قال صندوق النقد الدولي في وثيقة مراجعة الخبراء لديه على الاقتصاد المصري، إن حجم التداول اليومي للعملات الأجنبية في سوق ما بين البنوك، الإنتربنك، ارتفع لما بين 300 - 900 دولار أمريكي مليون دولار، من مستويات بين 20-40 مليون دولار أمريكي قبل توحيد سعر الصرف.

وأضاف صندوق النقد، أن مصر استوفت شروط التحول إلى سعر الصرف المرن بعد اتخاذ عدة إجراءات مسبقة.

مؤكداً أنه قد تم تقييم ذلك بطريقة شاملة، فعلى أساس مراقبة أداء نظام العملات الأجنبية، وذلك باستخدام المعلومات والمؤشرات بما في ذلك العملات الأجنبية ومعدل تراكم الطلب في البنوك، بجانب الفارق بين سعر الصرف الرسمي ومقاييس معدل مقاصة السوق، ومعدل دوران العملات الأجنبية بين البنوك.

وقال صندوق النقد الدولي إنه بمجرد الوصول لمنتصف شهر يونيو المقبل ستحصل البلاد على شريحة بقيمة 820 مليون دولار، وشريحة أخري في منتصف سبتمبر بقيمة 1.230 مليار دولار، ضمن قرض متفق عليه مع الحكومية المصرية تم التوصل لرفع قيمته التمويلية بحوالي 5 مليارات دولار إلى 8 مليارات في مارس الماضي.

صندوق النقد الدولي يتوقع ارتفاع صافي الاحتياطيات الدولية في مصر

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع صافي الاحتياطيات الدولية في مصر إلى نحو 49.2 مليار دولار أمريكي بحلول نهاية شهر يونيو 2024، من 35.31 مليار دولار بنهاية شهر فبراير 2024، مستفيداً من التدفقات الكبيرة من العملات الأجنبية لصفقة رأس الحكمة، والبالغ الرصيد المبدئي الاستثماري لها 35 مليار دولار، تتوزع بين 11 مليار دولار ودائع لدولة الإمارات في البنك المركزي المصري، ونحو 24 مليار دولار يتم الدفع بها كاش من الجانب الإماراتي، وصلت منها 10 مليارات دولار بينما تترقب البلاد حوالي 14 مليار دولار، يري صندوق النقد أنها ستصل البلاد بنهاية شهر أبريل الجاري.

وأشار صندوق النقد الدولي إلى أن هيئة المجتمعات العمرانية باعت للبنك المركزي المصري حوالي 15 مليار دولار من قيمة صفقة رأس الحكمة، من المقرر أن يتم استخدامها لبناء الاحتياطي النقدي الأجنبي.

اقرأ أيضاًصندوق النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد المصري بنسبة 5.6% بعد 4 سنوات

صندوق النقد: ندعم مصر فيما تتخذه من إجراءات تستهدف الإصلاح الهيكلي للاقتصاد

مدير صندوق النقد الدولي: ملتزمون بدعم مصر لمتابعة سياستها الاقتصادية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الاحتياطي النقدي الأجنبي البنك المركزي المصري البنوك صندوق النقد الدولي قرض صندوق النقد الدولي مراجعة صندوق النقد على مصر صندوق النقد الدولی العملات الأجنبیة ملیار دولار

إقرأ أيضاً:

دين بين الأعلى عالميا واحتياطي أجنبي تاريخي.. ما وراء معضلة الاقتصاد المصري؟

بين احتياطي نقدي هو "الأكبر" في تاريخ البلاد، وديون بين "الأعلى" على مستوى العالم، معضلة تواجه اقتصاد مصر، فهل يوجد تضارب بين الأمرين؟ وما تأثير "الديون المرتفعة" على الأزمة الاقتصادية المستمرة؟

ارتفاع الاحتياطي النقدي والدين العام

الثلاثاء، قالت منظمة التجارة والتنمية التابعة للأمم المتحدة، إن مصر انضمت إلى الدول التي لديها "أكبر قدر من الدين العام".

وفي 9 مايو 2024، كشفت بيانات من البنك المركزي المصري أن الدين الخارجي للبلاد ارتفع 3.5 مليار دولار في الشهور الثلاثة المنتهية في ديسمبر 2023.

وارتفع إجمالي الدين الخارجي إلى 168 مليار دولار من 164.5 مليار دولار في نهاية سبتمبر 2023، ومن 162.9 مليار دولار في نهاية ديسمبر 2022.

وقال البنك المركزي إن 82.5 بالمئة من الدين الخارجي "دين طويل الأجل"، بما يعادل 43 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.

ورغم ذلك، أعلن البنك المركزي، الثلاثاء، ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لمصر إلى 46.125 مليار دولار في مايو، مقابل 41.057 مليار دولار بنهاية أبريل 2024.

هل هناك "تضارب"؟

يشير الخبير الاقتصادي، عبد النبي عبد المطلب، إلى "عدم وجود تضارب" بين ارتفاع الدين العام لمصر وبين زيادة احتياطي النقدي الأجنبي.

وعندما يرتفع الاحتياطي النقدي الأجنبي بالتزامن مع ارتفاع الدين العام فهذا دليل على "قوة الاقتصاد وقدرته على جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية وثقة المستثمرين فيه ولذلك فهم يكتتبون فيما يصدره من أسهم وسندات"، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ويؤكد عبد المطلب أن هناك بعض المدارس الاقتصادية التي "ترى في ذلك دليل قوة للاقتصاد المصري".

لكن مدارس أخرى تقول إن غالبية احتياطي مصر من النقد الأجنبي هي "ديون" فمن الوارد عند أول مشكلة "خروج الأموال الساخنة وانهيار الاحتياطي"، حسبما يوضح الخبير الاقتصادي.

ما أسباب زيادة احتياطي النقد الأجنبي؟

في مارس اتخذ البنك المركزي المصري قرارا بتحرير سعر صرف الجنيه ليفقد ثلث قيمته أمام الدولار الأميركي، وتبع ذلك اتفاق جديد مع صندوق النقد الدولي لزيادة حجم القرض الأخير من ثلاثة إلى ثمانية مليارات دولار.

كما قررت دولة الإمارات أيضا ضخ "35 مليار دولار استثمارات مباشرة"، بموجب اتفاق وقع بين الحكومتين المصرية والإماراتية بهدف "تنمية 170,8 مليون متر مربع في منطقة رأس الحكمة" على البحر المتوسط بشمال غرب البلاد.، كما أمنت مصر قروضا من الاتحاد الأوروبي والبنك الدولي.

ولذلك، يؤكد الباحث بالاقتصاد السياسي، أبو بكر الديب، أن تدفقات مالية مليارية دخلت مصر خلال الفترة الماضية، ما تسبب في زيادة احتياطي النقد الأجنبي للبلاد.

ودخلت مصر أموال من صفقات استثمارية كبرى بالإضافة للشرائح المنتظرة من صندوق النقد الدولي واستثمارات من دول الخليج، وبعضها دخل للبنك المركزي، ما تسبب في زيادة الاحتياطي النقدي الأجنبي للبلاد، وفق حديثه لموقع "الحرة".

ومن جانبه، يوضح عبد المطلب أن ارتفاع قيمة احتياطي النقد الأجنبي لمصر "أمر متوقع" بعد الإعلان عن صفقة رأس الحكمة، ودخول مصر تدفقات مالية تقترب من 35 مليار دولار، ذهب جزء منها للبنك المركزي.

ووجود احتياطي كبير من النقد الأجنبي يتجاوز 45 مليار دولار، كان أحد توصيات صندوق النقد الدولي حتى تتمكن مصر من "القفز على أزمتها، وتأمين واردات البلاد وتوفير السلع الأساسية للمواطن لمدة 7 أشهر على الأقل"، حسب الخبير الاقتصادي.

ويشدد عبد المطلب على أن أهم النقاط التي يقيم من خلالها صندوق النقد الدولي اقتصاد البلاد هو "القدرة على توفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين".

ووصول احتياطي النقد الأجنبي لما يزيد عن 46 مليار دولار وهو "أكثر من المستوى الذي حدده صندوق النقد الدولي"، يعد "إنجازا" في نظر الحكومة المصرية، وفق عبد المطلب.

ويشير الخبير الاقتصادي إلى أن 23 بالمئة من احتياطي النقد الأجنبي لمصر هو "أرصدة من الذهب" بما يعادل 9.6 مليار دولار في "شكل سبائك ذهبية".

ولذلك فارتفاع قيمة الذهب خلال الأشهر الماضية قد رفع قيمة الأرصدة الذهبية بحوالي مليار دولار، حسبما يؤكد عبد المطلب.

ويوضح أن هناك "5 مليارات دولار حقيقية" ارتفعت في رصيد الاحتياطي النقدي الأجنبي لدى البنك المركزي المصري".

لماذا ازداد الدين العام لمصر؟

تمر مصر بأزمة اقتصادية شديدة من جراء نقص النقد الأجنبي، وتواجه تبعات جيوسياسية لنزاعين مفتوحين على حدودها وهي الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، والنزاع في السودان إلى الجنوب.

مع عدد سكان يبلغ 106 ملايين نسمة، فإن مصر هي البلد العربي "الأكبر ديموغرافيا"، بينما تشير تقديرات إلى أن نحو 60 بالمئة من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر أو يقتربون منه.

ولدى مصر فاتورة ضخمة لخدمة الدين، ورفعت ديونها الخارجية لأربعة أمثالها منذ 2015 للمساعدة في تمويل إنشاء عاصمة جديدة وبنية تحتية وشراء أسلحة ودعم العملة.

ولذلك، يؤكد عبد المطلب أن "السياسة التي انتهجتها الحكومة المصرية منذ عام 2015، هي السبب وراء ارتفاع الدين العام للبلاد حتى يومنا هذا".

ووقتها كان القائمون على الملفات الاقتصادية يرون أن "قدرة أي اقتصاد على تحقيق قدر أكبر من الاستدانة يعني زيادة الثقة العالمية في هذا الاقتصاد، وذلك بالحصول على قروض مباشرة أو من خلال الأسهم والسندات التي يصدرها في البورصات المحلية أو العالمية"، حسبما يوضح الخبير الاقتصادي.

ويشير عبد المطلب إلى أن "هذه الرؤية استمرت منذ عام 2015 وحتى عام 2021"، عندما بدأت تظهر "مشاكل هذه السياسة بخروج جزء كبير من الأموال الساخنة".

ورغم كل الظروف فمصر "ما زال لديها نفس النظرة"، ومفادها أن "قدرة الاقتصاد المصري على الحصول على قروض دليل على القوة الاقتصادية"، حسب الخبير الاقتصادي.

ولذلك فرغم تدفقات أرصدة رأس الحكمة "ما زال هناك طرح لأسهم وسندات مقومة بالعملات الأجنبية في البورصات العالمية"، وفق عبد المطلب.

أما الديب فيتحدث عن برنامج الإصلاح الاقتصادي وبناء عاصمة إدارية جديدة وإنشاء مشروعات تنموية عملاقة والتي كان بعضها عبر "قروض من جهات كثيرة"، ما جعل الدين العام يزداد بشكل كبير.

ويشير الباحث بالاقتصاد السياسي إلى أن مصر تعاني من محيط إقليمي متوتر وتوترات جيوسياسية في ليبيا والسودان والبحر الأحمر، ما أثر على السياحة والاستثمار وعائدات قناة السويس التي تدر عائدا بالعملة الصعبة على البلاد.

والدين المرتفع "مشكلة" لكن يمكن للحكومة المصرية التعامل معها، لأنها ديون "مقسطة ومجدولة"، وفق الديب.

ويوضح أن الحكومة المصرية "التزمت بجدول السداد للدائنين، ولم تتخلف عن الدفع، وستظل ملتزمة خلال الفترة المقبلة".

هل توجد حلول؟

"الدين في حدود الأمان" لأن مصر ملتزمة بسداد ديونها ولديها خطط "لهيكلة الدين العام"، لعدم الدخول في "معضلة التعثر"، وفق الديب.

ويشير الباحث بالاقتصاد السياسي إلى أن الحكومة المصرية تعول على اكتشافات الغاز والنفط وتصديره وتحول مصر لمركز إقليمي مهم للطاقة، لسداد تلك الالتزامات الخارجية.

وفي الوقت نفسه فإن مصر تتحول من "الدعم العيني إلى النقدي"، للتخفيف عن كاهل الموازنة وبالتالي توفير سيولة لسداد ديونها، حسبما يوضح الديب.

وفي حال "عقد صفقة" في قطاع غزة بعد إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، مقترحا من 3 مراحل لإنهاء الحرب، سيسود الهدوء بمنطقة الشرق الأوسط، وتعود قناة السويس إلى مستوياتها الطبيعية لتحقيق 10.4 مليار دولار سنويا، ما يعطي فرصة للحكومة المصرية لسداد التزاماتها الدولية، وفق الباحث بالاقتصاد السياسي.

مقالات مشابهة

  • الجهود تسير على الطريق الصحيح.. صندوق النقد ينهي المراجعة الثالثة مع مصر
  • الجهود تسير على الطريق الصحيح.. صندوق النقد ينتهي من المراجعة الثالثة مع مصر
  • صندوق النقد الدولي يوافق على قرض لمصر بقيمة 820 مليون دولار
  • اقتصادي يكشف أسباب ارتفاع احتياطي مصر من النقد الأجنبي لـ46.125 مليار دولار
  • «الغرف التجارية»: وصول الاحتياطي النقدي إلى أعلى مستوى يؤكد تماسك العملة المصرية
  • الغرف التجارية: الاحتياطي النقدي يعزز قوة الجنيه المصري ويحفز النمو الاقتصادي
  • 46.1 مليار دولار قفزة تاريخية للاحتياطي لتعزز ثقة المستثمرين
  • دين بين الأعلى عالميا واحتياطي أجنبي تاريخي.. ما وراء معضلة الاقتصاد المصري؟
  • عاجل.. خبير اقتصادي يكشف الأسباب الحقيقية لارتفاع احتياطي النقد الأجنبي المصري
  • خبير اقتصادي يحلل أسباب ارتفاع الاحتياطي النقدي: ثقة دولية وإصلاحات حكومية