تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

وجهت الدكتورة نيفين الكيلانى، وزيرة الثقافة، خلال الأسبوع الماضي، بتقديم خصومات على اصدارات جميع قطاعات الوزارة، وذلك احتفالا باليوم العالمى للكتاب، وحقوق المؤلف،  لمدة أسبوع بجميع المنافذ بالقاهرة والمحافظات.

وعلى اثرها قدمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، خصمًا خاصًا على أحدث إصداراتها وعدد من السلاسل والمجموعات الكاملة، بجميع منافذها بالقاهرة والمحافظات، لمدة أسبوع.

 كما تقدم الهيئة إصدارات تبدأ أسعارها من جنيه واحد وصولا إلى 20 جنيهًا ضمن مبادرة «الثقافة والفن للجميع»، التي تضم مئات الإصدارات المختلفة في كافة فروع المعرفة.

واتساقًا مع رؤية الجمهورية الجديدة في تعزيز الهوية ودعم الإبداع والفكر، وتقديم نسب خصومات خاصة على مجموعة الإصدارات لتشجيع الجمهور على القراءة والاستفادة من العروض الثقافية المميزة، لذلك تستعرض "البوابة نيوز" لقرائها أبرز اصدارات الهيئة ومنافذ بيعها فى السطور التالية:

«إريكا والعفاريت»

صدرت رواية  «إريكا والعفاريت»ضمن  إصدارات سلسلة الألف كتاب الثاني، رواية «إريكا والعفاريت» قصة عن النرويج: للصغار والكبار، من تأليف الكاتبة هارييت مارتيتو، وترجمة الدكتورة سمر طلبة.

وتشهد رواية «إريكا والعفاريت»، بالامتياز لمفكرة رائدة من رائدات العمل الصحفي في القرن التاسع عشر، وهي رواية تكفل المتعة الخالصة للقراء من محبي الأساطير الشعبية والمغامرات التي تدور في أحضان الطبيعة البكر، لا سيما هؤلاء الذين يحلو لهم أن يختلسوا ساعة يهربون فيها إلى الماضي؛ ليعيشوا - بين دفتي كتاب - حياة البساطة الأقرب إلى البدائية في بلاد بعيدة كل البعد عن بلادهم، لكنها في الوقت نفسه تشبه بلادهم بطريقة أو بأخرى، ذلك أن الإنسان هو الإنسان في كل زمان ومكان.

كتاب «الأغاني والموسيقى والأفراح في المجتمع المصري»

صدر كتاب «الأغاني والموسيقى والأفراح في المجتمع المصري» ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين، كتاب «الأغاني والموسيقى والأفراح في المجتمع المصري عصر سلاطين المماليك» للدكتورة أسماء عبد الناصر محمد.

يتناول الكتاب موضوع الأغاني والموسيقى والأفراح في المجتمع المصري عصر سلاطين المماليك، ويحتوي على خمسة فصول مسبوقة بمقدمة وتمهيد ومذيلة بالخاتمة، وبعض الملاحق، ويتناول التمهيد: تعريف الموسيقى والغناء، والموسيقى والغناء في العصر الأيوبي على مدى فترات حكم السلاطين الأيوبيين وعلاقاتهم بالمغنين.

 

كتاب «مدائن معلقة»

صدر كتاب «مدائن معلقة»،  ضمن إصدارات سلسلة الإبداع العربي لـ ياسين عدنان، حيث يوثق بعين شاعر وشهية حكاء،  في هذا الكتاب رحلاته إلى العديد من المدن العربية والغربية يلتقط بعدسة السود صورا لمعالم تلك المدن، تشتبك حواسه معها، فيرتجل لها تاريخا خاصا، يصبح هو جزءا منه، وبطلا من أبطاله.

 يتخذ طريقا مغايرا لم يسلكه من سبقوه متحررا من ربقة التصنيف، ومبتعدا عن التقريرية والمباشرة، فتكتسب رحلته بصيرة خاصة، تتيح له رصد ملامح الواقع وكشف أسرار التاريخ، وبلوغ مناطق خطرة والتعاطي مع قضايا إنسانية واجتماعية وثقافية وسياسية شائكة. لكن غايات العابر لم تتوقف عند التجول بين الأنا والآخر، أو بين الأنا والعالم، أو عند تمرير المعارف وحصاد المشاهدات وعقد المقارنات، وإنما استدعى رموزًا ثقافية بارزة أحدثت أثرًا تسنى له في رحلاته كشف المجهول والإنساني منها.

 كتاب «أندريا رايدر.. مبدع موسيقى الفيلم»

صدر حديثًا كتاب «أندريا رايدر.. مبدع موسيقى الفيلم» للدكتورة رشا طموم، حيث يعد هذا الكتاب محاولة صادقة للاقتراب من عالم أندريا رايدر هذا المبدع اليوناني الأصل الذي عشق مصر وعاش فيها وأبدع وارتبط بثقافتها، وأضاف لتراثها الفني؛ فجاءت أعماله تحمل مزيجا من طابع وجماليات كل من الموسيقى الغربية والعربية.

تناول الكتاب حياته وعالمه الشخصي، وعرض لقطات من منجزه الموسيقي وبخاصة في مجال موسيقى الفيلم، مع توضيح أسلوبه المميز وسط جيل من المبدعين أضاء كل منهم شمعة في تاريخ صناعة السينما والموسيقى المصرية.

رواية «افرح يا قلبي»

صدرت رواية «افرح يا قلبي»، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع العربي، للكاتبة علوية صبح، حيث تتبع الكاتبة اللبنانية علوية صبح، في هذه الرواية، ما تحدثه الحروب من تصدعات وشقوق، تستشري في جسد الوطن، البيت، العائلة، وحتى في النفس الإنسانية في مستواها الفردي، ما يسفر عن هوية مأزومة بالتشظي والهزيمة، يندفع صاحبها تحت وطأة الغضب للهروب خارج حدود الذات، وربما المكان أيضًا، وهو ما حدا بـ «غسان» الشخصية الرئيسة بالنص، الذي شهدت طفولته الحرب الأهلية اللبنانية لمحاولة الفكاك من وثاق الجذور، وقيد المكان، وسطوة الذاكرة عبر الرحيل عن بلدته «دار العز»، حاملا عوده ومتدثرًا بموسيقاه، إلى «نيويورك»، بحثا عن هوية جديدة وثقافة مغايرة، لتعيده أزمة أخيه، إلى ما حاول التحرر منه وتستعديه على كل ما هو غربي. وما إن يعود إلى بلدته حتى يسقط من جديد في حفرة من التناقضات والصراعات التي يتشاركها وإخوته، ليدرك أن صفحة الماضي لم تنطو بعد، وأن الأمس - رغم مروره - دائما ما يجد طريقا للعودة والظهور.

كتاب «أمراء الطبلخاناه.. عصر سلاطين المماليك بمصر»

صدر كتاب «أمراء الطبلخاناه» ، ضمن إصدارات سلسلة تاريخ المصريين للدكتورة إجلال علي سرور.

تناول كتاب أمراء الطبلخاناه في مصر عصر سلاطين المماليك، معلومات مهمة عن أمراء الطبلخاناه في فترة تاريخ العصر المملوكي، وأمراء الطبلخاناه هم الطبقة الثانية من طبقات أرباب السيوف؛ وهم من أهم الأمراء العسكريين الموجودين بالجيش المملوكي في مصر وهم أقل في الرتبة من أمراء المائة مقدمي الألوف وأعلى من أمراء العشرات، وكان لهم العديد من الاستحقاقات الخاصة بهم، والتي تعطيها لهم الدولة المملوكية في مقابل تحملهم مسئولية الدولة المملوكية في نواح عدة، منها أنهم كانوا يلعبون دورًا عسكريا مهما داخل الجيش المملوكي آنذاك، من خلال تأديتهم لمهامهم القتالية أثناء التجريدات العسكرية التي كانت تخرجها الدولة المملوكية؛ بهدف توسيع أطرافها أو بهدف الدفاع عن نفسها وعن العالم الإسلامي ضد الأخطار الخارجية التي واجهتهما مثل خطري التتار والصليبيين.

منافذ البيع والمكتبات الخاصة بالهيئة المصرية العامة للكتاب

داخل مصر

_ المعرض الدائم " مبنى الهيئة " بكورنيش النيل 

   _ مكتبة شريف

_  مكتبة المركز الدولي

_ مكتبة 26 يوليو

_ مكتبة عرابي

_ مكتبة الحسين

_ مكتبة الجيزة

_ مكتبة رادو بيس

_ مكتبة الأكاديمية باكاديمية الفنون

_ مكتبة جامعة القاهرة، داخل الحرم الجامعي 

_ مكتبة دمنهور

_ مكتبة المنصورة 

_ مكتبة طنطا 

_ مكتبة منوف

_ مكتبة الإسماعيلية

_ مكتبة جامعة قناة السويس

_ مكتبة بور فؤاد

_ مكتبة المنيا

_ مكتبة المنيا الجامعة

_ مكتبة أسيوط

_ مكتبة أسوان

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وزيرة الثقافة اليوم العالمي للكتاب أحدث إصدارات هيئة الكتاب الدكتور أحمد بهي الدين

إقرأ أيضاً:

القدس في وجدان المغاربة.. من حارة التاريخ إلى ضمير الأمة.. كتاب جديد

كتاب: المغاربة والمسجد الأٌقصى صلات أصيلة، وعطاء ممتد
الكاتب: حماد القباج وعبد المجيد أيت عبو
الناشر: مكتبة وما يسطرون
الطبعة الأولى: 2025
عدد الصفحات: 540


وقائع تاريخ بيت المقدس تثبت وجود صلات عميقة بين المغاربة والمسجد الأقصى سواء في التاريخ العام الذي يهم فلسطين والقدس والخليل، أو في التاريخ الخاص الذي يستعرض الأوقاف أو المدارس التعليمية أو الأبنية في القدس، وتحتفظ حارة المغاربة وباب المغاربة برمزية تاريخية كبيرة، تشهد على دور المغاربة في تعمير بين المقدس والدفاع عنه.

 لكن هذه الرمزية التاريخية التي تشهد للمغاربة بشرف خدمة المسجد الأقصى، بقدر ما تجلي أدوراهم التاريخية وواجبهم اتجاه المسجد ألأقصى، بقدر ما تختصر هذه الجهود وتغطي على جهود أخرى، لا يعرفها إلا الباحثون المطلعون على الحقائق التاريخية لصلة الغاربة بالمسجد الأقصى والعطاء الممتد في التاريخ الذي قدموه لبيت المقدس.

وقد قام عدد من الباحثين والمؤرخين المغاربة والمشارقة والأجانب  بجهود بحثية مهمة تكشف جوانب من هذا العطاء الذي بقي مغمورا في الكتب، منهم الدكتور المؤرخ نظمي الجعبة الذي كتب عن " المغاربة في بيت المقدس ظهر سنة 2021، وقد سبقه المؤرخ المغربي عبد الهادي التازي الذي كشف جانبا من صلة المغاربة ببيت المقدس عبر بوابة الرحلة، فكتب كتابه:" القدس والخليل في الرحلات المغربية"، وكان قد قدم في سنة 2009، جملة وثائق قانونية وتاريخية لملتقى القدس الدولي برعاية جلالة الملك محمد السادس، وبتعاون بين مؤسسة ياسر عرفات ووكالة بيت مال القدس الشريف، حول المغاربة والقدس، وقدم وثائق أخرى عن أوقاف المغاربة بالقدس الشريف سنة 1981، وكتب الدكتور عبد الرحمان المغربي أطروحته حول طائفة المغاربة بالقدس، بجامعة عين شمس  سنة 2000، وغطت إسهامات أخرى أدوار المغاربة ببيت المقدس، خاصة في مجال التعليم والبناء والتجهيز والعمل الخيري والإحساني،  ولم  يكن نصيب المغاربة من إظهار أفضال أجدادهم هو الأبرز، بل غطى المؤرخون المشارقة والغربيون هذه الافضال في جملة كتاباتهم العامة، التي تناولت تاريخ بيت المقدس والخليل، أو غطت بالبحث والدراسة الأوقاف الإسلامية، أو المدارس الإسلامية بالقدس الشريف.

لقد كان قصد الشيخ حماد القباج من هذا الكتاب في سياق تطبيعي وتوقيع اتفاقات إبراهيمية، تداعت فيه أقلام مغرضة للتشكيك في المغاربة وعلاقتهم بالقضية الفلسطينية، أن يثبت الصلات الوجدانية العميقة بين المغاربة وبيت المقدس، وأنها ليست مبنية على شعارات أو أوهام، وإنما هي مبنية على إرث تاريخي، مليء بالمنجزات والأفعال الدالة على تعلق المغاربة ببيت المقدس ودفاعهم عنه، وخدمتهم له. فصلة المغاربة ببيت المقدس، حسب الكتاب، ليست صلة عابرة، وإنما هي متجذرة في التاريخ متصلة غير مقطوعة تشهد عليها عطاءات المغاربة الممتدة إلى اليوم في كافة المجالات.في هذا السياق، ندرج جهدا آخر، أتى متأخرا زمنيا، لكنه، جاء مستوعبا لما سبقه، غير مقتصر على باب واحد من أفضال المغاربة وإسهامهم في خدمة بين المقدس، إذ كان الشيخ حماد القباج ـ الداعية والبحاثة المغربي ـ رحمه الله مهتما بالقضية الفلسطينية ومناصرتها، مغرما بجمع الوثائق التي تثبت صلات المغاربة ببيت المقدس وإسهامهم في خدمته،  فاشتغل على جمع مادة الكتاب وتبويبها وتنسيقها، والتمس من يعينه في ذلك، ولم تمنعه الإعاقة من استكمال جهده، فأعانه على ذلك الأستاذ عبد المجيد أيت عبو، وشاءت يد القدرة أن يتوفى الشيخ حماد القباج قبل خروج هذا العمل إلى المكتبات، إذ توفي رحمه الله في التاسع من مارس 2025 أي قبل  أقل من ستة أشهر من صدور كتابه.

قصة الكتاب

يروي الأستاذ عبد المجيد أيت عبو في مقدمة كتاب: "المغاربة والمسجد الأٌقصى صلات أصيلة، وعطاء ممتد" سياق تأليفه، وأن الشيخ حماد القباج رحمه الله، اشتغل على مادته لسنوات طويلة، وجمع فيه جذاذات بعضها قد استوى على ساقه، وبعضها الآخر كان مسودات تحتاج لدراسة ومراجعة،  وأن الشيخ نظرا لامتداد السنوات واشتغاله بشكل متقطع على مادة الكتاب، خشي أن تداهمه السآمة فتحول دون إتمام كتابه، وأنه لذلك عرض عليه في صيف 2024، مقترحا بمساعدته في إتمام الكتاب وإخراجه،  فتم التوافق على العمل المشترك الذي أثمر صدور هذا الكتاب هذا الشهر.

يذكر الأستاذ عبد المجيد أيت عبو في المقدمة نفسها بجهود الشيخ القباج في مناصرة القضية الفلسطينية ومقاومة التطبيع، ويشير إلى جملة من أعماله وكتاباته ومقالاته حول القضية الفلسطينية، ويعتبر أن انشغاله بموضوع صلة المغاربة ببيت المقدس لم يكن مجردة سرد تاريخي أو ولع بوثائق كان يرجو تقاسمتها مع القراء والجمهور، بل كان يقصد بدرجة أولى أن يغوص في أعماق ذاكرة جمعية مغربية مقدسية عربية إسلامية تحمل في طياتها إرثا روحيا وحضاريا وسياسيا امتد عبر قرون، وأن ذك أضحى يشكل جزءا ثابتا في هوية الأمة المغربية.

لقد كان قصد الشيخ حماد القباج من هذا الكتاب في سياق تطبيعي وتوقيع اتفاقات إبراهيمية، تداعت فيه أقلام مغرضة للتشكيك في المغاربة وعلاقتهم بالقضية الفلسطينية، أن يثبت الصلات الوجدانية العميقة بين المغاربة وبيت المقدس، وأنها ليست مبنية على شعارات أو أوهام، وإنما هي مبنية على إرث تاريخي، مليء بالمنجزات والأفعال الدالة على تعلق المغاربة ببيت المقدس ودفاعهم عنه، وخدمتهم له. فصلة المغاربة ببيت المقدس، حسب الكتاب، ليست صلة عابرة، وإنما هي متجذرة في التاريخ متصلة غير مقطوعة تشهد عليها عطاءات المغاربة الممتدة إلى اليوم في كافة المجالات.

بين يدي الكتاب

يضم الكتاب مقدمة وبابين اثنين، خصص الأول لتقديم لمحة تاريخية عن القدس والأقصى، حيث عرج على الفتح العمري والاحتلال الصليبي لبيت المقدس وتحرير صلاح الدين للقدس والمسجد الأقصى،  ثم الاحتلال الصليبي الثاني للشام (الاحتلال الفرنسي للشام والاحتلال البريطاني والصهيوني لفلسطين) مذكرا في هذا السياق بالتحالف العربي البريطاني، وأدوار لورانس، واكشاف الملك حسين لغدر بريطانيا مرورا بوعد بلفور واختلاق هيكل سليمان والسياسة التهويدية  اتجاه القدس، والإجراءات الصهيوني التي طالت المسجد الأقصى، والموقف العربي الإسلامي من تهويد القدس.

أما الباب الثاني، وهو زبدة الكتاب وثمرته الأساسية، فقد خصص لعرض علاقة المغاربة ببيت المقدس والمسجد الأقصى، إذ اختار المؤلف أن يقف على مختلف إسهامات المغاربة، منطلقا ابتداء من مسح موقع القدس والمسجد الأقصى في الرحلات المغربية،  وذلك منذ مراحل جد مبكرة في القرن الخامس الهجري (رحلة الفقيه المغربي المالكي أبي بكر ابن العربي المعافري)، ثم رحلات كل من  الشرق الإدريسي السبتي وابن جبير ورحلة الإمام الشاطبي والعبدري وخالد البلوي وابن بطوطة وابن ابن خلدون والمقري والعياشي والمكناسي والكتاني وابن يزدان والجعيدي وبوشعرة ومحمد الرقيوق، ثم أشار المؤلف في نفس الفصل المتعلق برحلات المغاربة إلى ما كتبه رحالة مغاربة عن القدس ولم يروها.

كما ضم الباب الثاني من هذا الكتاب، ودائما ضمن عطاءات المغاربة وصلاتهم بالقدس الشريف، صفحات مشرقة من جهادهم في الدفاع عن القدس، سواء في غزوة دمشق أو غزوة تيمورلنك، فذكر في هذا السياق جهاد الأمير عبد العزيز بن شداد الصنهاجي، وإسهام يعقوب المنصور الموحدي، والقائد المرابطي، ومكي بن حسون المغربي، وذكر جوانب مهمة من التعاون بين الدولة المغربية والدولة الأيوبية. ولم يقتصر الكتاب على جهود الأجداد في القرون الماضية، ولكنه ألحق بهم جهود المعاصرين في مواصلة النضال، فذكر من ذلك نضال الشيخ محمد المهدي شيخ أوقاف حارة المغاربة (1945)، ومصطفى مراد الدباغ (1989)، وشكيب القطب وبهجة أبو غريبة (2012) وفوزي نامق القطب (1088) وعصام ناجي سيسالم (2009) وعماد خليل العلمي ودلال المغربي (1973) وسامر عصوم المحروم، وحسن العلمي (2005)، وهاني محمد الشريف ومحمود معين الريفي (2009).

وركز الكاتب أيضا على جانب آخر من جوانب إسهام المغاربة في خدمة بين المقدس، يهم  الحركة العلمية بالقدس، سواء من خلال القضاء، أو الإمامة والخطابة في المسجد الأقصى أو التدريس والإفتاء، أو تصدر مجالس العلم وكراسيه في مجال الحديث والفقه ومشيخة المغاربة وإمامة المالكية، هذا فضلا عن مجال الأدب والشعر والعلم بالمواقيت، ليعرج في فصل آخر ضمن نفس الباب أيضا على أوقاف المغاربة في القدس وفلسطين، وكيف توسعت  بشكل كبير حتى شملت جوانب لا يمكن تصور دخول الأحباس عليها، فذكر الكاتب من ذلك وقفية الشيخ عمر المصمودي المجرد المغربي المالكي، والربعة الشريفة (المصحف المريني) ووقفية ابي مدين الغوث المغربي المالكي، وأشار إلى وقفيات أخرى كثيرة، مركزا أيضا على  تدبير المغاربة لهذه الأوقاف وطرق إدارتها، وكيف استهدفها العدوان الصهيوني بعنف، والآثار الاقتصادية والاجتماعية التي ترتبت عن تدمير هذه الأوقاف والاستيلاء الصهيوني عليها.

وفي الفصل الخامس من نفس الباب المعني بكشف عطاءات المغرب اتجاه  القدس وبيت المقدس وصلاتهم الوثيقة بهما، عرض الكاتب بالتفصيل الموثق إلى جوانب مهمة من تراث المغاربة المادي في القدس، وذكر من ذلك زاوية المغاربة، وطاحونة وقف المغاربة، وجامع المغاربة، وباب المغاربة (باب الحرم) ومئذنة باب المغاربة، وحارة المغاربة والمدرسة الأفضلية وجامع المغاربة وباب المغاربة وزاوية المغاربة ومسجد البراق وحائط البراق والزاوية الفخرية وملحقاتها ومدرسة بنات المغاربة، وتعرض الكاتب أيضا للسياسة الصهيونية التي استهدفت حارة المغاربة بالهدم، وكيف تحول هذا الحي إلى حي منسي بعد أن قام بأدوار مهمة في تاريخ بيت المقدس.

وإضافة إلى هذا التراث المادي، تناول الفصل السادس من نفس الباب الثاني، نضال وجهاد المغاربة للدفاع عن تراثهم المادي بالقدس، وانتصارهم للقدس والمسجد الأقصى سواء من خلال الجهود المدنية أو المؤسسية الرسمية، فذكر في هذا السياق إسهام المغاربة في ثورة البراق سنة 1929، ومواقف المغرب بالمؤتمر الإسلامي بالقدس سنة 1931، واحتجاج المغرب ضد قرار تقسيم فلسطين سنتي 1937 و 1947، وذكر جوانب من احتجاج مدن المغرب على هذا القرار خاصة مدينة سلا، وكيف تداعى المغاربة للتطوع للجهاد في حرب 1948، ولم يفته أن يقدم لمحة مهمة عن مواقف الحركة الوطنية من القضية الفلسطينية، وخص بالذكر حزب الاستقلال ومواقف زعيم الحركة الوطنية علال الفاسي وأحد رؤساء رابطة علماء المغرب الشيخ عبد الله كنون رحمهما الله،  هذا فضلا عن مواقف المغرب الرسمية في الدفاع عن القضية الفلسطينية والاحتجاج على السياسات الصهيونية، والمبادرات التي قام بها سواء  بالمشاركة في حرب 1973، أو إنشاء لجنة القدس وبيت مال القدس،  دون أن يغفل  الكتاب الإشارة إلى المبادرات المدنية لدعم الكفاح الفلسطيني.

أشار الكتاب إلى العلاقات الاقتصادية والتنموية بين المغاربة والقدس من خلال ذكر أوقاف المغاربة، وكيف كانوا يديرونها للمنفعة العامة، ولخدمة التنمية في المدينة المقدسة، وأيضا من خلال إسهاماتهم في مجال الأبنية والتجهيزات التي كانوا يقيمونها بالمدينة المقدسة، ولم يغفل الكتاب أن يذكر جانبا آخر، من جوانب الارتباط (السياحي) من خلال الرحلات المغربية إلى بيت المقدس والمسجد الأقصى، وما يسجله الرحالة المغاربة في كتاباتهم بهذا الشأن.هذا وقد فضل الكاتب أن يختم الباب الثاني، بفصل سابع، جعله بمثابة دليل استمرارية تيقظ الوعي الوطني بقضية فلسطين وواجب الأمة العربية اتجاهها، فاستقرأ جريدة "الوحدة المغربية"، والنصوص التي تضمنت مواقف اتجاه القضية الفلسطينية وفضح السياسات الصهيونية، ووثائق تكشف المخططات العبرية للسيطرة على فلسطين والمسجد الأقصى، وطرق مقاومة هذا الكيان وتخليص فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي.

هذا وقد اعتمد الكتاب على 124 مرجعا علميا  باللغة العربية، يضم المصادر التاريخية العامة والخاصة، والوثائق الوقفية، والوثائق المتعلقة بمدارس التعليم بيت المقدس، فضلا عن دراسات علمية في جزئيات متخصصة تكشف أدوار المغاربة المختلفة في بيت المقدس وخدمتهم للمسجد الأقصى، كما ضم  مقالات  ومراجع أجنبية متخصصة، مما  يبين الجهد الموسوعي الذي قام به حماد القباج، والذي قد يغني القارئ إلى الرجوع إلى المراجع المتخصصة، إذ جمع الوثائق المختلفة، وضمنها هذا الكتاب، مما يبين أهميته في هذا الباب.

في حقيقة ارتباط المغاربة بالقدس والمسجد الأقصى

في خاتمة الكتاب، خلص المؤلفان إلى الجوانب الأساسية من ارتباط المغاربة بالقدس والمسجد الأقصى، إذ انتهى الكتاب بتقرير حقيقة أن ارتباط المغاربة بالمسجد الأٌقصى ليس فقط مجرد علاقة تاريخية أو جغرافية، بل هو علاقة عقائدية وروحية عميقة تستمد جذورها من التاريخ الإسلامي المشترك.

وهكذا بين الكتاب وجه الارتباط التاريخي الذي يجمع المغاربة القدس والمسجد الأقصى، والذي يمتد لقرون طويلة تعود إلى الفتح الإسلامي لبيت المقدس في القرن السابع الميلادي، حيث ساهم الجنود المغربة بشكل كبير في تحرير القدس، ويعود هذا الارتباط مع استقرار عدد من المغاربة في المدينة المقدسة خلال فترات مختلفة من التاريخ وخاصة بعد تحريرها من الصليبيين على يد صلاح الدين الأيوبي في القرن الثاني عشر، حيث أنشأ لهم حارة خاصة عرفت بحارة المغاربة وكانت قرب المسجد الأقصى لتسهيل عبادتهم وخدمتهم له.

أما بخصوص الارتباط العقائدي، فقد دلل عليه الكتاب بارتباط المغاربة بمدينة القدس والمسجد الأقصى منذ أن استقر الإسلام في أوطانهم، بفعل الأواصر الروحية والعقائدية التي تشد المسلمين إلى أعظم ثلاث مساجد في الإسلام، المسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي بالمدينة المنورة والمسجد الأقصى بالقدس.

وأما الارتباط الروحي والعلمي، فقد أثبته الكتاب من خلال دأب المغاربة منذ العصور الأولى على زيارة الأقصى حين يرجعون قافلين من رحلتهم للحج، أو حين يقصدونها استقلالا وشوقا إلى هذه البقعة الطاهرة، ورغبة في الصلاة بالمسجد الأقصى، إذ كانوا لا يفوتون هذه الفرصة التعبدية، ويضيفون إليها النهل من دروس العلم التي لا تنقطع من مساجد القدس ومدارسها وزواياها، فمن المغاربة من آثر المكث في مدينة القدس مددا طويلة، ومنهم من كان يقضي مآربه ويرجع إلى أهله،  وقد كانوا بين مستفيد من العلم ينهل من مجالسه، وبين علماء ومشايخ يقدمون زادهم العلمي، ويوطدون العلاقات العلمية والروحية بين المغاربة وفلسطين.

هذا وقد أشار الكتاب إلى العلاقات الاقتصادية والتنموية بين المغاربة والقدس من خلال ذكر أوقاف المغاربة، وكيف كانوا يديرونها للمنفعة العامة، ولخدمة التنمية في المدينة المقدسة، وأيضا من خلال إسهاماتهم في مجال الأبنية والتجهيزات التي كانوا يقيمونها بالمدينة المقدسة، ولم يغفل الكتاب أن يذكر جانبا آخر، من جوانب الارتباط (السياحي) من خلال الرحلات المغربية إلى بيت المقدس والمسجد الأقصى، وما يسجله الرحالة المغاربة في كتاباتهم بهذا الشأن.

وإذا كانت بعض هذه الجوانب من الارتباط تغطي بشكل كبير المراحل التاريخية السابقة، فإن الكاتب، إضافة إلى استمرار جوانب الارتباط التاريخي والعقائدي والروحي، لم يغفل أن يشير إلى مظاهر الارتباط الغربي بالقدس في العصر الحديث، سواء من خلال المبادرات المدنية أو الرسمية التي تقوم بها الدولة المغربية من خلال مشاريع بيت مال القدس التي بذلت الكثير لفائدة المقدسيين سواء في مجال التعليم أو الصحة  أو البناء أو حفظ التراث المقدسي.

مقالات مشابهة

  • محمد فراج.. «في رواية أحدهم»
  • عروض محلية لضم أوتافيو
  • مكتبة مصر العامة تحقق قفزات في الأنشطة الثقافية والتدريبية| تفاصيل
  • محمد شردي يسرد «حكايات بورسعيدية» في معرض الكتاب
  • ماذا طلب وزير الماليّة من كتاب العدل؟
  • زياد الرحباني.. لبنان يودع الصوت الحر والموسيقى المتمردة
  • تبدأ غداً .. خطوات تقديم تظلمات الثانوية العامة 2025 ومنافذ دفع رسومها
  • أسلحة دليفري .. عقوبات رادعة لمروجي بيعها عبر مواقع التواصل
  • القدس في وجدان المغاربة.. من حارة التاريخ إلى ضمير الأمة.. كتاب جديد
  • ضبط 8 أطنان دقيق مدعم قبل بيعها بالسوق السوداء