قال الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، إن هناك عدة أسباب وراء التزايد الكبير في الإنفاق العسكري العالمي، خاصة عند التأمل أن الدول الكبرى مثل أمريكا والصين والهند وروسيا تستحوذ النصيب الأكبر من هذا الإنفاق العسكري، وهناك عدة عوامل لذلك.

وأضاف «أحمد»، خلال مداخلة ببرنامج «مطروح للنقاش»، المذاع على قناة «القاهرة الإخبارية»، وتقدمه الإعلامية إيمان الحويزي، أن العامل الأول هو عسكرة العلاقات الدولية، فهناك حالة من الاستقطاب الدولي غير المسبوقة التي تزايدت في السنوات الأخيرة ما بين القوى الكبرى، هذا الاستقطاب العالمي والصراع على النظام الدولي دفع هذه الدول إلى تزايد الإنفاق العسكري.

وأشار إلى أن العامل الثاني الأهم هو انتشار وتزايد عدد الصراعات والحروب في العالم، فالحرب الروسية الأوكرانية مستمرة، وهناك حروب في الشرق الأوسط، والحرب والعدوان على غزة، كما يوجد حروبا أهلية وحالة من التوترات فيما يتعلق بالصين وتايوان.

ولفت أن هذا الصراع ومنسوب التوتر في العلاقات الدولية يشير إلى أن هناك حالة من العسكرة والتوجه إلى زيادة الإنفاق العسكري، لدرجة أن الدول التي كانت دائما تقليديا تلتزم بالسياسات الدفاعية مثل ألمانيا واليابان تبنت سياسات دفاعية وموازنات عسكرية ضخمة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: أحمد سيد أحمد القاهرة الإخبارية الحرب الروسية الإنفاق العسکری

إقرأ أيضاً:

إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. ما تفاصيل هذه المعاهدة؟

 


في خطوة تُنذر بتحولات جذرية في موازين القوى بالشرق الأوسط، لوّحت إيران مؤخرًا بإمكانية الانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، مما أثار قلقًا دوليًا واسعًا بشأن مستقبل جهود الحد من التسلح النووي. يأتي هذا التهديد في ظل توتر متزايد بين طهران والقوى الغربية، خاصة مع تعثر مفاوضات الاتفاق النووي وتصاعد الاتهامات لإيران بالسعي لامتلاك سلاح نووي.

ما هي معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)؟

تُعد معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية إحدى أبرز الاتفاقيات الدولية التي تنظّم التوازن النووي العالمي، وقد وُقّعت عام 1968 ودخلت حيّز التنفيذ عام 1970. تهدف المعاهدة إلى تحقيق ثلاثة محاور رئيسية:

منع انتشار الأسلحة النووية إلى دول لا تمتلكها.

تعزيز نزع السلاح النووي تدريجيًا حتى من جانب الدول المالكة له.

السماح بالاستخدام السلمي للطاقة النووية، بما يشمل مجالات الطب والطاقة والصناعة.


الدول الموقعة وتصنيفها

تنقسم الدول الموقعة إلى فئتين:

دول نووية: وهي الدول الخمس التي امتلكت أسلحة نووية قبل 1 يناير 1967 (الولايات المتحدة، روسيا، الصين، فرنسا، والمملكة المتحدة).

دول غير نووية: وهي الدول التي تعهدت بعدم امتلاك أو تطوير أسلحة نووية، وتخضع منشآتها لرقابة وكالة الطاقة الذرية.


التزامات الطرفين

الدول غير النووية تلتزم بعدم تصنيع أو امتلاك أسلحة نووية، وتخضع منشآتها لتفتيش صارم من الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA).

الدول النووية تتعهد بعدم نقل الأسلحة أو التكنولوجيا النووية إلى دول أخرى، والعمل على تقليص ترساناتها بشكل تدريجي.


إيران والمعاهدة: علاقة معقّدة

رغم أن إيران عضو في المعاهدة منذ عام 1970، إلا أن علاقتها بها شابها الكثير من التوتر، خاصة منذ بداية الألفية الجديدة، حيث تتهمها الدول الغربية بمحاولة تطوير سلاح نووي تحت غطاء برنامجها المدني، وهو ما تنفيه طهران بشدة.

وقد خضعت المنشآت النووية الإيرانية لمئات عمليات التفتيش من الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلا أن تقارير متكررة أشارت إلى وجود أنشطة "غير مفسّرة" ومواد نووية غير مُعلنة، ما زاد من حدة التوتر.

ماذا يعني انسحاب إيران من المعاهدة؟

وفقًا للمادة 10 من معاهدة NPT، يحق لأي دولة الانسحاب منها بعد تقديم إخطار مسبق بثلاثة أشهر، إذا رأت أن ظروفًا استثنائية تهدد مصالحها العليا.

قانونيًا: سيكون لإيران الحق في الانسحاب من دون خرق للمعاهدة، شريطة الالتزام بالإجراءات الشكلية.

سياسيًا: قد يُعد هذا الانسحاب تصعيدًا خطيرًا من جانب طهران، ويُفسّر كإعلان نية لتطوير سلاح نووي، ما قد يؤدي إلى عزلة دولية متزايدة وعودة العقوبات الأممية.

أمنيًا: يشكّل الانسحاب تهديدًا مباشرًا لاستقرار المنطقة، ويزيد من احتمالات اندلاع سباق تسلح نووي، خاصة مع تلويح دول إقليمية أخرى (مثل السعودية) بإطلاق برامج نووية موازية حال فشل الجهود لاحتواء إيران.


سيناريوهات محتملة

إحياء الاتفاق النووي: قد تستخدم إيران التهديد كورقة ضغط لتحسين شروط الاتفاق النووي المعطل منذ انسحاب واشنطن منه عام 2018.

مواجهة عسكرية: تزايد التهديدات المتبادلة بين طهران وتل أبيب قد يؤدي إلى ضربة استباقية إسرائيلية إذا ما تأكدت معلومات عن تطوير سلاح نووي.

تدويل الملف: الانسحاب من NPT قد يدفع مجلس الأمن للتحرك وإعادة فرض العقوبات الدولية، بما في ذلك تدابير عسكرية أو تقييد صادرات التكنولوجيا الحيوية.


في النهاية إعلان إيران عن نيتها الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار النووي يمثل تحولًا خطيرًا في خريطة الأمن الإقليمي والدولي، ويدفع المجتمع الدولي إلى لحظة حاسمة تتطلب تحركات دبلوماسية عاجلة.

فبين السعي المشروع للطاقة النووية والاستخدام العسكري لها، يظل شبح التصعيد هو العنوان الأبرز لأي خطوة إيرانية غير محسوبة.

مقالات مشابهة

  • إيران تهدد بالانسحاب من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.. ما تفاصيل هذه المعاهدة؟
  • انتشار مفاجئ لسرطان نادر بين الشباب
  • دعا لنهج واقعي في التحول العالمي ..الناصر: أوقات الصراعات أظهرت أهمية النفط والغاز لأمن الطاقة
  • «علاقات الشارقة» وقنصلية الكويت تبحثان تعزيز أواصر التعاون بين الجانبين
  • خبير علاقات دولية يصف التصعيد الإيراني الإسرائيلي بـ الخروج عن المنطق
  • خبير علاقات دولية: المواجهة بين إيران وإسرائيل خرجت عن السيطرة
  • الهنائية لـ"الرؤية": مشاركة "الكلية الحديثة" في "منتدى QS إفريقيا" نقطة انطلاق لتطوير علاقات أكاديمية دولية طويلة المدى
  • خبير: التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران يُنذر بانفجار إقليمي شامل
  • مصر السابعة عالميا بين الدول المستقبلة لتحويلات العاملين بالخارج في 2024
  • خبير اقتصادي يوضح أسباب تراجع الجنيه أمام الدولار بنهاية تعاملات اليوم