أسوان (مصر) «أ.ف.ب»: يفخر المخرج الفلسطيني البارز رشيد مشهراوي بـ«سينما المقاومة»، وهو العنوان الذي اختاره مهرجان أسوان لأفلام المرأة، تضامنا مع سينمائيات فلسطينيات في ظلّ الحرب الجارية في قطاع غزة.

وقال مشهراوي البالغ من العمر 62 عامًا والذي يرأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم المصري في المهرجان، لوكالة فرانس برس، على هامش مهرجان أسوان لأفلام المرأة بمصر، «هناك حاجة إلى تصدير صورة سينمائية مختلفة من غزة».

ورفض مشهراوي الدعوة إلى وقف الأنشطة الفنية والثقافية في البلدان العربية كنوع من التضامن مع الشعب الفلسطيني، وقال «لا أعتبر السينما والفن مشروعا ترفيهيا فقط»، مضيفا «إذا لم تقم المهرجانات السينمائية حال وقوع كوارث كبرى شبيهة بما يحدث حاليا في فلسطين، فما الذي يدعو لإقامتها أصلا؟» ويركّز مهرجان أسوان في نسخته الثامنة على «سينما المقاومة» الفلسطينية في ظلّ الحرب بقطاع غزة.

وتُعرض ضمن مسابقات المهرجان ستة أفلام فلسطينية قصيرة، من بينها الفيلم الوثائقي «خيوط من حرير» للمخرجة ولاء سعادة التي قُتلت الشهر الماضي في الحرب، ومدته 14 دقيقة، ويحكي عن الثوب الفلسطيني وما تحمله تطريزاته من معانٍ.

كما يشارك فيلم «أنا من فلسطين» للمخرجة إيمان الظواهري، ومدته خمس دقائق، ويحكي قصة صامدة، الفتاة الفلسطينية الأمريكية المقيمة في الولايات المتحدة والتي تُصدَم في يومها الدراسي الأول برؤية خريطة للعالم لا يوجد عليها وطنها. ويتناول الفيلم الوثائقي «مستقبل مقطوع»، ومدته 16 دقيقة، للمخرجة علياء أرصغلي، التجارب الحياتية لـ27 فتاة تتراوح أعمارهن بين 11 و17 عاما في ظلّ الاحتلال الإسرائيلي. ويعمل مشهراوي حاليا على فيلم وثائقي يدور حول الحرب الحالية يسلّط فيه الضوء على «أكذوبة الدفاع عن النفس»، وفق قوله التي تستخدمها إسرائيل.

ويقول «كيف تدّعي الدفاع عن النفس وأنت المعتدي؟»، مضيفا «فجّر الاحتلال مرسما في غزة لإحدى الفنانات مع اللوحات والتماثيل.. فأين هو الدفاع عن النفس في ذلك؟»، مشيرًا إلى «قتل الفنانين والمثقفين كإرهابيين».

ويعد مشهراوي صاحب أول تجربة فلسطينية سينمائية عرضت بشكل رسمي في مهرجان كان السينمائي في عام 1996 من خلال ثاني أفلامه الطويلة «حيفا». ومن بين أبرز أفلامه أيضا فيلم «عيد ميلاد ليلى» في عام 2008 وفيلم «فلسطين ستيريو» في عام 2013.

ويعود تاريخ السينما في قطاع غزة إلى أربعينيات القرن الماضي عندما أنشئت سينما «السامر» التي تمّ تحويل مبناها إلى وكالة لبيع السيارات.

وأغلقت دور السينما في القطاع خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1993) لتعود بعد نشأة السلطة الفلسطينية عام 1994 وافتتاح سينما «النصر» في وسط غزة، لكن متظاهرين إسلاميين أحرقوا مبناها في عام 1996.

ومنذ الشهر الثاني للحرب في غزة، بدأ مشهراوي العمل على تأسيس صندوق لدعم السينما في غزة، مشيرًا إلى أن «الاحتلال الإسرائيلي يسرد طوال الوقت روايات مزيفة، ولا بدّ من إظهار الحقيقة ليس فقط للعرب وإنما للعالم بأكمله». ويشير إلى أن مبادرة «أفلام من المسافة صفر» تساعد مخرجين ومخرجات في غزة «تحت القصف أو أصبحوا لاجئين» في إنتاج أفلامهم، وتنشط في المبادرة سينمائيات نساء.

ويقول مشهراوي «دائما في أصعب اللحظات، نجد المرأة الفلسطينية في المقدمة». ويعتبر مشهراوي أنه على الرغم من أن إسرائيل، «تقتل منّا الكثير»، إلا أنه «من الصعب أن يحتلّوا ذاكرتنا، هوياتنا والموسيقى والتاريخ والثقافة».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی غزة فی عام

إقرأ أيضاً:

إبراهيم عيسى: السنوار يتاجر بدم الفلسطينيين

كتب - داليا الظنيني:

أكد الإعلامي إبراهيم عيسى، أن يحيى السنوار رئيس مكتب حماس في غزة يتاجر بدم الفلسطينين وما يطلبه الآن بالعودة ليوم 7 أكتوبر "هطل وخبل"، موضحًا أن عملية 7 أكتوبر الهدف منها العودة لما قبل العملية، وتسببت العملية في دمار غزة بنسبة 85% من المنازل، وعادت غزة إلى قرون ماضية.

وشدد "عيسى"، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، على أن السنوار يريد المجد السياسي حتى لو على حساب الشعب الفلسطيني، ويستمر في الحرب من أجل مصلحته الشخصية ومصلحة حركته "حماس"، موضحًا أن عرب 48 هم الصمود الأعظم والنضال الحقيقي من أجل استعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة، على العكس منه الكفاح المسلح والمقاومة التي تريد مصلحتها السياسية، بدون النظر إلى ما يعانيه الشعب الفلسطيني من حرب دائرة في قطاع غزة.

وأشار إلى أن المقاومة حق ولكن ممارسة هذا الحق لم تأتي بنتائج، للمقاومة أشكال عديدة منها المسلح، منوهًا بأن المقاومة المسلحة لا يكون لها فائدة في حالة القضاء على شعبها وعلى حساب القضية الفلسطينية.

مقالات مشابهة

  • الشعبية تُحذر من مخطط أمريكي لفرض رؤية لما يُسمى اليوم التالي في قطاع غزة
  • إبراهيم عيسى: السنوار يتاجر بدم الفلسطينيين
  • إبراهيم عيسى يطالب الفلسطينيين بمراجعة مواقفهم: “كونك مظلوم لا يحق لك وضع الاشتراطات”
  • الحج هذا العام بعيون غزّة
  • مبادرة الرئيس بايدن.. في ملعب من الآن؟!
  • الرشق: رد حماس والفصائل يتسم بالمسؤولية والجدية والإيجابية
  • المنطقة بين “المنطق” و”اللامنطق”
  • المقاومة تسلم ردها على مقترح وقف إطلاق النار بغزة
  • حماس وفصائل المقاومة تسلّم ردها حول مقترح وقف إطلاق النار بغزة
  • حماس تسلم الوسطاء ردها على مقترح الاحتلال للهدنة في غزة