرى الروس الدول التي تمر بأزمة، ويأتون للمساعدة، وبمجرد الانتهاء من ذلك، يكون لديهم معقل هناك ويحاولون أن يكون لديهم قاعدة ويحاولون إخراج القوات السابقة، سواء كانت القوات الأمريكية أو الأوروبية أو حتى تلك التي تقع تحت راية الأمم المتحدة".

 

فاجنر ذات سطوة 

 

 

ورغم ما أعلنته النيجر عقب إنهاء الاتفاقية العسكرية مع الولايات المتحدة، إذ وصفتها بأنها "ظالمة للغاية"، إلا أنه يتواجد المئات من مقاولي فاغنر، وهي مجموعة عسكرية روسية خاصة، في مالي ، بدعوة من المجلس العسكري في البلاد، للمساعدة في قتالها ضد المتمردين، وفي وقت سابق من هذا العام، وصلت مجموعة من الجنود الروس إلى بوركينا فاسو بعد أشهر من قيام الدولة التي يقودها المجلس العسكري بطرد القوات الفرنسية من أراضيها، وقد كان مرتزقة فاغنر قد عملوا سابقًا في جمهورية إفريقيا الوسطى (مستعمرة فرنسية سابقة أخرى) منذ عام 2018 على الأقل، حيث قاموا بتدريب الجيش المحلي ومحاربة المتمردين في الصراع المدني في البلاد.

 

ويقول المستشار الأمني ​​مامادو أدجي لشبكة CNN إن دعم روسيا للنيجر ومالي وبوركينا فاسو سيكون أكثر ربحية لقادة المجلس العسكري الذين لن يتعرضوا لضغوط من الروس لضمان العودة السريعة إلى الديمقراطية، ويضيف الكولونيل السنغالي متقاعد : "حقيقة أنهم سيحصلون على دعم وحماية الروس الذين لن يشككوا في الوضع الديمقراطي لحكوماتهم العسكرية... جعلهم يقررون أن يكونوا مع الروس وليس الأمريكيين"، وقد خدم الكلونيل في السابق في مالي وبوركينا فاسو في إطار الكتلة الإقليمية لغرب أفريقيا (ECOWAS).

ونظم أنصار المجلس العسكري في النيجر احتجاجات يوم السبت للتنديد بوجود أفراد عسكريين أمريكيين ما زالوا متمركزين في البلاد، ولا يزال هناك ما يقرب من 648 عسكريًا أمريكيًا منتشرين في النيجر، وفقًا للبيت الأبيض، وقال أدجي: "النيجر ومالي وبوركينا فاسو أصبحت بالفعل في جيب الروس".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مالی وبورکینا فاسو المجلس العسکری فی الولایات المتحدة فی النیجر

إقرأ أيضاً:

منظمة بريطانية: هل حققت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل أهدفها العسكرية في اليمن ؟!

وأكدت أن القوات المسلحة اليمنية شنت مئات الهجمات في البحر الأحمر ، بما في ذلك استهداف بعض السفن التي تربطها صلة بإسرائيل أو حلفائها.. وقد أدى ذلك إلى ارتفاع تكلفة الشحن..لقد انخفضت حركة المرور التجاري عبر المنطقة بنسبة 64%، واختارت السفن المسافرة بين أوروبا وآسيا مسارًا أطول حول رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا.. وأعلن ميناء إيلات الإسرائيلي إفلاسه رسميًا.

وبينما تصدرت الضربات البريطانية والأمريكية الأولى في يناير/كانون الثاني 2024 عناوين وسائل الإعلام، لم تحظَ الهجمات اللاحقة في الأشهر التالية إلا بتغطية إعلامية محدودة.. وشنت إسرائيل أيضًا عدة غارات جوية، وأصابت عددًا من الأهداف المدنية.

وذكرت أن مشروع بيانات اليمن ، الذي يوثق سير الأعمال العدائية في اليمن منذ عام 2015، وجد أنه بين يناير/كانون الثاني 2024 ويناير/كانون الثاني 2025، قُتل 21 مدنيًا وجُرح 64 آخرون في غارات أمريكية بريطانية..لقد كثّفت الولايات المتحدة قصفها لليمن في مارس/آذار من هذا العام، حيث استهدفت غارات عديدة البنية التحتية المدنية.. وفي أبريل/نيسان، قصفت أيضًا ميناء رأس عيسى النفطي، مما أسفر عن مقتل 80 شخصًا ، وعرّض اليمن لخطر تجدد أزمة الطاقة..

من جانبها، أفادت التقارير أن بريطانيا زوّدت المقاتلات الأمريكية بالوقود جوًا أثناء تنفيذها غارات جوية أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 213 مدنيًا.. كان ذلك خلال الشهر الأول من حملة ترامب الجوية في اليمن، بين 15 مارس و15 أبريل، مع ازدياد ملحوظ في عدد الغارات والإصابات حتى الآن.. وفيما بعد شنّت المملكة المتحدة أيضًا غارات جوية أخرى في اليمن، بينما استهدفت إسرائيل مطار صنعاء وميناء الحديدة ومنشآت مدنية أخرى منذ منتصف أبريل.

في حين أن للولايات المتحدة تاريخًا طويلًا في شنّ غارات بطائرات بدون طيار في اليمن، إلا أن قصف عام 2024 كان المرة الأولى في التاريخ الحديث التي تستهدف فيها بريطانيا مواقع هناك بشكل مباشر..وبينما أصرت الحكومة البريطانية على أن هجماتها كانت محدودة ودقيقة، وأنها استهدفت منشآت عسكرية فقط، فإن هذه الرواية المُصاغة بعناية تُخفي الحقيقة الأوسع.. لقد كان دور بريطانيا في الصراع اليمني أعمق بكثير.

 المنظمة رأت أن لبريطانيا سجل بالتدخل العلني والسري في اليمن.. ففي عام 1839، احتلت مدينة عدن الساحلية الجنوبية والمناطق المحيطة بها، وحافظت على سيطرتها لأكثر من قرن، ولم تُجبر على الانسحاب إلا عام 1967 على يد المقاومة المناهضة للاستعمار.. يكتب المؤرخ جون نيوسنغر : "لا جديد في قصف طائرات سلاح الجو الملكي البريطاني لليمن.. في الواقع، لقد عانى شعب اليمن ما يقرب من مئة عام من القصف البريطاني".. ففي نهاية المطاف، كان جنوب اليمن مستعمرةً بريطانيةً لمدة 129 عامًا.

وأضافت أن الأسلحة والاستخبارات البريطانية منذ ذلك الحين لعبتا دورًا حاسمًا في الحملة الجوية التي تقودها السعودية والإمارات على اليمن، والتي استمرت من مارس 2015 إلى مارس 2022.. تم تنفيذ أكثر من 25000 غارة ، مما تسبب في سقوط أكثر من 19000 ضحية مدنية.. أدت الحرب على اليمن، والتي تضمنت أيضًا حصارًا فرضه التحالف، إلى مقتل ما يقدر بنحو 377000 شخص بحلول نهاية عام 2021..وفي أكتوبر 2016، وقعت أكبر مذبحة في الحرب، حيث قتلت غارة جوية سعودية ما لا يقل عن 140 شخصًا خلال مجابرة عزاء،(القاعة الكبرى)..هذه هي نفس أنواع القنابل التي استخدمها سلاح الجو الملكي البريطاني في ضرباته على اليمن عام 2024.. كما زودت المملكة المتحدة الطائرات المقاتلة التي استخدمها التحالف السعودي الإماراتي، وقدمت التدريب للقوات الجوية الملكية السعودية.

وتابعت حديثها بالقول:استخدمت إسرائيل في غاراتها الجوية على غزة واليمن أسلحة غربية، وخاصةً طائرة إف-35 المقاتلة.. ورغم أن المتعهد الرئيسي لهذه الطائرة هو شركة لوكهيد مارتن الأمريكية العملاقة للأسلحة، إلا أن 25% من قيمة كل طائرة إف-35 تُصنع في أوروبا، وأكثر من 15% من كل طائرة، بما في ذلك النسخة التي تستخدمها إسرائيل، تُصنع في بريطانيا..ومع ذلك، هل حققت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل هدفها العسكري في  اليمن؟ يشكك الصحفي اليمني علي مياس في أن تكون الضربات قد أضعفت القوات المسلحة اليمنية.. بل على العكس، يقول: "إن سلوك الولايات المتحدة وبريطانيا في اليمن واستهدافهما لأهداف عسكرية يمنية لا يقلل من قدراتها العسكرية.. لا، بل يزيدها!"

مقالات مشابهة

  • لماذا هدد المرشد الإيراني أمريكا بضرب أكبر قواعدها العسكرية مرة أخرى؟
  • بعد رفع إدارة ترامب الحظر عنها.. آلاف أطنان المعدات العسكرية الأمريكية تصل إسرائيل
  • الكرملين ينتقد خطة ماكرون بشأن أوكرانيا.. وباريس تتهم روسيا بـ "توسيع أنشطتها العسكرية"
  • كأس أمم إفريقيا للسيدات.. الجزائرية غادة محاط حكما لمباراة غانا ومالي
  • أزمة الترحيل تصل إفريقيا.. نيجيريا ترفض أن تتحول ملجأً للمهاجرين المرحّلين من أمريكا
  • قفزة مفاجئة في أسعار النفط مع تصاعد التهديدات الأمريكية على إمدادات روسيا
  • دون تفاصيل.. روسيا تقدم مقترحًا لأمريكا لحل النزاع في أوكرانيا
  • السفيرة الأميركية: الوجود العسكري الأميركي في الكويت قرار إستراتيجي
  • منظمة بريطانية: هل حققت الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل أهدفها العسكرية في اليمن ؟!
  • لتعزيز العلاقات العسكرية.. وزير خارجية روسيا يزور كوريا الشمالية