تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نشرت صحيفة الجارديان تقريرًا أفادت فيه بأن القادة الإسرائيليين يواجهون ضغوطًا متزايدة للسماح بزيادة دخول المساعدات إلى قطاع غزة، وذلك بناءً على طلب وزير الخارجية الأمريكي، أنتونى بلينكن، الذي دعا رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو إلى تعجيل وتواصل الجهود الرامية لتحسين كمية المساعدات الإنسانية المتجهة إلى غزة.


ووفقًا للصحيفة البريطانية، ترى الوكالات الإنسانية أن الشاحنات التى تتمكن من دخول غزة بعد مراجعتها من قبل السلطات الإسرائيلية لا تزال غير كافية لتلبية الاحتياجات الضرورية فى القطاع.


جرت محادثة استمرت ساعتين بين بلينكن ونتنياهو فى القدس، حيث ناقشا أهمية استمرار تقديم المساعدات الإنسانية إلى غزة، إلى جانب المفاوضات المتعلقة بالرهائن ووقف إطلاق النار.


وأكدت الولايات المتحدة مجددًا رفضها القاطع للهجوم المقترح من قبل إسرائيل على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، وأشارت إلى جهودها المستمرة لتحقيق سلام دائم ومستدام فى المنطقة، بما فى ذلك النقاش حول إمكانية التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والتحديات المرتبطة بتشكيل دولة فلسطينية مستقلة، التى تتبناها الولايات المتحدة وتواجه معارضة قوية من جانب نتنياهو.


وتوجه بلينكن إلى ميناء أشدود لتفقد التحسينات التى تم إجراؤها فى توصيل المساعدات إلى غزة خلال الأيام الأخيرة، كما ادعى أن الميناء كان مفتوحًا منذ فبراير الماضى لنقل الدقيق الأمريكى إلى غزة، والآن يقبل أنواعا مختلفة من المساعدات الإنسانية، مما يشهد تدفقًا حقيقيًا للمساعدات المتجهة إلى السكان فى غزة.


وفيما يتعلق بالممر البحري، الذى يضم رصيفًا عائمًا ورصيفًا أمريكيًا لتسهيل نقل المساعدات الإنسانية عبر البحر، أشار بلينكن إلى أنه قد يتم تشغيله فى غضون أسبوع، معتبرا ذلك "تقدمًا إيجابيًا"، كما أكد على أهمية تسريع هذه الجهود والحفاظ على التقدم الذى تم إحرازه، نظرًا للحاجة الماسة فى غزة.


وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، أعلن الأسبوع الماضى أن هناك تقدمًا تدريجيًا نحو تفادى "مجاعة من صنع الإنسان" فى شمال قطاع غزة، مع دعوته لإسرائيل لزيادة الجهود المبذولة.


ورغم هذا التقدم، تواجه الوكالات الإنسانية تحديات بيروقراطية إضافة إلى صعوبات لوجستية خطيرة داخل غزة، مما يثير شكوكًا حول آليات الإحصاء التى تستخدمها إسرائيل للشاحنات وحمولاتها التى تدخل القطاع.


فى سياق متصل، أعلنت وزارة الخارجية الأردنية الأربعاء الماضى أن مستوطنين إسرائيليين هاجموا قافلتى مساعدات إنسانية أردنيتين أثناء توجههما إلى قطاع غزة عبر الضفة الغربية.


وعلى الرغم من الهجوم، تمكنت القافلتان، المحملتان بالمواد الغذائية والطحين ومساعدات أخرى، من استكمال رحلتهما ووصولهما إلى وجهتهما.


وتتردد تكهنات متزايدة بشأن احتمالية شن إسرائيل هجومًا على مدينة رفح فى جنوب قطاع غزة، وهو ما يشكل تهديدًا جديًا لأكثر من مليون فلسطينى نزحوا من منازلهم نحو الشمال.


تثير هذه الخطة اعتراضات قوية من حلفاء إسرائيل، بما فى ذلك الولايات المتحدة، التى تشدد على أن الاكتظاظ فى المنطقة قد يؤدى إلى خسائر كبيرة فى الأرواح المدنية، فضلًا عن تعطيل إمدادات المساعدات التى تدخل عبر مصر.


وفيما يتعلق بالموقف الأمريكي، أكدت وزارة الخارجية، يوم الأربعاء الماضى، أن الولايات المتحدة لا تملك القدرة على دعم عملية رفح دون وجود خطة إنسانية محددة، مؤكدة على أنها لم تطلع على مثل هذه الخطة من قبل.


وجاءت زيارة بلينكن إلى إسرائيل باعتبارها جزءًا من جولته السابعة فى الشرق الأوسط منذ بدء الحرب فى أكتوبر الماضي، فى وقت يستمر فيه القصف الإسرائيلى على معظم مناطق غزة، مما يؤدى إلى مزيد من الخسائر فى الأرواح المدنية وتدمير البنية التحتية.


وتتركز اهتمامات السياسة الداخلية فى إسرائيل على احتمالية إطلاق سراح الرهائن الباقين على قيد الحياة المحتجزين فى غزة، فى حال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل العملية العسكرية في رفح الفلسطينية رفح المساعدات المساعدات الإنسانیة الولایات المتحدة قطاع غزة إلى غزة

إقرأ أيضاً:

لقمة العيش المغمّسة بالدم

في مشهد مؤلم ومع توسع العدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، لم يتبق سوى أقل من 18% من مساحة القطاع كمنطقة يسمح فيها بوجود المدنيين، أما بقية المساحة، فإما تحت سيطرة إسرائيلية مباشرة أو تعتبر مناطق إخلاء وتتعرض لقصف متواصل، ووفقا لمركز إعلام الأمم المتحدة، أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى استمرار النزوح في جميع أنحاء قطاع غزة، حيث نزح نحو 200 ألف شخص خلال الأسبوعين الماضيين فقط.

الوضع الكارثي في غزة هو الأسوأ منذ بدء الحرب، مع استمرار القصف ولاسيما في خانيونس حيث أُجبر آخر مستشفى يعمل جزئيا على الإخلاء، وباتت الخدمات الإنسانية من أكثر العمليات التي تواجه العراقيل في التاريخ الحديث للاستجابة الإنسانية العالمية في أي مكان، فمنذ آذار الماضي، فرضت السلطات الإسرائيلية طوقا محكما على المساعدات الإنسانية والبضائع، لتسمح في الأسبوعين الماضيين بدخول ما وصفته الأمم المتحدة بـ «نقطة في بحر الاحتياجات» من إمدادات محددة إلى قطاع غزة.

ما يجري في غزة هو عملية إبادة متكاملة تنفذ أمام أعين المجتمع الدولي الذي يرى الأطفال الفلسطينيين يموتون جوعا أو يستهدفون بالصواريخ وهم يبحثون عن الطعام دون أن يتخذ موقفا جادا لوقف هذه المأساة الإنسانية، وبفعل إجراءات حكومة الاحتلال لم تتمكن المؤسسات الدولية المختصة في تقديم المساعدات من إيصال معظم هذه المعونات القليلة إلى السكان، بسبب القيود الإسرائيلية وانعدام الأمن، ولم يحصل سكان قطاع غزة الذي أصابهم اليأس على أي من المواد الغذائية لإطعام أسرهم.

وضمن ما فرضته حكومة الاحتلال باتت مواقع توزيع الطرود الغذائية العنصرية التي تقدم تحت إشراف أميركي إسرائيلي تشكل خطورة على حياة المواطنين ولم تعد مراكز إغاثة، بل تحولت إلى ميادين إعدام جماعي، ومصايد موت تنصب للفلسطينيين الجوعى الذين يتدافعون هربا من الجوع، وقتل أكثر من 62 مدنيا وإصابة العشرات في أبشع مشاهد القتل المتعمد بحق من لا يملكون سوى أمعاء خاوية تسعى إلى الحصول على ما يوقف موتهم جوعا، هي وصمة عار على جبين العالم الديمقراطي، الذي فرط بمبادئه والمعاهدات الدولية، وهو منذ 20 شهرا لم يحرك ساكنا لحماية مليوني ونصف مليون فلسطيني يبادون بشكل دموي ويخضعون للتهجير القسري بشكل متكرر.

السلوك الدموي لحكومة الاحتلال يشكل جريمة حرب مكتملة الأركان، تفضح الطبيعة الفاشية للاحتلال، وتثبت استغلاله للجوع كسلاح إبادة جماعية، ويجب التحرك العاجل من قبل المجتمع الدولي لوقف هذه الجرائم فورا، وفتح المعابر أمام المؤسسات الدولية والأممية وعلى رأسها «الأونروا»، لتكون الجهة الوحيدة المخولة بتوزيع المساعدات الإنسانية، بما يضمن كرامة أبناء شعبنا وأمنهم، ومنع الاحتلال من استخدام الإغاثة لقتل المواطنين، وتتحمل الدول الراعية لهذه المساعدات، وعلى رأسها الولايات المتحدة، المسؤولية الأخلاقية والقانونية عن نتائج هذا النهج الإجرامي، ولا بد من إجراء تحقيق دولي عاجل ومحاسبة القتلة وتقديمهم إلى العدالة الدولية.

عدم قدرة المجتمع الدولي العمل على لجم الاحتلال الإسرائيلي وإيقاف الحرب بات يشكل خطرًا إضافيًا على حقوق الشعب الفلسطيني ويستدعي يقظة سياسية وتحركًا عاجلًا لإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية في صدارة المشهد الدولي، من منطلق إنساني وقانوني وأخلاقي، ويجب على مجلس الأمن والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية الدولية كافة اتخاذ خطوات عملية ضد عدوان الإبادة والتطهير العرقي، والتحرك لوقف الإجرام الإسرائيلي وفرض الحماية الدولية الفورية للشعب الفلسطيني.

الدستور الأردنية

مقالات مشابهة

  • بن جفير يطالب نتنياهو بمناقشة عاجلة بشأن المساعدات الإنسانية لغزة
  • “الأونروا” تطالب بإعادة تمكينها من توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة
  • أمريكا تدرس منح 500 مليون دولار لمؤسسة غزة الإنسانية بناء على طلب إسرائيل
  • رئيسة المفوضية الأوروبية: يجب أن تتمتع المحكمة الجنائية الدولية بحرية التصرف دون ضغوط بسبب إسرائيل
  • مؤسسة غزة الإنسانية تعلق توزيع المساعدات الغذائية
  • فضيحة مدوّية في قلب إسرائيل.. اتهام الاحتلال بتسليح ميليشيات في غزة
  • لقمة العيش المغمّسة بالدم
  • بريطانيا تحذّر إسرائيل: أوقفوا المجازر في غزة أو واجهوا إجراءات حاسمة
  • مؤسسة غزة الإنسانية تعلن فتح مركزين لتوزيع المساعدات الخميس
  • الأمم المتحدة: قتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات الإنسانية ليست أعمالاً فردية