موقع النيلين:
2025-06-26@07:38:11 GMT

ابحث عن وزارة الخارجية السودانية!

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT


هل تتذكرون بيان وزارة الخارجية السودانية “الإنشائي” الغزير حول هجوم الإعلام الوطني الأخير على موقف الحكومة السعودية من قوات التمرد بأرضها، وحادثة مقطع الفيديو الذي يتوعد فيه “متمرد” الرئيس “البرهان” بأنهم قادمون إلى “بورتسودان” واحتلالها، بعد أن تلقوا تدريباً خاصاً على الطيران الحربي والمدفعية النوعية؟ قال البيان ما يعني أن الجريمة هي من ارتكبها كتاب سودانيين، وان الهجوم على موقف السعودية، هو من تدبير صحافيين يسيئون للملكة ومحمد بن سلمان.

مع احترامي الكبير للدبلوماسي الذي رفض التصريح لمنصات إعلامية سعودية، أوجه سؤالي لوزير الخارجية الجديد (لا أعرف اسمه ولا تاريخه) بحثت عن سيرة ذاتية تعود له على محرك البحث (قوقل) ولم أجد ضالتي، حسناً، ماذا عن ذلك الدبلوماسي المحترم الذي رفض التصريح لمنصات سعودية؟ وتحديداً قناتي “العربية والحدث”،؟، هل يعبر عن موقفه الشخصي أم الاعتباري؟.

وأنا أطالع بيان وزارة الخارجية الذي يضاف إلى قائمة الخزي السودانية، قلت لنفسي، لا عليك، “حادثت نفسي، لأني الكاتبة السودانية الوحيدة التي كتبت حول حادثة مقطع الفيديو بنجران مقالاً مدعوماً بالمعلومات الدقيقة والحقيقية”، قلت لا عليك يبدو أن هذا الوزير ما هو إلا واجهة مأمورة.

من المأثورات السياسية إبان الحرب الباردة قولاً لا أذكر صاحبه، خلاصته، إذا أردت أن تدمر بلداً خصماً لا تطلق عليه رصاصة، بل “ضع الرجل غير المناسب على منصب يحتاج رجلاً مناسباً” ، عشت الحياة أختبر عبقرية هذا القول، خصوصاً خلال الحرب في السودان، وجدت أن أجهزة المخابرات التي ابتكرت هذا النهج إبان الحرب الباردة لم تهدف إلى اغتيال نظام سياسي فقط، بل إلى وأد القيم الوطنية وتشويه مفهوم السيادة لدى الشعوب.

صراحة أدهشني جداً بيان وزارة الخارجية السودانية تعليقاً على قضية أثارت الرأي العام، كان يحمل بين ثناياه رؤوس مطئطئة، ورجال تعودوا الانحاء من أجل البقاء اطول وقت ممكن بالوظيفة العامة، بينما شباب السودان قدموا أرواحهم فداء للقضية وحملوا السلاح من أجل وقف الحرب المدمرة بانتصار الدولة وشرعيتها، وهناك من هم خارج هذه المعركة مترامية الأطراف، لم تتلطخ ملابسهم الأنيقة بالدم، ويقضون أوقاتهم على المكاتب الفخمة، يصفون المدافعين عن سيادة بلادهم بالمغرضين، وربما استحى الوزير من وصفهم بعديمي الولاء للمملكة و الكفيل السعودي.

كل هذا وغيره مما نشهده يومياً من مسالك مخزية، اتهامات و مزايدات، وعليه، فإن صوتا كصوت وزارة الخارجية المتخاذل من الدفاع عن شرعية الدولة ومحاصرة التمرد أينما كان، وفي هذه اللحظة بالذات، ينبغي أن يعنينا كسودانيين، لا بوصفه ينتقد الإعلام الوطني الذي دافع عن السيادة الوطنية وحسب، بل بوصفه موقفاً ضد القيم الوطنية و إعلاء مبدأ السيادة، ويعبر عما نعاني منه في هذه المرحلة الحرجة من عمر السودان وهو: الطعن الأخلاقي في موقف ما بغية تجنب النقاش الجوهري حول الأمور الخلافية.

في تقديري بيان وزارة الخارجية المضاف إلى قائمة الخزي، يرتقي إلى درجة الإسفاف لانه يهدف إلى نبذ المنتقدين وعزلهم وخنق إمكانية أي نقد حقيقي، عبر جعل الرأي محفوفاً بالمخاطر السياسية.

الرسالة الواضحة لموقف الخارجية السودانية، هي أن كلفة الصمت والجبن والاكتفاء بالخيارات الملائمة والممالئة، أقل من كلفة المجاهرة الشجاعة بتحدي الآلة القمعية الإقليمية وفضح الظلم والإخفاق السياسي معاً.
محبتي واحترامي

رشان أوشي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: وزارة الخارجیة الخارجیة السودانیة

إقرأ أيضاً:

وزارة الخارجية تعقد اجتماعاً موسعاً حول آلية عمل منظمات المجتمع المدني في ليبيا

عقدت وزارة الخارجية والتعاون الدولي، اليوم الأربعاء، اجتماعًا موسعًا برئاسة وزير الخارجية بالإنابة في حكومة الوحدة الوطنية الطاهر الباعور، تناول آلية عمل منظمات المجتمع المدني في ليبيا. حضر الاجتماع عدد من ممثلي البعثات الدولية والمنظمات الأجنبية، من بينهم ممثلون عن الاتحاد الأوروبي، وبعثة الأمم المتحدة، وسفراء الدول الأوروبية، بالإضافة إلى ممثلين عن منظمات المجتمع المدني الأجنبية العاملة في ليبيا.

وافتتح اللقاء مدير إدارة منظمات المجتمع المدني بوزارة الخارجية بكلمة ترحيبية أكد فيها على أهمية التعاون المستمر بين المؤسسات الليبية والمنظمات الدولية لدعم الاستقرار وتحقيق الأهداف التنموية.

وشدد الباعور في كلمته التوجيهية على ضرورة احترام السيادة الوطنية والثوابت الثقافية، والالتزام بالقوانين واللوائح المعمول بها في إطار تعزيز بيئة عمل منظمة ومنفتحة للمنظمات الدولية.

وشهد الاجتماع نقاشًا مفتوحًا تناول تحديات تنفيذ أنشطة المنظمات ومقترحات لتحسين آليات التنسيق والإجراءات، حيث أكد المكلف أن الوزارة تعمل بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة على معالجة هذه التحديات لضمان بيئة تنظيمية واضحة ومتوازنة.

مقالات مشابهة

  • الخارجية السودانية: ألسنة نيران “الدعم السريع” تتمدد وتطال دول الجوار الإقليمي
  • وزارة الخارجية تعقد اجتماعاً موسعاً حول آلية عمل منظمات المجتمع المدني في ليبيا
  • الخارجية الصينية: نأمل في وقف إطلاق نار حقيقي بين إيران وإسرائيل
  • وزارة التعليم: تحويل الطالب الذي يتم ضبطه في حالة غش إلى لجنة خاصة
  • لايستطيع أحد أن ينكر أو يشكك الدور الكبير الذي قامت به الحركات المسلحة في حرب الكرامة
  • قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد
  • عاجل. الخارجية القطرية: ندين بشدة الهجوم الذي استهدف قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني
  • مدير فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة يستقبل القنصل العام النيبالي
  • نحو 2500 طالب وطالبة يجسلون لامتحانات الشهادة الثانوية السودانية بمدينة جدة
  • صمود .. الخارجية السودانية وقفت عقبة أمام لقاء البرهان وحميدتي