تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

عرضت الإعلامية داليا عبدالرحيم، مساعد رئيس قطاع القنوات الإخبارية بالشركة المتحدة للخدمات الإعلامية لملف الإسلام السياسي، تقريرًا عن أبرز وأخطر الجماعات اليهودية المتطرفة التي يتصاعد نفوذها داخل إسرائيل.

وقالت “عبدالرحيم”، خلال تقديمها برنامج “الضفة الأخرى”، المذاع عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”، أن الصراع الإيراني الإسرائيلي له تأثير كبير على الجماعات المتطرفة العاملة في المنطقة والتي تحاول أن تجد لها موضع قدم في مناطق الصراعات ومن بين أهم الجماعات المتطرفة المرشح تناميها مع تطور الصراع في الداخل الإسرائيلي التي يزيد نشاطها مع هذا الصراع جماعة "جباية الثمن"، وأسس هذه الجماعة مستوطنون في مستوطنة "كريات أربع" في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية ومستوطنة "يتسار" قرب نابلس، ويوصف سكان هاتين المستوطنتين بأنهم الأشد تطرفا، كما تنشط جماعة "شبيبة التلال"، وتضم هذه المجموعة التي تسعى لطرد الفلسطينيين طلبة المدارس الدينية في مستوطنات الضفة الغربية وداخل إسرائيل، وتركز هذه الجماعة في هجماتها على المساجد والكنائس.

وتابعت: كما يؤمن أعضاء جماعة "عصابة اليهود" بتهجير كافة الفلسطينيين من أرضهم تطبيقا لعقيدة "أرض إسرائيل النقية"، وتكثف هذه الجماعات هجماتها على الفلسطينيين داخل إسرائيل، أما جماعة "أمناء جبل الهيكل" فتأسست عام 1967، وتسعى هذه الجماعة إلى "إقامة الهيكل" المزعوم، مكان المسجد الأقصى في القدس، وحاولت مرارا وضع حجر الأساس للهيكل المزعوم، لكنها فشلت حتى الآن، وهناك "حركة كاخ" وهي جماعة يهودية متطرفة أخرى، وتعتقد أن السبيل الوحيد لتحقيق أهدافها هو السيف، الذي اختارته شعارا لها، وأسسها الحاخام المتطرف مائير كاهانا عام 1971، وتعتقد هذه الجماعة أن "خلاص اليهود لن يتم إلا بإجلاء جميع أعداء اليهود من أرض فلسطين"، وقد حظرت الحكومة الإسرائيلية نشاط هذه الجماعة إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي في الخليل عام 1994، إلا أن أعضائها انصهروا في جماعات متطرفة أخرى، وبالنسبة لجماعة "غوش إيمونيم"، فقد أسس هذه الجماعة الحاخام المتطرف موشية ليفنجر عام 1974، وترى الجماعة أن العنف هو السبيل الوحيد لتحقيق هدف الاستيطان في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتدعو إلى هدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.

واستطردت: تزايد نفوذ اليمين المتطرف داخل المجتمع الإسرائيلي أمر واضح جدا والجماعات الدينية المتطرفة أصبح لها حضور ملموس وفعال في صناعة القرار والحكم والتشريع في إسرائيل، وحكومة نتنياهو التي تشن حرب إبادة على الفلسطينيين في غزة تضم وزارات سيادية ومهمة ووزراء ينتمون لتلك الأفكار والجماعات المتطرفة الإرهابية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الإعلامية داليا عبدالرحيم الضفة الأخرى إسرائيل داخل إسرائیل هذه الجماعة

إقرأ أيضاً:

جدعون بين الأسطورة اليهودية وأسطورة غزة

 

مطلَع مايو 2025م أعلن الجيش الصهيوني بدء تنفيذ عملية عسكرية جديدة في قطاع غزة تحت اسم “عربات جدعون”. ليست المرة الأولى التي يسمي الصهاينة مشاريعهم وعملياتهم بأسماء ذات دلالة ورمزية دينية، فالمشروع الصهيوني أساسًا حمل اسمًا دينيًا هو “إسرائيل”.
إن استدعاء الرموز الدينية المجللة بالخرافة ليس مجرّد اختيار عابر، بل يحمل في ثناياه رسائل إيحائية بالنصر المحتوم، والتفوق المقدّس، ومشروعية إلهية تُضفَى على الفعل العسكري. وفي هذا السياق، تندرج علمية “عربات جدعون”.
هذه التسمية فرصة سانحة لتوضيح حالة الهستيريا الصهيونية التي تسببت بها عملية السابع من أكتوبر، وبدايةً يلزمنا أن نعود إلى نص أسطورة جدعون المذكورة في سفر القضاة:
مُجمل القصة:
مجمل القصة هو أن بني إسرائيل تعرضوا للنهب والإفقار والإذلال من قبل المديانيين لمدة سبع سنوات، وأجبروا على الاختباء في الكهوف. ثم كلف الرب شخصًا يدعى “جدعون” بتخليص بني إسرائيل وأكد له الرب أنه سيُرافقه ويهبَه النصـر وكأنه يضرب رجلاً واحدًا.
تذكر الرواية أن جدعون قلّص عدد جيشه مرتين؛ الأولى عندما سمح للمرتجفين من القتال بالانسحاب، والثانية من خلال اختبار لطريقة شرب الماء، حيث تم استبعاد كل من جثا على ركبتيه أو ولغ بلسانه في الماء، فلم يبقَ معه سوى ثلاثمائة رجل، قادهم جدعون نحو نصر غير متوقع على جيش المديانيين، الذين وُصف عددهم في النص بأنه كـ”الجراد”، وجِمالهم “كالرمل على شاطئ البحر”.
قد تعتقد أن هذه القصة هي السردية اليهودية لقصة طالوت الواردة في القرآن الكريم، لكن بعد بحث سريع يتضح أن قصة جدعون رواية نُسجت عن زمن يسبق زمن قصة طالوت بأجيال، وتختلف عنها في كثير من الأحداث والشخصيات والواقعية..
لماذا أسطورة جدعون في هذا التوقيت؟
مع طول أمد العدوان الصهيوني على غزة، تآكلت مساحة المؤيدين للمذبحة، وظهر التململ والتذمر حتى من داعمي الإبادة، وارتفعت أصواتهم داخل الكيان وخارجه متسائلة عن أسباب غياب الحسم، وعن الجدوى السياسية والعسكرية من حرب بلا أفق.
وفي مواجهة هذا الواقع المأزوم، يستدعي قادة العدو اسم “جدعون” كمحاولة لإيهام الجهات الداعمة بأنهم قد بدأوا تبني سياسة الحسم السريع والضربات الفاصلة، بينما الميدان لا ينطق بأي تقدم على الأرض.
كما تأتي التسمية في ظل المحاولات الصهيونية المستميتة الرامية لإقناع العالم بأن أشلاء الأطفال وصرخات الأمهات ومحو الحياة بالقصف والحصار والمجاعة الممنهجة، له شرعية دينية وإنسانية، فهو “ردة فعل مشروعة”، كما كانت ردة فعل جدعون “مشروعة”.
وبناًء على هذه المسرحية الركيكة، تحاول الدعاية الصهيونية تحويل الجلاد إلى ضحية وليكتب التاريخ أن مستضعفي هذا العصر هم نتنياهو وبن غفير وسموترتش!
مفارقات هستيرية:
رغم محاولة التلفيق والتوفيق بين الواقع الصهيوني اليوم وبين أسطورة جدعون، إلا أن هناك مفارقات صارخة بين الأسطورة القديمة والهستيريا العصرية، مفارقات تعبر عن فجوة عميقة وضحالة فكرية لدى القيادة الصهيونية المتبنية للتسمية، نورد بعَضًا منها:
المفارقة الأولى:
تعتبر التسمية سكان قطاع غزة الذين يتعرضون لأكبر مأساة إنسانية منقولة بالصوت والصورة، هم جيشَ المديانيين الذين “لا يحصى لجنودهم عدد”!
بينما الصهاينة المستندين على جسر جوي مفتوح من الدعم العسكري اللامحدود والذي يمكنهم من التفوق الجوي والبري والبحري في الشرق الأوسط، وتقف خلفهم إمبراطوريات سياسية وإعلامية واقتصادية.. هذا الطرف حسب الرواية هو “جدعون” المستضعف والمشرد، والأقل عددًا وعدة.. هل سمعتم برواية أكثر استحمارًا من هذه؟
المفارقة الثانية:
تذكر الأسطورة أن “جدعون” طلب من المرتجفين والمرتعشين أن يغادروا معسكره طوعًا، بينما “جدعون اليوم” يفرضُ تجنيدًا إجباريًا واسع النطاق، ويزجّ بالمرتجفين والمرتعشين وحتى بالمرضى النفسيين في أتون المحرقة..
نتساءل هنا ماذا لو عاد جدعون ورأى يدي نتنياهو ترتجفان في خطابٍ على الشاشة، ماذا لو شاهده يهرب مسرعًا نحو الملجأ، هل سيقبل اصطحابه للحرب، أم سيأمره بالعودة لبولندا؟
المفارقة الثالثة:
تفيد الأسطورة أن الرب وعد جدعون بأنه سيهزم أعداءه “وكأنه يضرب رجلًا واحدًا”، كتعبيرٍ عن هشاشة العدو وإمكانية إسقاطه بضربة واحدة..
لكن ما يواجهه اليهود اليوم ليس كيانًا بتلك الهشاشة المتوقعة.. لقد اغتيل قادة المقاومة واحدًا تلو الآخر، وسُوِّيت البيوت بالأرض، لكن المقاومة لم تتلاشَ، بل ازدادت شراسة وتجذّرًا، وأفرزت قيادات جديدة أكثر جرأة وازداد المجتمع وعيًا وصلابة، فالفِكر لا تسقطه الضربات والحق لا تبيده الغارات.
المفارقة الرابعة:
انتصار جدعون حسب ما ورد في سفر القضاة، لم يكن بالقوة، وإنما بتغطية ضعفه بالضجيج والضوضاء: هجوم ليلي بصرخة موحدة، مشاعل فجائية، و300 بوق من قرون الكباش، بثّت الرعب في قلوب المديانيين .. أوهمتهم بجيش ضخم ففروا مذعورين.
أما اليوم فـ”عربات جدعون” تواجه خصمًا مختلفًا لم يتزحزح بعد قصفه بأكثر من مائة ألف طن من المتفجرات، ولم ينخدع بالحيل السياسية ولا بالأبواق الإعلامية.
مع هذه المفارقات توجد نقطة التقاء بين الاسم والمسمى وهي: الاعتماد على الخداع كوسيلة لتحقيق النصر..
وهنا يمكن للإنسان أن يتفهم لجوء جدعون إلى الحيلة كوسيلة فهو يقاتل بجيش قليل العدد ضعيف العُدة.
إلا أن ما يصعُب فَهمُه هو لجوء الجيش الصهيوني لنفس الأساليب رغم تفوقه العددي والتكنولوجي الهائل.. هذه النقطة المشتركة لا تدع مجالًا للشك بأن الجيش الصهيوني هو أجبن جيش في العالم.
ختامًا..
وردَ في الأسطورة أن جدعون توعّد القبائل التي اختارت الحياد قائلًا: “إن عدتُ ظافرًا، سأدوس أجسادكم وأهدم أبراجكم” – وهو ما قام به فعلاً.
وفي هذه الجزئية من القصة إشارة تتجاوز حدود غزة، وتمثل جرس إنذار لشعوب المنطقة العربية مفادها:
أن من اختاروا الحياد اليوم، ليس بينهم وبين أن تدوسهم عربات الصهاينة إلا هزيمةُ غزة.
وأمام تلك الأسطورة اليهودية وهذه الهستيريا الصهيونية يرتطم الإسم بالمسمى، وتلتطم آلة القتل بكفٍ مُقاومٍ “يحمي البرايا أجمعين… حتى مماليك البلاد القاعدين”.

مقالات مشابهة

  • انطلاق محاكمة أخطر خلية يمينية متطرفة في فرنسا خططت لقتل مئات المسلمين
  • دراسة تكشف كيف يحمي اللوز من أخطر أمراض العصر!
  • ثروت الخرباوي: الجماعة الإرهابية كانت تخطط لأخونة مؤسسة القضاء بشكل كامل
  • جدعون بين الأسطورة اليهودية وأسطورة غزة
  • الحوثي: أطلقنا 11 صاروخا ومسيرة على إسرائيل هذا الأسبوع
  • إحالة رئيس جماعة بإقليم شيشاوة على قاضي التحقيق بشبهة اختلاس أموال عمومية
  • ايران: الوثائق التي حصلنا عليها تكشف تعاون مدير الوكالة الذرية مع اسرائيل
  • الحكومة اليمنية: ''مليشيا الحوثي تبيع الوهم وتدعي مكاسب زائفة''
  • نائبة: جماعة الإخوان تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي بهذه الطريقة
  • ما هي فصائل السلام التي شكلتها بريطانيا لقمع ثورة الفلسطينيين؟