أمريكا تخسر حرب الغد في منطقة المحيطين الهندي والهادي
تاريخ النشر: 1st, May 2024 GMT
إن برنامج واشنطن للتمويل العسكري الأجنبي لا يتوافق كلياً مع تركيزه المعلن على آسيا. جوناثان وتشتيل - ناشيونال إنترست
في عام 2022 نشر البيت الأبيض في عهد بايدن استراتيجية للأمن القومي نصت على أنه "لن تكون أية منطقة في العالم أكثر أهمية للأمريكيين من منطقة المحيطين الهندي والهادي". وأكد الكونغرس في عام 2024 على تعزيز الشراكات الدفاعية للولايات المتحدة في المنطقة المذكورة وذلك لمواجهة المنافسة الاستراتيجية مع الصين.
واليوم ورغم هذه الاستراتيجيات المعلنة لا يزال 86% من التمويل العسكري الخارجي الأمريكي السنوي يذهب بأغلبية ساحقة، كما كان الحال منذ عقود، إلى دول في الشرق الأوسط.
ومن ضمن هذا الجزء من الكعكة، فإن أكبر المستفيدين من هذا السخاء هم الشركاء الأمنيون منذ فترة طويلة، إسرائيل ومصر والأردن. ومن بين ما يقرب من 13.2 مليار دولار وضعها الكونغرس في حساب التمويل العسكري الأجنبي في السنة المالية 2024، تبلغ المساعدات الأمنية لمصر حوالي 1.3 مليار دولار، ولإسرائيل 6.8 مليار دولار. أما المسرح ذو الأولوية بالنسبة لأمريكا، وهو منطقة المحيطين الهندي والهادي فلا يتلقى أكثر من 2% من المساعدات المالية.
تشير استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الحالية إلى إسرائيل أربع مرات ولم تذكر مصر. وتنص استراتيجية الدفاع الوطني الأمريكية الحالية على أن الأولويات الأربع الكبرى لوزارة الدفاع هي: 1) الدفاع عن الوطن 2) ردع الهجمات الاستراتيجية ضد الولايات المتحدة وحلفائنا 3) إعطاء الأولوية لتحدي جمهورية الصين الشعبية في منطقة المحيط الهادي والهندي، ثم التحدي الروسي في أوروبا 4) بناء قوة مشتركة مرنة ونظام دفاعي.
وصرح وزير القوات الجوية الأميركي فرانك كيندال مؤخرا بأن أولوياته القصوى "بالترتيب هي الصين، ثم الصين، ثم الصين" وأنه " لم يعد لدينا الوقت".
وفي مارس أدلى الأدميرال جون أكويلينو، قائد القيادة الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي، بشهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي قائلاً إن "جمهورية الصين الشعبية هي الدولة الوحيدة التي تمتلك القدرة على قلب النظام الدولي رأساً على عقب". تمثل الصين تحديًا وجوديا، للولايات المتحدة، وقوة نووية سريعة النمو. ويجب على الولايات المتحدة أن تضع المزيد من الأموال في مسرح المحيطين الهندي والهادي لبناء "قوة مشتركة" مرنة وقابلة للتشغيل المتبادل مع حلفائها وشركائها في تلك المنطقة الاستراتيجية الكبرى.
في عصر أصبحت فيه موارد الميزانية شحيحة بشكل متزايد، سيكون تكييف سياسات المساعدة العسكرية الخارجية الأمريكية لزيادة المساعدات لمنطقة المحيط الهادئ والهندي أمرًا صعبًا. ووفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس، فإن "إسرائيل هي أكبر متلق للمساعدات الخارجية الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية". وفي تلك الفترة، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل ما مجموعه 300.5 مليار دولار (معدلة حسب التضخم). كما جددت الولايات المتحدة أيضًا مذكرة التفاهم الثالثة التي مدتها عشر سنوات مع إسرائيل حتى عام 2028، والتي تتعهد بمبلغ 38 مليار دولار أخرى من المساعدات العسكرية، بما في ذلك 33 مليار دولار من التمويل العسكري الأجنبي.
وعلى الرغم من الصراعات المستمرة بين إسرائيل وإيران وحماس، وكذلك مع الحوثيين الذين يتسببون في اضطرابات البحر الأحمر، إلا أنه لا يوجد صراع في الشرق الأوسط يهدد الولايات المتحدة وجوديا. فإيران اليوم أصبحت قوة شبه نووية تتنافس على الهيمنة الإقليمية، وليس العالمية.
أما في أوروبا فيتعين على حلفاء حلف شمال الأطلسي أن يستمروا في تسريع الإنفاق لتعزيز استعدادهم الدفاعي وتمويل المزيد من المساعدات العسكرية لأوكرانيا. إن تحمل المزيد من نصيبهم من عبء الأمن الأوروبي يجب أن يساعد في تحرير الموارد الأمريكية لدعم الحلفاء والشركاء في منطقة المحيطين الهندي والهادي.
ويتعين على الولايات المتحدة أن تستمر في احترام التزاماتها تجاه حلف شمال الأطلسي وإسرائيل ومصر، بما يتفق مع التزامات اتفاقية كامب ديفيد لعام 1978. ومع ذلك، يجب على الولايات المتحدة تعديل برنامج التمويل العسكري الأجنبي الخاص بها لمعالجة ضرورات الأمن القومي الأمريكي الحالية بشكل أكثر فعالية.
إن إعادة ترتيب أولويات الموارد المتاحة في ميزانية الولايات المتحدة لتخصيص المزيد من دولارات التمويل العسكري الأجنبي لمنطقة المحيطين الهندي والهادي أمر مطلوب لتحقيق استراتيجية الأمن القومي للحكومة الأمريكية.
لقد حان الوقت لكي يتخذ الكونغرس بعض القرارات الصارمة من خلال زيادة التمويل العسكري الأجنبي الأمريكي بشكل حاسم للمنطقة حيث تواجه الولايات المتحدة أهم مخاطرها الوجودية - منطقة المحيط الهادي والهندي.
المصدر: ناشيونال إنترست
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: المحيط الهندي الاتحاد الأوروبي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكونغرس الأمريكي المحيط الهادي باراك اوباما جو بايدن حلف الناتو طوفان الأقصى الولایات المتحدة ملیار دولار المزید من فی منطقة
إقرأ أيضاً:
تراجع مؤشرات الأسهم الأمريكية وسط غموض المفاوضات مع الصين وترقب قرار الفيدرالي بشأن الفائدة
تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية خلال تعاملات جلسة يوم الثلاثاء 29 يوليو ، عند الإغلاق، مع الغموض الذي يكتنف محادثات التجارة الأميركية مع الصين، وتأهب المتداولين لقرار الاحتياطي الفدرالي بشأن معدلات الفائدة.
وانخفض مؤشر S&P 500 بنسبة 0.3% بعد أن سجل مستوى قياسياً جديداً خلال الجلسة. كما هبط مؤشر Nasdaq المركب بنسبة 0.4% بعد أن سجل هو الآخر مستوى قياسياً، وتراجع أيضاً مؤشر Dow Jones الصناعي 205 نقاط أوبنحو 0.5%.
وقلص المستثمرون بعض رهاناتهم على الأصول عالية المخاطر بعد انتعاش الأسهم في الأشهر الأخيرة من أدنى مستوياتها في أبريل مدعومةً بالتقدم المحرز في محادثات التجارة بين الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي. في المقابل كانت المحادثات مع الصين أقل يقيناً، حيث أنهى المفاوضون الأميركيون مفاوضاتهم مع نظرائهم من بكين يوم الثلاثاء، بينما لا يزال احتمال تمديد فترة تعليق فرض رسوم جمركية أعلى على الصين غير مؤكد. وذكر المفاوضون أنهذا التأجيل لن يكون نهائياً إلا بعد توقيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتأتي تحركات المؤشرات خلال جلسة الثلاثاء مع تقييم المتداولين لبعض نتائج الأعمال المتباينة يوم الثلاثاء. وانخفض تأسهم شركة بوينغ Boeing حتى بعد تحقيق أرباح قوية، وتسليم الشركة أكبر عدد من الطائرات منذ عام 2018.
أيضاً انخفضت سهم بروكتر آند غامبل Procter & Gamble قليلاً على الرغم من توقعات إيرادات العام بأكمله التي فاقت توقعات السوق، وتعيين شخص مطلع في منصب الرئيس التنفيذي.
أما نتائج شركات أخرى، فقد جاءت مخيبة للآمال، وذلك مع إعلان شركة الشحن العملاقة UPS، الرائدة في قطاع الاستهلاك، عن أرباح أقل من التوقعات ولم تُصدر أي توجيهات مستقبلية. كما خالفت شركة ويرلبول Whirlpool توقعات المحللين للربع الثاني، وخفضت توزيعات أرباحها.
ويعتبر هذا الأسبوع مرحلة مهمة لموسم نتائج أعمال الشركات الحالي، ومن المقرر أن تُعلن شركات ميتا بلاتفورمز Meta،ومايكروسوفت Microsoft، وآبل Apple، وأمازون Amazon عن نتائج أعمالها يومي الأربعاء والخميس.
وفي الوقت الحالي، أعلنت 199 شركة من شركات مؤشر S&P 500 عن نتائجها الفصلية، وتجاوزت نتائج نحو 82% منها التوقعات، وفقاً لبيانات FactSet.