حلال أم حرام| حكم الاحتفال بشم النسيم.. وهل ذُكر في القرآن؟.. “كريمة” يحسم الجدل
تاريخ النشر: 3rd, May 2024 GMT
تقليد مصري قديم يعود لآلاف السنين، وهو الاحتفال بما يُعرف بـ "شم النسيم"، وهو مناسبة اجتماعية تُعتبر يومًا مميزًا في تقويم الثقافة المصرية.
الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أشار إلي أهمية الاحتفالات والمناسبات في حياة البشرية، حيث يعتبر الدين والعادات والتقاليد عاملاً رئيسياً في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية للشعوب.
ومن بين هذه المناسبات الدينية والاجتماعية المتنوعة، نجد الأعياد التي تحمل رموزاً ومعاني متعددة، منها الأعياد الدينية التي ترتبط بالتقوى والعبادة، والأعياد الوطنية التي تجسد تاريخ الأمم وكرامتها.
الإشارة إلى تعاليم النبي محمد في الحديث الشريف
وقد أشار الدكتور كريمة إلى تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي أكد على أهمية الاحتفالات والمناسبات لكل قوم، حيث قال في حديثه الشريف: "إن لكل قوم عيد". وهذا الحديث يبرز أهمية الاحتفالات الدينية والثقافية في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم المحبة والتضامن بين أفراد المجتمع.
مفهوم عيد شم النسيم في التراث المصريفعيد شم النسيم يعد من أبرز المناسبات في التقويم ، حيث يحتفل به في أول أيام شهر نيسان من كل عام، ويمثل هذا العيد رمزاً للبهجة والفرحة بقدوم فصل الربيع وانتهاء فصل الشتاء.
وقد ورد اسم "شم النسيم" من الكلمة المصرية القديمة "شمتو"، التي تعني "الزينة" أو "التزين"، وهذا اليوم كان يحتفل به في العصور القديمة بالتزيين والاجتماعات الاحتفالية.
الأصل الديني لعيد شم النسيمويرتبط عيد شم النسيم أيضاً بالمعاني الدينية، إذ يذكر الدكتور كريمة أن اليوم المعروف بـ"شم النسيم" يرتبط بمعنى الزينة الذي ذكر في القرآن الكريم، حيث وردت كلمة "الزينة" في سياق يتحدث عن سيدنا موسى وموعد الميعاد الذي دعاهم الله ليوم الزينة وجمع الناس للصلاة.
التاريخ الثقافي لعيد شم النسيم في مصر القديمةوتعتبر مصر القديمة من أوائل الحضارات التي احتفلت بعيد شم النسيم، حيث كانت هذه المناسبة تجمع الناس للتبادل بالزهور والهدايا، وكانت فرصة للتعبير عن الفرح بقدوم الربيع وتجديد الحياة.
ما ورد في تفاسير العلماء حول عيد شم النسيموقد ذكر العلماء المفسرين في تفاسيرهم للقرآن الكريم بعض المعلومات عن عيد شم النسيم، حيث أشاروا إلى أن المصريين القدماء كانوا يعتبرون هذا اليوم عيداً خاصاً بهم، يتجمعون فيه للاحتفال والزينة والتبادل بالهدايا، وقد ورد ذلك في تفسيرات شيوخ الأزهر المعروفين.
أصل عيد شم النسيم وربطه بعيد النيروزوفي سياق متصل، يرتبط عيد شم النسيم أيضاً بعيد النيروز، أي عيد فصل الربيع، كما ورد في تفاسير شيوخ المفسرين من الصحابة، والذين نقلوا مفهوم الاحتفال بعيد النيروز وعيد شم النسيم كرمز للفرح بموسم الحصاد وانتهاء فصل الشتاء.
تعزيز العادات والتقاليد في الاحتفال بعيد شم النسيممن الملاحظ أن الاحتفال بعيد شم النسيم يحمل قيماً اجتماعية هامة، حيث يتجمع الناس للاحتفال بقدوم الربيع وموسم الحصاد، وتبادل الزهور والهدايا، ما يعكس ترابط المجتمع وروح التضامن والبهجة.
استمتاع المصريون بمناسبة عيد شم النسيمويعتبر عيد شم النسيم فرصة للاستمتاع بالهواء الطلق والطبيعة الخلابة، حيث يقضي المصريون يوماً مليئاً بالفعاليات والاحتفالات والمرح في الحدائق والمنتزهات، ويتبادلون التهاني والأماني بمناسبة العيد.
الاحتفال بمواسم الحصاد والزراعة في عيد شم النسيمولم يكن عيد شم النسيم مجرد احتفال اجتماعي، بل كان يمثل أيضاً فرصة للتعبير عن فرحة الحصاد والزراعة، حيث كان المصريون يحتفلون بجني محاصيلهم الزراعية الهامة كالقمح والفول والثوم والبصل، وهو ما يبرز ترابط الشعب المصري مع أرضه وموسم زراعته.
استمرارية عيد شم النسيم في العصور الحديثةورغم تطور العصر والتغيرات التي شهدتها المجتمعات، إلا أن عيد شم النسيم استمر كموروث تراثي هام يعبر عن ترابط المصريين مع تقاليدهم وأصولهم الزراعية، ويظل هذا العيد فرصة للاحتفال بالحياة والفرح والترابط الاجتماعي.
وعيد شم النسيم هو مناسبة تحمل الكثير من الرمزيات والمعاني العميقة في قلوب المصريين والعرب. إنه عيد يجسد الفرح والتفاؤل ببداية فصل جديد، ويمثل روح الانتماء والتقدير للحياة والطبيعة. نتمنى للجميع عيد شم النسيم سعيد وأوقاتًا ممتعة ومليئة بالفرح والمحبة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: شم النسيم تقليد مصري الاحتفالات الأزهر الربيع عید شم النسیم
إقرأ أيضاً:
كورال سان جوزيف ينظم حفل الترانيم الميلادي السنوي بمشاركة مطارنة الكنيسة الكاثوليكية
نظمت الرهبنة الفرنسيسكانية بمصر، حفل الترانيم الميلادي السنوي، بمناسبة اقتراب الاحتفال بعيد الميلاد المجيد، وذلك بكنيسة سان جوزيف، بوسط البلد.
ترانيم الميلادوقدم فريق كورال "سان جوزيف"، بقيادة الأب بطرس دانيال، والمايسترو ماجدولين ميشيل، عددًا من الترانيم الميلادية، حيث حملت الأمسية طابعًا خاصًا، تزامنًا مع مرور 25 عام على تأسيس الكورال، وإطلاق حفل الترانيم الأول.
شارك في الاحتفال سيادة رئيس الأساقفة نيقولاس هنري، السفير البابوي بمصر، وسيادة المطران كلاوديو لوراتي، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، وسيادة المطران جورج شيحان، رئيس أساقفة إيبارشية القاهرة المارونية لمصر والسودان، والزائر الرسولي على شمال إفريقيا، ونيافة الأنبا توما حبيب، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك، وسيادة المطران جان ماري شامي، النائب البطريركي العام للروم الملكيين الكاثوليك بمصر والسودان وجنوب السودان.
شارك أيضًا المونسينيور جوزيف فورو، نائب السفير البابوي بمصر، والأب فيليب فرج الله، الخادم الإقليمي للرهبنة الفرنسيسكانية بمصر، والأب ممدوح شهاب، راعي الكنيسة، والمونسينيور أنطوان توفيق، نائب مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، وعدد من الآباء الكهنة، والرهبان والراهبات، وأبناء مختلف الكنائس. كذلك، حضر الاحتفال عدد من السادة السفراء، والمستشارين، والإعلاميين، والفنانين.
وفي ختام الأمسية، قدم الأب فيليب فرج الله كلمات الشكر والتقدير والامتنان إلى السفير البابوي بمصر، والآباء المطارنة، والكهنة والرهبان والراهبات، وجميع السادة الحضور، الذين حرصوا على المشاركة، شاكرًا أيضًا جميع من ساهم في تنظيم الاحتفال الميلادي.