الروائح الجميلة لها طابع خاص في حياة الإنسان، كل يستخدم ما يفضله ويحبه، إلا أن العطور دائمًا في المرتبة الأولى، لكن لا أحد يعرف تاريخ بداية العطور في حياة الإنسان، ولماذا تم استخدامها، علما بأنها صنعت في مصر القديمة.

دور العطور في حياة المصريين

قبل 3 آلاف عام، عرف المصريون البخور، إلا أنه كان لا يستخدمها سوى الملوك والأمراء والكهنة، وحسب ما ذكرت الرسوم التي وجدت على القبور المصرية القديمة، فإن مصر كان لها الدور الأكبر في تأسيس صناعة العطور، التي لعبت دورًا أساسيًا في حياة المصريين.

طبقة الملوك والأمراء والكهنة، حرصت على إنتاج العطور، خاصة من قطرات الورد المصنوع عن طريق وضع أوراق الزهور على ورق البردي، ورشها بالقليل من الماء، كما استخدمه الكهنة في المعابد لممارس الطقوس الدينية، وفق ما أوضحه الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار.

سبب استخدام العطور عند المصريين

عن سبب استخدام العطور، خاصة من قبل عامة الشعب الذين صنعوه من زيت الخروع، هو أنها كانت تدخل عليهم المتعة، وتساعدهم على حماية أجسادهم من تأثير أشعة الشمس الحارقة، فضلًا عن أنهم ابتكروا عديد من الكريمات المعطرة ومرطبات البشرة، وكانوا يشكلونها في أشكال مخروطية ويذوبونها، لكي يغطوا شعورهم وأجسامهم، على حد تعبير «شاكر» خلال حديثه لـ«الوطن».

كبار رجال الدولة كانوا يستخدمون العطور المستخلصة من زيت الزيتون و زيت اللوز وزيت الهجليج، أما عامة الشعب فقد صنعوا عطورهم من زيت الخروع، وفقا لـ«شاكر»، الذي أوضح أنه نتيحة اعتقاد المصريين بأن الروح تصعد إلى السماء، استعملوا العطور خلال عملية التحنيط وكانت تأخذ من 40 إِلى 70 يوما لإكمالها، ووضعوا الأواني المطلية بالذهب والجرار المصنوعة من الفخار الناعم والعقيق الأبيض المملوءة بالمواد العطرية في القبور، ليحافظوا على جلود موتاهم ناعمة كالحرير في الدار الآخرة.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: حياة المصري القديم العطور استخدام العطور صناعة العطور فی حیاة

إقرأ أيضاً:

مجدي شاكر: تسجيل الكشري عالميًا اعتراف بتاريخ المطبخ المصري

في خطوة جديدة تعكس ثراء الموروث الثقافي المصري وتنوعه، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو» طبق الكشري المصري على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للإنسانية لعام 2025، اعترافًا بمكانته المتجذرة في الحياة اليومية للمصريين، باعتباره أحد أبرز رموز المطبخ الشعبي الذي تجاوز كونه وجبة غذائية ليصبح تعبيرًا عن هوية ثقافية واجتماعية ممتدة عبر الأجيال.

وبهذا الإدراج، ينضم الكشري إلى قائمة العناصر المصرية المسجلة على قوائم التراث غير المادي لليونسكو، ليصبح العنصر الحادي عشر باسم مصر، وفقًا لما أعلنته وزارة الثقافة المصرية عقب اعتماد القرار خلال اجتماعات المنظمة المنعقدة في نيودلهي بالهند، في تأكيد جديد على الحضور المصري المتواصل داخل خريطة التراث الثقافي العالمي.

مجدي شاكر: التراث غير المادي لا يقل أهمية عن الآثار

قال مجدي شاكر، كبير الأثريين، في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد إن مصر نجحت في تسجيل 11 عنصرًا على قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة اليونسكو، مؤكدًا أن هذا النوع من التراث يعرف بالتراث اللامادي، وهو لا يقل أهمية عن الآثار المادية، بل يمثل جوهر الهوية الثقافية للمجتمعات.

وأوضح أن تسجيل أي عنصر تراثي يبدأ بتقدم الدولة بملف متكامل يوضح طبيعة هذا العنصر وما يتميز به، متسائلًا: “هل لهذا العنصر ميزة خاصة؟ وهل يعبر عن هوية ثقافية واضحة؟”، لافتًا إلى أن هذه الملفات ترفق بتقارير ودراسات متخصصة تقدم إلى اليونسكو لدراستها وتقييمها.

بعد إضافة الكشري.. أطباق عربية تتحول لأيقونة عالمية على قائمة اليونسكوطبق المصريين الشعبي يخطف الأضواء عالميا.. الكشري تراث إنساني معتمدمن النخلة إلى السمسمية.. نماذج للتسجيل المشترك

وأكد أن اليونسكو تتيح للدول تقديم العناصر إما بشكل منفرد أو مشترك، موضحًا أن بعض العناصر الثقافية تتقاطع بين أكثر من دولة، مثل تسجيل “النخلة” بشكل مشترك بين مصر والسعودية، وكذلك بعض الأكلات التراثية مع الأردن، فضلًا عن آلة “السمسمية” التي جرى تسجيلها بالتعاون مع دولة أخرى.

وأشار إلى أن عملية التسجيل تمر بمراحل دقيقة من الدراسة والمراجعة، حتى يتم اعتماد العنصر رسميًا وضمه إلى قوائم اليونسكو، موضحًا أن هذا التسجيل يثبت أحقية الدولة في هذا التراث، ويمنع أي دولة أخرى من نسبته لنفسها، خاصة أن التراث يبنى عليه اقتصاديًا وثقافيًا وسياحيًا.

من الخيامية إلى الحرف اليدوية.. تراث يجذب الزائرين

وأضاف أن تسجيل التراث غير المادي يفتح آفاقًا جديدة للسياحة الثقافية، حيث يأتي كثير من الزائرين خصيصًا للتعرف على عناصر تراثية بعينها، مثل الخيامية أو الحرف التقليدية، مؤكدًا أن تسجيل العنصر باسم الدولة يمنحها حق الترويج له والاستفادة الاقتصادية منه ودعمه رسميًا.

وأوضح أن اتفاقية حماية وصون التراث الثقافي غير المادي صدرت عام 2003، ودخلت حيز التنفيذ عام 2006، ووقعت عليها 134 دولة من بينها مصر، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تعرف التراث الثقافي غير المادي بأنه الممارسات والتصورات وأشكال التعبير والمعارف والمهارات، وما يرتبط بها من أدوات ومصنوعات وأماكن ثقافية، والتي تعتبرها المجتمعات جزءًا من تراثها.

وأكد أن هذه الاتفاقية تمثل تطورًا مهمًا في السياسات الثقافية الدولية، إذ تهدف إلى صون التراث غير المادي وتعزيزه وضمان استدامته، والتوعية بأهميته، ودعم ممارسيه، ورصد التهديدات التي قد تؤدي إلى اندثاره، إلى جانب الترويج له محليًا ودوليًا، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.

وأشار إلى أن التراث غير المادي يعد ركيزة أساسية للحفاظ على التنوع الثقافي في عصر العولمة، وهو ما جعله أحد أولويات اليونسكو، لكونه أكثر عرضة للاندثار، ويشمل المهرجانات التقليدية، والعادات والتقاليد، وأساليب المعيشة، والحرف اليدوية، والأغاني والرقصات الشعبية، والحكايات، والفنون الشفاهية، والأكلات الشعبية، والطقوس الاجتماعية.

وأوضح أن الاتفاقية أتاحت للدول ترشيح عناصر تراثها غير المادي لإدراجها ضمن قائمتين رئيسيتين، هما القائمة التمثيلية، التي تهدف إلى إبراز التراث والتعريف به، وقائمة الصون العاجل، التي تعنى بالعناصر المهددة بالاندثار، موضحًا أن العناصر المدرجة في القائمة التمثيلية تكون مستقرة ومستدامة، بينما تحتاج عناصر الصون العاجل إلى تدخل عاجل ودعم دولي.

وأضاف أن الاتفاقية خصصت أيضًا قائمة ثالثة تعرف بقائمة أفضل ممارسات الصون، تدرج بها البرامج والمشروعات والأنشطة الناجحة في حماية التراث غير المادي داخل الدول الأطراف.

وأكد أن المادة 13 من الاتفاقية تلزم الدول باتخاذ تدابير واضحة لصون التراث الثقافي غير المادي، من خلال اعتماد سياسات عامة تبرز دوره في المجتمع، ودمجه في الخطط التنموية، وإنشاء جهات مختصة بصونه، وتشجيع الدراسات العلمية والتقنية، واعتماد الأطر القانونية التي تضمن نقل هذا التراث للأجيال القادمة مع احترام الأعراف المجتمعية.

قائمة مصر الكاملة على التراث غير المادي لليونسكو

واختتم بالتأكيد على أن قائمة العناصر المصرية المسجلة لدى اليونسكو تضم حتى الآن: السيرة الهلالية، والتحطيب، والأراجوز، والنسيج اليدوي في صعيد مصر، وفن الخط، وتقاليد التمر المصري، والاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة، وفنون النقوش والمعادن، وآلة السمسمية، والحناء، وأخيرًا طبق الكشري، باعتباره أحد أبرز رموز المطبخ الشعبي المصري.

طباعة شارك الكشري اليونسكو المطبخ الشعبي التراث غير المادي التراث الثقافي العالمي

مقالات مشابهة

  • أصيلة: حارسة عامة تقتل إبنتها ذات الأربع سنوات وتحاول الانتحار
  • حالة الطقس غدا: معتدل الحرارة نهارا .. بارد ليلا على أغلب الأنحاء
  • مجدي شاكر: تسجيل الكشري عالميًا اعتراف بتاريخ المطبخ المصري
  • الصين تعيد إحياء علامات السيارات الأوروبية القديمة من الموت
  • أشرف شاكر يعرض "موزون" بالأوبرا.. غدًا
  • إحالة أوراق المتهمين بقتل سائق رميًا بالرصاص في الجيزة للمفتي
  • أشرف شاكر يعرض موزون بالأوبرا.. الاثنين
  • أشرف شاكر يعرض "موزون" بالأوبرا في هذا الموعد
  • طقس الفيوم معتدل نهارا بارد ليلا والعظمى 20 درجة
  • «جمعية الإمارات للمتقاعدين».. جودة حياة وبداية عطاء