أحمد شعبان (المنامة)

أخبار ذات صلة بحرين العروبة.. ترحيب مميز بقادة الأمة ولي عهد البحرين ينوه بمبادرات أبناء الإمارات لتعزيز التعاون الخليجي والعربي

أكد خبراء ودبلوماسيون عرب أهمية اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته العادية الـ33 بمملكة البحرين، خاصة في هذا التوقيت الذي تشهد فيه المنطقة أزمات سياسية واقتصادية، أبرزها استمرار الحرب على قطاع غزة.


وثمن الخبراء، في تصريحات لـ«الاتحاد»، عقد القمة العربية في مملكة البحرين لأول مرة في تاريخها، وسط تطلعات لبلورة مرحلة جديدة من العمل العربي المشترك، وأن تتخذ القمة قرارات تجسد وحدة الصف في مواجهة اتساع رقعة الصراع بالشرق الأوسط.
وتعتبر القمة في هذا الوقت، على وجه الخصوص، حدثاً تاريخياً استثنائياً في غاية الأهمية، لاسيما في ضوء ما تشهده الساحة العربية من تحديات ونزاعات سواء على الصعيد السياسي أو الأمني أو الجيوسياسي، وأبرزها الأوضاع في قطاع غزة، فضلاً عن استمرار القتال في السودان والأزمات في اليمن وليبيا وسوريا والصومال. وأعرب الخبراء عن تقديرهم للجهود الحثيثة التي تبذلها مملكة البحرين الشقيقة بقيادة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، وبالتعاون مع جامعة الدول العربية، في الإعداد والتحضير لأعمال القمة، وتوفير التسهيلات والخدمات الضرورية كافة لإنجاحها.
وتشكل استضافة البحرين لأعمال القمة العربية الخميس المقبل، أهمية كبرى وحدثاً سياسياً بارزاً له دلالاته من حيث المكان، وأهميته من حيث التوقيت، إذ ستكون المرة الأولى التي تستضيف فيها المنامة أعمال القمة، وهو ما يكسب هذه الدورة مزيداً من الخصوصية من حيث تأكيد أهمية الدور الذي تقوم به الدبلوماسية البحرينية العريقة، لتوطيد وتعزيز العلاقات العربية - العربية وتوسعة آفاقها، ودعم مسيرة العمل العربي لتعزيز أمن واستقرار المنطقة. 

القضية الفلسطينية
أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، الدكتور جهاد الحرازين، أهمية انعقاد القمة العربية في مملكة البحرين في هذا التوقيت، حيث يؤكد ذلك استمرار التشاور بين القادة العرب، خاصة في ظل الظروف الطارئة التي تعيشها المنطقة العربية، وليس فقط على صعيد القضية الفلسطينية، فهناك ما يجري في منطقة البحر الأحمر وغيرها، لافتاً إلى أن المنطقة تشهد حالة من الصراعات والانعكاسات السياسية المتواصلة.
وقال الحرازين، في تصريح لـ«الاتحاد»، إن القضية الفلسطينية المحور الرئيس في هذا الاجتماع، وستكون على قمة أولويات القادة العرب، خاصة فيما يتعلق بآليات دعم صمود الشعب الفلسطيني، والحفاظ على القضية الفلسطينية، ومواجهة المخطط الإسرائيلي لتهجير الفلسطينيين. 
وأشار إلى أن القمة تسعى إلى خفض حالة التوتر والصراع القائمة في بعض الدول العربية، كما هو الوضع في اليمن، والسودان، وسوريا، والعراق، والعديد من المناطق، مضيفاً «المنطقة في أمسّ الحاجة لآليات فاعلة لدعم الشعب الفلسطيني».
وشدد الحرازين على أنه من المتوقع أن تصدر عن القمة قرارات تؤكد ضرورة دعم الحل السلمي، وتحقيق السلام في المنطقة، وأن يكون هناك موقف جاد وحقيقي من قبل الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي تجاه ممارسات إسرائيل التي لم تعد مقبولة، مع ضرورة التزام إسرائيل بالقانون والاتفاقيات الدولية، والوقف الفوري للعدوان على غزة، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من حرب الإبادة الجماعية، وإقرار حزمة من المساعدات للشعب الفلسطيني.
واختتم الحرازين كلامه مؤكداً أن هناك موقفاً عربياً موحداً وقوياً تجاه القضية الفلسطينية يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتحقيق سلام شامل، وصولاً إلى حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس.

دور رائد
من جانبه، قال الكاتب الصحفي السعودي، محمد الحيدر، إن مملكة البحرين تستضيف القمة العربية لأول مرة في تاريخها، وهي حدث تاريخي مهم، وتُعقد على المنامة آمال كبيرة في نجاح القمة، من واقع مسؤوليتها وإدراكها حجم المسؤولية وتبعات الحرب في غزة.
وقال الحيدر لـ«الاتحاد»، إن مملكة البحرين بدأت مبكراً التشاور والتنسيق مع القادة العرب، للخروج  للإعداد للقمة، بالتعاون مع الأمانة العامة للجامعة العربية، وأكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في الدعوة المُرسلة للقادة العرب أن مشاركتهم الشخصية في أعمال هذه القمة المهمة، سيكون لها بالغ الأثر والأهمية في ظل الظروف الصعبة والتحديات الجسيمة التي يواجهها وطننا العربي في الوقت الحاضر.
وأضاف الحيدر: «نحن على يقين بأن مملكة البحرين الشقيقة تدرك الخطر الأكبر وحالة عدم الاستقرار في المحيط العربي، وتعمل جاهدة على تنحية الخلافات العربية، والتصدي للتدخلات في شؤون العديد من الدول العربية من قوى خارجية، وتعزيز التضامن، ونبذ الخلافات، للخروج بقرارات حاسمة متوافق عليها من الجميع، واستخدام كل مقومات القوة العربية لفرض الإرادة العربية على المجتمع الدولي».

فرصة عظيمة
في السياق، ثمن نائب وزير الخارجية المصري الأسبق، نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير الدكتور صلاح حليمة، عقد القمة العربية في مملكة البحرين في هذا التوقيت بالذات، مؤكداً أنه من المتوقع أن تكون هذه القمة محكاً للموقف العربي بالنسبة للقضايا الساخنة ذات الأبعاد والتداعيات الخطيرة على الأمن والاستقرار في الوطن العربي، وفي منطقة الشرق الأوسط، خاصة القضية الفلسطينية.
وشدد السفير حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أهمية مناقشة تطورات القضية الفلسطينية في مجملها في ظل العدوان الإسرائيلي على غزة، وما يشهده من تصعيد يواجه بموقف دولي على المستويين الرسمي والشعبي، يشجب ويدين الممارسات الممنهجة، مؤكداً ضرورة أن تتخذ الدول العربية موقفاً وإجراءات حاسمة في مواجهة العديد من القضايا التي تمسّ أمن واستقرار المنطقة وخاصة القضية الفلسطينية.
ولفت حليمة إلى أن الموقف الدولي سواء على مستوى الدول والمنظمات أو على مستوى الشعوب وطلاب الجامعات في العالم، موقف جامع وشامل في مواجهة إسرائيل، مشدداً على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، ومعالجة الأوضاع الإنسانية، وحل مشكلة الرهائن والأسرى، وأن يكون هناك أفق سياسي للشعب الفلسطيني من أجل أن يحصل على حقوقه الوطنية المشروعة.
واختتم حليمة كلامه قائلاً: «هناك فرصة أمام القمة العربية بأن تكون مؤتمراً لسلام فلسطين، فنحن في لحظة فارقة تتعلق بمستقبل القضية الفلسطينية، ومستقبل البحر الأحمر، والشرق الأوسط»، مطالباً الدول العربية في هذه القمة بأن تتخذ قرارات تدفع نحو تسوية القضية الفلسطينية، ووقف كل الانتهاكات التي ترتكبها إسرائيل، والالتزام بالمرجعيات والقرارات الدولية وتنفيذها.

خريطة طريق
من جانبه، ثمن الإعلامي والكاتب القطري، الدكتور عبدالله فرج المرزوقي، استضافة مملكة البحرين للقمة العربية، مؤكداً أن انعقادها في المنامة يعد فرصة عظيمة بحكم موقع البحرين ودورها الكبير في نشر السلام، وما تحظى به من قبول دولي واسع، ما يجعل هناك فرصة كبيرة لاتخاذ مواقف وإجراءات عربية تجاه القضية الفلسطينية وما يجري الآن من محاولات لتصفيتها.
وقال المرزوقي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إننا على ثقة ويقين من نجاح القمة العربية في البحرين، ونتطلع جميعاً إلى مواصلة العمل الخليجي العربي الدؤوب خلال الرئاسة البحرينية لهذه الدورة، مؤكداً أن دول الخليج العربي والأمتين العربية والإسلامية تقف صفاً واحداً إلى جوار إخواننا الفلسطينيين، ويعملون بكل ما أوتوا من قوة بالتعاون مع مصر وبقية الدول العربية لوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وأعرب المرزوقي عن أمله في أن تخرج القمة بقرارات ومخرجات تدعو إلى وقف الحرب في غزة، ورفض تبريرات الحرب تحت أي ذريعة، والمطالبة بكسر الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية.
وأشار المرزوقي إلى أن هناك خريطة طريق عربية قدمت من قبل «السداسية العربية» والتي تمثل القوى الوازنة في المنطقة، والتي ضمت كلاً من: الإمارات والسعودية وقطر ومصر وفلسطين والأردن، وتستند إلى مبادرة السلام العربية، وتشكل الحل الخلاق والأمثل لإنهاء الصراعات كافة في المنطقة، مؤكداً أهمية دعم هذه الخريطة والتمسك بها في القمة لإحلال السلام والاستقرار في المنطقة العربية.

محطة مفصلية
يرى المحلل السياسي اليمني، رئيس «مركز الخليج للدراسات»، وليد الأبارة، أن انعقاد الدورة الـ33 لمجلس جامعة الدول العربية في مملكة البحرين، أمر بالغ الأهمية في هذا التوقيت لأسباب عدة، على رأسها تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة التي تأتي في ظل تنديدات دولية تحذر من تداعي الوضع الإنساني.
وأكد الأبارة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن قمة البحرين قمة محورية في معالجة الكثير من الأزمات في الدول التي تشهد صراعات داخلية، وبالتالي تعد محطة مفصلية في تاريخ الجامعة العربية، مشدداً على أهمية الدور المنشود من الجامعة في معالجة الأزمات التي تمس الشعوب العربية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: البحرين الجامعة العربية القمة العربية جامعة الدول العربية العمل العربي العربیة فی مملکة البحرین فی تصریح لـ الاتحاد القضیة الفلسطینیة القمة العربیة فی الشعب الفلسطینی فی هذا التوقیت الدول العربیة فی المنطقة فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

مأزق الوحدة العربية الكبرى

في هذا العالم الواسع الذي يعيش فيه قوميات، وأعراق، وطوائف، وديانات، وإثنيات عديدة ومختلفة، تسعى في معظمها إلى التعايش، والتوحد في وجه الأخطار المتعاقبة، وأن تكون جماعات قوية، وفاعلة، يطل العرب في هذا الزمن الغريب، وبكل أسف، وكأنهم خارج الزمن، وخارج المنظومة الاجتماعية المتعارف عليها، يظهرون في صور مختلفة، ومتخلفة، بدءا من التناحر، والاقتتال، والاحتشاد الطائفي والمذهبي، وانتهاء بالمؤامرات الصغيرة، والمشكلات الخفيّة، وكأنهم في غابة لا نظام لها، ولا قانون، فبينما تتجه الدول إلى الاتحادات، وتنسيق المواقف، وتنظيم الصفوف، في مواجهات كبيرة، وخطِرة تكاد تلتهم وجودها، يظل العرب في دوامة الصراعات الضيقة، دون رؤية واضحة، ودون بوصلة محددة، يتجهون إلى مصايرهم دون وعي في أحيان كثيرة.

ورغم أن قواسم الاتفاق، والتوحد أكثر من الاختلافات بين الدول والشعوب العربية، إلا أن العمل الفردي يغلب على معظم السياسات، ولذلك باءت محاولات الوحدة كلها بالفشل، فلم تنتهِ المشاكل الحدودية، وظلت التناحرات الطائفية والمذهبية في بعض الدول قائمةً، وهذا ما يجعل هذه الدول مفتتة، وممزقة، وغير فاعلة، بل أن لدى شعوبها أزمة هويّة واضحة، ولعل حرب «غزة» الحالية أظهرت ذلك المأزق، وكشفته بشكل واضح، فبينما يتغنّى العرب في إعلامهم، وكتبهم الدراسية، وفي وجدانهم القومي بالعروبة، والتاريخ والمصير المشترك، يبدو الواقع السياسي وكأنه بعيد جدا عن هذه الشعارات، بل وقريب من مواقف عدوٍ «كلاسيكي» ومعروف إلى وقت قريب، إلا أن الضبابية بدت واضحة على الموقف العربي الواحد، مما يجعل تلك الشعارات مجرد لافتات بائسة.

إن الوحدة أصبحت ضرورة حتمية لكي يستعيد العرب مكانتهم، ويستثمروا مواطن قوتهم، ويعملوا من أجل المستقبل، فالدول التي تعيش على أكتاف غيرها، يظل مصيرها معلقا بيدي عدوها، ويظل القرار السيادي منقوصا مهما بدا غير ذلك، فالحسابات العربية غالبا ما تُبنى قبل كل شيء على مصالحها مع الدول الكبرى، حتى ولو كان ذلك على حساب جارة شقيقة، يربطهما مصير مشترك، وجغرافيا، ودين، ومصالح أبدية، ولكن الواقع يقول: إن الضعيف لا يمكن أن يعتمد على ضعيف مثله، فهو يحتاج إلى دولة قوية تحميه، ونسي العرب مقولتهم الشهيرة، وشعارهم الكبير «الاتحاد قوة، والتفرق ضعف»، ولم يلتفتوا إليه في واقعهم، ولم يطبقوه في حياتهم السياسية.

إن الدول الكبرى لديها قناعة راسخة بأن الدول العربية يجب أن تظل ضعيفة، وتعتمد عليها في كل شاردة وواردة، وأن أي تقارب عربي يعني خطرا على وجودها الاستراتيجي في المنطقة، لذلك تعمل ليل نهار على إشعال المشكلات بين الدول العربية، وتوليد الخلافات، وخلق العداوات مع الجيران، وإبقاء الوضع على ما هو عليه، حتى يسهل عليها كسر هذه الدول، وتفتيتها، ليكون لها اليد الطولى في مصيرها، وتضمن وجودها العسكري لأطول مدة ممكنة، ولكن على العرب أن يعرفوا أن كل سرديات التاريخ تثبت أنه ليس للضعيف مكان في عالم القوة، وأن حزمة الحطب لو اجتمعت فلن يسهل كسرها، ولذلك على هذه الدول المتحدة في كل شيء إلا في الواقع، أن ترى المستقبل بعيون أوسع، وبحكمة أكبر، وتعلم أن الوقت حان للملمة الأوراق، والبدء في رحلة العمل الطويل والشاق في سبيل حلم «الوحدة العربية الكبرى».

مقالات مشابهة

  • السودان يرد على الجامعة العربية
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • ساكاليان لـ سانا: اللجنة على استعداد تام لمواصلة العمل للتخفيف من تبعات الأحداث الأخيرة في محافظة السويداء على المجتمعات المتأثرة، حيث انضم فريق منها الإثنين الفائت إلى القوافل الإنسانية التابعة للهلال الأحمر العربي السوري التي دخلت محافظة السويداء، ضمن ا
  • رئيس البرلمان العربي: الحراك الدولي الحالي يؤكد للعالم أجمع عدالة القضية الفلسطينية
  • ضربة لإسرائيل.. 10 دول جديدة تعلن نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية
  • قيادي بمستقبل وطن: كلمة الرئيس تعكس التضحيات التي تقدمها مصر من أجل القضية الفلسطينية
  • موعد مباراة منتخب السلة الأولمبي أمام البحرين في البطولة العربية
  • عين على الصدارة.. منتخب السلة الأولمبي يواجه البحرين في البطولة العربية
  • بروتوكول تعاون بين المحكمة العربية للتحكيم والجهاز العربي للتسويق
  • اليوم .. «السلة الأوليمبى» يواجه البحرين بالبطولة العربية