سلطت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية اليوم السبت، الضوء على معاناة سكان قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي ولجوئهم إلى مدينة رفح في الجنوب لحماية أسرهم من القصف الإسرائيلي الكثيف.. مشيرة إلى أنهم الآن في مفترق طرق ولا يعرفون إلى أين يذهبون بعد مهاجمة إسرائيل ملجأهم الأخير بالدبابات الأسبوع الماضي.

وأوضحت الصحيفة - في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أنه مع تساقط المنشورات العسكرية الإسرائيلية على شرق رفح الفلسطينية لتحذير السكان بضرورة الإخلاء قبيل عملية عسكرية في وقت مبكر من الأسبوع الماضي، قرر الكثير من السكان البقاء في أماكنهم حتى مع فرار جيرانهم، حيث تقدر الأمم المتحدة أن أكثر من 100 ألف شخص فروا، لأنهم شعروا أنه ليس لديهم مكان يذهبون إليه.

وذكرت الصحيفة أن حركة العديد من المدنيين تحمل مخاطر كبيرة على علاقة إسرائيل مع الولايات المتحدة، حليفتها الأكثر أهمية خاصة أن الإدارة الأمريكية أعربت مرارا وتكرارا عن مخاوفها بشأن العملية العسكرية في رفح، مشيرة إلى صعوبة نقل المدنيين بعيدا عن الأذى في مثل هذه البيئة الحضرية المزدحمة.

وأضافت "أن أوضح توبيخ أمريكي لخطط إسرائيل، تمثل في وقف شحنة قنابل إلى إسرائيل، على أمل حملها على إعادة التفكير في العملية بينما تحشد الدبابات والقوات على مشارف رفح الفلسطينية".. لافتة في الوقت نفسه إلى أنه على الرغم من قول إسرائيل إن توغلها في منطقة رفح كان دقيقا، إلا أنها ضربت أكثر من 100 هدف خلال الأيام القليلة الماضية بالغارات الجوية ونيران المدفعية والدبابات، واستولت على المعبر الرئيسي وقسمت المدينة فعليًا إلى نصفين على طول طريق رئيسي.

وأكدت الصحيفة أنه في شرق رفح الفلسطينية، يغادر السكان، على الرغم من ارتفاع أسعار الخيام والبنزين والمركبات كما امتلأت منطقة الإخلاء القريبة في المواصي، وهي منطقة شاطئية قاحلة تفتقر إلى أي بنية تحتية أساسية.. حيث تشير التقارير الواردة من المواصي، التي كانت تستضيف حوالي 450 ألف شخص قبل بدء عمليات الإجلاء الأسبوع الماضي، إلى أنها مكتظة بالفعل، ولا توجد مساحة بين الخيام للبنية التحتية الصحية أو لمنع انتشار الحريق (في حالة اندلاعها).

ونقلت الصحيفة عن مواطن فلسطيني قوله "إنه غادر هو وعائلته ولم يتمكنوا من العثور على مكان في المواصي، لذلك اتجهوا شمالاً إلى النصيرات، حيث لديهم منزل".. مضيفا:" لست متأكدا من أننا اتخذنا القرار الصحيح، لكن لا أحد يعرف حقا ما هو القرار الصحيح، القصف في كل مكان."

كما نقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيلين قولهم "إن التهديد بتنفيذ عملية يمنحهم نفوذاً في المفاوضات الجارية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار خاصة أن المحادثات لم تثمر بعد عن إنفراجة".

وأشارت إلى تأكيد فولكر تورك، كبير مسؤولي حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، بأن جهود الإخلاء غير إنسانية خاصة أن معبري كرم أبو سالم ورفح حيويان لتوصيل المساعدات في جميع أنحاء غزة، والتي لم يتم تسليمها منذ أيام، مما دفع الوكالات الإنسانية إلى التحذير من المخاطر الوشيكة التي تهدد الأرواح.. داعيا إسرائيل لوقف هجماتها في رفح، نواة عمليات المساعدات الإنسانية للقطاع بأكمله.

ووفقا للصحيفة، فأن القتال لم يكن حادًا كما كان في المراحل الأولى من الحرب التي أودت بحياة أكثر من 34، 000 شخص في غزة، وفقًا للسلطات الفلسطينية، لكن الضربات المتكررة والأصوات المستمرة للطائرات بدون طيار في سماء المنطقة أثارت قلق السكان.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: قطاع غزة وول ستريت جورنال عمليات المساعدات الإنسانية حي النصيرات مهاجمة إسرائيل

إقرأ أيضاً:

الشراكة الوطنية عند مفترق أمني.. الطائفة يكشف حدود اللعبة

29 يوليو، 2025

بغداد/المسلة:

في مشهد سياسي عراقي لا يخلو من التوترات الطائفية والخطابات المُلغَّمة، برز تصريح رئيس تحالف العزم النائب محمود القيسي كواحد من ردود الأفعال اللافتة على ما وصفه بـ”القول الصريح بعدم الثقة الأمنية بالسنة” الذي صدر عن نائب شيعي لم يُسمّه. ولم يكن تصريح القيسي مجرّد بيان استنكاري اعتيادي، بل تضمّن محمولاً سياسياً عميقاً أعاد تظهير الإشكالية الأزلية في بنية الدولة العراقية بعد 2003: أزمة الثقة، وتكريس التهميش، وإخفاق مشروع الشراكة الوطنية.

وحمّل القيسي في بيانه القوى السياسية الشيعية مسؤولية الصمت عن ذلك التصريح، معتبراً أن غياب الرد أو التوضيح يعكس تبنّيًا ضمنيًا لفكرة إقصاء السنة من المفاصل الأمنية العليا، ما يكشف ـ وفق تعبيره ـ “حقيقة المشروع السياسي” الذي يُدار به البلد، وحدود ما يُسمّى بالشراكة الوطنية. وهي عبارة ذات حمولة سياسية واضحة تشير إلى أن المفهوم السائد للوطنية لدى البعض ما زال محصوراً في إطار طائفي ضيّق.

ودفع القيسي خطابه نحو البُعد التعبوي حين خاطب “الجمهور السني المقاطع للانتخابات”، مطالباً إياه بـ”النفير نحو صناديق الاقتراع”، مع تحميلهم مسؤولية استعادة “الوزن السني” في مؤسسات الدولة. وهو نداء يمكن فهمه بوصفه محاولة لإعادة بناء رأسمال انتخابي في لحظة سياسية تبدو حرجة، وربما تعكس تراجعاً ملحوظاً في التمثيل السني داخل مفاصل القرار السيادي والأمني.

وما يلفت في خطاب القيسي هو تأكيده على الانتقاء النوعي في التمثيل، حين دعا صراحة إلى تجنّب انتخاب من وصفهم بـ”المتخاذلين أو الضعفاء أو نواب الغفلة”، وهو بذلك يعكس قناعة متنامية داخل الأوساط السنية بأن جزءاً من أزمة التمثيل يعود إلى ضعف الأداء النيابي أو المساومات السياسية التي أفرغت الصوت السني من مضامينه.

وتُظهر هذه التصريحات، وإن جاءت برد فعل، اتجاهاً نحو إعادة ترتيب الساحة السنية سياسياً، وإعادة بعث سردية التهميش بوصفها أداة لتحفيز المشاركة الانتخابية، في ظل شعور متنامٍ باللاجدوى لدى قطاعات واسعة من السنة تجاه العملية السياسية برمتها.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • ملف حصر السلاح يضع حزب الله والدولة اللبنانية على مفترق طرق
  • وزير الخارجية الألماني: عملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية يجب أن تبدأ الآن
  • صحف عالمية: إسرائيل جوّعت سكان غزة عمدا وبموافقة الغرب
  • وزير الخارجية الألماني: إسرائيل في عزلة دبلوماسية متزايدة.. والاعتراف بدولة فلسطينية يجب أن يبدأ الآن
  • وول ستريت جورنال: الجمهوريون يطلبون أموال أوروبا لدفع فاتورة تسليح أوكرانيا
  • الشراكة الوطنية عند مفترق أمني.. الطائفة يكشف حدود اللعبة
  • هل قصفت تايلند كمبوديا بغازات كيميائية سامة؟
  • وكيل الخارجية الفلسطينية: المشروع الاستيطاني الإسرائيلي فشل في الماضي وسيفشل في الحاضر والمستقبل
  • ملك الأردن: نطالب إسرائيل بتخفيف معاناة السكان في غزة والضفة الغربية
  • ترامب لنتنياهو: سكان غزة يتضورون جوعاً