تتنافس الشركات الكبرى على استخدام الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات لإحداث ثورة علمية غير مسبوقة يقودها AI "الذكاء الاصطناعي"، آخرها ما تقوم به شركة إيلي ليلي Eli Lilly حالياً لاستخدامه في تصميم أدوية جديدة في المستقبل القريب.

تستخدم شركة إيلي ليلي الذكاء الاصطناعي التوليدي للبحث في ملايين الجزيئات، ومع قدرة الذكاء الاصطناعي على التحرك بسرعة الاكتشاف التي يمكنها في خمس دقائق توليد عدد من الجزيئات بقدر ما تستطيع شركة Eli Lilly تصنيعه خلال عام كامل في المختبرات التقليدية، فمن المنطقي اختبار حدود الذكاء الاصطناعي في الطب.

إيلي ليلي هي شركة دواء أمريكية عالمية، تمتلك مكاتب في 17 بلدًا آخر. وتباع منتجاتها في حوالي 125 دولة. تأسست في عام 1876 من قبل العقيد إيلاي ليلي، وهو صيدلاني كيميائي ومن قدامى المحاربين في الحرب الأهلية الأمريكية.

من بين عدة تخصصات أخرى، كانت ليلي أول شركة تنتج كميات كبيرة من البنسلين، و«سالك» لقاح شلل الأطفال، و الأنسولين، وهي أيضا واحدة من أولى الشركات الدوائية التي تنتج الأنسولين البشري باستخدام الحمض النووي المؤتلف. كما أنها أكبر منتج وموزع في العالم للأدوية النفسية.

اكتشاف الأدوية الجديدة

يعمل الذكاء الاصطناعي التوليدي على تسريع وتيرة تطبيقه على التطورات واكتشاف الأدوية الجديدة، في خطوة من شأنها أن تعيد تشكيل ليس فقط صناعة الأدوية ولكن الأفكار على مستوى الأرض التي تم بناؤها في المنهج العلمي لعدة قرون، لكن لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كانت وفرة التصميمات المولدة للجزيئات المتعلقة بالأدوية بواسطة الذكاء الاصطناعي ستعمل في العالم الحقيقي، وهذا أمر أراد المسؤولون التنفيذيون في الشركة المتشككون معرفة المزيد عنه، بحسب تقرير لشبكة CNBC.

أفضل التصميمات البيولوجية

وجرى نقل أفضل التصميمات البيولوجية التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، وهي الجزيئات التي وصفها راو بأنها تحتوي على «هياكل غريبة المظهر» ولا يمكن مطابقتها كثيراً في قاعدة البيانات الجزيئية الحالية للشركة، لكنها تبدو وكأنها مرشحات قوية للأدوية، إلى علماء أبحاث شركة Eli Lilly.

وتوقع المسؤولون التنفيذيون في الشركة، بما في ذلك كبير مسؤولي المعلومات والمسؤول الرقمي، ديوغو راو، أن يرفض العلماء نتائج الذكاء الاصطناعي، وكان من المتوقع من العلماء أن يشيروا إلى كل الأخطاء في التصميمات التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي، لكن ما قدموه رداً على ذلك كان مفاجأة للمسؤولين التنفيذيين في الشركة.

فتح مسارات في تطوير الطب

قال راو: «إنه أمر مثير للاهتمام.. .لم نفكر في تصميم جزيء بهذه الطريقة» عن ما قاله العلماء وهو يروي القصة، للحاضرين في قمة المجلس التنفيذي للتكنولوجيا في CNBC خلال شهر نوفمبر الماضي. وأضاف: «نحن نتحدث دائماً عن تدريب الآلات، ولكن هناك فناً آخر هو أن تنتج الآلات أفكاراً بناءً على مجموعة بيانات لم يكن البشر قادرين على رؤيتها أو تصورها. وهذا يحفز المزيد من الإبداع من خلال فتح مسارات في تطوير الطب ربما لم يستكشفها البشر بطريقة أخرى».

حسب المديرين التنفيذيين العاملين في مجال التقاطع بين الذكاء الاصطناعي والرعاية الصحية، فإن هذا المجال يسير على مسار سيشهد إنتاج الأدوية بالكامل بواسطة الذكاء الاصطناعي في المستقبل القريب، ووفقاً للبعض، فإنه في غضون سنوات قليلة على الأكثر سوف يصبح معياراً في اكتشاف الأدوية.

اقرأ أيضاًبعد نجاحه في أداء مهام جديدة.. هل يتسبب الذكاء الاصطناعي في فقدان البشر وظائفهم

بقيمة 1.116 تريليون ريال.. السعودية تعلن إجمالي ديون المملكة بنهاية الربع الأول

الإمارات وأمريكا تصيغان قواعد الذكاء الاصطناعي للمستقبل.. صفقات تاريخية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي التوليدي الرعاية الصحية ثورة علمية صناعة الأدوية بواسطة الذکاء الاصطناعی الذکاء الاصطناعی فی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟

حذرت صحيفة غارديان البريطانية من خطر الانتشار المتسارع للمعلومات الزائفة والمضللة في ظل وجود الذكاء الاصطناعي ومنصات التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن عقول البشر مهيأة لتصديق هذه المعلومات، خصوصا إذا كانت متوافقة مع معتقداتهم.

وفي مقال نشرته الصحيفة، بيّن البروفيسور توني هايميت أن أدمغة البشر مبرمجة على تصديق المعلومات الجديدة، خاصة إذا كانت تتوافق مع آرائنا، وأوصى بضرورة التوقف عند التعرض للمعلومات بالعموم، وعرضها على جملة من الأسئلة سعيا لاختبارها وكشف حقيقتها.

اقرأ أيضا list of 1 itemlist 1 of 1معهد بوينتر: كلما انتشر الذكاء الاصطناعي ازدادت أهمية المحررينend of list

وحذر هايميت -وهو كبير العلماء الأستراليين- من أن المستويات العالية من المعلومات العلمية المضللة تهدد رفاهية الأسر والمجتمعات، مشيرا إلى أن المشكلة تتفاقم بمعدل ينذر بالخطر.

البشر يميلون بطبيعتهم إلى تصديق المعلومات الجديدة، لا سيما إذا كانت بسيطة أو مألوفة أو تأتي من أشخاص نثق بهم، وكلما رأيناها أكثر، بدت أكثر مصداقية حتى لو كانت خاطئة

بواسطة توني هايميت - كبير العلماء الأستراليين

العواقب الوخيمة للمعلومات المضللة

وأوضح هايميت أن الناس حين تنشر الأكاذيب حول اللقاحات أو البراسيتامول أو الطاقة النظيفة -على سبيل المثال- تكون العواقب مأساوية في بعض الأحيان، مشيرا إلى أن الأمراض التي يمكن الوقاية منها مثل الحصبة، تعود الآن إلى المجتمعات الأسترالية بسبب مخاوف لا أساس لها من اللقاحات.

وتترك المعلومات الزائفة تأثيرها على الفرد والمجتمع وفق البروفيسور الأسترالي، إذ يمكن أن تضر بصحة الإنسان، وتؤدي إلى اتخاذه قرارات مالية سيئة، وتقوّض قدرته على اتخاذ قرارات صحيحة.

أما على المستوى المجتمعي، فتهدد الثقة في المؤسسات، وتسمم النقاش العام، وتدفع الناس إلى التطرف، فالمعلومات الخاطئة تجعل من الصعب الاتفاق على الحقائق، وتعطل إمكانية العمل الجماعي لحل المشاكل المشتركة، كما تقوض التماسك الاجتماعي والمرونة الديمقراطية.

المعلومات الكاذبة تترك عواقب وخيمة على المجتمعات والأفراد (شترستوك)

الخبر السار؟

إعلان

ويقول هايميت إن ثمة خطوات بسيطة تمكّن من مكافحة المعلومات الخاطئة، خاصة إذا فهم الناس سبب تعرضهم لها.

وبصفته عضوا في المجلس الوطني للعلوم والتكنولوجيا، استحضر هايميت تقارير المجلس عن المعلومات المضللة في العام الماضي، والتي أظهرت أننا قد نكون عرضة للمعلومات المضللة بسبب طريقة عمل أدمغتنا.

وتشير الأبحاث إلى أن البشر يميلون بطبيعتهم إلى تصديق المعلومات الجديدة، خاصة إذا كانت بسيطة أو مألوفة أو تأتي من أشخاص نثق بهم، ولفتت هذه الأبحاث إلى أننا كلما رأيناها أكثر بدت أكثر مصداقية، حتى لو كانت خاطئة.

وعلل البروفيسور هايميت الظاهرة بالقول "عندما نواجه كميات كبيرة من المعلومات، غالبا ما نعتمد على الاختصارات العقلية"، وأضاف أن هذه الاختصارات تساعدنا على معالجة المعلومات بسرعة، لكنها قد تأتي بنتائج عكسية، خاصة عندما تكون المعلومات عاطفية أو مهددة، أو تأتي من أشخاص نثق بهم أو متشابهين في التفكير، فحينها نكون أكثر عرضة لتصديقها.

لا بد من التوقف عند التعرض للمعلومات، كي نعرضها على أسئلة تختبرها وتكشف حقيقتها (شترستوك)

ولفت هايميت إلى أنه وفي ضوء طريقة عمل أدمغتنا، لا بد من التوقف وطرح الأسئلة التالية عندما نواجه معلومات جديدة:-

هل هذه أفضل المعلومات التي يمكنني الحصول عليها؟ هل ستصمد أمام الفحص العلمي؟ هل جاءت من شخص يستخدم المنهج العلمي أم مجرد شخص أتابعه على الإنترنت؟

وأوضح أن الأمر لا يحتاج إلى أن يكون الإنسان عالما ليتمكن من تمييز العلم الجيد من السيئ، موصيا أنه "إذا كنت في شك فابحث عن الإجماع العلمي"، وهو اتفاق جماعي بين الخبراء يستند إلى أدلة متراكمة.

وأكد أهمية المراجعة من قبل الأقران -حيث يختبر العلماء أعمال بعضهم البعض- في اكتشاف الأخطاء وتصحيحها، وضرب مثالا عما حدث في بداية جائحة كورونا، حيث قلل العلماء في بادئ الأمر من تأثير انتقال العدوى عن طريق الهواء، لكن الدراسات التي راجعها الأقران سرعان ما صححت هذا الفهم، مما أدى إلى تحديث النصائح الصحية.

ونبه هايميت إلى أن الثقة في العلم لا تعني الإيمان الأعمى بالعلماء، مشددا على أنها ثقة في المنهج العلمي المتمثل بالتنبؤ والاختبار والمراقبة والتحسين.

وقال إنه من الصعب فرز المعلومات أثناء التعرض لها مباشرة إذا لم تتوفر الثقة بقدرتنا على الفرز بمفردنا، مؤكدا أهمية دور المؤسسات في هذا الإطار بالإضافة إلى التعليم والمشاركة المدنية، في حماية المجتمع من موجة الأكاذيب.

وأكد أن بعض الأكاذيب سهلة الكشف، مثل خدع علاج السرطان، وهراء الأرض المسطحة، وفق تعبيره، غير أن هناك معلومات خاطئة أخرى يصعب اكتشافها، ولكنها لا تقل خطورة، مجددا تحذيره من أنه "يجب أن نكون يقظين للغاية لأن المخاطر كبيرة للغاية".

وخلص البروفيسور هايميت إلى أن ما وصفه بالرفاه الجماعي يعتمد على قدرتنا على التمييز بين العلم الموثوق به والخيال المقنع، كما يعتمد على استعدادنا للتفكير النقدي، والبحث عن أدلة من مصادر موثوقة، وإبقاء ما أسماها "أجهزة كشف الأكاذيب لدينا" قيد التشغيل.

إعلان

مقالات مشابهة

  • «هاكاثون» لتطوير الذكاء الاصطناعي في طب العيون
  • وزير الاتصالات: الذكاء الاصطناعي أداة للتعليم والمعلم يظل البوصلة التي توجه المستقبل
  • هل يُعيد الذكاء الاصطناعي صياغة بيئة التعلم؟
  • هولندا تلجأ إلى قانون الطوارئ النادر لتولي مسؤولية شركة صناعة الرقائق الصينية
  • دراسة: معظم الناس يواجهون صعوبة في التفريق بين الأصوات البشرية وتلك التي يولدها الذكاء الاصطناعي
  • العالم أمام مسؤولية لمنع هذه الانتهازية .. «اعتدال»: الذكاء الاصطناعي قد يتحول إلى أداة في يد الإرهابيين
  • الذكاء الاصطناعي سرّع تفشّيها.. كيف تميّز بين الحقائق والمعلومات المضللة؟
  • جيتكس 2025.. 6,800 شركة و40 مليار دولار يعيدون تشكيل مشهد الذكاء الاصطناعي عالميًا
  • شركة صينية عملاقة تبدأ تصنيع السيارات الكهربائية في مصر.. تفاصيل
  • د. هبة عيد تكتب: المزحة التي خرجت عن السيطرة.. عندما يتحول الذكاء الاصطناعي إلى فوضى رقمية