موقع النيلين:
2024-06-12@00:17:06 GMT

المليشيا في دارفور.. (سيناريوهات ملغومة)

تاريخ النشر: 24th, April 2024 GMT


ثمة مخاوف من ملامح لدولة جديدة تتشكل في غرب السودان تسيطر عليها مليشيا الدعم السريع لتصبح دولتهم الرسمية”.. هكذا مضت توقعات وتخوفات الكثيرين، منذ وقت طويل سيما عقب سقوط كل ولايات دارفور تحت سيطرة الجنجويد، عدا مدينة الفاشر الواقعة تحت سيطرة الجيش السوداني، غير ان ما اثاره حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي، امس الاول عزز تلك التوقعات بعد فشل المليشيا في تحقيق انتصارات في الخرطوم والجزيرة.

وينظر كثير من المراقبين عقب تصريحات مناوي، إلى أن مليشيا التمرد تسعى إلى تحقيق وجود لها في خارطة العمل السياسي في السودان منذ وقت طويل، واستطاعت تحقيقه عقب سقوط النظام السابق ، وعندما فشلت في تحقيق النصر والاستيلاء على الحكم في السودان، سعت إلى السيطرة على دارفور.

وبحسب المتابعات فان أحكام السيطرة على الإقليم مؤخرا عقب محاولات إسقاط الفاشر، زادت عقب العمليات العسكرية الواسعة في الخرطوم والجزيرة وكردفان، وتحقيق الجيش انتصارات كاسحة، ما يطرح فرضية حول انتقال المليشيا للخطة “ب” وهو السيطرة على الإقليم بالكامل واعلانه دولة، فهل ستصمد الفاشر عقب حصار مليط وينتصر الجيش، واي القبائل سترجح كفته في الإقليم المنكوب؟

انتهاكات بشعة
ويعيش أقليم دافور تحت وطأة مليشيا الدعم السريع منذ اندلاع القتال في السودان منتصف ابريل الماضي، وخلال عمليات عسكرية متتالية بين الجيش ومليشيا الدعم السريع سقطت جميع الحاميات العسكرية تحت يد مليشيا الدعم، عدا مدينة الفاشر.

ورغم سيطرة المليشيا على الإقليم الا ان السكان يعيشيون أسوأ حالاتهم، من انتهاكات بشعة تمارسها حيالهم، فضلا عن عمليات التطهير العرقي للقبائل غير العربية.
ويتخوف كثيرون من سيطرة المليشيا على الإقليم والتى ستجعلها مهددا سلامة للقبائل غير العربية خاصة بعد مذبحة الجنينة التي ارتكبتها المليشيا، الأمر الذي يرجح الاقليم لاندلاع حرب أهلية حال السيطرة التامة للمليشيا عليه وربما تتخذه مقرا لإدارة معاركها كما يعتبر مخازنا لتشوين السلاح القادم عبر دولة تشاد.

خطط استراتيجية
وفيما يرى مراقبون ان سيطرة مليشيا الدعم السريع على مليط تعتبر نذر لأحكام السيطرة التامة وإعلان دولتهم المدفوعة من قبل قوى غربية وإقليمية خارجية، تهدف لتقيسم السودان، بعد فشل الاستيلاء عليه.

يرى في مقابل ذلك المحلل السياسي محجوب محمد انه من المستحيل ان تتمكن مليشيات الدعم السريع من السيطرة التامة على الإقليم رغم استيلائها على أجزاء واسعة منه.
ويؤكد في إفادة ل “الكرامة” أن الجيش يمضي وفق خطط استراتيجية وتكتيكية محددة في عملياته الحربية، والا لكانت سقطت الفاشر، مشيرا إلى ان القوات المسلحة لن تسمح للجنجويد بتكوين دولة.

وزاد: الجيش الان يستخدم الفاشر مقرا له في دارفور لتنفيذ عملياته العسكرية ضد المليشيا وتدمير مخازن الأسلحة وقطع طريق الإمداد ومن ثم استعادة الولايات الأربعة الواقعة تحت سيطرتها مدفوعا بذلك بالقبائل غير العربية والمواطنين الذين ضاقوا الأمرين من الانتهاكات التي مورست في حقهم.

حالة اختطاف
والأحد قال مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، إنه كلما تساهلت القوة المشتركة رغبةً لترك أبواب الحوار من أجل التعايش السلمي في السودان عموماً وفي دارفور خصوصاً على الأقل بعد انتهاء الوضع الحالي، تتمادي قوات الدعم السريع مستغلةً هذا التسامح لتوسيع دائرة سيطرتها بغرض فرض ترسيم دولة جديدة في غرب السودان تُحظي بالاعتراف الصامت كما خُطط لهم.

وأشار إلى ان اعتداء الدعم السريع على مليط يعني جعل الطوق طوقًا على الفاشر من جميع جهات بغرض تجويعها ومنع انسياب المواد الإنسانية واحتياجات الحياة بما يعني فرض القبول بالأمر الواقع على أهل دارفور.

وأضاف: هذا الحال سيدفع لإتخاذ قرار أخر غير تقليدي على مدن دارفور الأخرى التي تعيش في حالة الاختطاف بعد أن سيطرت عليها وجعلوها مدنا للأشباح”.

سلطة إدارية
و منتصف ابريل الجاري استولت مليشيا الدعم السريع، على مدينة مليط ـ65 كيلومترًا شمال مدينة الفاشرـ بعد معارك مع قوة من الحركات المسلحة، لتفرض بذلك حصارا محكما على الفاشر التي تعد أهم مناطق سيطرة الجيش في إقليم دارفور غربي السودان.

و بالاستلاء على مدينة مليط ذات الموقع الاستراتيجي تكون مليشيا الدعم السريع قطعت طريق إيصال المساعدات الإنسانية للمتأثرين في إقليم دارفور عن طريق مسار بورتسودان- الدبة -مليط.

ووفقا لتقارير صحفية فقد شكلت مليشيا الدعم السريع سلطة إدارية في مدينة مليط، بعد أن استولت على معسكر تابع للقوة المشتركة، كما قتلت وأسرت عددا من الجنود.
عمليات تحرير

وطالب متابعون فى اعقاب الأحداث الأخيرة الجيش وحركات الكفاح المسلح بالانتقال من مرحلة الدفاع عن الفاشر إلى الهجوم على المليشيا واطلاق عملية تحرير ولايات دارفور، في أسرع وقت ممكن.

ويذهب المحلل السياسي عثمان محمد إلى أن مليشيا الدعم السريع لا تريد دارفور فحسب، واعلانها دولة لها او انها تنتقل الان من الخطة “أ” إلى الخطة “ب” وفق ما يعتقد كثيرون، لان المخطط أكبر من ذلك بكثير، وهو تقسيم السودان عبر مخطط دولي كبير ماهي إلا أداة له، مشيرا إلى ان المليشيا ترفع شعار تغيير دولة 56 ما يعني ان الطموح أكبر من إقليم دارفور.
ويذهب في حديثه ل” الكرامة ” إلى ان مليشيا الدعم السريع الان تواصل عملياتها العسكرية في الخرطوم والجزيرة وكردفان والفاو وسنار وغيرها من مناطق السودان المختلفة، ما يعني ان المخطط أكبر بكثير والا لكانت استجمعت كل قواتها لاسقاط الفاشر وإعلان دولتها.

وأضاف: الجيش يعمل وفق استراتيجية محددة رغم صعوبة الموقف لكن تكوين دولة او السماح بها امر غير مقبول، وعلى القبائل الداعمة للجيش مساندته وإطلاق مقاومة مسلحة في كافة ولايات الإقليم.

الكرامة: هبة محمود

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: ملیشیا الدعم السریع إقلیم دارفور على الإقلیم فی السودان إلى ان

إقرأ أيضاً:

مدعي الجنائية الدولية يعرب عن "قلق بالغ" إزاء العنف في دارفور

 

 

الخرطوم- اعرب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الثلاثاء 11يونيو2024،عن "قلقه البالغ" ازاء العنف في إقليم دارفور الشاسع غرب السودان، وحثّ الشهود هناك على ارسال أدلة إلى مكتبه تساعده في التحقيق بشأن الجرائم الدولية.

وتدور حرب في السودان منذ منتصف نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو.

وفي مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور والحاضرة الدارفورية الوحيدة بين عواصم ولايات الإقليم التي لم تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع، تدور اشتباكات عنيفة منذ الأسبوع الأول من أيار/مايو بين طرفي الحرب، ما وضع قرابة 800 ألف شخص من السكان تحت حصار شديد.

وقال خان في بيان "أشعر بقلق بالغ إزاء ادعاءات بارتكاب جرائم دولية واسعة النطاق في الفاشر والمناطق المحيطة بها".

وأضاف أن الأدلة التي تم جمعها حتى الآن "تُظهر على ما يبدو أن الادعاءات بشأن هجمات ضد المدنيين تعد ذات مصداقية ومتكررة ومتوسعة ومستمرة".

وبحسب منظمة أطباء بلا حدود الاغاثية، "قُتل ما لا يقل عن 192 شخصاً وأصيب أكثر من 1230 منذ العاشر من أيار/مايو في الفاشر".

 وتستمر المعارك العنيفة في مدينة الفاشر على الرغم من دعوات أممية متكررة للطرفين المتحاربين الى تجنيبها القتال.

وتعد الفاشر مركزا رئيسيا للمساعدات في الإقليم الواقع في غرب السودان حيث يقطن ربع سكان البلاد البالغ عددهم 48 مليون نسمة.

والاثنين أعلنت منظمة أطباء بلا حدود اغلاق آخر مستشفى كان لا يزال قيد الخدمة في الفاشر بعد هجوم شنته قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على هذه المدينة الرئيسية في دارفور، وفق ما أعلنت منظمة أطباء بلا حدود.

وأشار خان إلى إن هناك أدلة أظهرت "على ما يبدو استخداما واسع النطاق للاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى"، إلى جانب الهجمات ضد المستشفيات.

وقال "من المثير للغضب أن نسمح للتاريخ بأن يعيد نفسه مرة أخرى في دارفور"، مضيفا "لا يمكننا ولا يجب أن نسمح بأن تصبح فظائع دارفور في طي نسيان العالم مرة أخرى".

وحثّ خان من يتواجد في الفاشر أو المناطق المحيطة على "إرسال أي معلومات ذات صلة إلينا على منصتنا المخصصة والآمنة، أو تي بي لينك"

أسفرت الحرب في السودان حتى الآن عن مقتل عشرات الآلاف بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى "150 ألفا" وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.

كما دفعت الحرب إلى ازدياد عدد النازحين في الداخل ليقترب من 10 ملايين شخص، ووصفت منظمة الهجرة الدولية الوضع بأنه استمرار لـ"أسوأ أزمة نزوح داخلي في العالم".

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • معارك في الخرطوم والفاشر والجنائية الدولية تجمع معلومات عن جرائم دارفور
  • تحالف مليشيا الدعم السريع والمؤتمر السوداني
  • مدعي الجنائية يطلق حملة لتقديم المعلومات بشأن مزاعم ارتكاب جرائم حرب في إقليم دارفور
  • مدعي الجنائية الدولية يعرب عن "قلق بالغ" إزاء العنف في دارفور
  • الأمم المتحدة تعبر عن استيائها من الهجوم على مستشفى بالسودان
  • حكاية البيان: دلالات وشواهد غير مرئية
  • معارك الفاشر تخرج المشفى الوحيد في المدينة عن الخدمة
  • السودان.. خروج مستشفى الفاشر الرئيسي عن الخدمة
  • نيران الفاشر تطال المرضى.. والنزوح الآن بين الأحياء
  • السودان.. مستشفى الفاشر الرئيسي يخرج عن الخدمة