مسلم: موقف مصر في صالح استقرار المنطقة والسلام والفلسطينيين
تاريخ النشر: 9th, May 2024 GMT
قال الدكتور محمود مسلم، رئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار بمجلس الشيوخ، إن ما يرتكب وما سيرتكب في قطاع غزة أكبر مأساة إنسانية يمكن أن حدثت في التاريخ الحديث.
وأضاف "مسلم"، في مداخلة مع الإعلامي عمرو خليل عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنه يكفي العالم المعايير المزدوجة حيث إنه تعامل مع حرب روسيا وأوكرانيا كما لم يتعامل مع حرب فلسطين وإسرائيل، بالتالي يحتاج المجتمع الدولي أن يتحرك بشكل أو بآخر لإنقاذ الفلسطينيين من التأييد الأعمى لأمريكا لإسرائيل، وهذه الحكومة شديدة التطرف الإسرائيلية.
ولفت أن الموقف المصري موقف مؤكد في صالح استقرار المنطقة والسلام وفي صالح الفلسطينيين وفي صالح استعادة الرهائن الإسرائيلية، ومصر التزمت بأقصى حدود ضبط النفس ودرجات الصبر على الممارسات الإسرائيلية الغبية سواء في التفاوض أو على الأرض هناك.
ممارسات إسرائيلوأوضح أن مصر نددت دائما بما تمارسه إسرائيل، وأكدت أنها ستنسحب من التفاوض إذا استمر التعنت الإسرائيلي، والمفاوض المصري هو الأكثر دراية بالإسرائيليين والفلسطينيين، كما أنها الأكثر تعبيرا عن القضية الفلسطينية، ومصر هي التي دفعت الثمن كثيرا من الدماء وكل شيء من أجل هذه القضية، وبالتالي عندما تقوض التفاوض تعلم وتقدر وتستطيع أن تنجز في هذا الأمر.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: استقرار المنطقة الاعلامي عمرو خليل التطرف الإسرائيلي التاريخ الحديث الثقافة والإعلام الدكتور محمود مسلم فی صالح
إقرأ أيضاً:
من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
في مثل هذا اليوم، 27 أكتوبر، تمر علينا ذكرى تاريخية عظيمة في تاريخ مصر والمنطقة العربية، يوم يحمل في طياته ذكرى السلام والشجاعة والقيادة الحكيمة.
ففي مثل هذا اليوم من عام 1978، منح الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك مناحيم بيغن، تقديرا لجهودهما في إبرام اتفاقيات كامب ديفيد التي أرست أساس السلام بين مصر وإسرائيل.
هذه الجائزة لم تكن مجرد تكريم رمزي، بل كانت شهادة على عظمة رجل مصري استطاع أن يجمع بين بطولة الحرب وحكمة السلام، رجل كتب التاريخ بقدميه على أرض سيناء وبحروفه على صفحات السلام العالمي.
الرئيس السادات، بطل الحرب والسلام، لم يكن زعيما عاديا، بل كان قائدا يتمتع برؤية واضحة وإرادة صلبة، فمن خلال قراره التاريخي بزيارة القدس منفردا، واجه الموقف بشجاعة قل نظيرها، وألقى خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي، خطابه الذي لا يزال صدى كلماته يتردد في ذاكرة الأمة، دعا فيه إلى بناء حياة جديدة، إلى السلام والعدل، مؤكدا أن الأرض هي للجميع، وأن الحب والصدق والسلام يجب أن يكونا دستور عمل.
لم يكن هذا مجرد خطاب دبلوماسي، بل كان تعبيرا عن روح مصرية صادقة، عن حلم عربي عميق، عن أمل في أن تتحول أسطورة الصراع إلى قصة نجاح للسلام.
لم يكن السادات سعيدا بمنح جائزة نوبل مناصفة مع بيغن، فقد كان يرى أن جهود السلام التي بذلها يجب أن تكرم بشكل كامل له، وهو ما جعله يقرر عدم السفر إلى أوسلو لاستلام الجائزة بنفسه، وأناب عنه المهندس سيد مرعي، مع تكليف الكاتب الكبير أنيس منصور والدكتور أحمد ماهر بصياغة الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه.
ورغم هذا، فقد بقي موقفه شامخا ورمزا للكرامة الوطنية، فقد اختار أن يتبرع بكامل الجائزة المالية لأهله في قريته ميت أبو الكوم بالمنوفية، مظهرا كرمه وإيمانه العميق بأن الوطن والشعب هما أغلى من أي تكريم شخصي.
إن لحظة منح جائزة نوبل للسلام للرئيس السادات هي لحظة خالدة في تاريخ الأمة، فهي تمثل تتويجا لرحلة طويلة من الكفاح من أجل استعادة أرض الفيروز بعد ست سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وللانتصار العظيم في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 التي كسرت أسطورة الجيش الإسرائيلي وعلمت العالم أن الشعب المصري وجيشه لا يقهر.
السادات، بهذا المزج بين الحرب والسلام، أصبح رمزا للقائد الذي يعرف متى يقاتل ومتى يسعى للسلام، رمزا للزمن الذي تتحول فيه المآسي إلى انتصارات والدموع إلى أمل.
وعلى الرغم من التحديات والانتقادات، فإن إرث السادات يظل حاضرا في الذاكرة المصرية والعربية، لأنه لم يكن مجرد سياسي، بل كان قائدا ذا رؤية، قادرا على صناعة التاريخ بقراراته وبتضحياته.
لقد كان السادات يعي تماما أن السلام ليس نهاية الرحلة، بل بداية لمستقبل يحتاج إلى صبر وإرادة وشجاعة، وأن العظمة الحقيقية للقائد تقاس بقدرته على حماية وطنه وتحقيق آمال شعبه في الحرية والأمن والكرامة.
اليوم، ونحن نستذكر هذا اليوم العظيم، علينا أن نتذكر الدروس التي تركها لنا السادات: أن البطولة لا تقتصر على ساحات القتال، وأن السلام هو عمل شجاع يحتاج إلى إيمان بالمبادئ، وأن القيادة الحقيقية تقاس بمدى قدرتها على تحقيق الإنجازات العظيمة لشعبها ووطنها.
في مثل هذا اليوم، نحتفل بذكرى رجل مصري صنع المجد في الحرب وصاغ السلام بيديه، نحتفل بذكرى أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذي علم العالم أن السلام ليس حلما بعيدا، بل هو طريق يبنى بالعزم والإيمان والوطنية الحقيقية.