«آية» أصغر سباحة أفريقية تفوز بميدالية بطولة عالم: «الإرادة سر نجاحي»
تاريخ النشر: 5th, May 2024 GMT
رحلة محفوفة بالمخاطر، خاضتها اللاعبة آية أيمن عباس، 23 سنة، كابتن المنتخب المصرى للسباحة البارالمبية سيدات، لكنها تمكنت من التغلب على العقبات التى واجهتها بعد اكتشاف والديها معاناتها من إعاقة حركية فى أطرافها السفلية، لتبدأ رحلة السباحة العلاجية استجابة لنصيحة الأطباء فى أحد الأندية كعلاج مائى وحل طبيعى يمكنه تحسين الحالة الحركية.
أحبت الشابة العشرينية اللعبة وأجادت فنونها وقواعدها، وفى عام 2008 شاركت فى بطولة الجمهورية للسباحة البارالمبية، لتنطلق بعدها إلى تحقيق العديد من الميداليات المحلية التى أهّلتها للالتحاق بالمنتخب الوطنى فى عام 2014: «شاركت فى دورتين أولمبيتين وكنت أول وأصغر سبّاحة مصرية تشارك فى البطولة، ومثلت مصر فى 5 بطولات عالمية، وتأهلت إلى أولمبياد باريس 2024».
تشجيع والدى «آية» لابنتهما على التحدى وشق طريق الصعوبات منذ نعومة أظافرها، كان سبباً مباشراً فى تحقيقها العديد من الإنجازات، تحكى السبَّاحة المخضرمة أن والدتها دائماً ما تسافر معها على نفقتها الشخصية فى البطولات الدولية لمساندتها، وهو الأمر الذى يمثل حافزاً إضافياً لها مكَّنها من تحقيق العديد من الميداليات المتنوعة فى بطولات عالمية متعددة: «الرياضة ما عطلتنيش عن الدراسة، بالعكس كانت سبباً مباشراً فى نجاحى، وبالإرادة والإصرار ربنا كرمنى».
حصدت أكثر من 200 ميدالية.. وحصلت على المركز الرابع فى «إعلام الجامعة الأمريكية»أنهت «آية» المرحلة الجامعية بتفوق كبير وحصلت على المركز الرابع فى ترتيب خريجى كلية الإعلام بالجامعة الأمريكية.
سطرت قائدة المنتخب الوطنى إنجازاً عالمياً غير مسبوق فى السباحة البارالمبية بعدما حصلت على أول ميدالية فى السباحة النسائية بتاريخ أفريقيا فى بطولة العالم، كما حصلت على ميداليتين فى بطولة العالم البارالمبية بالمكسيك، منها ميدالية فضية فى سباق 100 متر حرة ورقم أفريقى جديد وميدالية برونزية فى سباق 400 متر حرة: «ربنا كرمنى بأكثر من 30 ميدالية دولية و175 محلية وكأس أحسن سباحة 5 سنوات متتالية، ولقب أفضل رياضية بارالمبية من الأولمبية المصرية».
نالت «آية» تكريماً من الرئيس عبدالفتاح السيسى تقديراً لإنجازاتها المتتالية، وحصلت على وسام الجمهورية للرياضيين من الطبقة الثانية.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الإرادة العزيمة النجاح
إقرأ أيضاً:
الإبادة الصامتة في غزة.. غايتها محو فلسطين
في الوقت الذي ينشغل فيه العالم بعدّ الصواريخ وتوثيق أرقام القتلى والجرحى، تغيب عن الأضواء حربٌ أشد فتكا، وأكثر دهاء، وأطول أمدا: حرب التجويع وسوء التغذية، التي تُشنّ على الشعب الفلسطيني في غزة، كجزء من استراتيجية إبادة جماعية ممنهجة تهدف إلى قتل الجسد وكسر الإرادة واستئصال الأمل من الجذور.
يعد الآن التجويع وسوء التغذية كأداة حرب.. فلم يعد سلاح الحرب في غزة مقصورا على الطائرات والدبابات، بل اتخذت سياسات الحصار والتجويع موقعا مركزيا في آلة القتل الصهيونية المدعومة أمريكيا وأوروبيا وفق خطوات متلاحقة ومركزة:
- التجويع المتعمد بمنع دخول الغذاء والماء والدواء، خاصة للرضّع والأطفال والحوامل.
- سوء التغذية المزمن الذي أصاب قرابة 90 في المئة من أطفال غزة وفق تقارير أممية؛ يؤثر على نموهم العقلي والجسدي، ويقضي على مستقبل أجيال بأكملها.
- استهداف مستودعات الإغاثة والمزارع وقوافل الإمداد الإنسانية، وعرقلة عمل منظمات الإغاثة، مما حوّل الحياة اليومية إلى نمط جحيم دائم.
- تدمير البنية الصحية والطبية ومنع دخول الأدوية ومستلزمات الغذاء العلاجي؛ أدى إلى مضاعفة الوفيات غير المباشرة، لا سيما بين الأطفال والمرضى وكبار السن.
يقول تقرير برنامج الأغذية العالمي (2024): "غزة تشهد أعلى معدلات انعدام الأمن الغذائي على وجه الأرض حاليا، مع مستويات مجاعة فعلية في بعض المناطق".
والهدف الاستراتيجي وراء حرب التجويع وسوء التغذية هو إبادة الشعب الفلسطيني. نعم، ما يجري في غزة ليس "خطأ إنسانيا" أو "سوء إدارة للصراع"، بل سياسة مقصودة للإبادة الجماعية عبر وسائل بطيئة وصامتة. والهدف هو:
- تفريغ الأرض من سكانها: بدفعهم للموت أو التهجير أو التسول الإغاثي.
- قتل الأمل: بتحويل الأطفال إلى أجساد هزيلة بلا مستقبل ولا مقاومة.
- كسر المرأة الفلسطينية: وهي "مصنع الأحرار"، التي تربي وتُقاوم وتصنع هوية الأمة.
- تدمير الجيل القادم من المقاومين: فهم في نظر الاحتلال "مشاريع قنابل بشرية"، يسعى لإسكاتهم وهم أجنة أو أطفال.
انها جريمة دولية يتواطأ فيها العالم بأسره، كل حسب وظيفته ودرجته المحددة:
- الكيان الصهيوني يمارس سياسة إبادة جماعية مستمرة، مدعومة بتغطية شرعية زائفة ودعم عسكري ولوجستي.
- الولايات المتحدة لا تكتفي بالدعم العسكري بل تعرقل تمرير قرارات الإغاثة الدولية، وتمنع وقف إطلاق النار.
- الاتحاد الأوروبي يغض الطرف عن المجازر، ويستمر في تسليح الاحتلال وتبرير جرائمه باسم "حق الدفاع عن النفس".
- الأنظمة العربية والإسلامية مشاركة بالفعل أو بالصمت أو بالمساهمة في حصار غزة، خاصة مصر، التي تغلق المعابر وتمنع تدفق المساعدات، مما يضعها في موقع الشراكة في الجريمة.
خلاصة القول؛ ما يجرى في غزة ليس خطأ إنسانيا.. وليس سوء إدارة للصراع؟.. بل هو إبادة جماعية تهدف لمحو الفلسطيني.. وعندما تختلط الدماء بالطحين.. تعرف أن المقاومة ليست هي المستهدفة.. بل كل ما هو فلسطيني صار في مرمى النيران.
لكن غزة ان شاء الله ستنتصر.. رغم الجوع، والقتل، والتآمر، غزة لا تموت. لقد اختارت أن تكون عنوانا للكرامة، وأن تُحاصر الموت بالجهاد والصبر، لا بالاستسلام.
الطفل الذي يموت جوعا اليوم هو شهيد مقاومة قبل أن يحمل السلاح.. المرأة التي تطبخ الماء والملح، تصنع جيلا لا يعرف الذل.. المقاوم الذي يأكل الفتات، يُسقط دبابات بدعاء أمه، وصمود شعبه.
قال أحد أحرار غزة: "نحن لا نحارب فقط من أجل الطعام.. نحن نحارب من أجل ألا نعيش عبيدا في سجن كبير اسمه فلسطين المحتلة".
فقط يجب على الأمة الإسلامية أن تقوم بدورها.. مطلوب من الأمة: لا تموتوا وأنتم تشاهدون.. السكوت جريمة.
الزكاة الآن واجبة لإطعام الجائعين.. مقاطعة الأنظمة المطبّعة والتظاهر أمام سفاراتها واجب شرعي.. كسر الحصار ليس خيارا بل فرض كفاية على الأمة.
مهمتنا؛ إحياء قضية غزة في كل مسجد، ومنبر، وبيت، ومنصة، ومؤسسة. حربهم خبز وجوع.. وحربنا إيمان وصبر وشهادة.
إن الشهادة في حياة المؤمنين أمرٌ عجيب يستحق وقفة تأمل، إن كنا نمتلك عقولا تُدرك وتتفكر. فبيئة الأديان، وبيئة الإسلام خاصة، تقوم على الاختيار، ولا يتحقق الاختيار إلا بوجود الإرادة الحرة، وحيث ما وجدت الإرادة الحرة وُجد التكليف، وهذه الإرادة حتى تكون حرة لا بد أن تكون موجودة، ولكي تكون موجودة لا بد أن يتوفر لها الطعام والشراب والكساء والمسكن، وأن تكون آمنه، وهذا يوفر لها أن تتحمل تكاليف الإيمان. تلك مهمة الأمة -كل الأمة- من العلماء والسياسيين، وبهذا تنتصر حربنا وتفشل حربهم.
العدو يظن أنه إذا جاع الطفل الفلسطيني مات الحلم، وإذا ضعفت المرأة انكسر الشعب، وإذا خف وزن المقاوم انطفأت جذوة المقاومة.. لكنه لا يعلم أن غزة تحيا على اليقين، وتقتات من حب الله، وترتوي من دم الشهداء.
ستنتصر غزة.. لأن النصر وعد الله، وليس وعد أمريكا.. وستنهزم إسرائيل.. لأن الكذب لا يصنع دولة، والتجويع لا يصنع أمنا، والموت لا يصنع استسلاما.
"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يُرزقون".