هل تصبح الأسمدة سلاحا روسيا جديدا ضد أوروبا؟
تاريخ النشر: 30th, April 2024 GMT
يزيد اعتماد أوروبا بصورة تدريجية على الأسمدة الروسية، بصورة أشبه بما حدث مع الغاز، وفق ما نقلت صحيفة فايننشال تايمز عن أحد أكبر منتجي مغذيات المحاصيل الزراعية.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة يارا العالمية سفين توري هولسيثر -إحدى كبرى الشركات المنتجة للأسمدة المعدنية النيتروجينية في العالم- إن الأسمدة النيتروجينية، وهي مهمة لنمو النباتات، يتم تصنيعها باستخدام الغاز الطبيعي، وإن روسيا تصدر المزيد منه إلى أوروبا، لتحل محل بعض الغاز المحظور من قبل الاتحاد الأوروبي، وفق ما نقلت عنه الصحيفة البريطانية.
وقال هولسيثر "الأسمدة هي الغاز الجديد.. ومن المفارقة أن يكون الهدف تقليل اعتماد أوروبا على روسيا، ثم نسير الآن نائمين نحو تسليم الغذاء الحيوي وتخصيب الطاقة إلى روسيا".
واستورد الاتحاد الأوروبي ضعف كمية اليوريا، وهو سماد شائع، من روسيا في العام المنتهي في يونيو/حزيران 2023 مقارنة بالعام السابق، وفق الأرقام الرسمية الأوروبية، والواردات الروسية للموسم الحالي أقل لكنها لا تزال مرتفعة تاريخيا، وتمثل ثلث إجمالي واردات اليوريا إلى التكتل.
وارتفعت أسعار مغذيات المحاصيل في أعقاب الحرب على أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، بعد أن أدت العقوبات المفروضة على روسيا إلى الحد من توافر الغاز الطبيعي، وهو العنصر الرئيسي لإنتاج الأسمدة النيتروجينية مثل الأمونيا واليوريا.
ووفق الصحيفة، ألحق هذا الأمر ضررا ماليا بالمزارعين الأوروبيين، في حين توقف المزارعون في أماكن أخرى، وخاصة في أفريقيا، عن استخدام الأسمدة تماما، مما عوق المحاصيل وعمق أزمة الغذاء العالمية.
وقال هولسيثر إن أسعار الأسمدة تراجعت منذ ذلك الحين مع انخفاض أسعار الغاز الطبيعي، لكن صناعة الأسمدة في أوروبا لا تزال تكافح مع استحواذ الواردات الروسية على حصة أكبر من السوق.
وأضاف أن منتجي الأسمدة الروس يستفيدون من انخفاض تكاليف الطاقة، مضيفا أن لديهم أيضا قيودا أقل على الاستدامة، وبالتالي ينتجون المزيد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وتعد روسيا واحدة من أكبر منتجي ومصدري الأسمدة المحتوية على النيتروجين في العالم، وهذا هو الحال أيضا بالنسبة للبوتاس والفوسفات، حيث يتم استخراجهما ولا يمكن أن يحلا محل الأسمدة النيتروجينية.
إعفاء الصادراتوبينما تنص العقوبات الغربية على إعفاءات صادرات المواد الغذائية والأسمدة الروسية، اشتكت موسكو من أن التجارة تمت إعاقتها بسبب مخاوف المشترين وبنوكهم وشركات التأمين بشأن تورط أفراد أو شركات روسية خاضعة للعقوبات.
وعلى الرغم من ذلك، زادت إيرادات تصدير الأسمدة الروسية 70% في عام 2022 على خلفية ارتفاع الأسعار.
وقال هولسيثر إن روسيا يمكن أن تستخدم هيمنتها المتزايدة في سوق الأسمدة من أجل النفوذ السياسي، تماما كما فعلت مع إمدادات الطاقة، مضيفا "عندما تنتج منتجا مهما جدا لإنتاج الغذاء، فهذه أداة قوية.. ومرة أخرى، أعتقد أنه سيكون من السذاجة الاعتقاد أنه في مرحلة ما لن يتم استخدام ذلك لأغراض سياسية".
وتابع "ما رأيناه عندما ارتفعت أسعار الأسمدة حقا هو أن أوروبا لديها القدرة على الدفع أعلى من الجنوب العالمي. لذلك، إذا تم استخدام هذا، فإن الفقراء هم الذين سيدفعون أعلى سعر مرة أخرى"، وفق ما نقلت عنه الصحيفة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
كوستا: قادة أوروبا تعهدوا باستمرار تجميد الأصول الروسية لهذا الوقت
قال أنطونيو كوستا، رئيس المجلس الأوروبي، إن قادة الاتحاد تعهدوا باستمرار تجميد الأصول الروسية إلى أن تنهي موسكو حربها على أوكرانيا.
وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، إن الاتحاد الأوروبي مصمم على دعم أوكرانيا عسكريا وسياسيا، مؤكدة أن الهدف هو تعزيز قوة كييف سواء في ميدان القتال أو في مسار التفاوض.
وأضافت أن بروكسل توجه “رسالة قوية” إلى موسكو مفادها أن استمرار الحرب سيجلب عليها “أثمانا أكبر”، في إشارة إلى استمرار الضغوط الأوروبية وتصعيد الإجراءات ضد روسيا في ظل تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الصراع.
اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا
وأعلنت كايا كالاس، مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أن دول الاتحاد قررت تجميد نحو 210 مليارات يورو من الأموال والأصول الروسية لأجل غير مسمّى، في خطوة اعتبرتها جزءا من نهج تصعيدي لزيادة الضغط على موسكو.
وأكدت المسؤولة أن هذا القرار يأتي ضمن جهود أوروبية جماعية لدفع روسيا إلى الجلوس على طاولة المفاوضات، مشيرة إلى أن بروكسل ستواصل استخدام الأدوات المتاحة كافة لزيادة الكلفة السياسية والاقتصادية على روسيا في سياق الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وقال الكرملين الروسي إن روسيا ترفض فكرة الهدنة بهدف إجراء استفتاء بشأن مسألة الأقاليم في أوكرانيا .
وشدد الكرملين على أن المطلوب هو سلام طويل الأمد.
قالت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الجمعة، إنها أسقطت 47 مسيرة أوكرانية فوق أراضينا خلال الساعات الماضية.
ويأتي ذلك في إطار تصعيد المعارك بين روسيا وأوكرانيا للعام الثالث على التوالي.
وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم، استمرار المفاوضات مع الجانب الأمريكي لبحث خطة السلام المحتملة في أوكرانيا، فيما سيجري فريق العمل المعني بضمانات الأمن الأوكراني محادثات في ألمانيا.
وأوضح نائب رئيس الوزراء الأوكراني أن روسيا استهدفت عمداً الخدمات اللوجستية المدنية، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني في مناطق النزاع.
وأكد زيلينسكي حرص بلاده على مواصلة الحوار الدولي لضمان سلام مستدام وحماية المدنيين، بالتوازي مع استمرار التنسيق مع الشركاء الغربيين.
وقالت قيادة البحرية الأوكرانية إن هجوم روسي تسبب في إلحاق ضرر بثلاث سفن تركية في منطقة أوديسا.
وكانت مصادر محلية قد أشارت إلى وقوع انفجارات هزت أوديسا الأوكرانية والدفاع الجوي يعمل على التصدي للهجمات.
وأعلن الجيش الأوكراني استهداف مصفاة نفط في ياروسلافل الروسية.
وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني، اليوم الجمعة، إن روسيا استهدفت عمدا الخدمات اللوجستية المدنية.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بتقويض المساعي الدبلوماسية لإنهاء الحرب، بعد قصف سفينة مدنية في ميناء تشورنومورسك جنوب البلاد.
وقال زيلينسكي إن استهداف السفينة يؤكد أن موسكو "لا تأخذ بجدية" الجهود الدولية الهادفة لوقف القتال، مشددًا على أن الهجوم يمثل تصعيدًا خطيرًا ضد المرافق المدنية.