طلاب أمريكيون يغامرون بمستقبلهم من أجل العدالة في غزة
تاريخ النشر: 11th, May 2024 GMT
"رأيت في جامعة كولومبيا شباباً يغامرون بمستقبلهم ويشعرون بالمسؤولية عن تحقيق المبادىء الأخلاقية والعدالة لغزة خصوصا وفلسطين عموما". نسرين مالك – The Guardian
تجمّع حوالي 200 متظاهر من مختلف الأعراق والأجيال بالقرب من جامعة كولومبيا في الأسبوع الماضي رافعين لافتات تؤكد هتافاتهم المؤيدة لفلسطين. وكان رجال الشرطة الذين حاصروا الحشد متوترين ويصرخون على المارة ليواصلوا التحرك، في حين بقي الحشد منظما وإن علا صوته كثيرا.
بعد الاستفسار عن سبب التجمع علمت أن سلسلة مطالب من مديري الجامعات لم تتم تلبيتها. ومن ضمن الطلبات سحب الاستثمارات من الشركات التي تستفيد من الفصل العنصري الإسرائيلي.
وكان هناك حشد إعلامي من المراسلين تحلقوا حول طالب يهودي يلوح بالعلم الإسرائيلي قائلا: لن يتعرض اليهود في الحرم الجامعي للترهيب.
ما لفت انتباهي هو مدى تنظيم قواعد المعسكرات. وعندما علقت على القواعد والنظام البيئي أجابني أحد الطلاب: أنا في التاسعة عشرة من عمري. لقد تم تنظيم كل ذلك من قبل أشخاص يبلغون من العمر 19 عاما.
وكان رئيس الجامعة قد أعطى الطلاب مهلة حتى الساعة الثانية بعد الظهر لفض الاعتصام، مما دفع الطلاب للتجول في الحرم الجامعي، وهم يهتفون تضامنا مع المعتصمين. ورفض جميع الطلاب التحدث إلي قائلين، بأدب وتوتر، إنهم لم يتلقوا تدريبا إعلاميا، باستثناء طالب اسمه أيدان كان يقود الترديد وتحدث عن أسباب التحدي، بعد أن استدعى مديرو الجامعة قسم شرطة نيويورك في 18 أبريل، وتم اعتقال 100 طالب بتهمة التعدي على ممتلكات الغير.
قال أيدان: لقد توقفت المفاوضات بسبب سوء نية مديري الجامعة، مشيرا إلى رئيسة جامعة كولومبيا، نعمت شفيق. وقالت إن لديهم مخاوف بشأن معاداة السامية وسلامة الطلاب اليهود في الحرم الجامعي كسبب لحل المعسكر.
وسألت أيدان حول إحدى الهتافات وهي: لا نريد دولتين، بل نريد كل شيء. وحينها تلعثم أيدان وقال: نحن نريد فقط فلسطين حرة. ثم انضمت الجماعات اليهودية إلى المخيم الذي استضاف عشاء عيد الفصح بين المتظاهرين المؤيدين لفلسطين ودعما لهم، لكنني أستطيع أن أرى لماذا يشعر بعض الطلاب اليهود والإسرائيليين بعدم الارتياح.
وسواء كان ذلك يرفع المستوى بما يكفي لحظر مواقع الاحتجاج أو تطهيرها بالقوة، فإن هذا يذهب إلى المخاوف الأكبر؛ المخاوف ذات التاريخ الأطول حول من يحق له تحديد حدود حرية التعبير في الجامعات الأمريكية، وكيف يمكن إعادة رسم هذه الحدود على أساس حزبي.
وكان الانطباع الساحق هو ردود الفعل المفرطة للشرطة، لدرجة أنني حتى بعد قضاء ساعات في الحرم الجامعي في اليوم الذي بلغت فيه التوترات ذروتها، لم أتمكن من التوفيق بين سلمية الاحتجاجات ورد الشرطة العنيف. في ذلك الصباح بالذات، أرسلت نعمت (رئيسة الجامعة) بريدًا إلكترونيًا تشير فيه إلى المضايقات والتمييز والحاجة الملحة للحفاظ على "الأمان الجسدي في الحرم الجامعي" كأسباب للمطالبة بإنهاء الاحتجاج.
وفي جامعة كولومبيا وغيرها من الجامعات التي زرتها في نيويورك وواشنطن، كان ما رأيته وسمعته عبارة عن شباب مثقلين بعبء أخلاقي مستحيل؛ وهو الشعور بأن مسؤولية المحتجين، كطلاب في جامعات حليفة لإسرائيل، في فرض إعادة تقييم موقف الأمة بشأن غزة تقع على عاتقهم. ومع ذلك فقد حملوا الخوف من كل ما يمكن أن يصيبهم نتيجة الانحياز ضد المصالح التجارية والإعلامية والسياسية القوية للتعبير عن موقفهم.
إن المخاطر التي يواجهها أيدان من إيقاف عن العمل، لفقدان السكن والرعاية الطبية، والإضرار بالسمعة، والإضرار بآفاق العمل لا تقارن بما يواجهه الطلاب في غزة الذين ليس لديهم مدارس للاحتجاج فيها. وعلق أيدان بالقول: "هذا لا شيء مقارنة بما يعيشونه".
لقد كان هذا شعورًا مألوفًا لدى الطلاب الذين التقيت بهم حتى الآن، وهو ما أعادني إلى غزة كنوع من البوصلة للحفاظ على الاتجاه وتذكر المخاطر. ويبدو أن هذه البوصلة موجودة عند الشباب بوضوح.
المصدر: The Guardian
المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: طوفان الأقصى قطاع غزة مساعدات إنسانية مظاهرات معاداة السامية فی الحرم الجامعی جامعة کولومبیا
إقرأ أيضاً:
جامعة بنها الأهلية تستضيف ملتقى «وصال الأول للطلاب الوافدين».. مصر تمد جسور المعرفة والثقافة
نظّمت جامعة بنها الأهلية الملتقى الأول للطلاب الوافدين تحت عنوان "وصال"، برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، في خطوة تعكس التزام الدولة المصرية بتعزيز مكانتها كوجهة تعليمية رائدة إقليميًاودوليًا، وذلك في إطار رؤية مصر 2030 ودعم القيادة السياسية للطلاب الوافدين، مع التركيز على دور التعليم العالي كأداة للقوى الناعمة.
شراكة استراتيجية لدعم الطلاب الدوليينتم تنظيم الملتقى بالتعاون مع الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين بوزارة التعليم العالي، وبإشراف الدكتور أيمن فريد، مساعد الوزير للتخطيط الاستراتيجي والتدريب والتأهيل لسوق العمل، وقد شهد الملتقى حضورًا بارزًا من الدكتور تامر سمير رئيس جامعة بنها الأهلية، والدكتور أحمد عبد الغني رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين، إلى جانب ممثلين عن سفارات ومستشارين ثقافيين من عدة دول.
بنها الأهلية: بيئة تعليمية متكاملة وجاذبةأكد رئيس جامعة بنها الأهلية على السير وفق استراتيجية واضحة لدعم ملف الطلاب الوافدين. وشدد على امتلاك الجامعة لبنية تحتية حديثة، ومعامل تعليمية متطورة، وبرامج أكاديمية مبتكرة تتوافق مع معايير الجودة العالمية، مما يوفر بيئة تعليمية متكاملة تجمع بين التميز الأكاديمي والدعم الإداري والخدمي.
وأشار رئيس جامعة بنها الأهلية، إلى أن الملتقى يُعد محطة جديدة في جهود الجامعة نحو بناء شراكات فاعلة مع المجتمع الدولي وتوسيع قاعدة طلابها من مختلف الجنسيات، بما يعزز من مشاركتها في تنفيذ سياسة الدولة لجذب الطلاب الوافدين، مؤكداً أن الجامعة تضع الطالب في قلب العملية التعليمية، وتسعى لتوفير تجربة تعليمية فعّالة ومواكبة للتطورات التكنولوجية لتلبية احتياجات سوق العمل المحلي والدولي.
"الوافدون": رسالة حضارية وجسر تواصلمن جانبه، أعرب رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين، عن ترحيبه بجميع المشاركين، مؤكدًا اعتزاز الوزارة بجهود جامعة بنها الأهلية في دعم الطلاب الوافدين واحتضانهم، مؤكداً أن تنظيم هذا الحدث يمثل جزءًا من اهتمام وزارة التعليم العالي برعاية ودعم الطلاب الوافدين، حيث تُعد منظومة الطلاب الوافدين "ليست مجرد مشروع تعليمي، بل رسالة حضارية وإنسانية، وجسرًا ممتدًا بين مصر والدول الشقيقة والصديقة".
وأضاف رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين، أن استضافة الطلاب الوافدين تسهم في تعزيز أواصر التعاون والتفاهم المشترك، وتشكيل تجربة تعليمية وثقافية متكاملة تنعكس إيجابًا على مستقبلهم الأكاديمي والمهني، مؤكداً حرص الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين على تقديم الدعم والمتابعة المستمرة، مشيرًا إلى أن الجهود المشتركة مع مؤسسات التعليم العالي أثمرت عن تزايد أعداد الطلاب الوافدين واختيارهم لمصر كوجهة تعليمية متميزة.
جولة ميدانية وحوارات مفتوحةتضمنت فعاليات الملتقى جولة ميدانية شملت كليات الجامعة ومعاملها وورشها التعليمية، حيث اطلع المشاركون على الإمكانات التكنولوجية والبرامج الدراسية، وأبدوا إعجابهم الشديد بمستوى التجهيزات وجودة البيئة التعليمية، كما تم عرض فيلم تسجيلي يُبرز ملامح الحياة الجامعية بجامعة بنها الأهلية.
واختتمت الفعاليات بحلقة نقاشية موسعة شارك فيها ممثلو السفارات والمستشارون الثقافيون، وحوار مفتوح مع الدكتور أحمد عبد الغني والدكتور تامر سمير لمناقشة آليات التقديم والمنح الدراسية، والشراكات الدولية، وتطوير الخدمات المقدمة للطلاب الوافدين، وخلال الحلقة، تم طرح رؤى ومقترحات لتعزيز ملف الطلاب الدوليين، بما يخدم توجه الدولة المصرية ويعكس صورة حضارية عن مؤسسات التعليم العالي في مصر.
يُشارك في هذه الجهود كل من الدكتور حسين المغربي نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتور كريم الدش نائب رئيس الجامعة للعلاقات الدولية، والدكتور محمود شكل نائب رئيس الجامعة للتوظيف والابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب عدد من مديري البرامج الأكاديمية والمستشارين الثقافيين والدبلوماسيين من سفارات غينيا، نيجيريا، فلسطين، اليمن، بوركينا فاسو، السنغال، وقطر.
تجدر الإشارة إلى أن وزارة التعليم العالي تواصل تطوير منصة "ادرس في مصر" لتقديم خدمات متكاملة للطلاب الدوليين، بما يضمن لهم تجربة تعليمية فعالة ومريحة، كما تسعى لتنويع البرامج الأكاديمية لتلائم احتياجات سوق العمل الإقليمي والدولي، مما يزيد من فرص توظيف الخريجين ويعزز من قدرتهم التنافسية.