عربي21:
2025-12-15@04:05:25 GMT

الهجوم الإسرائيلي على رفح محكومٌ بالفشل

تاريخ النشر: 26th, April 2024 GMT

منذ أكثر من ثلاثة أشهر والعدو الإسرائيلي يتوعد باجتياح رفح، في الوقت الذي يُقدِّم فيه رِجلا ويؤخّر أخرى؛ ليس لعدم رغبته بالاجتياح، وإنما لتردّده الكبير، وارتباك حساباته، وخشيته الحقيقية من الفشل، بالإضافة إلى ضغوط الولايات المتحدة وباقي حلفائه التي تُنذره من عواقب كبيرةٍ ومن حصاد مُرٍّ.

لماذا الإصرار على الهجوم؟

أَمَا وقد دخلت الحرب على غزة "وقتها الضائع"، بعد أن استنفدت مبرراتها وجدواها، وفشلت في تحقيق أهدافها، في سحق حماس وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وتوفير الأمن للكيان، فإنه يجري تقديم فكرة اجتياح رفح كوصفة لتحقيق الأهداف والخروج من المأزق، ومحاولة كسب المزيد من الوقت لإقناع المجتمع الصهيوني بجدوى استمرار الحرب.

وهذا يعطي أيضا فرصة لنتنياهو للقفز إلى الأمام، وإطالة عُمر رئاسته للوزراء؛ والتهرّب من الاستحقاقات التي تنتظره في سقوطه وحزبه في الانتخابات القادمة، وفي احتمال سجنه وإنهاء حياته السياسية.

دخلت الحرب على غزة "وقتها الضائع"، بعد أن استنفدت مبرراتها وجدواها، وفشلت في تحقيق أهدافها، في سحق حماس وتحرير المحتجزين الإسرائيليين، وتوفير الأمن للكيان، فإنه يجري تقديم فكرة اجتياح رفح كوصفة لتحقيق الأهداف والخروج من المأزق، ومحاولة كسب المزيد من الوقت لإقناع المجتمع الصهيوني بجدوى استمرار الحرب. وهذا يعطي أيضا فرصة لنتنياهو للقفز إلى الأمام، وإطالة عُمر رئاسته للوزراء؛ والتهرّب من الاستحقاقات التي تنتظره
وبالنسبة لنتنياهو وتحالفه ولقطاع عريض من المجتمع الصهيوني، فإن التوقف عن الحرب قبل محاولة اجتياح رفح، وقبل تحقيق الحد الأدنى من الأهداف (على الأقل تحرير المحتجزين وتوفير الأمن لغلاف غزة) سيعني كارثة إسرائيلية كبيرة. إذ يعني أن حماس خرجت مُنتصرة، وأن المشروع الصهيوني فَقَدَ ملاذه الآمن في فلسطين المحتلة، وفَقَدَ قدرته على الردع، كما فَقَدَ صورته المهيمنة الطاغية في المنطقة؛ وهذا سيعني أيضا مزيدا من الالتفاف الشعبي الفلسطيني والعربي والإسلامي والعالمي حول المقاومة وحول قضية فلسطين. ولذلك، فإن الهجوم على رفح ما زال الخيار الأقرب للاحتلال الإسرائيلي.

ثمانية أسباب تدفع للفشل:

في المقابل، يدرك الاحتلال الإسرائيلي أن احتمالات الفشل عالية جدا. فمن ناحية أولى، أثبتت حملات الاجتياح والتدمير الوحشية في شمال قطاع غزة ووسطها عدم جدواها. ولم تخسر المقاومة بعد أكثر من 200 يوم من الحرب إلاّ جزءا محدودا من إمكاناتها، وما زالت قوية وفعالة وقادرة على إلحاق خسائر يومية كبيرة بقوات الاحتلال، وسرعان ما تقوم المقاومة وأجهزتها بملء الفراغ واستعادة السيطرة فوق الأرض، فور أي انسحاب إسرائيلي، وما زالت المقاومة تدير حياة الناس، ولا يرضون عنها بديلا.

ومن ناحية ثانية، فإن شبكة الأنفاق ما تزال تحتفظ بفعاليتها في أرجاء القطاع، بما في ذلك منطقة رفح، وقوات الاحتلال عندما تهاجم رفح فهي لن تجد جيشا نظاميا يقاتلها بأساليب تقليدية، وإنما ستواجه مقاومة عنيفة بديناميات حركية عالية، غير قابلة للحصار والاستئصال، وستتمكن المقاومة من استخدام الأنفاق بفعالية والانتقال إلى مناطق الوسط والشمال، وستكون قادرة على نقل الأسرى الصهاينة من مكان لآخر، كما فعلت من قبل. وبالتالي، تصبح الآمال في القضاء على حماس والمقاومة نوعا من العبث وإضاعة الوقت، ومجرد تأخير لإعلان الفشل.

من ناحية ثالثة، يعاني الجيش الإسرائيلي من حالة من الإنهاك والاستنزاف، بعد أكثر من 200 يوم من الحرب، ويعاني من خسائر مادية وبشرية غير مسبوقة، مما اضطر الحكومة لإعادة النظر في قانون التجنيد الإجباري ليستوعب المزيد من المجنَّدين؛ كما يعاني من مشاعر الإحباط وهبوط المعنويات وتراجع "إرادة القتال"، مع تزايد الإدراك بأن الحملة القادمة على رفح لن تكون أفضل من سابقاتها؛ وأن أي "إنجاز" متوقع لا يتجاوز قتل مزيد من الأطفال والنساء وتدمير المزيد من المدارس والمستشفيات، وأنهم لن يخرجوا بغير الخزي والعار.

من جهة رابعة، يواجه العدوان الإسرائيلي معضلة تكدس نحو مليون و400 ألف فلسطيني في منطقة رفح، والصعوبة البالغة في القيام بأي مهمة عسكرية فعالة في مثل هذه الحالة من الاكتظاظ البشري؛ وهو ما قد يؤدي إلى أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى المدنيين، مع تزايد حالة الغضب والسخط العالمي على الكيان، وزيادة عزلته.

وفي ضوء ذلك نلاحظ، من ناحية خامسة، اعتراضات حلفاء الكيان الغربيين على اجتياح رفح، بمن فيهم الولايات المتحدة، حيث يرون أن ضرر هذه العملية أكبر من نفعها، وأنها ليست ذات جدوى حقيقية، مع ضعف فرصها في النجاح. وحتى الولايات المتحدة حاولت أن تدعم الهجوم على رفح ضمن معايير معينة، ومع ذلك فإن نتنياهو وحكومته يرون أن الضوابط الأمريكية ستُضعف من إمكانية نجاح هجومهم؛ ولذلك فهم يطالبون بغطاء أمريكي كامل.

من ناحية سادسة، فإن الموقف المصري ما زال ضدّ اجتياح رفح، ويرفض أن يفتح الأبواب لتهجير أبناء غزة إلى سيناء. وما زال الطرف الإسرائيلي يحاول الوصول إلى صيغة توافق عليها الحكومة المصرية أو تسكت عنها، وهو ما لم يُنجز حتى الآن، وفق المعطيات المتوفرة.

الهجوم الإسرائيلي على رفح وإن بدا مسارا إسرائيليا إجباريا، فإنه محكومٌ بالفشل، وسوء الخاتمة
من ناحية سابعة، فبالرغم من وحشية العدوان الصهيوني إلا أنه لم يعد قادرا على ممارسة درجة الوحشية ذاتها التي مارسها في بدايات الحرب، بعد أن سُلِّطت الأضواء على جرائمه، وبعد حالة الاستعداء والعزل التي جلبها لنفسه، وبعد دخوله في محكمة العدل الدولية؛ بالإضافة إلى أنه قد ثبت له أن المذابح الوحشية كان أثرها عكسيا، فزادت من التفاف الحاضنة الشعبية حول المقاومة.

وبالرغم من حاجة الاحتلال الإسرائيلي إلى عامل "الوقت" لتنفيذ هجومه، واستكمال تغطية كل قطاع غزة في عدوانه، إلا أن عامل الوقت، من ناحية ثامنة، لا يلعب بالضرورة لصالحه. فالبيئة الداخلية الإسرائيلية ضاقت من طول الحرب، ومن الخسائر الاقتصادية الكبيرة، ومن تعطل السياحة، وفقدان الأمن؛ وأمست بشكل متزايد لا ترى أفقا إيجابيا لاستمرار الحرب؛ كما أن الكيان الإسرائيلي تتراجع فرصه في استئناف التطبيع مع البيئة العربية؛ بينما تزداد صورته سوءا وبربرية في البيئة الدولية؛ وبالتالي، تزداد العوامل الضاغطة لإنهاء الحرب داخليا وخارجيا. وهذا يجعل اجتياح رفح عملية مسكونة بالمخاوف من الغرق أكثر في المستنقع، وحصاد مزيد من الخسائر والنتائج السلبية، ودفع أثمان أكبر بحصيلةٍ أقل.

وفي الخلاصة، فإن الهجوم الإسرائيلي على رفح وإن بدا مسارا إسرائيليا إجباريا، فإنه محكومٌ بالفشل، وسوء الخاتمة.

twitter.com/mohsenmsaleh1

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الإسرائيلي رفح غزة المقاومة نتنياهو إسرائيل غزة نتنياهو المقاومة رفح مقالات مقالات مقالات سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة اجتیاح رفح المزید من من ناحیة على رفح

إقرأ أيضاً:

عاجل- الرئيس الإسرائيلي يدين الهجوم على تجمع يهودي في سيدني وارتفاع حصيلة الضحايا

أدان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الهجوم الذي استهدف تجمعًا يهوديًا قرب شاطئ بوندي الشهير في مدينة سيدني الأسترالية، والذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، معتبرًا الحادث عملًا إرهابيًا يستوجب إدانة شديدة على المستويين الدولي والإنساني.

تفاصيل الهجوم

أفادت وسائل الإعلام الأسترالية بأن الهجوم أدى إلى مقتل 5 أشخاص وإصابة 12 آخرين جراء إطلاق نار وقع في منطقة الشاطئ، فيما سقط أحد منفذي الهجوم خلال الواقعة، وفق ما أوردت السلطات المحلية.

فور الحادث، أعلنت السلطات الأسترالية عن عملية أمنية واسعة النطاق في مدينة سيدني، مع تعزيز إجراءات الأمن في محيط المنطقة المتضررة، واعتقال شخصين على صلة بالهجوم، في حين تواصل الشرطة التحقيقات لضبط أي تهديدات إضافية.

تحذيرات الشرطة

أصدرت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز بيانًا قالت فيه إن قواتها تتعامل مع عملية أمنية جارية في محيط الشاطئ، وناشدت الجمهور تجنب المنطقة لضمان سلامتهم ولإتاحة المجال أمام الفرق المختصة للتعامل مع الحادث، الذي وصفته الشرطة بأنه "لا يزال مستمرًا".

كما دعت الشرطة السكان إلى متابعة المعلومات عبر القنوات الرسمية فقط لتجنب انتشار الشائعات أو الأخبار غير المؤكدة.

ردود الفعل الحكومية

أكد متحدث باسم رئيس الوزراء الأسترالي علم الحكومة "بالوضع الأمني المتدهور" في منطقة بوندي، وحث السكان المتواجدين بالقرب من الموقع على توخي أقصى درجات الحذر، مشددًا على أن الحكومة تتابع الوضع عن كثب مع السلطات الأمنية لضمان سلامة الجميع.

إدانة دولية

على الصعيد الدولي، أعرب الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ عن إدانته الشديدة للهجوم، مؤكدًا تضامن إسرائيل الكامل مع الجالية اليهودية في أستراليا، وداعيًا المجتمع الدولي إلى التكاتف لمواجهة العنف والإرهاب بكل أشكاله.

كما توافدت بيانات تضامن من عدد من الدول والمنظمات الدولية، مؤكدة على ضرورة تعزيز الإجراءات الأمنية وحماية التجمعات الدينية والثقافية من أي تهديدات مستقبلية.

مقالات مشابهة

  • تفاصيل جديدة عن شبكة مخدرات البصرة: أحدهم محكوم بالإعدام في بلده الأصلي
  • وزير الخارجية الإسرائيلي: هجوم سيدني نتيجة تصاعد العنف المعادي للسامية
  • الرئيس الإسرائيلي يُدين الهجوم على تجمع يهودي في سيدني
  • وزير الهجرة الإسرائيلي: الهجوم في سيدني استهدف فعالية لتكريم الجنود المهاجرين
  • عاجل- الرئيس الإسرائيلي يدين الهجوم على تجمع يهودي في سيدني وارتفاع حصيلة الضحايا
  • الجمعية اللبنانية للأسرى: 23 أسيراً يقبعون في سجون العدو الإسرائيلي 9 منهم بعد وقف النار
  • الجيش الإسرائيلي يستهدف قياديا بارزا في جناح حماس العسكري
  • الجبهة الديمقراطية: ربط العدو الإسرائيلي الانتقال للمرحلة الثانية باستعادة جثة آخر أسير صهيوني هو محاولة مكشوفة لتعطيلها
  • نفوق نحو 400 ألف سمكة جراء اجتياح الفيضانات لأحواض تربية الاسماك في اربيل
  • منظمة حقوقية: العدو الإسرائيلي يستغل الحرب لسن قوانين تسكت الفلسطينيين