زارني ذات عام ، صديق ضالعي ومعه صديقه الذي قاوم المدّ الاشتراكي خلال حكم اليمن الديمقراطية.
أنا لا أذكر اسمه لكني أذكر أنه قال للجنود: دعوني في قريتي لا تتدخلوا في شؤون قريتي ولن أتدخل في شؤون القرى الأخرى. فقبلوا هذه المعادلة منه. أذكر أني قلت له: عليك بالخطوة التالية وهي مكافحة القات. فضحك صديقي وقال: هذا الرجل داعية لكن مصدر رزقه هو من مزرعته التي يزرع فيها القات.
ولما زارت مجلة العربي صنعاء قبل ستين سنة ،كان عنوان استطلاعها هو: القات الحاكم الأول في اليمن. وكانت ربطة القات في الماضي بقيمة حزمة الملوخية أو أكثر قليلا. لكن ربطة القات تدريجيا أخذت ترتفع من شلنين إلى عشرة شلنات إلى أن وصلت في أيامنا هذه إلى ألفي ريال يمني فصاعداً ، وباءت كل محاولات مكافحة القات بالفشل الذريع لا سيما وأن معظم علماء الدين في اليمن كانوا يخزِّنون يومياً إلا
من رحم الله.
والحمد لله أن حزمة الملوخية لم ترتفع إلا بأقل من عشر معشار ارتفاع ربطة القات. وفي البيوت المبتلاة بالتخزين ، تقوم الحرب بين العائلة ورب العائلة. فالأب يريد أن يحضر مجلس القات أو يكون المجلس عنده ، والزوجة والأطفال يريدون ملابس للعيد أو احتياجات معيشية ضرورية فتبدأ المساومة داخل
البيت ، وقد تنتهي المساومات بأبغض الحلال وهو الطلاق.
وزاد الطين بلة أن مزارع القات غزت مزارع المحاصيل الأخرى من البن والحبوب والموز والعنب والبرتقال، فضلاً عن الملوخية الشبيهة ببعض أنواع القات وغيرها من المنتوجات لأن سلعة القات رائجة جداً . وعليها إقبال شديد. وثالثة الأثافي غسل أغصان القات بالكيماويات لتسّريع نموه ممّا يزيد من نسبة السرطان لدى الموالعة (المدمنين).
وكثير من الناس هناك تحت خط الفقر. وكان بعض الموالعة (المدمنين) يتحايلون على تدبير ثمن القات بشراء أكثر من ربطة فيحتفظون لأنفسهم بواحدة ويبيعون الباقي بربح يساوي قيمة ما يستهلكونه.
وتأتي جمعيات خيرية لمعاونة البيوت الفقيرة فتطلب الزوجات منهم أن لا يدفعوا المعونات نقداً بل عينية من رز وزيت وسكر وحليب وما إلى ذلك من مقاضي البيت خشية أن يستولي الأب المولعي على النقد ليشتري به القات.
وقبل سنوات ظهر عيسى سند على ساحة التواصل الاجتماعي وهو مدرس من محافظة لحج مديرية الصبيحة وقد أخذ على عاتقه مكافحة آفة القات وبقوة. وموقعه يحكي عن المآسي الواقعة في اليمن بسبب القات كما يحكي عن قصص التائبين التي نجح أصحابها في الخروج من مستنقع إدمان القات،. وكيف أخذت حيواتهم في المنحنى السار البهيج للزوجات وأطفالهن الذين كانوا محرومين من طيبات الحياة بسبب التخزين.
أنا لست أعرفه معرفة شخصية ولكني أقول له جزاك الله خيراً على نشاطك الرائع.
aljifriM@
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
المملكة تعزز ريادتها العالمية في مكافحة الجفاف
البلاد (الرياض)
أكد نائب وزير البيئة والمياه والزراعة المهندس منصور بن هلال المشيطي، أن المملكة تسهم بفاعلية في الاتفاقيات البيئية الدولية متعددة الأطراف، وتعمل على تعزيز التعاون العالمي لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق التوازن بين التنمية وحماية البيئة. جاء ذلك خلال كلمته في اجتماع الدورة السابعة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة بالعاصمة الكينية نيروبي، حيث استعرض نتائج مؤتمر الأطراف السادس عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر COP16، الذي نظمته المملكة في ديسمبر 2024 بحضور دولي واسع. وأشار المشيطي إلى أن المملكة تنفذ جهودها على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية عبر الاستراتيجية الوطنية للبيئة، ومبادرة السعودية الخضراء، ومبادرة الشرق الأوسط، وغيرها من البرامج، التي تستهدف الحد من تدهور الأراضي، وتأمين الأمن المائي والغذائي والتنوع البيولوجي والرفاه الاجتماعي، مؤكدًا أن أكثر من 3 مليارات نسمة حول العالم يتأثرون بهذه الظاهرة.
وشهد المؤتمر تبني 37 قرارًا تشمل إدارة الأراضي الزراعية والمراعي المستدامة، وتعزيز البحث والابتكار، ودعم المجتمعات المحلية والمرأة والشباب ومؤسسات المجتمع المدني، إلى جانب تعزيز التمويل الدولي. كما أطلق المؤتمر جدول أعمال عمل الرياض، الذي يضم نحو 40 مبادرة للحد من تدهور الأراضي وآثار الجفاف؛ أبرزها مبادرة شراكة الرياض العالمية للاستعداد للجفاف، والتي تركز على بناء القدرات للدول النامية الأكثر عرضة للجفاف.
وأشار المشيطي إلى دور القطاع الخاص عبر مبادرة “رجال أعمال من أجل الأرض” لتعزيز الاستثمارات المستدامة في الأرض، مؤكدًا أهمية التكامل بين الاتفاقيات البيئية وآليات التمويل، وربطها بالخطط الوطنية والتنموية، بما يضمن استدامة البيئة للأجيال القادمة.