اتجاهات مستقبلية

“يوم الأرض”.. تذكير بمسؤولية الجميع في حماية كوكبنا

 

 

 

 

 

 

 

 

في 22 إبريل من كل عام، يتحد العالم للاحتفال بيوم الأرض، وهي مناسبة بالغة الأهمية مخصصة لرفع مستوى الوعي حول القضايا البيئية وتعزيز الممارسات المستدامة. وتعد هذه الحركة العالمية بمثابة تذكير بمسؤوليتنا الجماعية عن حماية الكوكب.

ويركز يوم الأرض كل عام على موضوع محدد لتحفيز العمل الجماعي.  ويهدف موضوع هذا العام 2024 “الكوكب مقابل البلاستيك”، لزيادة الوعي بأضرار التلوث البلاستيكي على صحة الإنسان والكوكب، وتأثيره المدمر على بيئتنا؛ فمن مدافن النفايات الفائضة إلى المحيطات المختنقة والجسيمات البلاستيكية الدقيقة التي تتسلل إلى سلسلتنا الغذائية، تشكل النفايات البلاستيكية تهديدًا خطيرًا للحياة البرية والنظم البيئية، وفي نهاية المطاف، صحة الإنسان. لـذلك هناك اهتمام متزايد بضرورة التحول العالمي بعيدًا عن المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد وخفض إنتاج البلاستيك بنسبة 60% بحلول عام 2040. ويتردد صدى هذا الموضوع بعمق، خاصة في المناطق التي تعتمد بشكل كبير على البلاستيك في الحياة اليومية.

والحقيقة أن يوم الأرض العالمي يتجاوز يومًا واحدًا في التقويم. وهو بمثابة نقطة انطلاق للعمل البيئي على مدار العام. وهناك في هذا الصدد الكثير من الأمور التي يمكن أن تسهم في كوكب أكثر صحة، ومنها على سبيل المثال:

أولًا، التقليل من إعادة استخدام المواد المعاد تصنيعها، فلابد من نشر الوعي بأهمية الطبيعة الاستهلاكية وتداعياتها على البيئة، حيث يتوجب علينا اختيار المنتجات القابلة لإعادة الاستخدام كلما أمكن ذلك، وإعادة تدويرها بعناية، خاصة وأن هناك بنية تحتية تسمح بذلك.

ثانيًا، تبني الممارسات المستدامة؛ فإجراء تغييرات بسيطة في الروتين اليومي يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا، فمثلًا يمكننا اختيار الأجهزة الموفرة للطاقة، والحفاظ على المياه، واستكشاف خيارات النقل المستدامة؛ مثل ركوب الدراجات أو وسائل النقل العام، واتباع نهج أكثر وعيًا في استهلاك الملابس، كأن نفكر في شراء العناصر المستعملة أو الاستثمار في ملابس عالية الجودة.

ثالثًا، دعم جهود المحافظة على البيئة، حيث يمكن المشاركة في المبادرات المحلية، أو التطوع في المنظمات البيئية، أو دعم المؤسسات أو الشركات الملتزمة بالاستدامة.

وفي هذا السياق تعد الإمارات نموذجًا يحتذى به؛ فالدولة تدرك مدى إلحاح العمل البيئي. وهناك الكثير من الجهود التي بذلتها دولة الإمارات لحماية البيئة والمحافظة على كوكبنا. فقد استثمرت بكثافة في الطاقة المتجددة، وهي تعتبر دولة رائدة في هذا المجال، خاصة وأن لديها أهدافًا طموحة لتوليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح. ويعد مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الضخم، في دبي بمثابة شهادة على هذه الجهود. كما أن هناك الكثير من مبادرات تخضير الصحراء. فإدراكًا لأهمية الغطاء النباتي، نفذت الدولة مشاريع واسعة النطاق لتخضير الصحراء بهدف مكافحة التصحر وتعزيز التنوع البيولوجي.

أضف إلى ذلك العمل على تعزيز التنمية الحضرية المستدامة، فالإمارات رائدة في التخطيط الحضري المستدام حيث تعرض مدن مثل مدينة مصدر في أبوظبي أحدث ممارسات البناء الأخضر والبنية التحتية الموفرة للطاقة.

ولا ننسى جهود الحفاظ على البيئة البحرية، حيث تدرك الدولة أهمية أنظمتها البيئية البحرية. وتلعب مبادرات مثل مشاريع ترميم أشجار المانغروف والمناطق البحرية المحمية دورًا حاسمًا في حماية هذه الموائل الحيوية.

إذن، يعد يوم الأرض العالمي بمثابة تذكير قوي بأن حماية كوكبنا هي مسؤولية عالمية. ومن خلال الإجراءات الفردية والجهود الجماعية والحلول المبتكرة، يمكننا خلق مستقبل مستدام للأجيال القادمة. ومن خلال تبني روح يوم الأرض طوال العام، يمكننا بشكل جماعي ضمان كوكب أكثر صحة لأنفسنا ولجميع الكائنات الحية التي خُلقت من أجلنا.

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“مبادرة النيابية” تبحث منح الثقة على موازنة 2026 وتؤكد تقييمها الموضوعي لبنودها

صراحة نيوز- بحثت كتلة مبادرة النيابية، اليوم الخميس، برئاسة النائب أحمد هميسات، عدداً من الملفات والقضايا المرتبطة بمنح الثقة على الموازنة الحكومية لعام 2026، في اجتماع حضر جانبًا منه النائب الأول لرئيس مجلس النواب النائب خميس عطية.

واستعرض رئيس وأعضاء الكتلة أبرز ملاحظاتهم حول بنود الموازنة، لا سيما ما يتعلق بالإنفاق العام ومخصصات القطاعات الخدمية ومشاريع البنية التحتية، إلى جانب السياسات المالية المقترحة وتأثيرها على المواطنين والاقتصاد الوطني. وشددوا على أهمية دراسة الموازنة من مختلف الجوانب لضمان اتخاذ موقف موضوعي ومسؤول يعكس المصلحة الوطنية.

وأكدت الكتلة أن هذه المناقشات تأتي في إطار التحضير لاتخاذ قرار واضح بشأن منح الثقة أو عدم منحها للحكومة تحت قبة البرلمان، مشيرة إلى أن القرار النهائي سيستند إلى تقييم شامل لمجمل مخرجات الموازنة ومدى توافقها مع أولويات المواطنين واحتياجات المحافظات.

وشدد هميسات على أن الكتلة ستواصل العمل بروح الفريق الواحد وبنهج تشاركي يهدف إلى تعزيز دور المجلس في الرقابة والتشريع، مؤكداً حرصه على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة مع أعضاء الكتلة لتنسيق المواقف وبحث مختلف الآراء بما يخدم الصالح العام ويرتقي بالأداء النيابي.

وأضاف أن الكتلة ستظل ملتزمة بدعم كل جهد يصب في مصلحة المواطن ويعزز التجربة الديمقراطية الأردنية، مشيراً إلى أن المرحلة تتطلب تعاوناً وتنسيقاً أكبر بين الكتل النيابية لضمان الوصول إلى مخرجات واقعية وعادلة تلبي طموحات الشارع الأردني.

مقالات مشابهة

  • مجلة تايم تختار “شخصية العام”.. 5 أشخاص كبار في العالم.. من هم؟
  • لجنة حماية الصحفيين: “إسرائيل” قتلت ما يقرب من 250 صحفيًا بغزة وإيران واليمن
  • بن زية: “مباراتنا ضد الامارات بمثابة نهائي وسنقدم أفضل ما لدينا للفوز”
  • عطاف: الحركية التي تطبع العلاقات “الجزائرية-التونسية” تقوم على ثلاثة أبعاد أساسية
  • “مبادرة النيابية” تبحث منح الثقة على موازنة 2026 وتؤكد تقييمها الموضوعي لبنودها
  • حل لغز القراءات الغريبة التي سجلتها مركبة “فوياجر 2” لأورانوس عام 1986
  • البرلمان العربي: حماية حقوق الإنسان ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
  • “برنت” يبحث مع “الصور وشكشك” دعم إنفاذ القانون والحوكمة المالية
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • رئيس البرلمان العربي: حماية وتعزيز حقوق الإنسان تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة