عربي21:
2025-06-03@05:39:01 GMT

استقالة باتيلي.. نذير تصعيد أم بشير تسوية

تاريخ النشر: 20th, April 2024 GMT

استقال باتيلي، وما كان له إلا أن يستقيل، فالرجل لم يستطع تجاوز العوائق التي وضعها "المعرقلون" أمام جهوده ومبادرته لتسوية النزاع الليبي، ومر ما يزيد عن عام ونصف العام على تولي باتيلي رئاسة البعثة الأممية دون أن يغير من حالة الجمود التي كانت هي عنوان القضية الليبية أغلب فترة إشراف باتيلي عليها.

ما سبق يمثل أرضية لوجهة النظر التي تعتبر أن أسباب استقالة باتيلي تعود إلى إخفاقه في تمرير أفكاره وخططه، وإلى قناعة ربما ترسخت لديه من أن الحالة الليبية عصية على التطويع وأنه لا ضوء في آخر النفق، وبالتالي فإن الاستقالة أحفظ لماء وجهه، وتمنع من أن يتضرر سجله السياسي والدبلوماسي أكثر، وتكون التجربة الليبية نقطة سوداء في مسيرته كوسيط دولي.



انطلاقة باتيلي بدت واعدة بعد رفع البطاقة الحمراء في وجه الساسة والنافذين الليبيين وتلويحه باستبدال المنتظم السياسي المعني بالتسوية السياسية بلجنة رفيعة المستوى تسند إليها مهمة استكمال استحقاقات العملية الانتقالية من قاعدة دستورية وقوانين انتخابية، وجاءت النتائج سريعة حيث انطلق ماراثون اللقاءت بين مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، ووقع تقدم على المسار السياسي، لكن الامور تغيرت بعد تراجع باتيلي عن خطته ولجنته، فكان ذلك من بين أسباب عودة الحالة الليبية إلى المراوحة والجمود.

قد لا يكون باتيلي المسؤول الأول عن الفشل، فالحالة الليبية تحتاج إلى ضغط له ثقله وتأثيره، وذلك لا يتأتى من مبعوث لا سند حقيقي له، فشتان بين فاعلية مبعوث من السنغال وآخر أمريكي، كما أن الاطراف الدولية المعنية بالأزمة الليبية لم تقدم الدعم المطلوب لإسناده.

المسار السياسي وصل إلى انسداد ومنعطف يتعلق بالتغيير الحكومي قد يعجل بتفجر الوضع، والسلاح الروسي يتدفق في الشرق حيث حفتر وجيشه، وهناك تركيز غربي على تأهيل القوات التابعة للحكومة بغرب البلاد، وحفتر يهدد ويتوعد بعد أن تلبس بلبوس الصلح والسلام والبناء والتعمير، والأعباء الاقتصادية والمالية تزداد وطأتها على المواطنين بفعل السياسية المالية والنقدية المجحفة.على الجانب الآخر من التحليل والتفسير، فإن باتيلي قد لا يكون استقال اختيارا، فالوضع في ليبيا حرج سياسيا واقتصاديا وأمنيا، والثلاثة مجتمعة تشكل أرضية لمزيد من التأزيم قد يكون نواة لحرب تستغلها أطراف دولية وإقليمية لمأربها الخاصة.

المسار السياسي وصل إلى انسداد ومنعطف يتعلق بالتغيير الحكومي قد يعجل بتفجر الوضع، والسلاح الروسي يتدفق في الشرق حيث حفتر وجيشه، وهناك تركيز غربي على تأهيل القوات التابعة للحكومة بغرب البلاد، وحفتر يهدد ويتوعد بعد أن تلبس بلبوس الصلح والسلام والبناء والتعمير، والأعباء الاقتصادية والمالية تزداد وطأتها على المواطنين بفعل السياسية المالية والنقدية المجحفة.

تعيين ستيفاني خوري نائبة لباتيلي قبل استقالته ربما يكون بقصد توجيه المسار السياسي بإرادة أطراف دولية نافذة للوصول إلى اتفاق، وبالتالي فإن استقالة باتيلي ضرورية وتخدم جهود قيادة العملية السياسية برؤية وأدوات فاعلة.

هذا التحليل في حال صدقيته فإنه إما أن يكون باتفاق بين الاطراف الدولية الرئيسية المعنية بالقضية الليبية، وإما أن يكون خيار تتفرد به الولايات المتحدة وحلفائها بعيدا عن روسيا، وبالتالي فإن التقدم فيه دون رضا ودعم روسي سيكون نذيرا للتصعيد عبر عمل عسكري من الشرق باتجاه الغرب الليبي.

الروس ليس لديهم ما يخسرونه في حال اتجهوا إلى تفجير الوضع وخرق اتفاق وقف إطلاق النار، وحفتر قابل للذهاب في هذا الاتجاه، غير أن النتائج غير مضمونة، ولا يوجد تغيير في ميزان القوى على الأرض يجعل نتائج أي عملية عسكرية جديدة تكون مختلفة عن نتائجها العام 2019م، غير أنها ستكون وسيلة لعرقلة أي مسار غير مرضي بالنسبة للروس ومحاولة لإعادة ترتيب طاولة التفاوض السياسي.

لا يُستبعد أن تكون عين موسكو على الانتخابات الأمريكية وأنها تتحضر لتوظيف تغيير محتمل في البيت الأبييض لصالح أجندتها في مناطق عدة منها ليبيا، بالمقابل، فإن خطة تدريب قوات في الغرب الليبي عبر شركات أمريكية، والحديث عن تجهيز قوة محلية لإخراج الروس من وسط وجنوب البلاد قد تكون سببا في استعداد روسي لها ويفسر وصول شحنات جديدة من العتاد والذخيرة إلى موانئ شرق البلاد.

هذا الحراك السياسي والأمني قد يكون نذير تصعيد ووقوع حرب جديدة، وقد يخرج من ثناياه اتفاق جديد يتعلق بالأساس القانوني للانتخابات والحكومة التي تشرف عليها، لكن دون ضمانة حقيقية لإجراء الانتخابات في الأفق القريب، وعند جهينة الخبر اليقين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه استقالة مبعوث ليبيا ليبيا استقالة سياسة مبعوث رأي مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة صحافة سياسة سياسة مقالات صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المسار السیاسی

إقرأ أيضاً:

لافروف وروبيو يناقشان تسوية الحرب في أوكرانيا


 


ناقش وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو آفاق تسوية النزاع في أوكرانيا والمحادثات الروسية الأوكرانية المقررة اليوم الاثنين في تركيا، وفقًا لما ذكرته وزارة الخارجية الروسية.

وأضافت الوزارة في بيان على موقعها الإلكتروني: "نوقش الوضع المتعلق بالأزمة الأوكرانية".

وصول وفد أوكراني إلى تركيا لعقد محادثات سلام مع روسيامستشار ترامب: منفذ هجوم كولورادو حصل على تأشيرة من بايدن وأقام بشكل غير قانونيمصدر عسكري تايواني يكشف تحركات صينية مرعبة بـ70 سفينة وحاملات طائراتروسيا: أحبطنا محاولة تخريب أوكرانية على خط للسكك الحديدية

وذكرت "كما تبادل لافروف وروبيو وجهات النظر حول مبادرات مختلفة تتعلق بتسوية الأزمة الأوكرانية، بما في ذلك خطط استئناف المحادثات الروسية الأوكرانية المباشرة في إسطنبول في 2 يونيو".

وأوضحت وزارة الخارجية الأمريكية، التي أشارت إلى أن الاتصال جاء بناءً على طلب روسيا، أن روبيو جدد دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمواصلة المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا لتحقيق "سلام دائم".

وصول وفد أوكراني إلى تركيا لعقد محادثات سلام مع روسيامستشار ترامب: منفذ هجوم كولورادو حصل على تأشيرة من بايدن وأقام بشكل غير قانونيمصدر عسكري تايواني يكشف تحركات صينية مرعبة بـ70 سفينة وحاملات طائراتروسيا: أحبطنا محاولة تخريب أوكرانية على خط للسكك الحديدية

وأضافت الوزارة أن روبيو أعرب خلال الاتصال عن تعازيه في ضحايا تفجير جسرين في منطقتين روسيتين متاخمتين لأوكرانيا.

وذكرت"وشدد الجانب الروسي على أن الجهات المختصة ستجري تحقيقًا شاملًا وستُنشر نتائجه. وسيتم تحديد هوية المذنبين، وسيُعاقبون بلا شك".

وقال مسؤولون روس إن سبعة أشخاص على الأقل قُتلوا وجُرح 69 آخرون في تفجير الجسرين يوم السبت.

وصل وفد أوكراني إلى إسطنبول لإجراء محادثات مع مسؤولين روس، ومن المقرر عقد اجتماعهم بعد ظهر اليوم الاثنين، وفقًا لما ذكره المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية.

من المقرر أن يعقد الجانبان الجولة الثانية من محادثات السلام المباشرة منذ عام 2022، لكنهما لا يزالان متباعدين بشأن كيفية إنهاء الحرب، ويتصاعد القتال.


قالت أوكرانيا الأحد إنها شنت هجوما "واسع النطاق" لتدمير قاذفات روسية بينما تستعد لإجراء محادثات في إسطنبول مع نظرائها في موسكو لاستكشاف احتمالات وقف إطلاق النار.

ويأتي الادعاء المذهل بأن أوكرانيا ألحقت أضرارا بطائرات روسية بقيمة 2 مليار دولار كانت متوقفة في قواعد جوية على بعد آلاف الكيلومترات في الوقت الذي أعلنت فيه كييف أن ضربة عسكرية روسية قتلت 12 جنديا على الأقل في موقع تدريب للجيش، مما أدى إلى استقالة قائد قواتها البرية.

طباعة شارك ماركو روبيو وزير الخارجية الأمريكي وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف لافروف وروبيو أوكرانيا الحرب روسيا الولايات المتحدة

مقالات مشابهة

  • عضو الاتحاد السكندري: استقالة مصيلحي بسبب الجماهير.. وأخشى أن يكون مصيرنا مثل الأوليمبي
  • مسؤولة بالأمم المتحدة: ملتزمون بدعم المسار الديمقراطي في ليبيا
  • وزيرة البيئة: الإعلام يلعب دورًا مجتمعيًا في التوعية البيئية وتصحيح المسار
  • وزير الخارجية: مستعدون لدعم المسار السلمي للملف النووي الإيراني
  • هل الحزب الشيوعي بذلك يكون غير شرعي؟!
  • لافروف وروبيو يناقشان تسوية الحرب في أوكرانيا
  • تصويب المسار لتعزيز الهُوية
  • مرسوم رئاسي رقم (60) يقضي بتعيين السيد عبدو محمد بشير محلي معاوناً لوزير الصحة
  • اللافي يبحث مع سفيري تونس والجزائر مخرجات اجتماع القاهرة ويؤكد دعم المسار السياسي الليبي
  • بالصور.. ختام مهرجان القاهرة للسينما الفرنكوفونية وتكريم شيري عادل واسم بشير الديك