في ذكرى عاشوراء .. فعاليات خطابية تُجدّد العهد مع الحسين وتربط مظلومية كربلاء بفلسطين واليمن
تاريخ النشر: 10th, July 2025 GMT
يمانيون | تقرير
في مشهد تعبوي مهيب، وبحضور واسع من مختلف قطاعات الدولة، أحيت مؤسسات وهيئات حكومية متعددة في صنعاء وعدد من المحافظات، ذكرى عاشوراء، ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، عبر فعاليات خطابية وثقافية عبّرت عن تجذر المشروع الحسيني في الوعي الشعبي اليمني، واستمرارية ثورته في وجدان أمة تقارع الظلم والاستكبار، وعلى رأسه العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته في المنطقة.
ثورة الحسين في مواجهة الطغيان.. وإرثها مستمر في صنعاء
في العاصمة صنعاء، نظّمت الهيئة الوطنية العليا لمكافحة الفساد فعالية خطابية أكدت خلالها على رمزية الحسين كقائد ثورة ضد الفساد والاستبداد، حيث شدد نائب رئيس الهيئة، ريدان المتوكل، على أن الإمام الحسين “لم يكن يطلب سلطة ولا جاهًا، بل خرج من أجل إقامة العدل ورفض الانحراف الذي ضرب الأمة”، مضيفًا أن يوم استشهاده هو يوم انتصار للإسلام وقيمه، وليس مجرد فاجعة تاريخية.
كما اعتبر المتوكل أن إحياء هذه الذكرى هو “محطة للتزود بالوعي والثبات في مواجهة مشاريع الهيمنة والفساد”، مشيراً إلى أن الأمة اليوم بحاجة للحسين أكثر من أي وقت مضى، في ظل ما تواجهه من طغيان أمريكي صهيوني وموالاة مخزية من أنظمة عربية.
الفعالية حضرها عدد من أعضاء الهيئة والشخصيات الثقافية، وأكدت في كلماتها أن المشروع الحسيني حاضر اليوم في مواجهة الهيمنة الأمريكية، وهو ما عبّر عنه الناشط أسامة المحطوري بتأكيده أن “ما يواجهه أحرار اليمن من حصار وعدوان هو امتداد لمظلوميات كربلاء، وأن اليمنيين يسيرون على نهج الحسين في رفض الذل ومقارعة الظالمين”.
ذمار تُجدد البيعة للحسين.. وغزة على طريق كربلاء
وفي محافظة ذمار، اتحدت أصوات فرع الهيئة العامة للأراضي ومكتب الجمارك في فعالية خطابية أكدت أن ذكرى استشهاد الإمام الحسين ليست موقفاً عاطفيًا، بل موقفًا جهاديًا ووعيًا تحرريًا، حيث شبّه وكيل المحافظة محمد عبدالرزاق ما يجري في غزة اليوم بما حدث في كربلاء، من قتل وحصار وتجويع وصمت مخزٍ من الأمة.
وشدد المشاركون على أن ذكرى عاشوراء تُلهم الأحرار الوقوف في وجه العدوان، كما أشار شعيب الديلمي إلى أن “الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي هو الامتداد الحسيني في هذا العصر”، في إشارة إلى مشروع المسيرة القرآنية كامتداد لنهج كربلاء.
إب.. الحسين حاضر في كل مؤسسة
محافظة إب بدورها تحولت إلى ساحة تعبئة إيمانية بامتياز، حيث شاركت مكاتب المالية والضرائب والبريد والاتصالات في فعاليات منفصلة توحدت فيها الرسائل: الحسين نهج، والصبر على العدوان عبادة، والمواجهة فرض عين.
في قطاع المالية، أكد صالح الرصاص أن الحسين خرج لإحياء القيم والمبادئ، وهي نفس القيم التي يحاول الشعب اليمني تجسيدها في مقاومته للعدوان، بينما شدد عبدالحكيم مقبل على أن “عظمة الثورة الحسينية في تجددها وخلودها، وأنها لم تكن لحظة تاريخية، بل منهج مقاومة ممتد”.
أما في قطاع الاتصالات، فقد ركز الناشط إسماعيل الفلاحي على إسقاطات كربلاء على واقع غزة المحاصرة، مؤكداً أن من يقف إلى جانب فلسطين اليوم، فهو حسيني الموقف، مشيراً إلى أن “أمريكا وكيان العدو هما يزيد هذا العصر”، وهو ما كرره الشعراء والمنشدون الذين عبّروا عن المناسبة بفقرات إنشادية مؤثرة.
الحديدة.. ثبات على نهج الحسين
في محافظة الحديدة، حيث تتجسد المقاومة البحرية في أبهى صورها، جاءت فعالية عاشوراء برعاية مؤسسة الاتصالات والبريد وشركة تيليمن لتعكس تمسك الشعب اليمني بالموقف الحسيني في مواجهة قوى الطغيان.
وأكد وكيل المحافظة محمد حليصي أن “الحسين ليس مجرد رمز، بل مشعل هداية في درب مواجهة الاستكبار، وأن كل قذيفة تُطلق من اليمن هي امتداد لسيف الحسين في كربلاء”.
الشيخ علي عضابي من جامعة دار العلوم الشرعية شدد على أن اليمنيين لم يحيوا المناسبة من باب العاطفة، بل لأنهم يرون فيها نداءً لتحمل المسؤولية، وتجديدًا للولاء لأهل البيت والموقف القرآني الأصيل في مواجهة قوى الغطرسة.
وفي الضحي بمحافظة الحديدة، ارتفعت أصوات الكلمات في فعالية خطابية لتؤكد أن غزة اليوم تمشي في خطى الحسين، تقاوم، وتجوع، وتُذبح كما ذُبح الحسين، وسط صمت دولي، وانهزام أنظمة الردة.
حجة.. ساحة عاشورائية ملتحمة مع فلسطين
وفي محافظة حجة، شارك قطاعا التربية والتعليم الفني في فعالية خطابية كبرى ربطت بين عاشوراء وعدوان اليوم، حيث أكد وكيل المحافظة أحمد الأخفش أن “ما يواجهه اليمن من حصار وتجويع وإجرام ليس إلا تكرارًا لمأساة كربلاء، وأن خيار الاستسلام هو خيانة لنهج الحسين”.
عضو رابطة علماء اليمن، العلامة حسين جحاف، ذهب أبعد من ذلك بالقول إن “إحياء عاشوراء هو نهضة عملية لا تقبل الخنوع، وهوية متجذرة في تولّي أعلام الهدى”، مشيراً إلى أن الأمة إن لم تتحرك بروح الحسين، فإنها ستسقط كما سقط أولئك الذين خذلوه في الكوفة.
عاشوراء محطة مركزية
وتمثل فعاليات عاشوراء في اليمن اليوم أكثر من مجرد مناسبة دينية، فهي فعل تعبوي مقاوم، ومنبر لإحياء القيم الثورية في وجه الطغاة.
وكما أن الحسين في كربلاء لم يهادن الظالم، فإن اليمن، من صنعاء إلى الحديدة، ومن ذمار إلى حجة، ترفض أن تهادن أو تخضع، بل تواصل السير على ذات الطريق: طريق “هيهات منا الذلة”.
لقد أصبح واضحاً أن إحياء هذه الذكرى بات محطة مركزية لصياغة الموقف الشعبي والسياسي ضد العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني، وأن عاشوراء ليست ذكرى عابرة، بل مشروع نهضوي دائم، يتجدد مع كل شهيد في فلسطين، وكل مقاوم في اليمن، وكل صرخة ترفض الذل.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: فعالیة خطابیة فی مواجهة الحسین فی إلى أن على أن
إقرأ أيضاً:
فعالية نسائية في المراوعة بذكرى استشهاد الإمام الحسين
الثورة نت/..
نظّمت إدارة تنمية المرأة بمديرية المراوعة محافظة الحديدة، اليوم، فعالية خطابية بذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، تحت شعار “هيهات منا الذلة”.
واستعرضت الفعالية الأبعاد الإيمانية والثورية لهذه المناسبة، وما تمثله من محطة وعي وبصيرة في مواجهة الطغيان والظلم، واستنهاض روح التضحية والصمود في واقع الأمة الإسلامية.
وأكدت مديرة إدارة تنمية المرأة بالمديرية أميرة الأهدل، أن إحياء ذكرى عاشوراء لا يقتصر على مشاعر الحزن والرثاء، بل هو موقف والتزام عملي بنهج الحسين عليه السلام في مقاومة الباطل والانحراف، وغرس هذه القيم في نفوس الناشئة.
وأشارت إلى أن عاشوراء تمثل فرصة لتجديد العهد مع القيم التي نادى بها الإمام الحسين، وفي طليعتها العدل والكرامة، خاصة في ظل ما تتعرض له الأمة اليوم من ظلم واضطهاد، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تواجه أبشع صور العدوان.
تخللت الفعالية قصيدة وأنشودة عبّرتا عن الولاء لمظلومية الإمام الحسين عليه السلام، واستحضرتا معاني الفداء والثبات، وأهمية استلهام دروس كربلاء في نصرة قضايا الأمة، وفي مقدمتها غزة وما تعانيه من حصار وقتل وتشريد.