تقنية حديثة تقيس شدّة الزلازل على القمر بدقة غير مسبوقة
تاريخ النشر: 16th, April 2024 GMT
تناول خبراء من معهد كاليفورنيا التقني تكنولوجيا جديدة لقياس شدّة الزلازل التي تحدث على القمر بدقة فائقة ضمن ورقة بحثية نشرت حديثا في دورية "إيرث آند بلانتري ساينس ليترز". ويُطلق على التقنية "الاستشعار الصوتي الموزع"، وتهدف وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" إلى إرسالها ضمن بعثتها القمرية المرتقبة في برنامج "أرتميس".
وخلال العقد الماضي أقدم أستاذ الجيوفيزياء "تشونغوين زان" على تطوير تقنية الاستشعار الصوتي الموزع التي تعتمد على إرسال أشعة الليزر عبر "كابل" من الألياف البصرية ومن ثم قياس كيفية تغيّر الضوء في أثناء تعرضه للاهتزازات. ويعمل الكابل المستخدم كسلسلة من مئات أجهزة قياس الزلازل الفردية التي تساعد الباحثين في قياس الاهتزازات الأرضية بدقة عالية.
وفي مطلع سبعينيات القرن الماضي خلال مهمات برنامج أبولو، أرسل العلماء مجموعة أجهزة قياس الزلازل التقليدية لتعمل على جمع البيانات على سطح القمر لمدة 8 سنوات، وأظهرت المعلومات أن زلازل القمر تصل شدتها إلى المستوى الخامس على مقياس ريختر للزلازل.
وبالمقارنة مع الأرض، فإن القمر لا يحتوي على صفائح تكتونية، وعليه فإن مصدر الزلازل فيها يعد مختلفا. ويرجح العلماء أن بعض هذه الزلازل على القمر تحدث بفعل التحول الحراري الكبير بين الليل والنهار على سطح القمر بحكم غياب الغلاف الجوّي الذي من مهامه الحفاظ على درجة حرارة الجرم السماوي.
وثمة أسباب أخرى يُعزى إليها حدوث زلازل القمر؛ مثل تأثير جاذبية الأرض فيه، وأسباب أخرى تتعلّق بانكماش القمر نفسه بسبب انخفاض درجة حرارته الداخلية على المدى الطويل.
ويُعد فهم كيفية حدوث الزلازل وأماكن وقوعها أمرا مهما في بعثات القمر المستقبلية، لا سيما وأن برامج الفضاء القادمة ستعتمد على بناء قاعدة بشرية دائمة على سطح القمر.
ويعتقد العلماء أن عدد أجهزة قياس الزلازل التي أرسلت سابقا إلى القمر لا يعد كافيا، وكذلك توزيعها لم يكن فعّالا لأنه في كثير من الأحيان تكون إشارات الزلزال غامضة بسبب ظاهرة تسمى التشتت، إذ تصبح الموجات الزلزالية أقل وضوحا أثناء انتقالها عبر الطبقة العليا من سطح القمر. ومع وجود آلاف من أجهزة الاستشعار المتعددة، فإنّ العلماء يترقبون نتائج أفضل.
وفي الدراسة المنشورة، عمد الباحثون إلى نشر كابل من الألياف البصرية مزودة بالتقنية الحديثة في القارة القطبية الجنوبية بحكم تشابه البيئة القطبية مع نظيرتها على القمر لأنها جافة ومتجمدة، علاوةً على خلو المنطقة من النشاطات البشرية.
وأظهرت أجهزة الاستشعار المستخدمة حساسية كافية لقياس الهزّات الصغيرة الناجمة عن تشقق الجليد وتحركه، وهو ما يعني نجاح التجربة وإمكانية استخدامها على سطح القمر.
ومن الميزات الإضافية لاستخدام الكابلات المطوّرة، قدرة الألياف البصرية على تحمل البيئة القاسية على القمر، خاصة مع درجات الحرارة القصوى والأشعة الكونية الشديدة. كما يأمل العلماء تجربة التقنية على القمر مع مصادر الطاقة المحدودة والمتاحة في المستقبل القريب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات على سطح القمر على القمر
إقرأ أيضاً:
دراسة حديثة: دواء شائع للسكري يطيل عمر النساء فقط
تبين أن الدواء الأكثر شيوعاً في العالم لمرضى السكري له فائدة خفية أخرى، حيث بالإضافة إلى مهمته الأساسية بخفض أو تنظيم السكر في الدم، فإنه يُطيل العمر أيضاً. لكن المفارقة في هذا الأمر هو أن هذه الفائدة محصورة بالنساء فقط، أي أن هذا العلاج يُطيل عمر النساء بينما لا يُحدث أي أثر في هذا المجال بالنسبة للرجال.
وخلصت دراسة علمية حديثة إلى أن “دواء ميتفورمين لا يُساعد في علاج مرض السكري من النوع الثاني بفعالية فحسب، بل قد يُحسّن أيضاً من فرص النساء الأكبر سناً في العيش حتى سن الـ90”.
ووجد العلماء في بحثهم المثير أن دواء “ميتفورمين” Metformin الشهير المستخدم في السيطرة على مرضى السكري يؤدي الى زيادة أعمار النساء، وذلك “بفضل مجموعة متنوعة من تأثيراته المُضادة للشيخوخة”.
وقال تقرير نشره موقع “ساينس أليرت” المختص إن البحث اعتمد على بيانات من دراسة أميركية طويلة الأمد أُجريت على نساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، حيث اختيرت سجلات ما مجموعه 438 امرأة – نصفهن تناولن “ميتفورمين” لعلاج السكري، والنصف الآخر تناولن دواءً آخر للسكري يُسمى “سلفونيل يوريا”.
ووجد الباحثون في دراستهم أن خطر الوفاة قبل سن الـ90 لدى النساء في مجموعة “ميتفورمين” كان أقل بنسبة 30% مقارنةً بالمجموعة الأخرى.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية: “لقد ثبت أن ميتفورمين يستهدف مسارات متعددة للشيخوخة، ولذلك طُرح كدواء قد يُطيل عمر الإنسان”.
وأضافوا: “وجدنا أن بدء العلاج بميتفورمين زاد من طول العمر بشكل استثنائي مقارنةً ببدء العلاج بسلفونيل يوريا لدى النساء المصابات بداء السكري من النوع الثاني”.
ويقول تقرير “ساينس أليرت” إن دواء “ميتفورمين” موجود منذ عقود في العالم، لكن العلماء وجدوا مؤخراً أنه قادر على إبطاء عمليات الشيخوخة المختلفة في الجسم، وعلى سبيل المثال، ثبت أنه يحد من تلف الحمض النووي ويعزز نشاط الجينات المرتبطة بطول العمر.
وأظهرت دراسات سابقة أن دواء “ميتفورمين” يمكن أن يُبطئ تآكل الدماغ، بل يُقلل من خطر الإصابة بـ”كوفيد” طويل الأمد، ومع ذلك، لم يكن العلماء متأكدين من أن هذا الدواء يُطيل العمر، وهذا أحد أسباب هذه الدراسة الجديدة.
ويقول موقع “ساينس أليرت” إن الدراسة تتميز بالعديد من نقاط القوة، أبرزها متوسط مدة المتابعة الذي تراوح بين 14 و15 عاماً، وهو ما يتجاوز بكثير المدة التي يمكن أن تغطيها التجارب السريرية العشوائية القياسية، وهذا مهم عند محاولة معرفة مدى تأثر متوسط العمر.
وكتب الباحثون: “كانت إحدى المزايا الرئيسية لتحليلنا هي فترة المتابعة الطويلة بعد بدء العلاج، والتي أتاحها فحص مجموعة من المرضى مع متابعة مكثفة من منتصف العمر إلى سن 90 عاماً فأكثر، وهو أمر غير ممكن في التجارب السريرية العشوائية التقليدية”.
ويشير الباحثون إلى أن التجارب السريرية العشوائية قد تكون خياراً لاحقاً للتعمق في هذه النتائج. في غضون ذلك، ومع استمرار تزايد أعداد كبار السن في العالم، تواصل الدراسات البحث عن سبل للحفاظ على صحتهم لفترة أطول، وتقليل الأضرار التي تلحق بالجسم مع تقدم الإنسان في السن.
ويقول الباحثون: “تفترض فرضية علم الشيخوخة أن الشيخوخة البيولوجية قابلة للتغيير، وأن إبطاءها قد يؤخر أو يمنع ظهور العديد من الأمراض والإعاقات المرتبطة بالعمر”. ويضيفون: “يهدف علم الشيخوخة بشكل رئيسي إلى تحديد تدخلات علاجية ووقائية جديدة تُبطئ الشيخوخة البيولوجية