“مهرجان إشراقات” يحتفي بجلال برجس والشرهان وكريستيان وليم في “أبو ظبي للكتاب”
تاريخ النشر: 2nd, May 2024 GMT
عقد المهرجان العالمي “إشراقات”، الذي تنظمه وزارة التسامح والتعايش في معرض أبوظبي الدولي للكتاب، ثلاث جلسات ركزت على تعزيز القيم الإنسانية وفي مقدمتها التسامح لدى الأجيال الجديدة على المستويين المحلي والعالمي، عبر الرسائل الهادفة التي تدعو إلى احترام الاختلاف، والتمتع بالمرونة والتعاطف، ودعم قدرات ومهارات الطلاب، من خلال التواصل مع الآخر، وتسليط الضوء على أهمية التعاطف والتعايش والأخوة الإنسانية في تلاحم المجتمع.
وركزت أولى جلسات “إشراقات” على الرواية العربية ودورها في الاحتفاء بالهوية والقيم الإنسانية، واستضافت الروائي والشاعر الأردني الفائز بجائزة البوكر عن روايته “دفاتر الوراق” جلال برجس، في جلسة أدارها عبير حامد وأحمد شلبي.
وثمن جلال برجس، ما تقدمه المؤسسات الثقافية والمعرفية في الإمارات والسعودية من دعم سخي للآداب والفنون سواء عبر الأنشطة الثقافية أو الجوائز الكبيرة التي تقدمها سنويا وهو ما انعكس إيجابا على المشهد الثقافي العربي بشكل عام على مستوى المبدع والجمهور أيضا، مؤكدا أن للكاتب دورا مهما في طرح الأسئلة وتعزيز قيم الحرية والهوية والإنسانية من خلال رؤية تحترم واقع الإنسان العربي، وتطرح عليه الأسئلة الصعبة، وتحمله على التفكير.
وأشاد برجس، بمهرجان “إشراقات” الذي يركز على دور المعرفة ومن يقوم عليها من الكتاب والمبدعين في تعزيز القيم الإنسانية لدى الإنسان العربي والمجتمعات العربية، مؤكدا أن عددا كبيرا من الشعراء نجحوا في كتابة الرواية، ليس على صعيد اللغة فقط وإنما على صعيد اقتناص الفكرة الاستثنائية أيضاً، مستذكرا قول ميرلو بونتي، حين أكد انه ليس هناك من رواية استثنائية إن لم تكن في المحصلة شعراً، ما يعني هنا شعرية الحدث وليس اللغة.
واستضافت الجلسة النقاشية الثانية، الدكتور عبدالله الشرهان، المتخصص في مجال رسوم الكرتون والقصص المصورة، وعضو مجلس الإدارة في جمعية الناشرين الإماراتيين، بينما أدارت الجلسة الدكتورة لمياء توفيق.
وقال الشرهان، خلال الجلسة، إنه يسعى دائما إلى صناعة الدهشة لدى الطفل والتي تحمل العديد من القيم بين ثناياها فتحمل القيم الأخلاقية والتسامح والتعايش وقبول الاختلاف بصورة لا تعتمد النصح، وإنماء الموقف والقصة والصورة في حد ذاتها، مشيرا إلى قصة يرويها حول عالم عديم اللون، حيث كل شيء بلا لون، غير أن وصول مخلوقين فريدين، لكل منهما لونه المميز، يقلب الأمور رأساً على عقب، ويساعد سكان هذا العالم على فهم جمال تقبل الاختلافات والتعايش في وئام.
وقال: عندما أضع قصتي كرسام بين يدي أي فنان تشكيلي، أترك له الحرية مع كل شخصياتها، مؤكدا أن اهتمامه بعالم القصص المصورة، ينطلق من أنه يعيش دائماً التجارب الطفولية مع أطفاله، لأن التفاصيل تمنح الكاتب والرسام وجهة نظر يمكن أن يقدمها ليستفيد منها مع الصغار.
وتناولت الجلسة النقاشية الثالثة، أهمية التحفيز للكبار والصغار، وقدمها الكاتب كريستيان وليم، الذي أكد أنه يعمل بالتعاون مع زوجته مع في مجال تحفيز وتنمية القدرات لدى قطاعات واسعة من طلاب المدارس والجامعات، معربا عن اعتزازه بالمشاركة في مهرجان “إشراقات” الذي أتاح له الفرصة للتواصل مع جمهور معرض أبوظبي الدولي للكتاب؛ لمشاركتهم أفكاره وخبرته وأهم السبل المبتكرة الأكثر تأثيرا، والتي تمكن الكبار والصغار معا من القيم الإيجابية والإنسانية كي يتعاملوا بها وتشكل أسلوب حياتهم، من خلال استخدام العديد من الأساليب السهلة والمحفزة للطاقات البشرية، ومشيرا إلى الدور المهم للقصص والمواقف الإيجابية في عملية التحفيز.
وأشاد وليم بالأهداف النبيلة لمهرجان “إشراقات” وما يحمله من قيم سامية كالتسامح والتعايش والاخوة الإنسانية، التي تعد ضرورية للغاية للإنسان في هذا العالم الذي يموج بالصراعات، والتحديات وتباين الأفكار والرؤى.وام
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
الفجيرة تستضيف الملتقى الفلسفي لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة
الفجيرة (الاتحاد)
أخبار ذات صلةاستضافت الفجيرة يومي 11 و12 ديسمبر أعمال الملتقى الفلسفي المشترك بين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية وبيت الفلسفة، والذي جاء تحت عنوان «المواطنة والآخر: فلسفة الوجود الإنساني». وشارك في الملتقى نخبة من المفكرين والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها، بهدف مناقشة إشكاليات المواطنة والهوية والدولة الوطنية، والأبعاد الاجتماعية والثقافية في زمن التحولات العميقة والواسعة التي يمر بها العالم اليوم لاستشراف آفاق الغد.
وانطلقت أعمال الملتقى بكلمتين افتتاحيتين ألقاهما الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، والدكتور أحمد برقاوي عميد بيت الفلسفة، أكدا فيهما أهمية تناول هذه القضايا الفلسفية في ضوء التحديات الراهنة، وما تتطلبه من فهم أعمق لمسارات الهوية والعيش المشترك، ودور الفكر الفلسفي في قراءة التحولات الاجتماعية والثقافية المعاصرة.
وتوزّعت جلسات الملتقى على خمسة محاور رئيسية، تناولت الجلسة الأولى «الآخر في الفلسفة المعاصرة»، فيما ناقشت الجلسة الثانية موضوع المواطنة والهوية والدولة. وخصّصت الجلسة الثالثة للطلبة، بهدف بحث دور الشباب في ترسيخ قيم المواطنة وقبول الآخر، بما يعكس توجه دولة الإمارات نحو تمكين الشباب وتعزيز ثقتهم بهويتهم الوطنية بوصفها أساساً للحوار والانفتاح.
واستكملت الجلسات العلمية في اليوم الثاني بالجلسة الرابعة التي تناولت مفهوم المواطنة والتعددية المجتمعية، قبل أن تختتم أعمال الملتقى بالجلسة الخامسة والختامية، والتي ناقشت مفهوم المواطنة والهوية واستغلال المتطرفين لها.
وفي هذا الصدد أكد د. خليفة مبارك الظاهري أن الملتقى يعكس حرص الجامعة على تعزيز رسالتها الثقافية والعلمية في المجتمع، والإسهام في خدمة الفلسفة والمعرفة بمختلف ضروبها، بجانب رسالتها الأكاديمية والبحثية، كما يجسّد الملتقى اهتمام الجامعة بتعزيز شراكتها مع بيت الفلسفة في الفجيرة في سياق تفعيل اتفاقية التعاون بين الطرفين، مشيراً إلى أن التعاون مع بيت الفلسفة يأتي ضمن اتفاقية شراكة تهدف إلى دعم الدراسات الفلسفية وتعزيز حضورها في مؤسسات التعليم، بما يرفد جهود التنمية والتحديث.
من جانبه، أكد أحمد السماحي، مدير بيت الفلسفة أن اللقاءات التي تعقد يتم إعدادها بعناية، واختيار موضوعاتها بدقة، إذ إن الهدف الأساس من هذا التعاون هو تقديم نتاج فكري فلسفي قيمي عميق من شأنه أن يبين للعالم أن الحوار هو السبيل الأمثل، الذي ينبغي أن ننتهجه من أجل مد جسور التواصل مع الآخر. وذلكم ما دأب عليه بيت الفلسفة وسيستمر به بما يمثله من منفعة فكرية وتواصل خلاق يتوافق وسياسة دولة الإمارات العربية المتحدة.