الثورة نت:
2025-12-14@11:09:57 GMT

(إسرائيل) الكيان المدلل لأمريكا والغرب..!

تاريخ النشر: 12th, May 2024 GMT

 

 

إذا كنت عميلا مخلصا ووفيا لأمريكا ولم تقبل أن تكون كذلك بالنسبة للكيان الصهيوني وإن سرا، فإن أمريكا ستعمل على الإطاحة بك والتخلص منك..!
أن تكون عميلا وفيا لأمريكا وإن بنسبة 100٪ وأكثر من أي مواطن أمريكي، ولم تقبل أن تكون عميلا للكيان الصهيوني وعاشقا له، ليس بالضرورة علنا، بل سرا أيضا وأن تعمل كل ما بوسعك لمصلحته والدفاع عنه بطريقة تبدو مقبولة ومنطقية وغير ملفته للأنظار، إن لم تعمل كذلك، فلن ترضى عنك واشنطن وستعمل على أن تلقي بك في أول مزبلة دون أن تراعي وفاءك وإخلاصك لها.

.
إن الكيان الصهيوني بالنسبة لأمريكا في منزلة (القديس) الواجب عبادته..!
وقد أدرك الكثيرون هذه الحقيقة منذ عقود، فعملوا على أن يجعلوا من (تل آبيب) مفتاحاً، يفتحون به أبواب (البيت الأبيض)..!
لكن عليك أن تدرك أنك ومهما قدمت خدمات لأمريكا والكيان الصهيوني ومهما كانت أهميتها واستراتيجيتها، أو كانت تبعاتها، قد أنقذت الكيان وخدمته أو غيرت مسار تاريخه، فإن كل هذا قد ينتهي إذا عبرت في لحظة عن غضبك أو تذمرك من تصرفات هذا الكيان..!
.. لا أعتقد أن (السادات) مثلا كان أكثر من خدم أمريكا والكيان الصهيوني من خلال اتفاقية (كامب ديفيد) وإقامة (السلام مع الكيان)، فهناك حكام وأنظمة عربية وشخصيات ونخب عربية خدمت الكيان ولاتزال تخدمه أكثر بكثير مما قدم (السادات)..!
السادات يمكن أن يكون قد أزال الحواجز النفسية وهدم (سورا) كان مشيدا بين الأمة والكيان، السادات أحدث ثغرة في هذا السور يمكن أن نشبه عمل السادات بعمل (فأر سد مارب)..!
غير أن كاريزمية السادات ونرجسيته وإحساسه بالعظمة التي زرعها في نفسه صديقه الثعلب (هنري كيسنجر) وصديقه الآخر الأكثر مكرا ودهاء (روكفلر- رئيس مجلس إدارة بنك مانهاتن) أحد أكبر بنوك الرأسمالية الحاضن لكل ثروات العالم المنهوبة التي نهبها أصحاب الجلالة والفخامة والسيادة والسمو، إضافة لثروات كبار المسؤولين العرب والمسلمين ورجال المال والأعمال..
قبل اغتيال السادات ببضعة أشهر أقدم رئيس وزراء الكيان الصهيوني على استصدار قرار صادق عليه الكنيست قضى باعتبار هضبة الجولان العربية السورية جزءا من أرض دولة (إسرائيل) واعتبار (القدس عاصمة لدولة إسرائيل) هذا القرار أثار غضب السادات الذي لم يتردد في استدعاء السفير الصهيوني في القاهرة طالبا منه أن يغادر القاهرة فورا حاملا رسالة شفوية من السادات لرئيس وزراء الكيان مناحيم بيجين فحوى الرسالة أنا أنور محمد السادات- رئيس جمهورية مصر العربية، مصر التي عبر جيشها القناة، وكان بمقدوره الوصول إلى (تل أبيب)، لو لم يجد نفسه يحارب أمريكا وهو في وسط سيناء، وان من صنع الحرب هو أيضا من صنع معك السلام، فأنا بطل الحرب والسلام وقد اتفقنا وبرعاية أمريكية أن لا يتخذ قرار ضم الجولان والقدس، حتى لا يضعنا أمام واقع محرج، فلست أنا من اضحي بمصالح الأمة من أجل مصلحة بلدي، وأضاف السادات مخاطبا السفير الصهيوني: بلغ بيجين احتجاجي وغضبي، وبلغه أنني من عملت معه السلام وانا مستعد أن ألغيه إذا بقي يمارس سياسة لي الذراع، بلغه أن السادات ليس من أولئك الذين يقبلون بمنطق الأمر الواقع)..!
كانت المخابرات الصهيونية والأمريكية والغربية بشكل عام دارسة سيكولوجية السادات وطغيان نرجسيته وحبه في البروز والشهرة ربما لمعاناته من عقدة الشعور بالنقص خلال فترة زعامة ناصر..!
يقول (الأستاذ هيكل) -رحمة الله عليه- :فوجئت ذات مرة بالرئيس السادات يطلبني هاتفيا بعد منتصف الليل، تصورت أن الرئيس لن يتصل بمثل هذا الوقت إلا إذا كان هناك أمر جلل، فسارعت إليه لأجده يبلغني أن إحدى أهم كبرى المجلات الأمريكية نشرت صورته على غلافها للمرة الثانية خلال عام، وهذا لم يحدث مع عبدالناصر التي نشرت المجلة صورته لمرة واحدة حين أمم شركة قناة السويس..!
كانت المخابرات الصهيونية والأمريكية على يقين أن السادات قد ينسف كل شيء تم إنجازه، لذا عملوا على تصفيته وهو بين قواته التي عبر بها (خط بارليف) ويوم عيد نصره وعلى يد (أبنائه، أو أولاده)، إذ كان يطلق على الجيش اسم (أولادي) وفي هذا تدليل ورسالة واضحة تعبر عمَّن أرسلها والأهداف المرجوة منها .!
بمعزل عن مزاعم الجماعات الإسلامية وقصة (الزمر، والإسلامبولي) اللذين قد يكونا بدورهما لا يعرفان أن ثمة جهة شيطانية سهلت لهما مهمة القيام بتصفية السادات، وهما على قناعة انهما بطلا العملية تماما كقناعة (بن لادن والقاعدة) انهما من قاما بتفجيرات 11ايلول سبتمبر في أمريكا..!
كان من خطط لتصفية السادات قد أعد البديل، والبديل الاستراتيجي بنظرهم الذي خدم (الكيان الصهيوني) أكثر بكثير مما فعله السادات وقدمه..!
قد يستغرب القارئ إن عرف أن أكثر من خدم الكيان هو الرئيس مبارك، لكن أكثر منه ولاء للكيان هما النظامان (الأردني والمغربي) وهذان النظامان قدما للكيان الصهيوني ما لم تقدمه سابقا وحاليا أنظمة الخليج مجتمعة..!
بيد أن سياسة أمريكا تعتمد بعلاقتها مع أنظمة المنطقة على مدى قربهم ومتانة علاقتهم مع الكيان، ليس بالضرورة أن تكون هذه العلاقة علنية، بل يمكن أن تكون سرية، المهم ان تكون موجودة..
ما حدث تحت مسمى (الربيع العربي) الذي استهدف دول وأنظمة الجمهوريات العربية المتبقية بعد أن تم إسقاط نظام العراق ودولته وتحويل العراق إلى مجتمع فاشل متناحر عرقيا ومذهبيا وطائفيا وكانت الرغبة الأمريكية -الصهيونية تعميم تجربة العراق أو نموذج العراق إلى كل أقطار الوطن العربي، لكن نصيحة بريطانيا أحبطت رغبة أمريكا، مع العلم أنه كان بمقدور الرئيس صدام حسين التفاهم مع أمريكا وهو ارتبط بعلاقة متميزة مع كبار مسؤوليها حين وقع الغزو، أبرزهم (رامسفيلد) الذي عرف بصديق الرئيس صدام وكان حلقة وصل بينه وبين الإدارة الأمريكية لفترة طويلة، لكن مشكلة صدام انه يرفض الكيان الصهيوني ولا يمكن أن يغير مواقفه منه، فتم التخلص من صدام ونظامه..!
الأمر لا يختلف مع القذافي ونظامه، إذ يقول (برنار هنري ليفي) مهندس وعراب الربيع العربي في مقابلة مع قناة 24الفرنسية التي تبث بالعربية: “لا يهمنا أي نظام يأتي في ليبيا بعد نظام القذافي، وأيا كان النظام الذي سيعقب مرحلة القذافي فإنه لن يكون حاملا لكراهية (إسرائيل) بذات القدر الذي كان عليه نظام القذافي..!
سوريا الأسد وكل ما يجري فيها هو بسبب كراهية دمشق للكيان الصهيوني ورفضها أي شكل من أشكال التطبيع معه أو التعايش إلى جانبه..!
معركة طوفان الأقصى أكدت هذه الحقيقة، وليس هناك أدل على ذلك من انه وبعد سقوط أكثر من مائة وأربعين ألف مواطن عربي فلسطيني بين شهيد وجريح ومفقود، وبعد كل هذا الدمار نرى واشنطن تتحدث عن مساومة رخيصة تربط فيه مصطلح حل الدولتين (بالتطبيع مع السعودية)..!
بنظر واشنطن يعد التطبيع مع السعودية إنجازاً استراتيجياً من شأنه أن يعزز ويرسخ الوجود الصهيوني في المنطقة، فيما الحال مع إيران سيخضع للمساومة وتخييرها بين مواصلة برنامجها النووي أو عزلها عن قضايا المنطقة وتقليم أظافرها، لكن تبقى المقاومة بصمودها بمثابة إيقونة، فيما ظهر أصدقاء الكيان من الخليج إلى المغرب العربي ومصر أكثر (تعرياً) وظهرت (عوراتهم)، ولكنهم لم يجدوا من الأوراق ما يمكنهم من سترها غير التواري خلف مساع يدَّعون أنها إنسانية، وهي لا تعبر إلا عن ارتهانهم وتبعيتهم المذلة لكيان أهانهم ويهينهم على مدى أيام العدوان.. غير أن اللافت أن ما حاولت أن تكرسه أمريكا في الوطن العربي، فقدت القدرة على السيطرة عليه في ولاياتها وبين شعبها والشعوب الأوروبية وكأن الأقدار استعانت بتلك الجماهير تعويضا عن ارتهان العرب شعوبا وأنظمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام

في مثل هذا اليوم، 27 أكتوبر، تمر علينا ذكرى تاريخية عظيمة في تاريخ مصر والمنطقة العربية، يوم يحمل في طياته ذكرى السلام والشجاعة والقيادة الحكيمة. 

ففي مثل هذا اليوم من عام 1978، منح الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس وزراء إسرائيل آنذاك مناحيم بيغن، تقديرا لجهودهما في إبرام اتفاقيات كامب ديفيد التي أرست أساس السلام بين مصر وإسرائيل. 

هذه الجائزة لم تكن مجرد تكريم رمزي، بل كانت شهادة على عظمة رجل مصري استطاع أن يجمع بين بطولة الحرب وحكمة السلام، رجل كتب التاريخ بقدميه على أرض سيناء وبحروفه على صفحات السلام العالمي.

الرئيس السادات، بطل الحرب والسلام، لم يكن زعيما عاديا، بل كان قائدا يتمتع برؤية واضحة وإرادة صلبة، فمن خلال قراره التاريخي بزيارة القدس منفردا، واجه الموقف بشجاعة قل نظيرها، وألقى خطابا أمام الكنيست الإسرائيلي، خطابه الذي لا يزال صدى كلماته يتردد في ذاكرة الأمة، دعا فيه إلى بناء حياة جديدة، إلى السلام والعدل، مؤكدا أن الأرض هي للجميع، وأن الحب والصدق والسلام يجب أن يكونا دستور عمل. 

لم يكن هذا مجرد خطاب دبلوماسي، بل كان تعبيرا عن روح مصرية صادقة، عن حلم عربي عميق، عن أمل في أن تتحول أسطورة الصراع إلى قصة نجاح للسلام.

لم يكن السادات سعيدا بمنح جائزة نوبل مناصفة مع بيغن، فقد كان يرى أن جهود السلام التي بذلها يجب أن تكرم بشكل كامل له، وهو ما جعله يقرر عدم السفر إلى أوسلو لاستلام الجائزة بنفسه، وأناب عنه المهندس سيد مرعي، مع تكليف الكاتب الكبير أنيس منصور والدكتور أحمد ماهر بصياغة الخطاب الذي ألقاه نيابة عنه. 

ورغم هذا، فقد بقي موقفه شامخا ورمزا للكرامة الوطنية، فقد اختار أن يتبرع بكامل الجائزة المالية لأهله في قريته ميت أبو الكوم بالمنوفية، مظهرا كرمه وإيمانه العميق بأن الوطن والشعب هما أغلى من أي تكريم شخصي.

إن لحظة منح جائزة نوبل للسلام للرئيس السادات هي لحظة خالدة في تاريخ الأمة، فهي تمثل تتويجا لرحلة طويلة من الكفاح من أجل استعادة أرض الفيروز بعد ست سنوات من الاحتلال الإسرائيلي، وللانتصار العظيم في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 التي كسرت أسطورة الجيش الإسرائيلي وعلمت العالم أن الشعب المصري وجيشه لا يقهر. 

السادات، بهذا المزج بين الحرب والسلام، أصبح رمزا للقائد الذي يعرف متى يقاتل ومتى يسعى للسلام، رمزا للزمن الذي تتحول فيه المآسي إلى انتصارات والدموع إلى أمل.

وعلى الرغم من التحديات والانتقادات، فإن إرث السادات يظل حاضرا في الذاكرة المصرية والعربية، لأنه لم يكن مجرد سياسي، بل كان قائدا ذا رؤية، قادرا على صناعة التاريخ بقراراته وبتضحياته. 

لقد كان السادات يعي تماما أن السلام ليس نهاية الرحلة، بل بداية لمستقبل يحتاج إلى صبر وإرادة وشجاعة، وأن العظمة الحقيقية للقائد تقاس بقدرته على حماية وطنه وتحقيق آمال شعبه في الحرية والأمن والكرامة.

اليوم، ونحن نستذكر هذا اليوم العظيم، علينا أن نتذكر الدروس التي تركها لنا السادات: أن البطولة لا تقتصر على ساحات القتال، وأن السلام هو عمل شجاع يحتاج إلى إيمان بالمبادئ، وأن القيادة الحقيقية تقاس بمدى قدرتها على تحقيق الإنجازات العظيمة لشعبها ووطنها. 

في مثل هذا اليوم، نحتفل بذكرى رجل مصري صنع المجد في الحرب وصاغ السلام بيديه، نحتفل بذكرى أنور السادات، بطل الحرب والسلام، الذي علم العالم أن السلام ليس حلما بعيدا، بل هو طريق يبنى بالعزم والإيمان والوطنية الحقيقية.

مقالات مشابهة

  • مصادر إسرائيلية: أمريكا تمنع إسرائيل من شن عملية واسعة النطاق في بيروت
  • أمريكا تستعد لمصادرة مزيد من السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • كاتب أمريكي: تصاعد الضربات في أوكرانيا يعقّد المشهد والغرب يواجه حسابات غير واقعية
  • دول عربية وإسلامية تصدر بياناً حول «أونروا».. أمريكا تجدد دعم إسرائيل!
  • مصر تحذر أمريكا من محاولات إسرائيل فرض وقائع جديدة في غزة
  • حروب الشيطنة إنقاذ لسمعة الكيان الصهيوني
  • مقررة أممية تنتقد توقيع كوستاريكا اتفاقية التجارة الحرة مع الكيان الصهيوني
  • من سيناء إلى نوبل.. قصة السادات وبطولته في الحرب والسلام
  • “حماس” تدين بشدة قرار حكومة بوليفيا استعادة علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني
  • WSJ: أمريكا محبطة من عدوانية إسرائيل ضد النظام الجديد في سوريا