بين انتصارات التحرير وخطوات التعمير، تحتفل مصر والقوات المسلحة بالذكرى الـ 42 لتحرير سيناء بعد أن تم تحريرها من الإحتلال الإسرائيلي عام 1982 واكتمل التحرير بعودة طابا عام 1988.

عيد تحرير سيناء

ويظل يوم تحرير سيناء يجسد ذكرى خاصة في وجدان كل مصري، فملحمة استرداد الأرض تخطت كونها انتصارًا عسكريًا ودبلوماسيًا، بل امتدت لتصبح نموذجًا خالدًا لقهر اليأس والإحباط من أجل استرداد الكرامة عسكريًا وسياسيًا.

*سيناء .. بين انتصارات التحرير وخطوات التعمير*

 وبعد عشرات السنوات واجهت سيناء حربا ضروسا ولكن كانت أشد قوة وهدما وهي الإرهاب التي واجهته القيادة السياسية بكل شراسة لتحمي كل ذرة تراب من أرض الفيروز، فمنذ عام 2013، صارت أرض سيناءمستهدفا رئيسيا للجماعات الإرهابية، بهدف نزعها عن سياقها المصرى، ومحاولة استغلالها كى تكون بؤرة إرهابية تنطلق منها الجماعات المسلحة بعد ذلك فى كافة ربوع مصر.

أعوام من الصمود في شمال سيناء

في أعقاب أحداث عام 2011، وما صاحبها من مظاهر الفوضى المدمرة، التي طالت العديد من دول المنطقة، وتنامي ظاهرة الإرهاب، وانتشار التنظيمات المسلحة، كان للقوات المسلحة بتماسكها وتلاحمه بأبناء الوطن الدرع القوي الذي حافظ على بقاء الدولة المصرية في مرحلة هي الأصعب في تاريخ مصر الحديث، وما لبث أن استتبعها ثورة شعبية في 30 يونيو 2013، استطاع خلالها الشعب المصري، بدعم من القوات المسلحة، فك ارتهان الدولة المصرية بقيمها وتاريخها الحضاري، من جماعات الإرهاب، التي استطاعت "خلال عام واحد" أن تبث سمومها وتشيع الظلام والألم في أوصال الدولة المصرية.

لذلك، كانت القوات المسلحة مُدركة لحجم التحديات والتهديدات المحيطة، ليس فقط بالأمن القومي المصري، بل بوجود مصر وكيانها ، تعرف تعلم أن الهدف هو إسقاط هذا الكيان الهائل، والكتلة البشرية الصلبة، وإخضاعها لنظرية التفتيت والتقسيم التي تجتاح عالمنا العربي، ومحوره الرئيسي وعموده الفقري هي مصر.

وقد واجهت مصر تحديات لم تمُر بها من قبل، خاصة خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وكان لزاما على الدولة المصرية بأن تتخذ العديد من الإجراءات سواء كانت سياسية أو أمنية أو عسكرية أو اقتصادية، من أجل الحفاظ على وحدة الأراضي المصرية وتماسك النسيج الوطني للشعب، لمواجهة تلك التحديات، وبعد نجاح ثورة 30 يونيو، ظهر واضحا مدى التحديات التي تواجه الدولة المصرية، وكان على رأس تلك التحديات، هو تحدي مواجهة الإرهاب في مصر خاصة في سيناء.

أهالي شمال سيناءالقوات المسلحة وتطهير سيناء من الإرهاب

وضعت القيادة السياسية برئاسة الرئيس عبد الفتاح السيسي، والقيادة العامة للقوات المسلحة في تخطيطها لمكافحة الإرهاب، العديد من الاعتبارات، منها تنفيذ المهمة بالتوازي مع إعادة الحياة لطبيعتها، خاصة القرى المتاخمة لمناطق العمليات بوسط وشمال سيناء، وذلك بالتوازي مع منع قيام العناصر الإرهابية من تعطيل المشروعات التنموية فى سيناء.

وقد نجحت القوات المسلحة في إعادة الإستقرار وتوفير الأمن لأهالي سيناء، كذلك عودة الحياة لطبيعتها، وتدمير البنية التحتية للإرهاب من مخابئ وملاجئ ومخازن الأسلحة والذخائر والمتفجرات والعبوات الناسفة والأدوات المستخدمة فى تصنيعها، والقضاء على القيادات الرئيسية للعناصر الإرهابية وإلقاء القبض على العديد من المشتبه بهم، وذلك ​مع إستمرار تواجد القوات لملاحقة فلول العناصر الإرهابية قبل إستعادة نشاطها وقطع أى طرق إمداد لها.

العمليات العسكرية في سيناء لمواجهة العناصر الإرهابيةخلق بؤرة إرهابية جديدة تكون في سيناء

كان من المُخطط أن يتم خلق بؤرة إرهابية جديدة تكون في سيناء، ويتم نقل العناصر الإرهابية لها عن طريق المشرق العربي، لكن نجاح قوات الأمن في تدمير البنية التحتية واللوجستية للعناصر الإرهابية والتكفيرية، ساهم في إحباط ذلك المخطط، وفي ذات الوقت، قامت الدولة المصرية ومؤسساتها ومنها القوات المسلحة، بعملية تنمية شاملة في جميع سيناء، لتصل للعالم رسالة، أن سيناء جزء من مصر وأساس الأمن القومي المصري.

العناصر الإرهابية في شمال سيناءالحفاظ على المعايير الخاصة بحقوق الإنسان

التزمت القوات المسلحة والشرطة المدنية بالحفاظ على القواعد والضوابط والمعايير الخاصة بحقوق الإنسان وتوفير الحماية الكاملة للمدنيين من أبناء شعب مصر العظيم في جميع المناطق التي شهدت عمليات مداهمات أمنية والالتزام الدقيق بقواعد الاشتباك المعمول بها دوليًا.

كما التزمت القوات بقواعد الاشتباك التي تم وضعها بدقة، مع اتخاذ جميع الإجراءات القانونية ضد العناصر الإرهابية والمطلوبين جنائيا وإحالتهم إلى المحاكمة وفقا للمعايير والضمانات التي كفلها الدستور، كذلك الإفراج عن العناصر المشتبه بهم بعد استكمال مراجعة موقفهم الأمني.

القوات المسلحةعودة الحياة لطبيعتها إلى شمال ووسط سيناء

بعد نجاح كبير للعملية العسكرية الشاملة سيناء 2018 عادت الحياة إلي طبيعتها مرة أخرى إلى مدن وقرى شمال ووسط سيناء حين انتظمت الدراسة فى المدارس والجامعات كما أن الشوارع والميادين والأسواق فى العريش والشيخ زويد ورفح عادت تنبض بالحياة، كما انتظمت الدراسة بالمدارس والجامعات ودارت عجلة الإنتاج بالمصانع.

كما يظهر التواجد الأمني المكثف الذي انعكس بشكل إيجابي على حالة الهدوء والاستقرار، وكذلك تنفيذ خطط التنمية والتطوير، فيما تستقبل القرية الأوليمبية بمدينة العريش، بآلاف الرياضيين الموهوبين من شباب المدارس والجامعات 700 مليار جنيه.

الأمم المتحدة تشيد بجهود مصر في مكافحة الإرهاب

أشادت الأمم المتحدة عبر تقريرها رقم 14 والتي تقدمت به إلى مجلس الأمن الدولي خلال النصف الثاني من عام 2021؛ بجهود مصر في مجابهة ومكافحة الإرهاب وقد تضمن تقرير الأمم المتحدة جهود الدولة المصرية والقوات المسلحة في مجابهة الارهاب؛ والذي أشاد بجهود مصر في مجابهة ومكافحة الإرهاب؛ بالتوازي مع تحقيق التنمية في سيناء.

ونوهت الأمم المتحدة أن الاستثمار ات العامة في مجالات البنى التحتية والنقل والإسكان في سيناء زادت من جهة أخرى.

الأمم المتحدة

لاتزال أرض الفيروز صامدة ضد كل ما يُحاك لها من تآمر وتخطيط وافتعال للمشاكل والأزمات، وما تتعرض له من مؤامرات لمحاولة زرع التنظيمات المتطرفة التي أرادت السيطرة على سيناء لفصلها عن الوطن الأم ستبقى سيناء دائما بوابة أمن مصر .. وستظل قواتنا المسلحة المصرية درع الأمان للبلد.. هذا ما تؤكده دائما أحداث التاريخ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تحرير سيناء عيد تحرير سيناء شمال سيناء القوات المسلحة سيناء العناصر الإرهابیة الدولة المصریة القوات المسلحة الأمم المتحدة المسلحة فی العدید من فی سیناء

إقرأ أيضاً:

جيش الكونغو يستعيد 3 قرى

كينشاسا (وكالات)

أخبار ذات صلة حاكم رأس الخيمة يستقبل سفيرة الكونغو الديموقراطية الكونغو الديموقراطية تعلن إحباط "محاولة انقلاب" في العاصمة كينشاسا

أعلنت القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية استعادة السيطرة على 3 قرى في إقليمي لوبيرو وروتشورو بمقاطعة «كيفو الشمالية»، بشرق البلاد، بعد معارك ضارية مع متمردي «حركة 23 مارس» وسط أجواء من التوتر تخيم على المقاطعة. 
ونقلت مصادر إعلامية، أمس، عن مصادر عسكرية أن «المعارك العنيفة التي اندلعت منذ يوم الجمعة الماضي، واستمرت حتى وقت متأخر من مساء أمس في عدة مواقع بإقليمي روتشورو ولوبيرو، انتهت باستعادة القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية ثلاثَ قرى في الإقليمين كانت قد احتلتها حركة «23 مارس» المتمردة. 
وأشارت المصادر إلى أن القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية «تمكنت من طرد المتمردين واستعادة السيطرة على هذه القرى بدعم من عناصر الدفاع الذاتي الموالية للحكومة». 
وأضافت المصادر أن متمردي الحركة ما زالوا يسيطرون على قريتي لوسوجا وبوليندي، الواقعتين بين القرى الثلاث التي استعادتها القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية.

مقالات مشابهة

  • ناظر عموم الكواهلة يكشف تفاصيل بشأن لقاء البرهان
  • مرصد الأزهر ينشر تحليل إحصائية جرائم التنظيمات الإرهابية في وسط إفريقيا
  • القوات الروسية تدمر مقاتلتين من طراز "سو-27" و"سو-25"
  • "مصر أكتوبر": الدولة نجحت في خلق رأي عام عالمي رافض للعدوان على غزه
  • العراق: الإرهاب لم يعد خطراً على وجود الدولة
  • البرهان يؤكد عزم القوات المسلحة القضاء على المليشيا الإرهابية وأعوانها
  • جيش الكونغو يستعيد 3 قرى
  • داليا عبدالرحيم: مصر صاحبة أهم تجربة في مواجهة الإرهاب.. خبير: الوصول إلى الذئاب المنفردة يكاد يكون مستحيلاً.. والخلايا النائمة سلاح رخيص الثمن يُستخدم لإنهاك المجتمعات
  • داليا عبدالرحيم تكشف أبرز أساليب وتكتيكات جماعات الإرهاب
  • داليا عبد الرحيم تكشف عن تاريخ استخدام جماعات الإرهاب لتكتيكات الذئاب المنفردة