رسائل سياسية وعسكرية يوجهها الزُبيدي في ذكرى إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس
تاريخ النشر: 4th, May 2024 GMT
وجه عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، رسائل سياسية وعسكرية خلال كلمته التي ألقاها في الحفل الخطابي الذي أقامته اللجنة العُليا للمناسبات الوطنية والاحتفالات، بمناسبة الذكرى السابعة لإعلان عدن التاريخي، وتأسيس المجلس الانتقالي.
وفي الحفل، الذي حضره عدد من أعضاء هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، والفريق محمود الصبيحي وزير الدفاع الأسبق، ووزراء المجلس في الحكومة، ومحافظي المحافظات، ورؤساء الهيئات المساعدة، والقيادات العسكرية والأمنية، وقيادات السلطة المحلية بالمحافظات، أشار الزبيدي إلى أن هذه المناسبة التاريخية شكّلت تحولا محوريا في مسار نضالات شعبنا نحو بلوغ هدفه الأسمى، الذي دفع في سبيل إنجازه الآلاف من خيرة أبنائه.
وقال: "إن احتفالنا بهذه المناسبة الفارقة في مسيرة ثورة شعبنا التحررية، يأتي في سياق ترسيخ الشعور الوطني لدى الأجيال بأهمية هذا الاستحقاق الوطني الذي جاء كنتاج لجهدٍ وطني جماعي تراكمي، بُني على أساسه المجلس الانتقالي الجنوبي، ككيان قيادي وطني انتقالي للجنوب بحدوده الدولية المعروفة حتى 21 من مايو 1990م وحامل ومعبر عن قضيته الوطنية وثورته الشعبية التحررية بمساريها السلمي والمقاوم، على قاعدة الجنوب لكل وبكل أبنائه، شركاء في الوطن وفي تحمّل مسؤولية الدفاع عن مكتسبات شعبنا وقضيته ومصالحه الاستراتيجية".
وأكد أن التفويض الذي حمله المجلس في مثل هذا اليوم من العام 2017، لم يكن تشـريفاً، بل تكليف شاق وعسير، فضلاً عن كونه مسؤولية وطنية وتاريخية أمام الله ثم أمام شعب الجنوب وأجياله، لتحقيق شراكة وطنية واسعة وشاملة لاستعادة الوطن ورسم ملامح مستقبله من قبل جميع أبنائه في مرحلة نضال تحرري شاق وعسير، لافتاً إلى أن نهج المجلس كان الحوار ثم الحوار المستمر ونتائج ذلك ماثلة أمام الجميع.
ورد الزبيدي على منتقدي المجلس بعد سبع سنوات من إعلان عدن التاريخي وتأسيس المجلس، وأوضح أن المجلس خلال هذه الفترة قطع شوطاً كبيرا في ترسيخ وجوده داخلياً وإيصال صوت شعب الجنوب إلى دوائر صنع القرار الإقليمي والدولي، وعمل بكل تفانٍ وإخلاص على تعزيز حضور القضية الجنوبية في المحافل الإقليمية والدولية، مضيفاً إن المجلس سيعمل على مضاعفة جهوده خلال الفترة القادمة على المستويين الوطني والخارجي حتى الانتصار للقضية واستعادة وبناء دولته الفيدرالية المستقلة.
ولفت الزبيدي إلى إدارك المجلس لحجم المعاناة التي يتكبدها الجنوبيون في ظل تفاقم الأوضاع الاقتصادية وانهيار سعر صرف العملة، وقال "ندرك بأنكم ترمون بالمسؤولية الأولى على المجلس الانتقالي بوصفه ممثلكم في السلطة القائمة وشريكاً فيها، ونتفهم ذلك وندرك أبعاده وأبعاد من يحاول استغلال ذلك بسوء نية وكيد سياسي".
ووجه الزبيدي رسالة قوية بهذا الشأن، أكد خلالها أن هذا الوضع لن يستمر وأن المجلس سيكون مع الشعب في كل حال ومآل، وقال: "لسنا صامتين أو متجاهلين كما يُروج له البعض أو يُظن، وستثبت الأيام ذلك".
وأضاف "إن الوضع في البلد لم يعد يحتمل نهج التجريب والتقسيط والتأجيل والترحيل وسلق الحلول والتسويات، بل يستوجب عملية سياسية شاملة غير مشـروطة، عملية واضحة البدايات والمسارات والتوجهات والمضامين، لا تقوي طرفا على آخر ولا تنتزع حق أحد أو تحدد سقوف الحل مسبقا، عملية تهيئ لحلول مستدامة لقضايا الصراع المحورية وفي طليعتها قضية شعب الجنوب".
وأكد أن شعب الجنوب تحمّل سياسات التسويف والتأجيل والمماطلة زمنًا طويلًا قد نفد صبره، ولم يعد بوسعه التعاطي مع أي مبادرات لا تضع قضيته في طليعة جهود السلام، وأن التزام شعب الجنوب نهج التفاوض كأساس لحل قضيته، لا يغفل جاهزيته لأي خيارات أخرى، إن لزم الأمر.
وثمن الزبيدي دور الأشقاء في التحالف العربي في حماية البلاد من أطماع إيران، وقال: "لقد جاء تدخلكم إلى جانب أشقائكم في لحظة فارقة من تاريخ بلادنا، لحظة جسدتم فيها أبهى صور التضامن والأخوة والمصير العربي الواحد. نبادلكم الوفاء والعرفان نظير ما قدمتموه من دعم وإسناد وتضحيات، في ملاحم بطولية امتزجت فيها دماء شهدائنا وشهداءكم جنبًا إلى جنب، وسطرتم بموقفكم العروبي الأصيل مآثرٌ عظيمة ستظل حيّة في ذاكرة شعبنا والأمة العربية".
وأشار إلى أن هذا الانتصار قد كفل تأمين أحد أهم المواقع الاستراتيجية وأكثرها حساسية في منطقة شبه الجزيرة العربية من خطر داهم كاد أن يُحيل آمال شعوب منطقتنا إلى كابوس، منبهاً بأن التهديدات المحيطة بنا وبكم، تستوجب تأمين ذلك النصـر لصنّاعه الصادقين، وتجنب ربطه برهانات خاسرة.
كما وجه الزبيدي رسالة إلى الجيش الجنوبي بوصفهم حراس أمنه واستقراره والصخرة الصماء التي تتحطم عليها كل المؤامرات التي تستهدف الشعب وقضيته الوطنية العادلة، مجدداً التأكيد على أن الجنوبيين دعاة سلام وأن المجلس سيواصل دعم كافة الجهود الإقليمية والدولية الهادفة لإحلال السلام في بلادنا والمنطقة.
وقال: "فمشروعنا مشروع سلام ونهجنا الحوار والتسامح، ومثلما اتخذنا السلام نهجا، فلدينا الإرادة والعزيمة لحماية مكتسبات شعبنا ومصالحه الوطنية، والانتصار لقضيته العادلة".
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المجلس الانتقالی شعب الجنوب
إقرأ أيضاً:
إتفاقية جوبا لسلام السودان .. تقويم ممارسة الحكم وتأسيس وبناء الدولة
إن إتفاقية سلام جوبا لم تسلب حقوق أحد أو إي مكون كان عبر مساراتها وماتوصلت إليه الأطراف هو إلتزام دستوري وسياسي وأخلاقي ينبغى صونه والوفاء بمستحقاتة الواردة وهي مكتسبات لأهل المصلحة الذين يمثلون مجتمعات واسعة تضررت تاريخياً من قمع أنظمة الحكم المركزية وسياساتها الجائرة والهاضمة لحقوق المواطنة ولحق بها الظلم الفاحش وإرتكبت بحقها جرائم ضد الإنسانية وإبادات جماعية وإنتهاكات جسيمة، وهي ثمرة نضال طويل وكفاح مستمر بذلت فيه تضحيات جسام شباب ورجال عزاز سكبت دماءهم الذكية وغادرتنا أجسادهم الطاهرة وبقيت رسومهم سراج ومصابيع تنير لنا عتمة طريق التغيير الجذري الذي فدوه بأرواحهم وبذلوا أغلى ثمن، مضوا وآخر كلماتهم وفي الأوطان في دم كل حر يد سلفت ودين مستحق.هذا التغيير الذى سعى إليه هؤلاء الأبطال الأوفياء إن تحقق بلاشك نفع عام يجني ثمارة الوطن ويحصد مكتسباته المواطنيين الذين هم ضحايا لسلوك الأنظمة السلطوية المركزية التي تمثلها نخب وطبقات سياسية ومتعلمين ومثقفين وجماعات مصالح ونفوذ مالي وإقتصادي يتكتلون ويتجمعون في كل حين وزمان يقاومون ويتصدون ويتمنعون لأي محاولة تغيير جادة تعيد توازن السلطة والتوزيع العادل للموارد والثروة بصورة تحقق تنمية متوازنة وتحد من التفاوتات في ميزان العدالة الإجتماعية والذي هو مقصد نبيل للمشروع السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية ويمثل مدخلا قويما للقضاء على عاهات سياستنا المعطوبة.إن إصرار الإبقاء على الوضع القديم والشائه والمجرب والذي ثبت بطلانه وعجزه على صون وحدة البلاد وتماسكها وبناء وجدان وطني قومي متحد، إن هذا التعمد ليس له تفسير إلا الإنتقام من هذا الوطن الكريم بتوريث الأجيال مكاره وأبغاض وعاهات وأمراض تصبح معضلات تقف عقبات كؤودة أمام تقدمهم ونهتضهم وإستقرارهم السياسي ورفاههم التنموي، إن المعايير التي بنيت عليها أنظمتنا السياسية إدارة شؤوننا العامة ثبت بطلانها وزيفها المزخرف بشعارات تتضمن قيم المواطنة، وما دروا أنها إلتزامات وحقوق متساوية وتؤكد عليها الممارسات المؤسسية والعملية والتطبيقية وصون تلك العهود المتضمنة دستوريا، وليست أفيون لتخدير الناس وخداع مشاعرهم لبعض الوقت والاستمرار في الفساد، إن تلك المعادلاتة الباطلة والشائهة والمزيفة لإرادتنا السياسية هي من أسست لهذا الواقع المزري والمتردي والمرير وأفضى إلى كل مافيه نحن الآن من مكاره وبغض، وهو وليدة أغبان تاريخية وسياسية حاقت بمجتمعات ومناطق واسعة من أرض بلادنا وهي نتاج ذهنيةتلك الطبقات التي أشرت إليها وإفراطها في أنانيتها وسعيها الدؤوب لتغبيش وعي الناس بمحاولات تبرير بائسة وزائفة وتشويه الحقائق وهي أسلحة للترهيب الفكري والسياسي دأبت على إستخدامها بغرض غمط حقوق الغير والنيل منهم ، إلا أنها سياسة مكشوفة وباطلة في مفعولها، وأن الغاية والمحصلة من تلك السلوكيات الفاسدة الصادرة منها هو عدم التفريط والمحافظة على تلك الامتيازات التي جنوها عبر سلطة حكم موروث ظلما عبر التاريخ، لذا عندما تحين فرص التغير وبناء دولة وطنية على أسس جديدة عادلة ومنصفة ولصالح عامة الناس والوطن، يخرجون أؤلئك أنتن مافي نفوسهم من قزر القول وخبثه لتلويث مناخ التوافق والإجماع الوطني المنشود والذي لايقوم إي مشروع سياسي وطني إلا به، وهو مسعانا الحميد الذي لن نمل أو نكل لبلوغه، حتى إن شق على نفوسنا مكابدة عثراته المصطنعة وفي حنايا وزوايا نفوسنا مأثر قول هادي ركبنا والتغيبر الدكتور جبريل ابراهيم محمد إن الأوطان لاتبنى بالثأرات ونحن لاننظر إلى القبور لاحصاء الأموات، حتى نستدعى مشاعر العداء والإنتقام، وإن الواجب الأخلاقي والمسؤولية يقتضيان الإلتزام والوفاء للقيم والمباديء التي فدوا أنفسهم من أجلها تجديدا للعهد والتزكير.إن التغيير ليس بأمر عصى وصعب المنال إنما يتطلب إرادة ورغبة وعزيمة وصبر وإصرار وتجرد لإنتصار العام على الخاص وذلك ممكنا إذا أدركنا كنهة والمنافع المتحصلة منه.وإن التفكير في المضي وعدم تنكب هذا الطريق والإصرار على تكرار تجارب نقض العهود والمواثيق لن يفضي بنا الا على تأكل الثقة وهدم محاولات بنائها وهي تمثل القاعدة الصلبة للمشروع السياسي الوطني الجامع والمنشود والذي لايقصي فيه أحد.بقلم/ يس محمد آدم جمعهنائب الأمين السياسي لحركة العدل والمساواة السودانية إنضم لقناة النيلين على واتساب