يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص

مع نهاية كل عام دراسي تكرس جماعة الحوثي جهودها وتقود حملات مكثفة من خلال المنابر ووسائلها الإعلامية وقيادتها وعقال الحارات والمشرفين التابعين لها، وذلك لإقناع أولياء الأمور في المناطق الخاضعة لسيطرتها، بإلحاق أبنائهم في مراكز الجماعة الصيفية.

وتولي الجماعة المراكز الصيفية التابعة لها مع كل عام اهتماما كبيراً، وتحشد لها الإمكانات، وتنفق مبالغ طائلة لدعم هذه المراكز وتكثف الحملات الإعلامية لها وتستخدم وسائل الترهيب والترغيب، لضمان الدفع بمئات الآلاف من النشء لهذه المراكز البعيدة وإبعادهم عن التعليم، والتي تنحصر مهمتها في زرع الأفكار الطائفية، كما تعمل من خلالها على تغيير وتحريف الهوية اليمنية وتغيير لمسارها وترسيخ للطبقية.

وتزعم الجماعة الحوثية، أن هذه المراكز، “حواضن تربوية آمنة لاستيعاب الطلاب والطالبات خلال العطلة الصيفية”، وتقول إن لها “دور في بناء جيل واعٍ متسلحٍ بالثقافة القرآنية والعلوم النافعة في ظل سعي الأعداء لإفساد الشباب من خلال الحرب الناعمة”، وهي في الحقيقة تمار الخداع، لتفخيخ عقول الأجيال وزرع الكراهية والطائفية في المجتمع اليمني.

وحسب مزاعم قيادات حوثية، فإن هذه المراكز استهدفت العام الماضي 2023 مليون خمسمئة ألف طفل يمني، هو ما يعني أن هذا العدد الكبير تلقى خلال شهرين لغسيل دماغ، من خلال شحنهم بأفكار منحرفة وهدامة تؤسس للعنف والكراهية والاقتتال بين اليمنيين إلى  درجة أن لا يتورع المتخرج من هذه المراكز الطائفة، في ارتكاب جرائم شنيعة بدءا بأسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه .

“قنابل موقوتة”

وفي هذا السياق، يقول مراقبون تربويون، إن ما تقوم به الجماعة الحوثي من كل عام في هذه المراكز، ليس إلا تفخيخ للمستقبل من خلال تعبئة آلاف الطلبة بالأفكار الطائفية القاتلة وتحويلهم إلى قنابل موقوتة جاهزة للإنفجار في أي لحظة.

ويقول وكيل وزارة حقوق الانسان اليمنية، ماجد فضائل، إن المراكز الصيفية الحوثية تشكل خطرا كبيرا على أجيال كاملة حيث يتم تنشئة الأطفال على الأفكار الطائفية وثقافة القتل والإرهاب وتعمل الجماعة الحوثية الطائفية على غسل أدمغتهم بتشويه الحقائق وترويج أفكار متطرفة تستهدف استقرار المجتمع وسلامته.

الصحفي، أحمد شبح يرى أن “المراكز الصيفية المغلقة” الحوثية هي معسكرات تدريبية جهادية تنظيمية خالصة مخصصة لتأطير طلاب الثانوية والشباب فوق (14عاما) من أبناء السلالة والمشرفين الحوثيين.

وذكر أن يتم تغييب الطلاب المستهدفون في هذه المراكز، بأكثر من 40 يوماً وإخضاعهم لدورات مكثفة في القتال والعقيدة، وتخريج عناصر تدين بالولاء المطلق لسيد الجماعة والعداء لليمن والعرب.

“تفخيخ لعقول الأجيال”

بدوره، يقول نائب رئيس شعبة التوجيه المعنوي بمحور تعز العقيد عبدالباسط، إن خطورة المراكز الصيفية الحوثية أشد من خطورة الانحرافات السلوكية، كون المنحرف في الفكر شديدة خطورته وصعب إقناعه والمنحرف في السلوك من السهولة علاجه واصلاحه، وكون فساد التصور هو الدافع والأساس لفساد التصرف.

وأضاف البحر، في تعليقه على خطورة هذه المراكز ، قائلاً: “من المعلوم أن المليشيات جرَّفت كل منابع ومنابر الفكر الصافي القائم على التوازن والوسطية والاعتدال كجامعة الايمان مثلا ولم تبقِ إلا على مراكز الغلو الطائفي العصبوي المقيت وثقافة الموت والأحقاد واللعن والعنف والكراهية، ولذلك كله يمكنني القول أن المراكز الصيفية الحوثية تفخيخ لعقول الأجيال وزرع للكراهية والطائفية في المجتمع اليمني.

وشدد البحر على أهمية استشعار المسؤولية من قبل أولياء الأمور في مناطق سيطرة الحوثيين،  في ظل تنامي الأفكار الطائفية والعصبية من خلال قيام الكل بواجبه ومسؤولياته لتحصين الجيل من الخرافات وكافة الانحرافات، مؤكداً أن استعادة الدولة ومؤسساتها هو الضامن الأهم لحماية المواطنين من الافكار الضالة ولاستعادة حقوقهم وحرياتهم الفكرية والسلوكية.

وفي الآونة الأخيرة، وثق التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان (تحالف رصد) زيادة في تجنيد الأطفال منذ أن بدأ الحوثيون هجماتهم على البحر الأحمر في نوفمبر 2023، حيث يستغل الحوثيون الحرب في غزة وتعاطف اليمنيين مع القضية الفلسطينية لتعبئة وتجنيد الأطفال.

ويستخدم الحوثيون المدارس والمرافق التعليمية لأغراض التجنيد والتعبئة، بما في ذلك إنهاء استخدام الأنشطة المدرسية لأدلجة عقول الأطفال وتحريضهم أو تعريضهم للأفكار العنيفة والمتطرف.

“الأقارب أول الضحايا”

ومنذ تدشين هذه المراكز الطائفية، تصاعدت خلال الأربع السنوات الأخيرة، ظاهرة قتل الأقارب في مناطق سيطرة الجماعة، طالت الآباء والأمهات والأبناء والإخوة والأخوات وغيرهم من الأقارب، في ظاهرة سابق لم يسبق أن شهدها اليمنيون.

ويرجع كثير من المراقبين الأسباب في اتساع ظاهرة قتل الأقارب، إلى تعمد الجماعة الحوثية في تغذية الشباب والأطفال بالعنف والتحريض على القتل، إذ تؤكد تقارير حقوقية، أن استهداف الأقارب من الدرجة الأولى يقف وراءه أشخاص ملتحقين بالمراكز الحوثية.

وأشاروا إلى أن “غسيل الأدمغة والتحشيد والفرز العنصري والطبقي وحشد الأطفال للجبهات، أدى إلى تصدع كبير داخل الأسرة مما سبب حالة من التفكك والاختلاف والصراع داخل الأسرة الواحدة “، كما أن وسائل التحريض والتعبئة وخطاب الكراهية الذي تكرسه أدى إلى ترسيخ حالة من المقت والكراهية في وعي المنتسب لها يوجه ضد الأسرة والمجتمع الذي ينتمي إليهما.

ولعل حادثة مقتل مشرف ثقافي حوثي وإصابة آخر الأسبوع الماضي، على يد ولي أمر طفل تعرض للاعتداء الجنسي في أحد المراكز الصيفية، في مديرية معين بالعاصمة صنعاء، احدى الأمثلة على نتائج هذه المراكز الملغمة بالأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني.

ونهاية الشهر المنصر، أقدم مسلح حوثي ممن التحقوا بهذه المراكز في مديرية أفلح اليمن شمال محافظة حجة، على قتل طفل وإصابة شاب آخر، دون مبرر ومنع المواطنين من إسعافهما لساعات، في حادثة تكررت خلال الثمان السنوات الماضية وفي مناطق مختلفة من البلاد.

وحسب رصد سابق للشبكة اليمنية للحقوق والحريات، فإن 161 مواطناً يمنياً قتلوا أو أصيبوا برصاص أبنائهم الأطفال المجندين لدى الحوثيين منذ مطلع العام 2021، تحت تأثير دورات الشحن والتعبئة الطائفية الإرهابية.

مراكز عسكرية بأفكار متطرفة

ووفقا للشبكة، فإن جماعة الحوثي أوكلت لقياداتها ومشرفيها الأمنيين والعسكريين الإشراف على تلك المراكز الصيفية التي تشبه الدورات الثقافية والتدريبية التي يقيمونها للمجندين الجدد، ولكن ببرامج وقت أقل إلا أنه يتم في هذه المراكز تكثيف النشاط الفكري التعبوي للأفكار الحوثية الطائفية المتطرفة، خصوصاً كتيبات وملازم مؤسسة الجماعة الصريع حسين الحوثي.

وذكرت الشبكة أن تلك المراكز تمارس سياسة تفخيخ عقول الأطفال والأجيال القادمة بأفكار متطرفة، كما يتعرض الأطفال في هذه المراكز للعنف الجسدي والتحرش الجنسي، مشيرة إلى أن تدريبات تلك المراكز تقوم على معارك افتراضيه للأطفال وتدريبات على حمل واستخدام السلاح وإعدادهم كمرحله أولى استعداداً لنقلهم لجبهات القتال.

من جانبها، حذرت الحكومة اليمنية من “مخاطر هذه المراكز”، معتبرة أنها تنشر الأفكار الدخيلة على المجتمع اليمني، وتغسل عقول الأطفال بشعارات طائفية وكراهية، وتحويلهم إلى أدوات للقتل والتدمير، ووقود لمعارك الجماعة التي لا تنتهي، وقنابل موقوتة لا تمثل خطراً على النسيج الاجتماعي والسلم الأهلي في اليمن فحسب، بل يشكلون تهديدا جدياً للأمن والسلم الإقليمي والدولي”.

وأشارت إلى أن “تقارير ومسوح ميدانية أجرتها عدد من المنظمات الحقوقية المتخصصة، كشفت أن غالبية الأطفال الذين جندهم الحوثيون خلال السنوات الماضية، وزجت بهم في جبهات القتال، تم استدراجهم عبر هذه المراكز.

ونوهت إلى أن “غالبية جرائم “قتل الأقارب” التي انتشرت في السنوات الماضية بمناطق سيطرة المليشيا كانت لأطفال تم استقطابهم في تلك المراكز والحاقهم بدورات ثقافية. ”

اقرأ أيضا “الصيف&”.. فقاسة قتلى الحوثيين الجدد (تقرير خاص) استهداف تلاميذ اليمن.. مناهج مفخخة تنذر بجيل طائفي يمجد العنف والموت كيف يساهم خطاب الكراهية في تأجيج الصراع باليمن؟

 

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: الأطفال الحوثيون المراكز الصيفية اليمن تجنيد الأطفال تفخيخ جرائم المراکز الصیفیة المجتمع الیمنی الجماعة الحوثی فی هذه المراکز تلک المراکز من خلال إلى أن

إقرأ أيضاً:

خلال محاكمة متحدث الإخوان وآخرين.. كشف عدة مفاجآت في مخطط إعادة الهيكلة

كشفت تحريات الأمن الوطني في القضية رقم 11 لسنة 2025 جنايات التجمع الخامس المقيدة برقم 1 لسنة 2025 كلي القاهرة الجديدة، والمتهم فيها جهاد الحداد المتحدث باسم الجماعة وعبدالمنعم أبو الفتوح ونجل خيرت الشاطر وآخرين مفاجآت عديدة عن مخطط إعادة الهيكلة.

حبس 4 سيدات ورجل تزعموا شبكة لراغبي المتعة بالجيزة والإسكندريةبعد سماع أقوالها.. إخلاء سبيل طليقة الفنان سعيد مختارإعادة الهيكلة والتمويل.. تفاصيل إحالة متحدث الجماعة وعبدالمنعم أبو الفتوح ونجل الشاطر للجنايات| خاص3 تجار مخدرات يغسلون 160 مليون جنيهتحريات الأمن الوطني تكشف مخطط الجماعة

وأشارت التحريات إلى عقد قيادات الجماعة المحبوسين بمراكز الإصلاح المختلفة لقاءات أثناء فترات تريضهم وعرضهم على النيابات والمحاكم المختلفة اتفقوا خلالها على إعادة هيكلة التنظيم وتصعيد الأعمال ضد الدولة ومؤسساتها من أجل استمرار تحركهم التنظيمي للإضرار بالمصالح القومية بالبلاد وأمنها الاقتصادي.

وتابعت التحريات بأن المتهمين وضعوا خطة للتحريض على تدبير تجمهرات وتنفيذ عمليات عدائية ضد القضاة والضباط والمنشآت العامة لمنع مؤسسات الدولة من القيام بأعمالها وتعطيل العمل بالدستور بغرض إسقاط مؤسسات الدولة والإخلال بالنظام العام، حيث قام المتهمين جهاد الحداد ونجل خيرت الشاطر وعبد المنعم أبو الفتوح وآخرين بوضع مخطط قائم على محورين.

وأكملت تحريات الأمن الوطني في القضية، أن المحورين تضمنوا، الأول إعلامي أساسه استغلال مواقع التواصل الاجتماعي بشبكة المعلومات الدولية النشر وبث الشائعات والأخبار الكاذبة والمغلوطة والتسفيه من دور المسئولين بأجهزة الدولة المختلفة والقيادة السياسية لإظهارهم بمظهر الضعف وعدم القدرة على إدارة شئون البلاد، والمحور الثاني قائم على استقطاب عناصر جديدة من غير المرصودين أمنياً للقيام بالتجمهر والتظاهر وقطع الطرق وأعمال الشغب وتحريض المواطنين للاحتشاد بالطرق العامة لاندساس عناصر التحرك بأوساطهم والقيام بأعمال عنف ضد مؤسسات الدولة لخلق حالة من الفوضى بالبلاد تمكنهم من الاستيلاء على الحكم بالقوة، وقاموا تكليف المتهمين من الثالث عشر حتى الأخير المنضمين لجماعة الإخوان بالعمل على تنفيذ المخطط.

وتضمن أمر الإحالة في القضية رقم 11 لسنة 2025 جنايات التجمع الخامس المقيدة برقم 1 لسنة 2025 كلي القاهرة الجديدة، كلا من جهاد عصام الحداد، وأحمد أبو بركة، وأنس البلتاجي، والحسن محمد خيرت الشاطر، وإبراهيم حجازي، وعبد المنعم أبو الفتوح، وحسن بدار، وعبدالدايم عبد الله، ومحمد القصاص، وصبحي صالح، والسيد حسن شهاب، وأحمد العجيزي، وعمرو نعمان، وحسن محمود جاد، وصالح مختار، وطارق فرج، وسليمان رمضان، ورضا المحمدي، ومحمد مهدي الدكاني، ومحمد عبدالله سلام، ووليد السيد محمد، وحلمي سعد حمادة، وعبدالحليم مخيمر، ومحمد إبراهيم حوطر، وعبد الحميد غريب، ومحمد المليجي، ومحمد عبد الغني، وكمال جميل العياط.

وجاء في أمر الإحالة أن المتهمين السابق ذكرهم، في غضون الفترة من يوليو 1992 وحتى ديسمبر 2024، من الأول حتى الثاني عشر تولوا قيادة في جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة لتعطيل أحكام الدستور والقوانين ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها بأن تولوا قيادة بجماعة الإخوان الإرهابية التي تهدف لتغيير نظام الحكم بالقوة.

كما تضمن أمر الإحالة ارتكاب المتهمين جميعا جريمة من جرائم تمويل الإرهاب وكان التمويل لجماعة إرهابية بأن وفروا أموالا بقصد استخدامها في تنفيذ مخططات الجماعة الإرهابية، وإيواء أعضائها والإنفاق على شراء أسلحة وآلاف ومهمات وأدوات لتنفيذ أعمال الجماعة.

والمتهمون أيضا من الثالث عشر حتى الأخير، انضموا إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون الغرض منها الدعوة لتعطيل أحكام الدستور ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة أعمالها والاعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين والحقوق العامة والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي بأن انضموا إلى جماعة الإخوان.

طباعة شارك الأمن الوطني جهاد الحداد نجل خيرت الشاطر عبد المنعم أبو الفتوح اخبار المحاكم

مقالات مشابهة

  • الأول من نوعه من "طلبات".. عُمان تتصدر تقرير "رد الجميل"
  • محافظ أسوان يتابع إغلاق صناديق الاقتراع داخل 152 لجنة انتخابية بمختلف المراكز والمدن |شاهد
  • الحوثي - القاعدة- الإخوان.. ثلاثي شر يستهدف أمن واستقرار أبين
  • الوزارية للتنمية البشرية تناقش مستجدات إنشاء حضانات الأطفال داخل مراكز الشباب
  • خلال محاكمة متحدث الإخوان وآخرين.. كشف عدة مفاجآت في مخطط إعادة الهيكلة
  • علامات حسد الأقارب.. كم علامة من 40 ظهرت عليك وعلى أطفالك؟
  • خلية مدينة نصر أمام القضاء 4 فبراير.. سبعة متهمين وتهم إرهاب وتمويل
  • الغلاء يسحق اليمنيين في مناطق الحوثي بشكل مخيف رغم تراجع الأسعار عالميًا
  • حجز زجاجي لحماية الضحايا.. إجراء استثنائي داخل محكمة الإسكندرية في أولى جلسات قضية المدرسة الدولية
  • خلال جولة علي المراكز التكنولوجية.. محافظ سوهاج يوجه بسرعة الاستجابة لطلبات المواطنين