خارطة الطريق بين مساعي جروندبرج وتمسُّك الرئاسي بالمرجعيات الثلاث
تاريخ النشر: 25th, April 2024 GMT
يستمر المبعوث الأممي إلى اليمن هانس جروندبرج في محاولة إحياء مسار المفاوضات السياسية في إطار "خارطة الطريق" المقترحة من قبل المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
والثلاثاء، قالت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ"، إن الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي استقبل جروندبرج في مقر إقامته بالرياض، وأنه استمع إلى إحاطة المبعوث حول نتائج اتصالاته الأخيرة على المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، والأولويات المطلوبة لإحياء مسار العملية السياسية، بما في ذلك النقاشات الجارية بشأن ضمانات وقف المليشيات الحوثية لهجماتها الإرهابية على مختلف الجبهات، والاستماع لصوت العقل، وتغليب مصالح الشعب اليمني على اي مصالح اخرى.
وأضافت الوكالة الرسمية للحكومة الشرعية إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي أكد خلال اللقاء، باسمه وأعضاء المجلس والحكومة، الدعم الكامل لجهود المملكة العربية السعودية، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة، من أجل إحياء مسار السلام في اليمن، والتخفيف من وطأة الأوضاع المعيشية التي فاقمتها الهجمات الإرهابية للمليشيات الحوثية على المنشآت النفطية، وخطوط الملاحة الدولية بدعم من النظام الايراني.
كما أكد رئيس مجلس القيادة الرئاسي التزام المجلس والحكومة، بالتعاطي الإيجابي مع كافة الجهود الرامية لإحلال السلام في اليمن بموجب المرجعيات الوطنية والإقليمية والدولية، وخصوصا القرار 2216 الذي يمثل خارطة طريق مثلى لتحقيق تطلعات جميع اليمنيين.
وجدد العليمي التأكيد على أهمية تركيز الوساطة الأممية على أفعال وليس أقوال المليشيا الحوثية للتحقق من جديتها في التعاطي مع جهود السلام، بما في ذلك وقف تصعيدها الحربي، وهجماتها الإرهابية على المنشآت والأعيان المدنية، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الانسان، وعسكرة الحياة الاجتماعية، والإفراج عن كافة المحتجزين، وإنهاء إجراءاتها الأحادية المدمرة للاقتصاد الوطني، والقيود المفروضة على حركة الأموال والسلع ومرتبات الموظفين في المناطق الخاضعة لها بالقوة.
وفي الرياض أيضا التقى جروندبرج السفير السعودي لدى اليمن في إطار لقاءاته الرامية لدفع العملية السياسية نحو الأمام، رغم تعنت المليشيا الحوثية.
وقال السفير السعودي محمد آل جابر في تدوينة على موقع إكس: "التقيت اليوم مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص إلى اليمن السيد/ هانس غروندبرغ، وجرى خلال اللقاء مناقشة آخر المستجدات وجهوده بشأن خارطة الطريق للتوصل إلى حل سياسي شامل في اليمن، وتم التأكيد على دعم المملكة لجهوده لتحقيق الأمن والسلام والتنمية في اليمن".
إصرار الرئيس العليمي على التمسك بالمرجعيات الثلاث واعتبار قرار مجلس الأمن 2216 بمثابة "خارطة طريق مثلى"، يُظهر عدم اقتناع مجلس القيادة الرئاسي بخارطة الطريق التي يسعى جروندبرج إلى إخراجها إلى النور. وفي ظل التحشيد الحوثي للمقاتلين تحت ستار مناصر غزة والقضية الفلسطينية، يبدو أن مسار خارطة الطريق السعودية العمانية محفوف بعقبات كبرى، حيث أطلقت ما تسمى هيئة التعبئة العامة التابعة للمليشيا الحوثية الثلاثاء، إعلانا للمواطنين القاطنين في مناطق سيطرتها، للالتحاق بالدورات العسكرية المفتوحة التي تستقطب الجماعة من خلالها مقاتلين تحت اسم محاربة إسرائيل وترسلهم إلى الجبهات الداخلية.
وفي الجهة المقابلة، تستمر استعدادات الحكومة الشرعية والقوى المناهضة للمليشيا الحوثية في استعدادها لخيارات تجدد الحرب، خاصة مع توالي الاستفزازات الحوثية على طول خطوط التماس وقصف الأحياء السكنية في المدن والقرى الواقعة بالقرب من خطوط المواجهة.
ولا يبدو أن مجلس القيادة الرئاسي والحكومة هما فقط من يستعد لاحتمالات تجدد الحرب مع المليشيا الحوثية بل أيضا دول التحالف العربي. حيث استقبل وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، الثلاثاء، بالعاصمة عدن قائد قوات التحالف في عدن العميد الركن حسين الحربي.
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية "سبأ" أن اللقاء ناقش مستجدات الأوضاع الميدانية والعسكرية وجوانب تعزيز التعاون ودعم القوات المسلحة في ظل استمرار اعتداءات مليشيا الحوثي الإرهابية في أكثر من جبهة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: مجلس القیادة الرئاسی خارطة الطریق فی الیمن
إقرأ أيضاً:
المجلس الرئاسي لا خير فيه
أبدأ بسؤال يخص المجلس الرئاسي الذي شُكّل حسب التقسيم المناطقي المتعفن للبلاد وهو الذي يُفترض أن يقود البلاد ويخرجها من العبث الذي هي فيه منذ أربع عشرة عاما ويزيد ولكن هل قاد المجلس الرئاسي ليبيا من المرحلة الانتقالية التي أصبحت مراحل انتقالية دون توقف وليست مرحلة واحدة من خلال تجديد المؤسسات الحاكمة منتهية الصلاحية لنفسها كل مرة مع اكتفاء أعضاء المجلس الرئاسي بدور المتفرج على المهازل التي يقوم بها رؤساء وأعضاء الأجسام الحاكمة السارقة للوطن بالتحايل وبالقوة الناعمة فعوضا على تحمل المجلس الرئاسي مسؤوليته التي سيسأل عنها يوما ما وذلك بالوقوف أمام التلاعب الواضح الذي يقوم به هؤلاء اختار الرئاسي أن يتفرج على المشهد التمثيلي السيئ الإخراج!.
لقد أتاح الشعب في مظاهرات الأسبوع الماضي في طرابلس فرصة سانحة بطلبه المجلس الرئاسي بالتدخل لحل الأجسام الحاكمة المنتهية الصلاحية والإعلان عن خطة قصيرة المدى لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية لنقل البلاد نحو الاستقرار السياسي الذي سيتبعه ازدهار اقتصادي واستقرار اجتماعي طال انتظاره ولكن لا حياة للمجلس الرئاسي الميت الذي اكتفى بتصريحٍ لا يعدو أنه كلمات لا تسمن ولا تغني الليبيين من الجوع والتخبط الذي يعيشونه تحت الانقسام وسيطرة الميليشيات والأجسام الموازية التي ليس من مصلحتها استقرار البلاد والخروج من المراحل الانتقالية التي أثقلت كاهل الدولة والشعب على حدٍّ سواء وكأن المجلس الرئاسي راض مستمتعٍ بما هو فيه من مزايا؟!.
لقد أوضحت المظاهرات السلمية التي خرج فيها الشعب ونادى بإسقاط الأجسام السياسية والذهاب لانتخابات كاملة يقوم فيها الشعب باختيار قيادته لتكون نهاية المأساة الانتقالية والأجسام المدنية والعسكرية المصاحبة لها والتي أصبحت جميعها هي المشكلة الحقيقية في البلاد بعد تجذّرها وتغولها بسرقة المال العام وشرائها الذمم من أعلى إلى أسفل كلٌّ حسب مكانه ودوره المشبوه لإعاقة أي محاولة للاستقرار الدائم واستمرار سيطرة هؤلاء الانتهازيين المصلحيين على مفاصل البلاد.
أختم بالقول ما هي الفائدة من المجلس الرئاسي إذا لم يتحرك الآن استنادا لدعمٍ وقاعدةٍ شعبية تدعو إلى تخليص الوطن مما هو فيه؟ ما هي الفائدة من المجلس الرئاسي إذا لم يكفّر عن سيئاته بحل الأجسام السياسية والجماعات المسلحة كلها وقيادة البلاد لانتخابات نزيهة بدعم دولي يتم خلال هذه السنة، فهل يفعلها الرئاسي وينقذنا والوطن ويكتب له التاريخ ذلك؟! أرجو أن تستيقظ قلوب رئيس وأعضاء الرئاسي وإن كنت أشك في ذلك؟؟؟ يقول الشاعر: إنَّا وفي آمَالِ أنفُسِنَا طُولٌ وفي أعْمَارِنَا قِصَرُ.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.