كيف ينظر الداخل الفلسطيني لقرار إغلاق مكاتب الجزيرة؟
تاريخ النشر: 6th, May 2024 GMT
القدس المحتلة- سارعت الشرطة الإسرائيلية إلى مداهمة مكاتب شبكة الجزيرة في القدس المحتلة وتل أبيب، وصادرت الأجهزة ومعدات العمل الصحفي، وذلك حتى قبل انقضاء المهلة الزمنية المحددة بـ24 ساعة، والمنصوص عليها بالأمر الاحترازي الصادر عن الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية الأحد، ليتسنى مراجعة القرار من قبل قاضٍ بمحكمة إسرائيلية قبل أن يكون نافذا.
وفي إجراء يتعارض حتى مع الأمر الذي أقرته الحكومة وبالإجماع، قامت شركات الاتصالات والكوابل والأقمار الصناعية الإسرائيلية "هوت" و"يس" و"بيزك" وجميع شركات الهواتف الخليوية بإخراج قنوات شبكة الجزيرة من خدامتها ورزم البث، وحجبت موقع الجزيرة نت، وكافة منصات التواصل الاجتماعي التابعة للشبكة.
وبموجب القانون الذي شرعه الكنيست الإسرائيلي في أبريل/نيسان الماضي، الذي يقضي بتقييد عمل وإغلاق فضائيات أجنبية بزعم أنها "تضر بأمن الدولة"، فإنه يعطي الحكومة صلاحيات بإصدار أمر بإغلاق قناة الجزيرة لمدة 45 يوما، ويمكن تمديده لمدة 45 يوما إضافية، بتوقيع وزير الاتصالات شلومو كرعي.
ويسمح الأمر الاحترازي بإغلاق مكاتب قناة الجزيرة في إسرائيل، ومصادرة معدات البث، والأجهزة المستخدمة في بث محتوى القناة، ومنع بث تقارير القناة باللغتين العربية والإنجليزية، وإخراج القناة من شركات الكابل والأقمار الاصطناعية الإسرائيلية، وحجب المواقع الإلكترونية للقناة على الإنترنت، بما في ذلك الهواتف الخليوية المحمولة، وإلغاء بطاقة الصحافة الإسرائيلية للطواقم.
"دوافع سياسية"أجمعت الفعاليات السياسية والحزبية والحقوقية في الداخل الفلسطيني، أن قرار الحكومة الإسرائيلية يعد انتهاكا للحريات، وقمعا لحرية العمل الصحفي، ويستخدم سياسة الترهيب وتكميم الأفواه، ويندرج في سياق السعي الإسرائيلي لإخفاء الحقيقة ولإسكات الجزيرة بسبب تغطيتها للحرب على غزة.
ورجحت الفعاليات الفلسطينية أن إغلاق مكاتب الجزيرة وحظر بثها وحجب مواقعها وحسابتها على منصات التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت، يعد بمثابة مؤشر على النية المبيتة للحكومة الإسرائيلية لاستمرار العدوان على غزة واجتياح رفح، وللتصعيد بارتكاب مجازر بحق الفلسطينيين دون شهود.
وقدمت جمعية حقوق المواطن في إسرائيل التماسا إلى المحكمة العليا الإسرائيلية طالبت من خلاله إلغاء القانون، وقدرت أن أحد الأسباب الرئيسية لإقرار القانون "للضغط على دولة قطر المالكة لقناة الجزيرة"، أي أن الدوافع سياسية وليست أمنية.
وذكرت المحامية هجار شخطر في معرض استعراضها للالتماس الذي قدمته باسم الجمعية الحقوقية أن القانون ينتهك حرية التعبير والحق في الحصول على المعلومات وحرية الصحافة، ويدوس مبادئ سيادة القانون واستقلال القضاء، لأنه يتضمن ما يسمى "قانون فقرة التغلب" الذي يمنع المحكمة مسبقا من إمكانية إلغاء القرار، حتى لو رأت أنه غير قانوني ووجب إبطاله.
وتفنيدا لمزاعم الحكومة الإسرائيلية بأن القرار بالإغلاق اتخذ بحجة "المس بأمن الدولة"، أضافت شخطر في الالتماس أنه "خلال أشهر الحرب السبعة، كان بإمكان الدولة فرض عقوبات على القناة، إذا كان هناك بالفعل مخاوف من أنها تضر بأمن الدولة".
وأوضحت المحامية أن القانون مدفوع باعتبارات انتخابية وشعبوية، قائلة إن "المطالبة بإغلاق قناة الجزيرة يأتي نظرا لطبيعة بثها المناهض لسياسة الحكومة الإسرائيلية، وأن التذرع بالحجة الأمنية ساخر للغاية، فالغرض الحقيقي من أمر الساعة هو تصنيف ومعاقبة وسائل الإعلام الأجنبية بسبب محتوى برامجها، وتبنيها خطا نقديا أثناء الحرب".
قمع لحرية الرأيوتعقيبا على قرار الحكومة الإسرائيلية إغلاق قناة الجزيرة ومنعها من البث في البلاد، أصدر حزب التجمع الوطني الديمقراطي بيانا قال فيه، إن "حرية الصحافة والرأي والتعبير لا مكان لها في نظام فصل عنصري (الأبارتايد)، وحكومة تقودها عقلية الإجرام والإبادة والانتقام".
وأكد التجمع في البيان -الذي تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن "هذا القرار، رغم إشكالية تطبيقه، يعد جزءا من سلسلة قمع حرية الرأي والتعبير لكل ما هو فلسطيني وداعم للحق وصوت المنطق والعدل".
وأوضح البيان أنه لا يمكن لأي نظام فاشي أن يقبل النقد أو أن يتحمل سماع رواية أخرى، لا سيما رواية الضحية التي يعمل على إبادتها أو تهجيرها من أرضها على أقل تقدير.
إخفاء للحقيقةالموقف ذاته عبر عنه النائب بالكنيست عن الجبهة الديمقراطية يوسف العطاونة، الذي علق على قرار إغلاق قناة الجزيرة بالقول إن قرار حكومة الحرب بإغلاق القناة ليس مفاجئا، فما هو إلا حلقة من مسلسل كبت الحريات ومحاولة تشويه الحقائق وإخفائها من أجل تضليل الرأي العام المحلي والعالمي، على حد تعبيره.
وفي بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه، قال العطاونة إن حكومة اليمين التي تمعن في القتل والدمار، لا تريد للعالم أن يرى حقيقة ما يحصل في غزة من مجازر وأهوال.
"إغلاق قناة الجزيرة اعتداء صارخ وسافر على حرية الرأي والتعبير، وبهذا تفتح حكومة اليمين جبهة أخرى في حربها الظالمة، وهذه المرة ضد الإعلام الحر، وضد كل من يريد إيصال الحقيقة ونقلها"، أضاف النائب العربي.
واستنكر العطاونة هذا الإجراء التعسفي، وأكد دعم الفعاليات السياسية والحزبية في الداخل الفلسطيني وبكل قوة كل الأصوات الحرة التي تنقل الحق والحقيقة، وسط هذا الجنون والتخبط الذي تمارسه حكومة اليمين المتطرف.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الحکومة الإسرائیلیة إغلاق قناة الجزیرة
إقرأ أيضاً:
إزالة 172 حالة تعدٍ على أملاك الدولة والأراضي الزراعية بسوهاج | صور
في إطار تنفيذ توجيهات القيادة السياسية بالحفاظ على أراضي الدولة والأراضي الزراعية، خاصة خلال فترة الإجازات.
واستمرارًا لجهود فرض هيبة الدولة وتطبيق القانون، أعلن اللواء دكتور عبد الفتاح سراج، محافظ سوهاج، عن إزالة 172 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة وجهات الولاية.
والأراضي الزراعية، والمتغيرات المكانية، وذلك خلال إجازة عيد الأضحى المبارك.
وأوضح المحافظ أن الوحدات المحلية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية وجهات الولاية المختلفة، شنت حملات مكثفة خلال هذه المرحلة، أسفرت عن إزالة ١٤٢ حالة متغيرات مكانية بمراكز المنشاه، ودار السلام، وجرجا فضلا عن إزالة ٢٠ حالات تعدى على الأراضي الزراعية بساقلتة.
والمنشاة واخميم، وسوهاج، والبلينا، وطهطا، و١٠ حالات تعدى بالبناء المخالف فى سوهاج، وطهطا، ودار السلام.
وأكد "سراج" أن حملات الإزالة تأتي في إطار الحفاظ على الرقعة الزراعية وموارد الدولة، وضمان حق الشعب في أملاك الدولة التي تُستخدم لإقامة مشروعات تنموية وخدمية تعود بالنفع على جميع المواطنين.
كما شدد المحافظ على ضرورة المتابعة الميدانية اليومية، وتنفيذ قرارات الإزالة بكل حزم، مع اتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة ضد المخالفين، والإحالة للنيابة المختصة.
واشار إلى أن التنسيق مستمر بين الوحدات المحلية ووحدة المتغيرات المكانية بالمحافظة لرصد أي تعدٍ في المهد، وتنفيذ الإزالات حتى سطح الأرض دون تهاون.
وخلال تنفيذ إحدى حالات التعدي على الأراضي الزراعية بقرية ونينة التابعة لمركز سوهاج، قام أحد المواطنين بالاعتداء على مسئول حماية الأراضي بالجمعية الزراعية وإصابته.
وقد قامت الجهات الأمنية باتخاذ اللازم والقبض على المتهم وإحالته إلى النيابة العامة.
ووجه المحافظ بتوفير كافة أوجه الرعاية الطبية للموظف المصاب حتى تماثله للشفاء، مؤكدًا أن أي محاولة للتعدي على موظفي الدولة أثناء أداء مهامهم ستُقابل بحزم كامل، إنفاذًا لسيادة القانون، وفرضًا لهيبة الدولة، وردعًا لكل من تسوّل له نفسه الخروج على النظام العام أو التصدي لجهات إنفاذ القانون.