في خطاباته الأخيرة، شن زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي هجوماً حاداً على السعودية والإمارات، بشكل لافت وغير مسبوق منذ أشهر طويلة امتنعت فيها الجماعة عن ذلك.

وهاجم زعيم الجماعة السعودية والإمارات –دولتي التحالف العربي لدعم الشرعية– مؤخراً في خطاباته الأسبوعية، واتهمها بالوقوف إلى جانب إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة وتقديم الدعم لها ومساندتها إعلامياً وسياسياً، بحسب زعمه.

وشن الحوثي أعنف هجوم على الإمارات والسعودية في خطابه السبت، بتدشين المراكز الصيفية التي تقيمها الجماعة للأطفال بمناطق سيطرتها، بمزاعم قيامهما بتعديل المناهج الدراسية وحذف آيات قرآنية وأحاديث نبوية منها لإرضاء إسرائيل والغرب.

وبدا واضحاً تركيز زعيم الجماعة على توجيه الهجوم نحو السعودية، في موقف لافت يأتي بعد أن خففت الجماعة الحوثية من هجومها الحاد ضد الرياض التي تقود التحالف العربي لدعم الشرعية لأشهر طويلة ضمن أجواء التهدئة التي أحدثها اتفاق التهدئة الأممية في أبريل من عام 2022م والذي أنهى الاشتباك العسكري المباشر بين الطرفين.

كما أن هذا الهجوم يأتي على عكس اللهجة التي أبداها الحوثي في خطابه بالذكرى التاسعة للحرب أواخر مارس الماضي، والتي خاطب فيها الرياض بشكل ودي كان أقرب إلى الاستجداء، مطالباً إياها بالعودة إلى مسار السلام والتوقيع على خارطة الطريق التي تم التوصل لها بعد مفاوضات طويلة امتدت لعامين بوساطة عُمانية.

إلا أن التوقيع على الخارطة تعثر عقب تدشين الجماعة لهجماتها ضد الملاحة الدولية في نوفمبر من العام الماضي ليتوقف معها مسار السلام، مع تقارير ومعلومات تؤكد وضع أمريكا وبريطانيا شروطاً تربط بين العودة لمسار السلام ووقف هذه الهجمات، وهو ما يُفسر مطالبة زعيم الجماعة للرياض في خطابه بالذكرى التاسعة للحرب بعدم التجاوب مع الضغوط الأمريكية في ملف السلام.

مناشدة الرياض لتفعيل مسار السلام ثم مهاجمتها من قبل الجماعة الحوثية، هو ذات الأمر الذي مارسته الجماعة منتصف العام الماضي قبل تدشين هجماتها ضد الملاحة الدولية بمزاعم مناصرة الشعب الفلسطيني بقطاع غزة بوجه العدوان الإسرائيلي، وهو ما يعني عودة الجماعة إلى ذات المأزق الذي عانت منه حينها.

مأزق يتلخص في عجز الجماعة عن تحمل حالة "اللاحرب واللاسلم" في الملف اليمني التي انتجها اتفاق التهدئة الأممية، حيث تمثل حالة الحرب بيئة مناسبة للجماعة في التخلص من أي التزامات تجاه السكان بمناطق سيطرتها من خدمات ورواتب، بالإضافة إلى أن حالة الحرب تشكل ضماناً للجماعة باحتواء الصراعات الداخلية لقياداتها وعدم خروجها عن السيطرة.

ما يعني أن توقف حالة الحرب يعني عودة المطالبة بهذه الالتزامات وصعوبة تحكم الجماعة بصراعاتها الداخلية، على عكس الحال بالنسبة للرياض التي لا ترى ضراراً من استمرار حالة اللاحرب واللاسلم" في الملف اليمني، بل أنها تتناسب مع سياستها المعهودة في التعامل مع الملفات والأزمات بنفس طويل.

كما أنها –أي الرياض– تدرك أن رضوخ جماعة الحوثي لوقف الحرب ولو مؤقتاً عبر اتفاق الهدنة لم يكن إلا نتيجة للعجز العسكري الذي مُنيت به في الجبهات بعد 7 سنوات، وصعوبة استمرارها بالحرب، كما أن اتفاق التهدئة الذي توصلت إليه مع إيران الداعم الرئيسي للجماعة برعاية صينية منتصف العام الماضي، يُصعب من قدرة جماعة الحوثي على أن تستأنف الحرب ضدها بغياب الدعم الإيراني.

معطيات ووقائع ترسم المأزق الذي تعاني منه جماعة الحوثي من استمرار حالة "اللاحرب واللاسلم"، خاصة بعد أن فشل رهانها على هجماتها ضد الملاحة الدولية التي بدأتها قبل 5 أشهر إرضاءً لرغبات إيران، في ابتزاز الرياض ومن خلفها الإقليم والمجتمع الدولي وإخضاعهم جميعاً لرغباتها وأحلامها بتسليم اليمن لها مقابل وقف الهجمات.

وهو ما يُفسر قيام جماعة الحوثي خلال الساعات الماضية بتسريب تقارير تزعم أنها تنوي مهاجمة القوات العسكرية الغربية في إريتريا، وأنها تنوي تصعيد هجماتها ضد الملاحة الدولية، بالإضافة إلى التصعيد داخلياً في الجبهات العسكرية.

كما زعمت هذه التقارير عقد اجتماع بين قياداتها ومستشارين في الحرس الثوري الإيراني في صنعاء للترتيب والكشف عن صواريخ نوعية جديدة ذات مدى وسرعة أكبر وقدرة انفجارية، بالإضافة إلى نقل عدد من الصواريخ الباليستية إلى الجوف وصعدة، في تهديد مبطن للسعودية، يهدف بشكل واضح إلى ابتزازها وإجبارها على التسريع بملف السلام هرباً من المأزق الذي تعاني منه الجماعة.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: ضد الملاحة الدولیة جماعة الحوثی

إقرأ أيضاً:

ميدفيديف يرد على"مهلة ترامب": لسنا إيران

قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف، إن على الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن يتذكر أن روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة "الإنذارات" تمثل خطوة نحو الحرب.

 

وتابع مدفيديف تعليقا على تصريح ترامب بشأن تقصير مهلة التوصل إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن هذه "خطوة نحو الحرب".

وكتب مدفيديف على منصة "إكس": "ترامب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: 50 يوما أو 10 أيام... عليه أن يتذكر أمرين: أولا روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران. ثانيا كل إنذار جديد يمثل تهديدا وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده".

وفي وقت سابق من هذا الشهر، هدد ترامب بفرض رسوم جمركية "صارمة" على الشركاء التجاريين لروسيا إذا لم توافق موسكو على وقف إطلاق النار في غضون 50 يوما، مانحا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مهلة حتى 2 سبتمبر المقبل.

لكن خلال اجتماع مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاثنين، قال ترامب إنه سيخفض المهلة التي منحها لبوتين من 50 يوما "إلى عدد أقل"، قائلا إن هذا قد يكون "10 أو 12 يوما".

 

وبرر ترامب هذه الخطوة بالقول إنه شعر بخيبة أمل من بوتين، الذي لم يظهر أي استعداد للتسوية.

وقد أكد الكرملين مرارا أنه لن يرضخ للضغوط لإبرام صفقة.

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، إن عملية تطبيع العلاقات المستمرة بين روسيا والولايات المتحدة قد تباطأت.

وأضاف أن موسكو لا تزال مهتمة بالحفاظ على العلاقات وتأمل أن تكتسب العملية زخما كبيرا.

مقالات مشابهة

  • ميدفيديف يرد على"مهلة ترامب": لسنا إيران
  • مدفيديف يحذر ترامب: روسيا ليست إسرائيل أو إيران والإنذارات خطوة نحو الحرب
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • بعد تأجيل محاكمة الإخواني يحيى موسى و16 آخرين.. هذه عقوبة الانضمام لجماعة إرهابية
  • تصعيد حوثي جديد ضد إسرائيل: الجماعة تعلن استهداف كل السفن المتعاملة مع تل أبيب
  • "باستهداف كل السفن".. جماعة الحوثي تعلن التصعيد ضد إسرائيل
  • طارق العشري: الأهلي نادي النفس الطويل في مصر.. وبيراميدز سيقلق القطبين
  • الحوثيون يعلنون عن خطوات تصعيدية جديدة ردا على الحرب في غزة
  • السيد عبدالملك الحوثي.. الثائر الذي قلب المعادلة وكسر هيبة الطغاة
  • جماعة هاكرز التي نفت هجوم سيبراني على سيرفرات الاتصالات بصنعاء تكشف عن المواقع التي استهدفتها