طاقم السفينة الإسرائيلية المحتجزة “جالاكسي ليدر” يرتدي الشال الفلسطيني خلال زيارة الصليب الأحمر.. شاهد ماذا طالبوا؟ (فيديو)
تاريخ النشر: 14th, May 2024 GMT
الجديد برس:
زار فريق من اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الأحد، طاقم السفينة الإسرائيلية “جالاكسي ليدر” المحتجزة لدى قوات صنعاء في محافظة الحديدة غربي اليمن.
وبثت قناة (المسيرة) التابعة لحركة أنصار الله لقطات للزيارة، وذكرت وكالة أنباء (سبأ) التابعة لحكومة صنعاء أن فريق اللجنة “اطلع على وضع طاقم السفينة (25 فرداً)، الذين أكدوا أنهم في حالة جيدة ويحظون بمعاملة إنسانية وفق تعاليم وقيم الدين الإسلامي”.
ونشرت وكالة “سبأ” الرسمية في صنعاء صوراً للزيارة التي ظهر فيها أفراد طاقم السفينة الإسرائيلية يرتدون الشال الفلسطيني.
وبحسب الوكالة فإن “طاقم السفينة أكدوا لفريق الصليب الأحمر بأنهم يحظون برعاية وتعامل جيد ويتواصلون مع أسرهم عبر الفيديو، ويأملون إيقاف الحرب على غزة للإفراج عنهم”.
وعبر فريق الصليب الأحمر، عن الشكر والتقدير للسلطات في صنعاء لتذليل مهامه بزيارة طاقم سفينة “جلاكسي ليدر” للاطمئنان على أوضاعهم الإنسانية.
وقامت قوات صنعاء في 19 نوفمبر الماضي باحتجاز السفينة الإسرائيلية “جالاكسي ليدر” في البحر الأحمر بعملية عسكرية استخدمت فيها الطيران المروحي والزوارق لاقتياد السفينة إلى السواحل اليمنية، وذلك بهدف مساندة الفلسطينيين في غزة والضغط على “إسرائيل” لوقف الحرب وإدخال المساعدات إلى القطاع.
وفي مارس الماضي أكد قيادي في “كتائب القسام” أن قوات صنعاء جعلت مصير السفينة “جالاكسي ليدر” وطاقمها بيد المقاومة الفلسطينية وبالأخص كتائب القسام، كورقة ضغط على كيان الاحتلال الإسرائيلي.
???? الصليب الأحمر يزور طاقم السفينة الإسرائيلية المحتجزة جلاكسي ليدر#طوفان_الأقصی#لستم_وحدكم #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/i42ShUwd5b
— قناة المسيرة (@TvAlmasirah) May 12, 2024
زيارة وفد من الصليب الأحمر الدولي لطاقم سفينة "جالكسي ليدر" في #البحر_الأحمر 04-11-1445 | 12-05-2024#تحالف_حماية_السفن_الاسرائيلية #معركة_الفتح_الموعود_والجهاد_المقدس pic.twitter.com/OLYjmoDOId
— المركز الإعلامي AMC (@AnsarrAllahMC1) May 12, 2024
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: طاقم السفینة الإسرائیلیة الصلیب الأحمر جالاکسی لیدر
إقرأ أيضاً:
ماذا تقول “مادلين” للعرب؟
في زمن تكتنفه الأزمات والتحديات، تبرز سفينة “مادلين” كرمز للحقيقة المرة التي نرفض أحيانًا مواجهتها. ليست “مادلين” مجرد سفينة إنسانية تنقل مساعدات إلى غزة، بل هي رسالة صادمة للعرب وللعالم أجمع، رسالة تتجاوز حدود الجغرافيا والسياسة، لتسائل الضمير العربي الحي أو الميت.
عندما أبحرت “مادلين” من إيطاليا متجهة إلى قطاع غزة، لم تكن تحمل فقط مواد غذائية ودوائية، بل حملت معها رمزية واضحة: رفض الحصار الإسرائيلي الظالم، والتمسك بالكرامة الإنسانية التي يُحاول الاحتلال إنكارها يوميًا، 12 ناشطًا من جنسيات متعددة كانوا على متن السفينة، يمثلون وجوهًا مختلفة من عالم يبحث عن العدالة، ولكنهم جميعًا اتحدوا في موقف واحد، موقف رفض الظلم المستمر الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة.
إن الرد الإسرائيلي السريع والمباشر على السفينة، بقيام قوات الاحتلال بالسيطرة عليها وقطع الاتصال بها، يكشف عن عمق الخوف من هذه المبادرات السلمية. إسرائيل لا تخشى مجرد سفينة محملة بمساعدات، بل تخشى أن تتحرك الضمائر، أن يُكشف الغطاء عن سياساتها القمعية، أن تظهر غزة للعالم كمعاناة إنسانية حقيقية وليس مجرد عنوان إخباري عابر.
لكن الأهم من رد الاحتلال، هو ما تقوله هذه الحادثة للعرب أنفسهم: أين الموقف العربي الرسمي؟ أين الأصوات التي تنادي بحق الشعب الفلسطيني؟ لماذا صار صوت ضحايا الحصار لا يسمعه سوى نشطاء من الخارج؟ لماذا أصبح الوقوف مع غزة مشهدًا تُقدّمه الأمم الأخرى للعالم بينما يزداد الصمت العربي عمقًا؟
“مادلين” كشفت لنا مرة أخرى هشاشة الموقف العربي، ليس فقط تجاه فلسطين، بل تجاه قضايا الحق والكرامة بشكل عام. في الوقت الذي يفرض فيه الاحتلال حصاره بحصار جغرافي وسياسي واقتصادي، يخيم على القضية حصار أخطر وأعمق: حصار التراخي والتجاهل العربي. هذا الحصار يصبغ الحكاية بألوان مختلفة، تجعل من معاناة غزة عنوانًا هامشيًا، ومن دعم القضية مجرد شعار يُرفع بلا فعل.
الأكثر إيلامًا هو أن تضطر غزة، قلب القضية، أن تنتظر من يمدّ لها يدًا من بعيد، من أوروبائيين وأجانب لا تربطهم بفلسطين روابط الدم أو الدين أو الجغرافيا، في حين يغيب الدعم الحقيقي من الأشقاء العرب. هذا الواقع يطرح سؤالًا بليغًا: إلى متى سيظل العرب مراقبين صامتين، متفرجين على مأساة لا تتوقف، وعلى شعب لا يزال يعاني رغم كل التضحيات؟
ليس الأمر مجرد نقد أو لوم، بل دعوة صريحة لكل عربي يمتلك حدًا من الوعي والضمير، لكي يراجع موقفه، ويتساءل عن دوره في دعم قضيته التي هي في جوهر هويته وكرامته، “مادلين” ليست فقط سفينة، بل هي مرآة صادقة تعكس حجم التخاذل والتراخي الذي نعانيه، لكنها في الوقت نفسه تذكرنا بأن هناك دائمًا أملاً في التغيير، وأن الكرامة يمكن أن تعبر البحار مهما كانت المسافات.
إن ما حدث مع “مادلين” هو اختبار حقيقي لمدى استعداد العرب لتحويل الكلمات إلى أفعال، ولإثبات أن فلسطين ليست مجرد قضية سياسية مؤجلة، بل قضية إنسانية وأخلاقية تتطلب التفاعل والوقوف بحزم. حين نجحت السفينة في اختراق صمت الرأي العام العالمي ولو لحظة، أعادت إشعال شعلة الواجب الأخلاقي تجاه غزة، وأظهرت أن المعركة ليست فقط على الأرض، بل في وجدان الشعوب.
ختامًا، تقول لنا “مادلين” عبر صمتها المسلوب وسفرتها المحاصرة، إن غزة بحاجة إلى أكثر من مساعدات تُرسل عبر البحر، إنها بحاجة إلى أمة تستعيد صوتها، أمة تتحرك بحزم، أمة تعيد الاعتبار لقضية فلسطينية تتخطى كل الحدود، فهل نحن مستعدون لسماع ما تقول؟ وهل نحن على استعداد لأن نكون جزءًا من الحل وليس المشكلة؟