ما بعد مصادقة المحكمة الاتحادية… معركة الرئاسة بين السوداني والمالكي
تاريخ النشر: 15th, December 2025 GMT
15 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: فتح تداول الأسماء المرشحة لرئاسة الحكومة العراقية باب التأويل السياسي مجدداً، وسط تقديرات تقلل من جدية القوائم المتداولة، وتؤكد أن المنافسة الفعلية تنحصر بين اسمين فقط، هما رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، ورئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، فيما تُطرح بقية الأسماء بوصفها أوراق ضغط أو بدائل احتياطية في حال تعثر التوافق على أحد الخيارين الأساسيين.
وفي هذا السياق، برزت مؤشرات داخل الإطار التنسيقي تميل بوضوح نحو التجديد للسوداني لولاية ثانية، وفق القيادي في ائتلاف الإعمار والتنمية محمد عثمان الخالدي، الذي قال أن غالبية قيادات الإطار التنسيقي تميل إلى التجديد لمحمد شياع السوداني في ولاية ثانية، مضيفاً أنه حتى شخصيات بارزة خارج الإطار، مثل مسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي ومثنى السامرائي وخميس الخنجر وبافال طالباني، لا تعترض على هذا الخيار.
وفي حين أن المشهد السياسي يشهد منافسة شرسة، مع رسائل أمريكية واضحة تطالب بحسم ملف السلاح المنفلت، إلا أن المؤشرات تشير، بحسب الخالدي، إلى أن التجديد للسوداني يمثل الخيار الأنسب للعراق، كونه يضمن استمرار التوازن الذي أحرزه خلال السنوات الثلاث الماضية، والذي أبعد البلاد عن أتون الحروب الإقليمية المجاورة.
وقال الخالدي في حوار، إنه يتفق مع وصف اللحظة الحالية بأنها من أكثر اللحظات حساسية في تاريخ العراق الحديث، مؤكداً أن السوداني هو الأقدر على تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وحسم ملف السلاح وحصر القرار بيد الدولة، وهو ما بدأه فعلياً في السنوات الثلاث الماضية، ويسعى لإكماله في ولاية ثانية.
ومع مصادقة المحكمة الاتحادية العليا يوم الأحد على نتائج الانتخابات البرلمانية التي جرت في 11 نوفمبر الماضي، تحولت الأنظار بالكامل نحو معركة رئاسة الحكومة، باعتبارها الاستحقاق الأكثر حساسية، بالتوازي مع حسم الرئاسات الأخرى، في لحظة توصف بأنها من أخطر المنعطفات السياسية منذ عام 2003. عناوين مقترحة للتقرير:
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
هند الخالدي.. حكاياتها ملهمة للأجيال
خولة علي (أبوظبي)
بين صفحات ملونة وأصوات تسرد الحكاية، ينهض جيل جديد يتعلم كيف يرى العالم بعين الخيال، ويكتشف ذاته عبر الكلمة. فالقصة ليست تسليةً عابرة، بل نبض يرافق الطفولة، يرسم في داخلها ملامح الغد، ويعلمها أن للحروف قلباً، وللأحلام جناحين.
من هنا كرّست الكاتبة والناشرة الإماراتية هند الخالدي قلمها لتغرس في الأطفال حب القراءة، وتعيد للحكاية مكانتها الأولى في تشكيل الوعي وتنمية الخيال. آمنت بأن الكلمة قادرة على فتح نوافذ صغيرة في قلوب الصغار، يطلون منها على عالم من الدهشة والمعرفة، وأن كل قصة يمكن أن تكون بذرة لحلم يكبر معهم. بهذا الإيمان، صنعت هند الخالدي مشروعها الأدبي والتربوي، لتقدم عبر دار هند للنشر قصصاً تنبض بالحياة، وتحمل بين سطورها دفء الأمومة وعمق الرسالة الثقافية التي تجعل من الطفل قارئاً فاعلاً لا متلقياً فقط.
نقطة التحول
تعود بدايات هند الخالدي إلى تجربة شخصية مؤثرة مع ابنتها سارة، التي كانت في طفولتها تمتلك صديقة غير مرئية، ما ألهم والدتها لكتابة أولى قصصها بعنوان «صديقة غير مرئية». وتوضح الخالدي أن تلك اللحظة كانت نقطة التحول في مسيرتها، إذ اكتشفت كم هو عمق خيال الطفل، وكم يحتاج إلى من يشاركه عالمه الجميل. وتضيف: بدأت رحلتي لأمنح الأطفال مساحة آمنة للتعبير عن خيالهم، ليجدوا في القراءة مرآة لأحلامهم الصغيرة.
واجهت الخالدي في بداياتها تحديات في تحقيق التوازن بين الخيال والرسالة التربوية داخل القصة، إضافة إلى صعوبة إيجاد رسامين يفهمون روح النص ويجسدون الشخصيات بما يعكس البيئة الخليجية. وتقول: تعلمت أن نجاح القصة يكمُن في الفكرة البسيطة والعميقة، واللغة القريبة من الطفل، والشخصيات التي تشبهه وتشجعه على التفكير الإيجابي. وتؤكد أن الرسوم ليست مجرد مكمل للنص، بل شريك أساسي في تحفيز الخيال وإيصال الفكرة.
ورش تفاعلية
لم تقتصر تجربة الخالدي على الكتابة، بل امتدّت إلى تقديم ورش قرائية للأطفال تعتمد على التفاعل والمرح. ومن أبرزها ورشة «كلمني بالعربي» التي تهدف إلى تشجيع الأطفال على التحدث بالعربية الفصحى بأسلوب ممتع. تقول: أردت أن أظهر جمال لغتنا العربية وهويتها الثقافية بعيداً عن الجمود والتلقين، فحولت القراءة إلى تجربة مليئة بالضحك والاكتشاف.
وتؤكد الكاتبة أن القراءة قادرة على إحداث تحوّل حقيقي في شخصية الطفل، إذ لاحظت بعد ورشها تغير تفاعل الصغار مع الكتب، وزيادة جرأتهم في التعبير عن أفكارهم. وتضيف: الطفل الذي كان خجولاً في البداية يصبح أكثر ثقة حين يشارك القصة أو يستخدم الدمى في التمثيل، لأن القراءة تمنحه صوتاً وفضاءً للخيال، مشيدة بدور الأسرة والمدرسة في ترسيخ عادة القراءة اليومية وجعلها جزءاً من الروتين العائلي.
قدمت الخالدي حتى اليوم 11 إصداراً تنوعت بين القصص التربوية والخيالية والإنسانية، منها «عالمي في كتاب»، والتي نالت عنها جائزة منحة المكتبات في الشارقة. وتطمح في المرحلة المقبلة إلى توسيع نطاق دار هند للنشر لتصل إصداراتها إلى الأطفال في مختلف الدول العربية، مع الحفاظ على الهوية الإماراتية في المضمون.