عواقب كارثية على البشر والاقتصاد.. أوروبا "تسخن" بسرعة وتبلغ ضعف المعدل العالمي
تاريخ النشر: 22nd, April 2024 GMT
ذكرت اثنتان من أكبر منظمات مراقبة المناخ يوم الإثنين أن أوروبا هي القارة الأسرع ارتفاعًا في درجات الحرارة، حيث ترتفع درجات الحرارة فيها بمعدل ضعف المتوسط العالمي تقريبًا، محذرة من عواقب ذلك على صحة الإنسان وذوبان الأنهار الجليدية والنشاط الاقتصادي.
وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة وخدمة المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي "كوبرنيكوس" في تقرير مشترك إن لدى القارة الأوروبية الفرصة لتطوير استراتيجيات محددة لتسريع الانتقال إلى موارد الطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة الكهرومائية استجابة لآثار تغير المناخ.
وقالت الوكالتان في تقريرهما عن حالة المناخ في أوروبا للعام الماضي إن القارة أنتجت 43% من الطاقة الكهربائية من الموارد المتجددة العام الماضي، مقارنة بـ 36% في العام السابق. وللسنة الثانية على التوالي تم توليد الطاقة في أوروبا من مصادر متجددة أكثر من توليدها من الوقود الأحفوري.
وتُظهر أرقام السنوات الخمس الأخيرة أن درجات الحرارة في أوروبا تزيد الآن بمقدار 2.3 درجات مئوية عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مقارنة بـ 1.3 درجات مئوية أعلى على مستوى العالم، كما يقول التقرير - وهي أقل بقليل من الأهداف المحددة بموجب اتفاق باريس للمناخ لعام 2015 للحد من الاحتباس الحراري إلى 1.5 درجة مئوية.
وقالت إليزابيث حمدوش، نائبة رئيس وحدة "كوبرنيكوس" في المفوضية التنفيذية للاتحاد الأوروبي: "شهدت أوروبا عامًا آخر من ارتفاع درجات الحرارة وتزايد حدة الظواهر المناخية المتطرفة - بما في ذلك الإجهاد الحراري مع درجات حرارة قياسية وحرائق الغابات وموجات الحر وفقدان الجليد ونقص تساقط الثلوج".
ويأتي التقرير عن حالة القارة الأوروبية مكمّلًا لتقرير حالة المناخ العالمي الرئيسي للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، والذي يُنشر سنويًا منذ ثلاثة عقود، وجاء هذا العام محتويًا "إنذارًا أحمر اللون" يحذر من أن العالم لا يبذل ما يكفي من الجهد لمكافحة عواقب الاحتباس الحراري.
آثار سلبية على صحة الإنسانوقد ذكر تقرير كوبرنيكوس أن شهر مارس/آذار هو الشهر العاشر على التوالي الذي يشهد تسجيل درجات حرارة شهرية قياسية. وجاء في التقرير الأوروبي أن متوسط درجة حرارة سطح البحر للمحيطات في جميع أنحاء أوروبا بلغ أعلى مستوى سنوي له في عام 2023.
وركز التقرير الأوروبي هذا العام على تأثير ارتفاع درجات الحرارة على صحة الإنسان، مشيرًا إلى ارتفاع الوفيات المرتبطة بالقيظ في جميع أنحاء القارة. وقال التقرير إن أكثر من 150 شخصًا فقدوا أرواحهم بشكل مباشر العام الماضي في حوادث متعلقة بالعواصف والفيضانات وحرائق الغابات.
تضرر مئات الآلاف من الأشخاص من الظواهر المناخية المتطرفة في عام 2023، والتي كانت مسؤولة عن خسائر كبيرة على مستوى القارة، تقدر بعشرات المليارات من اليورو على الأقل كارلو بونتيمبو مدير خدمة كوبرنيكوسوقُدرت تكلفة الخسائر الاقتصادية المرتبطة بالطقس والمناخ في عام 2023 بأكثر من 13.4 مليار يورو (حوالي 14.3 مليار دولار أمريكي).
وقال مدير خدمة كوبرنيكوس، كارلو بونتيمبو: "تضرر مئات الآلاف من الأشخاص من الظواهر المناخية المتطرفة في عام 2023، والتي كانت مسؤولة عن خسائر كبيرة على مستوى القارة، تقدر بعشرات المليارات من اليورو على الأقل".
المناخ والمساواة والأمن: أولويات الشباب الذين سيدلون بأصواتهم لأول مرة في الانتخابات الأوروبيةوذكر التقرير أن الطقس المتطرف أدى إلى موجات الحر الشديد وحرائق الغابات والجفاف والفيضانات. وقد ساهمت درجات الحرارة المرتفعة في فقدان الجليد في القارة، بما في ذلك في جبال الألب - التي فقدت حوالي 10% من جليدها المتبقي خلال العامين الماضيين.
ومع ذلك، أشار القائمون على التقرير إلى بعض الاستثناءات، كدرجات الحرارة التي بلغت أقل من المتوسط في الدول الإسكندنافية وأيسلندا، فين كانت أعلى من المتوسط في معظم أنحاء القارة.
المصادر الإضافية • أ ب
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية شاهد: ثلاثة حرجى في حادثة دهس في القدس ووسائل التواصل تتناقل لقطات تظهر العملية شاهد: صغير وحيد قرن ولد في المملكة المتحدة يستمتع بأشعة الشمس الربيعية احتفالا بيوم البحرية الصين تفسح المجال أمام الجمهور ليستكشف بوارجها حماية البيئة الاحتباس الحراري أوروبا مصادر الطاقة الأحفورية تغير المناخ موجة حرالمصدر: euronews
كلمات دلالية: السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية السياسة الأوروبية حماية البيئة الاحتباس الحراري أوروبا مصادر الطاقة الأحفورية تغير المناخ موجة حر إسرائيل طوفان الأقصى غزة فلسطين الشرق الأوسط روسيا الضفة الغربية الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هجوم قصف شرطة تركيا السياسة الأوروبية إسرائيل طوفان الأقصى غزة فلسطين الشرق الأوسط روسيا السياسة الأوروبية درجات الحرارة یعرض الآن Next على مستوى فی عام 2023
إقرأ أيضاً:
98 درجة تحت الصفر.. سر أبرد بقعة على كوكب الأرض| إيه الحكاية؟
كشف علماء المناخ سر أبرد مكان معروف على سطح الأرض، وهو هضبة شرق القارة القطبية الجنوبية، حيث تسجل درجات حرارة تصل إلى 98 درجة مئوية تحت الصفر خلال الليل القطبي الذي يغرق المنطقة في ظلام تام لشهور طويلة في منتصف الشتاء.
هذه المنطقة النائية تعد واحدة من أكثر البقاع inhospitable على الكوكب وقد شهدت سابقا انخفاضا شديدا سجلته محطة فوستوك الروسية بلغ 89.2 درجة تحت الصفر عام 1983، ما يجعلها صحراء جليدية قاحلة شبه خالية من أي شكل من أشكال الحياة.
بيانات الأقمار الصناعية تكشف الحقيقةدراسة حديثة أجراها باحثون من المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد في جامعة كولورادو ببولدر، استخدمت بيانات جمعت بين عامي 2004 و2016 لتحديد المناطق الأكثر برودة بدقة.
وتبين أن أعلى أجزاء الهضبة، الواقعة على ارتفاع يتراوح بين 3,800 و4,050 مترا فوق مستوى سطح البحر، هي الأكثر عرضة لهذه البرودة القصوى وتعزى هذه الظاهرة إلى وجود دوامة قطبية قوية تعمل كجدار هوائي غير مرئي يحبس الهواء البارد داخل القارة، مما يسمح بانخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية.
برودة مختبرية تفوق الطبيعةورغم أن هذه الهضبة تعد الأبرد على الأرض طبيعيا، فإن ما يحدث داخل المختبرات يتجاوز ذلك بكثير ففي عام 2021، نجح فريق ألماني في تسجيل أبرد درجة حرارة في التاريخ عبر تبريد غاز إلى 38 بيكو كلفن، أي قريب للغاية من الصفر المطلق (-273.15°C).
وقد تم ذلك من خلال إسقاط 100,000 ذرة روبيديوم داخل فخ مغناطيسي مثبت أعلى برج يبلغ ارتفاعه 110 أمتار، ما أدى إلى تكوين ما يعرف بـ تجمع بوز–أينشتاين؛ وهي حالة كمومية تتحرك فيها آلاف الذرات كوحدة واحدة شبحية.
أثناء الهبوط، تمدد التجمع الذري وازدادت برودته خلال ثانيتين فقط، وهي فترة زمنية قصيرة لكنها كافية لدراسة سلوك المادة في درجات حرارة لا يمكن للطبيعة تحقيقها.
حدود الفيزياء تنهار والكم يفرض قانونهعند هذه المستويات من البرودة، تصبح حركة الذرات شبه معدومة، وتبدأ القوانين الفيزيائية التقليدية في الانهيار لصالح ظواهر كمومية غريبة ويتيح ذلك للعلماء فهماً أعمق لطبيعة المادة، ويفتح الباب أمام تطبيقات مستقبلية في فيزياء الكم والطاقة والتقنيات المتقدمة.
من أشد بقاع الأرض تجمدا إلى أبرد تجارب البشرتُظهر هذه الاكتشافات مدى اتساع نطاق درجات الحرارة الممكنة بين البيئة الطبيعية والتجارب العلمية فهي رحلة تبدأ من هضاب جليدية تعيش في الظلام القطبي، وتنتهي في مختبرات تدفع حدود العلم إلى ما وراء الممكن.
وتؤكد هذه الدراسات أن فهمنا للمادة والحرارة لا يزال في بدايته، وأن المستقبل يحمل المزيد من الاكتشافات المثيرة في عالم الفيزياء والظواهر الكمومية.